يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الرابع من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، بغاراتِه الوحشيةِ، وقنابله العنقودية المحرمة دولياً، على المنازل والمزارع، وحفارات المياه، ومحطات الوقود والغاز والمصانع التجارية، والمراعي في محافظَات صنعاءَ، وصعدة، والحديدة.

ما أسفر عن 14 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ودمار واسع في الممتلكات العامة والخاصة، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، وممتلكاتها، ومصادر عيشها، وزادت من تفاقم الأوضاع المعيشية في ظل شحة المساعدات الإنسانية للمنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن، واستمرار حالة التوحش والإجرام العدوانية على المدنيين والأعيان المدنية، دون أي تحرك جدي للمجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع حدّ لهذه المأساة والمعاناة.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

4 يناير 2016..12 جريحاً بغارات سعودية أمريكية على محطة غاز ومصنع تجاري بصنعاء:

في الرابع من يناير 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق المدنيين والأعيان المدنية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، على محطة للغاز المنزلي وأحد المصانع التجارية في منطقة عصر مديرية الوحدة بالعاصمة صنعاء، أسفرت عن جرح 12 مواطناً بينهم نساء وأطفال أبرياء.

مشاهد الدماء والدمار والجرحى وصرخات الأطفال المرعوبين والنساء المذعورات على فلذات أكبادهن، وخروج الأهالي من منازلهم المتضررة، خشية من تساقطها على رؤوسهم، ومعاودة غارات طيران العدوان لاستهداف المنطقة، والجرحى على أسرة المشافي، وتصاعد أعمدة الدخان والغبار، وانتشار الدمار الواسع في الأحياء المجاورة، تعكس وحشية العدو المستهدف للمدنيين والأعيان المدنية، وتؤكد طبيعة جرائمه التي ترقى إلى جرائم الحرب والإبادة.

محطة حمود العصري للبترول، ومحطة الوادعي لتعبئة الغاز المنزلي، احترقتا وامتدت نيرانهما إلى القاطرات والشاحنات الواقفة بجوارهما، وارتفعت سحب الدخان ملئ المنطقة، وشمل الدمار الجامع والمصاحف بداخله.

يقول شاهد عيان من المتضررين: “الساعة 2 بعد نصف الليل استهدف العدوان شركة النفط، وبعدها غارات على المنازل، والجرحى في المستشفيات، وإذا لم يخرجوا السكان من منازلهم ما كان بقي منهم أي واحد، والخسائر كبيرة شملت ورشة سيارات، وملحقات الشركة، وعندما قدم المسعفون لحقت غارات ثانية وكان بينهم جرحى”.

بدوره يقول أحد الأهالي: “هذه منازل متنقلة تبع شركة التنمية النفطية مقاولة حفر الآبار، استهدفتها غارات العدوان السعودي بـ 6 غارات، منها 4 غارات صباح الأحد وغارتان صباح الاثنين، أنهت المساكن ودمرت منازل المواطنين المجاورة، وباتت بغير أبواب ونوافذ، وكلّ من وصلها يشاهد حجم الدمار، ولا يوجد فيها أي سلاح أو ما يستدعي استهدافها”.

4 يناير 2018.. جريحة بغارات سعودية استهدفت حفار مياه بسحار صعدة:

أما في العام 2018م، من اليوم ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب بمحافظة صعدة، مستهدفاً بغاراته المباشرة، حفار مياه في منطقة ولد مسعود بمديرية سحار، وباب نجران بمدينة صعدة، أسفرت عن جرح امرأة، وتدمير الحفار وأضرار في المزارع والممتلكات المجاورة، والمحلات التجارية، وترويع سكان المنطقة، وحرمان أهلها من الحصول على شربة ماء نقية، وانخفاض معدل الإنتاج الزراعي، وتفاقم الأوضاع المعيشية.

ففي مديرية سحار مشاهد الجريحة المضرجة بالدماء على كرسي المشفى، وبكاء أطفالها على أمهم، ونظراتها الفاقدة للوعي والمرعوبة من شبح الفراق القاسي لفلذات أكبادها، ودموعها الحارة على خدها، تعكس وحشية العدوان، وتدي قلوب الحاضرين، وتفتت الصخر.

كما هي مشاهد قطع الحديد المدمرة من هيكل الحفار، والحفرة العملاقة في الأرض نتيجة انفجار الغارة، تؤكد مساعي العدوان التدميرية للحرث والنسل، والمدنيين والأعيان المدنية ولا شيء محضور في قاموس غاراته.

يقول شاهد عيان: “الساعة 8 بعد صلاة العشاء، ضربة الطيران، وما كان به أحد عليه، وجرحت امرأة في المنزل المجاور لنا، وتدمرت نوافذ منازلنا، وخرجنا مع أسرنا للبحث عن مكان أمن نأوي إليه، الله ينتقم الظلمة”.

وفي مدينة صعدة تحولت المحلات التجارية والممتلكات والمنازل الأثرية إلى دمار وأكوام مهولة، وروعت الغارات، الأهالي، وحرمتهم من مصادر دخلهم، وأجبرت العديد من الأسر على ترك منازلها المتضررة، والعيش تحت رحمة المنظمات الدولية ونفقات المساعدات الإنسانية الشحيحة.

استهداف باب نجران ليس مجرد غارة عابرة لتدمر وتقتل، بل هو استهداف للتأريخ والحضارة ورمزية الاسم ومكانته في الحضارة اليمنية الممتدة لقرون، وواحدية الأرض الممتدة من المهرة إلى الركن اليماني، في محاولة لتزيف التأريخ وتغييب المعالم الأثرية المهمة ودلالاتها.

يقول أحد الأهالي: “العدوان يستهدف كلّ ما هو على وجه الحياة، ومنها حينا وهو حي سكني كبير يسمى بباب نجران، منازلنا دمرت بالكامل والسيارات حدث ولا حرج لم يبق منها غير الهياكل تفحمت”.

4 يناير 2019.. جريح بغارات عنقودية للعدوان السعودي على الحديدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجله الكبير، مستهدفاً ممتلكات ومزارع المواطنين والطرقات العامة، والمراعي، بغارات عنقودية، على منطقة الكثير بمدينة المنصورية مديرية بيت الفقيه، محافظة الحديدة، أسفرت عن جريح، وتلغيم الأرض بالعنقوديات المنتشرة في أماكن ومساحات واسعة، قيدت الحركة عليها، تهدد حياة السكان، ومواشيهم، وتلوث بيئتهم، ومزارعهم.

مشاهد العنقوديات بمختلف أنواعها وألوانها وأحجامها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، كانت هنا وهناك وحيث يقع نظر المشاهد، وبأعداد كثيرة، تؤكد مساعي العدوان لتحويل اليمن إلى ساحة تجارب لأسلحته المحرمة، تهجير المواطنين من مناطقهم ومنازلهم ومزارعهم ومدنهم ليسهل على الغزاة والمحتلين احتلالها والنفوذ إليها من البحر.

يقول أحد الأهالي: “أصبحنا محاصرين، القنابل العنقودية في كل مكان، مزارعنا والأشجار مليئة بها، كنا نعتمد على الحطب ونبيعه في السوق، ونترزق الله على أطفالنا وأسرنا، وبعد هذه القنابل المحرمة ما قدرنا نحطب عودي واحد، حرمونا من أرضنا ومصدر عيشنا، حتى منازلنا لم نعد نسكن فيها، أين نذهب؟ أين حقوق الإنسان؟ أين المنظمات، لا غنم تحصل الرعي، ولا الأبل تستطيع الذهاب للبحث عن عيشها، هذه قنبلة جواري وتلك قنابل كثر ترونها بأعينكم، إذا تحركت أحرص على عدم أن أدوس على إحدى القنابل، حياتنا وحياة أطفالنا ونسائنا ومواشينا في خطر”.

جرائم العدوان في الرابع من يناير جزء بسيط مما ارتكبه العدوان في أرض الواقع، وهناك الكثير من الجرائم التي لم تتمكن وسائل الإعلام يومها من التوثيق، وتتطلب هذه الجرائم تحركات أممية ودولية لمحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، وتدعو الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية وكلّ الضمائر الحية لإنقاذ اليمن الذي يتعرض لعدوان وحصار غير مبرر منذ 9 أعوام متواصلة، خلف آلاف المآسي والجرائم بحق الإنسانية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: والأعیان المدنیة العدوان السعودی

إقرأ أيضاً:

ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)

نظّم ناشطون أمريكيون، مساء الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقار عدد من كبرى وسائل الإعلام الأمريكية في العاصمة واشنطن، للتنديد بما وصفوه بـ"الانحياز الفاضح" في تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، و"المشاركة في تبرير الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

وتجمّع العشرات من المحتجين أمام مقار شبكات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC)، و"إم إس إن بي سي" (MSNBC)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، القريبة من مبنى الكونغرس الأمريكي، رافعين لافتات وصوراً مؤثرة لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

ورفع المشاركون صوراً لأطفال ظهرت عظامهم تحت الجلد، كُتب عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال".

???????? ABD’nin Washington DC kentinde yaşayan aktivistler, NBC News ve FOX News genel merkezlerinin önünde toplanarak Gazze’de derinleşen açlık krizine dikkat çekmeye çalıştı. pic.twitter.com/AVZi0Y5pxl — A Haber (@ahaber) July 29, 2025
كما حملوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية" و"وسائل الإعلام الأمريكية تبرّر جرائم إسرائيل". ورددوا شعارات غاضبة، منها: "الإعلام يكذب.. غزة تموت"، "فوكس نيوز عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".

وأعلن النشطاء نيتهم التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية، وتنظيم وقفات احتجاجية يومية، للضغط من أجل تغيير سياسات التغطية الإعلامية.

"الإعلام يشرعن الإبادة"
وقالت الناشطة حزامي برمدا، إحدى منظمات الفعالية، في كلمة خلال الوقفة، إن وسائل الإعلام الأمريكية "شاركت بشكل مباشر في شرعنة الجرائم الإسرائيلية من خلال تحريف الرواية وتجاهل صوت الضحايا الفلسطينيين".

وأضافت: "بدلاً من فضح سياسة التجويع القسري ومنع دخول المساعدات، أسهم الإعلام الأمريكي في تبريرها، وقلّل من شأن الجرائم، وتجنّب استخدام المصطلحات القانونية التي تصف الحقيقة كما هي، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".

وأشارت برمدا إلى أن المؤسسات الإعلامية الأمريكية "ساهمت بشكل مباشر في إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب، وساعدت على استمرار الدعم السياسي والعسكري الأمريكي له"، مؤكدة أن "لو قام الإعلام بواجبه المهني، لكان الضغط العالمي قادراً على إنقاذ حياة آلاف الأطفال في غزة".


تضليل متواصل رغم الكارثة
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تزايد الانتقادات لتغطية وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الأمريكية، للعدوان على غزة منذ اندلاعه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تُتهم هذه الوسائل بتجاهل المجازر، وتبني الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وتغييب المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في ظل الحصار الخانق والمجاعة المتفشية.

وكانت منظمات حقوقية وصحفية قد وثّقت مقتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين بنيران الاحتلال خلال تغطيتهم للحرب في غزة، في ظل منع تام لدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع، ما جعل مصادر المعلومات محدودة، وأفسح المجال أمام التلاعب بالرواية من قبل الاحتلال.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية الكارثية.

مقالات مشابهة

  • الفنان حسن سبايلة في المسلسل الكويتي «أعوام الظلام»
  • سرايا القدس تنشر مشاهد من تفجير آلية عسكرية صهيونية شرق حي التفاح
  • ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)
  • أطفال غزة يتضورون جوعا وسط عجز الأهالي
  • حادث سير بين بيك أب وسيارة في الغازية.. وسقوط جريح
  • غزة تحت النار والمجاعة: 100 شهيد و382 جريحًا خلال 24 ساعة الماضية
  • 189 يومًا للعدوان على جنين.. تصاعد الاقتحامات والاعتداءات
  • “المجاهدين الفلسطينية”: أعلان اليمن المرحلة الرابعة من الحصار البحري تطور نوعي في اسناد ونصرة فلسطين
  • "المجاهدين" تبارك إعلان اليمن المرحلة الرابعة من الحصار البحري للاحتلال
  • اعتداء عنصري في رام الله.. مستوطنون يحرقون مركبات الفلسطينيين ويهاجمون الممتلكات