80% من السجون غير صالحة للمعتقلين في العراق
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
31 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: أكدت شبكة العدالة للسجناء في العراق، وهي شبكة محلية مهتمة بأوضاع السجون، أن المعتقلات ومراكز الاحتجاز في العراق تواجه العديد من المشكلات ومعظمها غير صالحة للعيش، في تقرير جديد ضمن عشرات التقارير الصحافية وتقارير المنظمات المحلية والدولية عن الأوضاع اللاإنسانية في سجون بلاد الرافدين.
أضاف مصطفى أن “27% من السجون لم يتم زيارتها من قبل الأمم المتحدة، فضلاً عن أن جميع المؤسسات غير مراعية للمسافات الدولية للبناء”، مشيراً إلى أن “مراكز الاحتجاز والإصلاحيات والسجون تواجه مشكلات كبيرة من ناحية الخدمات الصحية، إذ إن المستوصف المخصص لتقديم الخدمات لعدد قليل يُستخدم لتقديم الخدمات لأكثر من هذا العدد بكثير، ما يجعله غير قادر على استيعاب هذا الزخم الهائل من السجناء، مع مشاكل كثيرة في الخدمات الطبية في السجون النسائية. وهناك حالات تتطلب نقل المريض إلى أقرب مستشفى خارج السجن بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة، وهذه تتطلب الكثير من الإجراءات الإدارية”.
وقال عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، محمد عنوز، إن “السجون في العراق تحسّنت أوضاعها في ظل الوزارة والحكومة الحاليتين، عن الفترات السابقة، لكن هذا لا يعني أنها لا تحتاج إلى مزيدٍ من الإصلاحات، بل هي في أمس الحاجة إلى اتخاذ قرارات لتحسين واقع السجين والسجون بشكلٍ عام”، موضحاً أن “الفترة الماضية شهدت اعتراضات وانتقادات لطول فترة التوقيف، وعرض المتهمين بزي المحكومين، وأجرى مجلس القضاء الأعلى إصلاحات يمكن اعتبارها الأهم منذ فترة طويلة”.
من جهته، لفت رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل العزاوي، إلى أن “غالبية السجون ومراكز الاحتجاز تعاني مشكلة الاكتظاظ، وبلغت النسبة في بعض منها 300%، بواقع 100 ألف سجين وموقوف. وهذا رقم يفوق بشكل كبير الطاقة الاستيعابية للسجون ومراكز الاحتجاز، كما أن غالبية البنى التحتية لهذه السجون قديمة جداً ومتهالكة ومصممة لاستقبال 30 ألف سجين وموقوف فقط”. وأكد أن “الاكتظاظ أدى إلى انتشار أمراض صدرية، وأخرى جلدية، واضطر أيضاً بالإدارة السجنية إلى إيداع السجناء والموقوفين من أصحاب الجرائم البسيطة مع أصحاب الجرائم الخطرة”.
وسبق أن انتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقارير “الأوضاع المهينة في سجون مكتظة يحتجز فيها آلاف الرجال والنساء والأطفال، الذين يتعرض بعضهم إلى سوء المعاملة شمال العراق، وكان لا بد للمسؤولين الخروج إلى العلن وتوضيح ما يحدث لإنهاء الجدل”. كما أنها أكدت “سوء أوضاع السجناء في السجون العراقية، وأن غالبية السجون تعاني اكتظاظاً بأعداد السجناء، وإهمالاً، وانعدام الخدمات، وتردي الأوضاع المعيشية والصحية التي ساهمت في انتشار الكثير من الأمراض الجلدية والمعدية بينهم”.
كما أقرّ وزير العدل العراقي خالد شواني، في وقتٍ سابق، بأنّ تضخّم الطاقة الاستيعابية في سجون العراق وصل إلى 300%، الأمر الذي يؤكد الوضع البائس الذي تعيشه دوائر الإصلاح والسجون العراقية. ويأتي ذلك في حين تعلن السلطات أنّها تعمل على حلّ هذه المشكلة ضمن خطّة وضعتها وزارة الداخلية تشمل استحداث مدن إصلاحية متكاملة، غير أنّها في الحقيقة لم تتقدّم في هذا الملف، إذ إن الإفادات تكثر بشأن الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء، بالإضافة إلى التعذيب والابتزاز وانتزاع الاعترافات بالقوّة.
وقال شواني، إنّ “معالجة هذه المشكلة تجري وفقاً للبرنامج المرسوم من قبل الوزارة عبر آليّتَين؛ الأولى تُعنى بالآليات القانونية المتعلقة بالإفراج وتوسيع قضية الإفراج الشَّرطي وإصدار قانون العفو وفقاً للصيغة المصدّق عليها في ائتلاف إدارة الدولة وفي الحكومة من دون التوسع أو التضييق فيها”. أمّا الآلية الثانية، بحسب وزير العدل العراقي، فتُعنى بـ “البنى التحتية الجديدة” في سجون العراق.
لكنّ ناشطين في مجال السجون والسجناء وحقوق الإنسان يشيرون إلى أنّ توسعة سجون العراق ودوائره الإصلاحية لا تمثّل حلاً لمشكلة الاكتظاظ، ولا سيّما أنّ معلومات كثيرة تفيد بأنّ أعداداً كبيرة من السجناء محتجزون من دون أيّة تهمة، وأنّ عدداً منهم قضى محكوميته، في حين أنّه لا يزال مسجوناً. وثمّة موقوفون آخرون على ذمّة التحقيق منذ سنوات، الأمر الذي يُعَدّ جزءاً من الإخفاق الأمني والقضائي في التعامل مع المتّهمين.
وكان المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب قد كشف في تقرير له، في أواخر العام الماضي، احتجاز السلطات الحكومية عشرات آلاف المعتقلين لأسباب سياسية أو كيدية وسط ظروف غير إنسانية، في زنازين مكتظة وغير مهيأة صحياً منذ سنوات عديدة. وأشار إلى أنّ درجات الحرارة والرطوبة عالية في أماكن احتجاز هؤلاء، الأمر الذي يؤثّر مباشرةً في صحتهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ ملف السجناء في العراق من الملفات المعقّدة، ولا سيّما مع الاكتظاظ والانتهاكات والخروقات المختلفة، من بينها إدخال الممنوعات. كذلك لا تتوافر بيانات رسمية خاصة بعدد السجناء في البلد، غير أنّ أرقاماً متضاربة تبيّن أنّها تقترب من 100 ألف سجين يتوزّعون على سجون وزارات العدل والداخلية والدفاع، بالإضافة إلى سجون تمتلكها أجهزة أمنية مثل الاستخبارات والأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، في حين يستمرّ الحديث عن سجون غير علنية تضمّ آلاف المعتقلين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: سجون العراق فی العراق فی سجون إلى أن
إقرأ أيضاً:
في ضربة استباقية للمتاجرين بصحة المواطنين.. محافظ المنوفية: ضبط ذبائح مريضة وغير صالحة للإستخدام الآدمي
في إطار جهود محافظة المنوفية بمتابعة الاسواق وتكثيف شن الحملات التفتيشية والرقابية للوقوف علي مدى صلاحية السلع المعروضة حفاظا علي صحة وسلامة المواطنين.
وفي ضربة استباقية للمتلاعبين بصحة المواطنين، أشار اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية إلى ضبط المتهمين بذبح حيوانات مريضة خارج المجازر الحكومية بمنوف ومخالفة للقانون، جاء ذلك عقب قيام حملة تفتيشية مفاجئة من الطب البيطري والوحدة المحلية لمركز ومدينة منوف ومباحث التموين.
حيث تمكنت الحملة من ضبط عدد من الذبائح المريضة بالمخالفة لقانون الذبح ومصابة بالاتهاب التاموري الحاد وغير صالحة للاستخدام الآدمي وكذا 3 مواشي مريضة معدة للذبح وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية وبتواجد الاستاذ وليد سالم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة منوف، العقيد أحمد أبو السعود مدير مباحث التموين، الدكتور ماجد عبد الظاهر مدير مديرية الطب البيطري، الدكتور طه رزق مدير ادارة المجازر والتفتيش علي اللحوم بالمديرية، وعليه أحال محافظ المنوفية الواقعة للنيابة العامة التي أمرت بضبط وإحضار المتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة و إعدام المضبوطات التي تقدر بطن و٨٠٠ ك لحوم وأعدام الحيوانات المريضة بالطرق الصحية الامنة.
هذا وقد ثمن محافظ المنوفية جهود مديرية الطب البيطري ومباحث التموين والأجهزة التنفيذية في استمرار تنفيذ الضربات الاستباقية للمخالفين ومواصلة جهودهم للتصدي الفوري لأية مخالفات ومكافحة الفساد حفاظًا علي الصحة العامة للمواطنين والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه التلاعب بصحة وسلامة المواطنين.