بغداد اليوم - متابعة 

واصل الذهب ترسيخ مكانته كملاذ آمن واستثمار استراتيجي في ظل الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية المتقلبة في العام 2024؛ فقد حقق المعدن النفيس أداءً استثنائياً، مسجلاً مستويات قياسية غير مسبوقة منذ أكثر من عقد.

جاء ذلك الأداء مدفوعاً بتزايد التوترات الجيوسياسية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، وارتفاع معدلات التضخم نسبياً، مما جعل الذهب الخيار الأول لحماية القيمة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

التحولات في السياسة النقدية لعبت دوراً محورياً في تحديد مسار الذهب، حيث تحولت البنوك المركزية الكبرى من التشديد النقدي في 2023 إلى خفض أسعار الفائدة في 2024، مما أتاح مساحة أوسع لتدفقات استثمارية قوية نحو المعدن. إلى جانب ذلك، شهدت الأسواق طلباً متزايداً من البنوك المركزية، خاصة من الصين، والتي تبنت استراتيجيات مالية تعتمد على تعزيز حيازاتها من الذهب لمواجهة تقلبات الأسواق العالمية.

بالنظر إلى العام 2025، يبقى السؤال حول ما إذا كان الذهب سيحافظ على وتيرة صعوده. بينما المؤشرات الأولية ترجح استمرار الأداء الإيجابي، وإن كان بوتيرة أبطأ في تقدير بعض المؤسسات، مع توقعات بأن تظل مشتريات البنوك المركزية وسياسات خفض الفائدة عوامل داعمة رئيسية، ومع مراقبة تداعيات سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعدما يتولى مهامه رسمياً في العشرين من يناير الجاري.

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

«الذهب األبيض» يصمد أمام التحديات بالشرقية

يظل القطن المصرى، أو ما يُعرف بـ«الذهب الأبيض»، أيقونة اقتصادية واجتماعية منذ أن أدخله محمد على باشا إلى منظومة الزراعة المنظمة عام 1818، ليصبح على مدى أكثر من قرنين أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد القومى، ومصدر فخر للزراعة المصرية فى الداخل والخارج.

المهندس سمير راشد، مدير إدارة المتابعة بمديرية الزراعة بمحافظة الشرقية، يقول إن القطن المصرى حظى منذ نشأته باهتمام خاص من الدولة فى مختلف مراحل إنتاجه وتسويقه وتصنيعه، نظرًا لجودته الفائقة التى جعلته فى صدارة المنسوجات عالميًا.

وأضاف أن تميز القطن المصرى لا يقتصر على حجم الإنتاج، بل يرتبط بنوعيته الفريدة، التى تُرجع إلى خصوبة التربة المصرية، واعتدال المناخ، وخبرة الفلاح المصرى الذى تعامل مع هذا المحصول الاستراتيجى بمهارة عالية، ما ساعده على الحفاظ على مكانته رغم فترات التراجع والتذبذب، مشيرًا إلى أن المساحات المزروعة بالقطن شهدت تغيرات بارزة عبر العقود؛ ففى سبعينيات القرن الماضى بلغت نحو 700 ألف فدان، وقفزت فى الثمانينيات إلى مليون و250 ألف فدان، بينما استقرت فى التسعينيات عند أكثر من 900 ألف فدان، لتتراجع حاليًا إلى ما بين 250 و300 ألف فدان فقط، ومع ذلك، فإن إنتاجية الفدان شهدت طفرة كبيرة؛ إذ ارتفع المتوسط من 4 قناطير فى السبعينيات إلى 6 قناطير فى الثمانينيات، ليصل اليوم إلى ما بين 10 و12 قنطارًا بفضل الأصناف المحسنة مثل «جيزة 94».

ومع بداية موسم الحصاد هذا العام، تزينت حقول محافظة الشرقية بالذهب الأبيض فى مشهد مبهج يعكس فرحة المزارعين بثمار جهدهم، وأكد الفلاحون أن الموسم يبشر بإنتاج وفير وجودة عالية، وهو ما يعزز مكانة القطن المصرى فى دعم الصناعة الوطنية وتوفير فرص عمل موسمية لشباب القرى.

وفى هذا السياق، أوضح محمد إبراهيم مزارع من كفر صقر أحد مراكز شمال المحافظة، أن مراكز قطاع شمال الشرقية تتصدر المساحات المزروعة بالقطن، خصوصًا فى المناطق القريبة من نهايات الترع، حيث يتوارثون خبرات طويلة فى زراعة هذا المحصول، بينما تبقى المساحات فى قطاع الجنوب محدودة نسبيًا، مشيرا إلى أن الأصناف الحالية، وعلى رأسها «جيزة 94»، أثبتت كفاءة كبيرة بفضل مقاومتها للأمراض ونضجها المبكر مقارنة بالأصناف الأخرى،  هذا العام.

 

ونوه عبدالمولى سعفان، مزارع من أولاد صقر، إلى إن موسم القطن الحالى يُعد من أفضل المواسم من حيث جودة المحصول وزيادة الإنتاجية، موضحًا أن صنف جيزة 94 أثبت كفاءة عالية فى مقاومة الأمراض وتحمل الظروف المناخية، فيما أكد جمال إبراهيم زيدان، مزارع من صان الحجر، أن القطن ما زال يمثل مصدر فخر للفلاح المصرى رغم تراجع المساحات المزروعة به خلال السنوات الأخيرة.

 

 وأشار يسرى تمراز إلى أنهم يواجهون تحديات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وعدم وجود تسعيرة موحدة لمستلزمات الإنتاج، داعيًا الحكومة إلى دعم المزارعين وتوفير مستلزمات الزراعة بأسعار مناسبة لضمان استمرار زراعة «الذهب الأبيض» والحفاظ على مكانته التاريخية.

 

ووفقًا لبيانات رسمية فإن المساحة المزروعة هذا العام فى الشرقية بلغت نحو 36 ألفًا و863 فدانًا، وهو رقم كان فى الماضى يُزرع فى مركز واحد فقط من مراكز المحافظة، وعلى مستوى الجمهورية وصلت المساحات إلى 205 آلاف فدان، مقارنة بـ311 ألف فدان العام الماضى، بينما يُتوقع أن يصل إجمالى الإنتاج إلى نحو 1.5 مليون قنطار زهر.

وأشاد مدير إدارة المتابعة بالدور الكبير لمعهد بحوث القطن فى استنباط أصناف جديدة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية وزيادة الإنتاجية، مؤكدًا أن الدولة تمضى فى تبنى سياسة تنافسية تستهدف استمرار زراعة القطن وتعزيز قدرته التصديرية، بما يحافظ على هذا الإرث الزراعى التاريخى الذى ارتبط باسم مصر عبر العصور.

وذكر راشد أن الحفاظ على القطن المصرى ليس مجرد قضية زراعية، بل قضية وطنية تمس الاقتصاد القومى والهوية المصرية معًا، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود لضمان استعادة مكانته العالمية ودعم الفلاح المصرى.

من جانبه، أكد إبراهيم إسماعيل، نقيب فلاحين الشرقية، أن الفلاحين يعانون هذا العام من تدنى أسعار معظم المنتجات الزراعية، الأمر الذى أدى إلى تراجع العائد الاقتصادى وتزايد حجم الديون على المزارعين، خاصة المستأجرين الذين يتحملون أعباء مالية كبيرة تصل فى بعض الحالات إلى نحو 50 ألف جنيه إيجارًا للأرض.

 

وطالب نقيب فلاحين الشرقية بسرعة صرف مستحقات المزارعين عقب مزادات القطن، حتى يتمكنوا من سداد جزء من مديونياتهم والاستعداد للموسم الزراعى الجديد، مشددًا على أهمية وقوف الحكومة بجانب الفلاح فى هذه المرحلة الحرجة، دعمًا لدوره الحيوى فى الحفاظ على الأمن الغذائى باعتبار الزراعة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري.

 

مقالات مشابهة

  • مؤثر بورصة عمان يسجل مستويات قياسية
  • «الذهب األبيض» يصمد أمام التحديات بالشرقية
  • سعر الدولار في بنك مصر والبنك الأهلي يسجل 47.51 جنيه
  • الذهب يقلص تراجعه دون 4000 دولار والفضة ترتفع قرب ذروة تاريخية جديدة
  • تجاوز حاجز 4.000 دولار للأوقية.. الذهب يتلألأ عالميا للأسبوع الثامن على التوالي
  • الذهب يسجل مستويات جديدة اليوم السبت 11 أكتوبر.. وعيار 21 مفاجأة
  • تراجع سعر الذهب اليوم 10 أكتوبر بعد مستويات تاريخية
  • إصدار أكثر من 310 آلاف جواز سفر و78 ألف بطاقة جديدة خلال 2024
  • انخفاض أسعار الذهب بالمملكة.. وعيار 21 يسجل 418 ريالا
  • الفضة تسجل أعلى سعر منذ أكثر من 4 عقود