النظام الإيراني يكثف قمعه قبيل ذكرى الاحتجاجات.. اعتقال واستدعاء العشرات من عائلات الضحايا
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
كثف النظام الإيراني حملته القمعية لتثبيط الاضطرابات المحتملة، مع اقتراب ذكرى احتجاجات جديدة تحت شعار "النساء والحياة والحرية" في الأفق.
وتم اعتقال واستدعاء العشرات من عائلات الضحايا والمتظاهرين الذين تم اعتقالهم وإطلاق سراحهم خلال المسيرات التي ضربت البلاد في العام الماضي، مع ورود تقارير من عدة مقاطعات، بما في ذلك طهران وجيلان وكردستان وغرب أذربيجان وأصفهان.
واعتقلت القوات الأمنية، الخميس، كوروش وزيري، التي قُتلت زوجته شيرين علي زاده البالغة من العمر 35 عامًا على يد عناصر من النظام أثناء تصويرها احتجاجات إلى جانب زوجها وطفلها في محافظة مازندران في سبتمبر الماضي.
وأمر عناصر الأمن الأسرة بعدم الاحتفال بعيد ميلادها هذا الأسبوع، وهو ما كان عليهم قبوله، لكن العملاء ذهبوا إلى الزوج واعتقلوه على أي حال.
وقالت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية كردية، الخميس، إنه تم اعتقال 15 شخصًا على الأقل في مدن ذات أغلبية كردية في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف أن القوات الحكومية، دون إبراز أي أمر قضائي، داهمت منازل هؤلاء المواطنين في مهاباد وأوشنافية، وبثت الرعب والترهيب، واعتقلتهم فيما بعد ونقلتهم إلى أماكن مجهولة، وهذه ليست سوى عدة حالات في سلسلة متصاعدة من حملات القمع الحكومية ضد النشطاء والطلاب والمعلمين والكتاب في الفترة التي سبقت الذكرى 16 سبتمبر لوفاة مهسا أميني على يد الشرطة.
على مدى الأسابيع العديدة الماضية، تواصلت وزارة الاستخبارات ومنظمة استخبارات الحرس الثوري (SAS) مع الأفراد الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات المناهضة للنظامن وهم يحذرونهم من المشاركة في أي مظاهرات في ذكرى حركة الاحتجاج.
وطُلب من الذين استدعتهم وكالات الاستخبارات توقيع تعهدات بالبقاء في منازلهم لمدة أسبوع، كما طُلب من بعضهم أخذ إجازة من العمل، لضمان عدم مشاركتهم في أي احتجاجات.
وقد تم تهديدهم بالاعتقال إذا تم العثور عليهم منخرطين في أي أنشطة مؤيدة للحركة الاحتجاجية في الأماكن العامة أو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المحلل السياسي علي حسين غازي زاده إن حملة الاعتقالات والترهيب التي تشنها وزارة المخابرات كانت "غير مسبوقة" حتى بالنسبة لإيران.
وأضاف: "المشكلة مع هذه الوكالات الاستخباراتية غير الكفؤة هي أنها تفشل في فهم طبيعة سلوك المجتمع" مؤكدًا: "إنهم يفشلون في إدراك أنه عندما تنتشر جذور السخط إلى الحد الذي يجعلك مجبرًا على القيام بمثل هذا السلوك الضخم، وأن الاعتقالات في جميع أنحاء البلاد ومن مختلف شرائح المجتمع، وفقد النظام زمام السيطرة ".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النظام الإيراني احتجاجات النساء
إقرأ أيضاً:
البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء
ما إن وصلت طلائع المنخفض الجوي إلى قطاع غزة، حتى تلاشت آخر خيوط الأمل لدى مئات الآلاف من النازحين في صمود خيامهم المتهالكة أمام رياح الشتاء وأمطاره.
في دير البلح وسط القطاع، تحوّل المشهد إلى مأساة إنسانية مركبة، حيث لم يواجه النازحون البرد بأغطية تقيهم الصقيع، بل بـ"أغطية بلاستيكية ممزقة" لم تمنع عنهم ولا عن أطفالهم سيول المياه التي اجتاحت "مآويهم" الهشة.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3منخفض جوي يُغرق خيام النازحين بغزة ويفاقم معاناتهمlist 2 of 3مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في حي الزيتون بمدينة غزةlist 3 of 3أوضاع صعبة.. الأمطار الغزيرة تغرق خيام النازحين والشوارع بغزةend of listأجسادنا هي "المدفأة"في مشهد يُجسد قمة العجز والقهر، تروي سيدة نازحة كيف قضت ليلتها وهي تحاول تدفئة عائلتها في ظل انعدام الفُرش والأغطية، قالت وهي تبكي: "قضينا الليل لحّمنا ببعض عشان ندفى.. هذا بدو ينام في البطانية وهذا بدو ينام فيها".
وتضيف السيدة أن خيمتها لم تصمد، فالمطر لم يغرق المكان فحسب، بل "أكل الأرض" تحتهم، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة: "لا أواعي (ملابس) عندنا، ولا فراش".
المعاناة لا تقتصر على حالة فردية، فحسب تقارير ميدانية، فإن أكثر من 90% من خيام النازحين في القطاع باتت مهترئة تماما، وهي عبارة عن أقمشة بالية ونايلون ممزق لا يصمد أمام الرياح ولا يمنع تسرب المياه، ما يجعل خيار "التلاصق الجسدي" الوسيلة الوحيدة للنجاة من التجمد.
المأساة لم تفرق بين قوي وضعيف، إذ وجد شاب نفسه عاجزا عن توفير ملاذ لزوجته الحامل في شهرها الثامن.
وقف الشاب أمام خيمته التي لا تتجاوز مساحتها مترا ونصف المتر وقد غمرتها المياه بالكامل، قائلا: "اضطررت لنقل زوجتي لمكان آخر حفاظا على الجنين.. أنا الآن في العراء، لا يوجد مكان يؤويني، المياه دخلت عليّ وبهدلتنا".
وفي زاوية أخرى من المخيم الغارق، يصرخ أب يحمل همّ أطفاله المرضى: "الأولاد غرقوا، عندنا أطفال وكبار سن ومرضى.. الأولاد طول الليل يكحوا، مسكتهم في حضني عشان أدفيهم".
ويصف الأب الوضع الكارثي قائلا: "ما فيش حرامات (أغطية).. بنعوم في الميه عوم".
محاولات يائسةحاول بعض النازحين تدارك الموقف عبر إقامة سواتر رملية لمنع تدفق السيول من الشوارع إلى داخل الخيام، لكنّ جهودهم ذهبت أدراج الرياح أمام غزارة الأمطار وهشاشة البنية التحتية.
إعلانوأكد عدد من النازحين أن الرمال التي وضعوها لم تمنع تسرب المياه، لتتحول عشرات الخيام في المنطقة إلى برك مياه موحلة.
تقول سيدة أخرى وهي تشير إلى أطفالها المبللين: "نفسي بخيمة.. خيمتي ممزعة (مهترئة) من الداخل، عندي فرشتين لأربعة أنفار وكلها ميه".
حصار جغرافي ومناخي
ومما يفاقم الأوضاع، سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 50% من مساحة القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس النازحين في مساحات ضيقة جدا، ويضطرهم لنصب خيامهم على الأرصفة وفي الشوارع الموحلة، وفي باحات المدارس التي تفتقر لأدنى مقومات الصرف الصحي.
وأمام هذا الواقع القاسي، ومع التوقعات بمنخفضات جوية أشد برودة في الأيام المقبلة، يطلق النازحون مناشدات لتوفير "كرفانات" (بيوت جاهزة) أو شوادر قوية تقيهم الموت بردا، في شتاء يبدو أنه سيكون الأقسى على الغزيين، الذين يواجهون حرب الإبادة من السماء، وحرب الطبيعة على الأرض بصدور عارية.
وتأتي هذه المشاهد المأساوية في وقت يشير فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن نحو مليون و300 ألف شخص في غزة بحاجة ماسة إلى مأوى عاجل، في ظل استمرار الحرب والحصار، وغياب أي حلول حقيقية تلوح في الأفق لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في القطاع المنكوب.