تجوب مجموعة من القوى العاملة الوافدة على متن دراجات هوائية أو كهربائية الأحياء السكنية بعدد من الولايات تنبش مكبات القمامة لاستخراج كل ما هو حديد أو ألمنيوم أو كرتون وحتى مواد غذائية منتهية الصلاحية، في ظاهرة سلبية تتزايد، مع مرور الأيام، حيث تؤثر مثل هذه الممارسات على النظافة العامة، وتشوه المنظر العام، وتعكس تصرفات غير مسؤولة عبر رمي القمامة خارج مكباتها، مما يسهم ذلك في زيادة معاناة العاملين في قطاع النظافة وانتشار القوارض والحشرات.

جريدة "عمان" وثقت بعض المشاهد لهذه الأيدي العاملة الوافدة بعد نداءات من قبل المواطنين لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تؤرق القاطنين في الولاية مع مطالبتهم بردع هذه الممارسات من قبل الجهات المعنية.

رصد شكاوي

وقال المهندس فدا أحمد البلوشي، عضو مجلس البلدي بمحافظة مسقط ممثل ولاية السيب: باتت تنتشر ظاهرة سلبية بين أفراد بعض الجالية الآسيوية في ولاية السيب، وهي نبش وجمع القمامة من معادن ومواد غذائية منتهية أو متلفة، إذ يقومون هؤلاء بتجميعها وربما بيعها لاحقا، مما يترتب عليها مشاكل صحية مما يحدو بالجهات المعنية ردع هذه الفئة وإيقافها عن هذه الممارسات لما فيه من خطورة على الصحة المجتمعية، مع أهمية تضافر الجهود بين مختلف الجهات المختصة لتعزيز التوعية باللغات المختلفة وإيصال المعلومة الصحيحة لدى الأيدي العاملة الوافدة بخطورة هذا العمل، ومخالفة من يمارسونها وردعهم إن استمروا في مثل هذه الأعمال، حيث رصدنا شكاوى وملاحظات من المواطنين والمقيمين لهذه الظاهرة المنتشرة في الأحياء السكنية بولاية السيب.

ظاهرة خطيرة

وقال عيسى بن محمد الفليتي: إن صناديق القمامة تعتبر ظاهرة صحية وحماية للقاطنين، ولها مؤسسات تشرف عليها إلا أن بعض الأيدي العاملة الوافدة يستخدم هذه الصناديق استخدامًا سيئًا وذلك عندما يقوم قاطنو الأحياء السكنية بالتخلص من القمامة غير الصالحة من خلال وضعها في أكياس القمامة ورميها في مكب النفايات، ثم تأتي الأيدي العاملة الوافدة السائبة التي تجوب الأحياء السكنية لاستخراج أكياس القمامة من الصناديق لأخذ المنتجات المصنوعة من الحديد أو البلاستيك أو الزجاج وغيرها، ومن ثم يترك أكياس القمامة مفتوحة ومرمية بجانب الصندوق مما أثر تأثيرًا سلبيًا بظهور القوارض والحشرات وأصبحت تلك القمامة مرتعًا للحيوانات السائبة كالكلاب وغيرها، ولذا نرجو من الجهات المعنية بمنع هذه الظاهرة والحزم في التعامل مع هذه الأيدي العاملة الوافدة التي تشكل خطرًا على الأحياء السكنية، ووضع حد لهذه الظاهرة، كل جهة في مجال اختصاصها.

جمع الخردة

من جانبه، قال حمزة بن سالم الحبسي: لم تعد صناديق القمامة بمأمن من العبث في ولاية السيب بعد رصد أيد عاملة وافدة آسيوية تجوب الأحياء السكنية في دراجات هوائية وكهربائية في السيب تستخرج النفايات من الصناديق المخصصة لها للبحث عما هو مصنوع من الحديد والنحاس والألمنيوم وأسلاك الكهرباء والبلاستيك والكرتون مع رمي ما تبقى خارج تلك الصناديق وهي ظاهرة نراه صباحا ومساء، وهي تصرفات مقززة وتهدد الصحة العامة، ولا تعكس المظهر الحضاري في الولاية، كما أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا على سلامة الأطفال وعاملات المنازل، وتسهم في انتشار القوارض نتيجة رمي القمامة خارج الصندوق.

وأشار إلى أن الأمر بلغ حد سرقة مخلفات الحديد أو ألمنيوم من مشاريع البناء في الأحياء السكنية، وتنعكس هذه الظاهرة سلبًا على قطاع بيع الخردة المرخصة من قبل الجهات المعنية إذ يتجه هؤلاء إلى المنطقة الصناعية بعد امتلاء الخيش التي يحملونها على متن الدراجات الهوائية لتخزينها أو بيعها لمواقع بيع الخردة ومع الأسف الشديد أن بعض مواقع شراء الخردة تتعامل مع هذه الأيدي العاملة الوافدة في شراء ما يقومون بجمعه مما سوف يزيد من انتشارها في أحياء الولاية، مع ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لها، مع العلم أن هذه الظاهرة رصدت في مختلف الأحياء السكنية بولاية السيب وكذلك سمعنا عن انتشارها في ولايات أخرى.

إجراءات صارمة

وقال أمجد بن موسى المحرمي: إن وجود الأيدي العاملة الوافدة السائبة في الأحياء السكنية التي تقوم بنبش صناديق القمامة يشكل ظاهرة خطيرة على المجتمع والصحة العامة، بينها أن بعضهم يعمل في منازل بعض المواطنين، وربما البعض الآخر يعمل في مهنة طباخ أو حلاق وللأسف رصدناهم وهم داخل مكبات النفايات يفتشون بين أكياس القمامة، وهو أمر غير حضاري، وقد وضعت صناديق القمامة لرمي المخلفات، ثم يأتي هؤلاء لرمي تلك المخلفات خارج الصناديق، وهي ظاهرة مقززة للأسف، وقد لاحظنا هذه الممارسات في عدة مناطق بالولاية منها المعبيلة الجنوبية والخوض وغيرها من المناطق، وهذه الظاهرة تسيء لنا كمجتمع يحافظ على النظافة العامة، ولابد من التدخل لاستئصال هذه الظاهرة قبل أن تتفشى أكثر مما هو عليه الآن، ونتمنى من الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة التي تتنافى مع قيم مجتمعنا وعاداته الأصيلة.

صناعية المعبيلة

على ضوء هذا الاستطلاع زارت جريدة "عمان" موقعين لتجميع الخردة في المنطقة الصناعية بالمعبيلة الجنوبية، للاستفسار عن شرائهم للخردة من الأيدي العاملة السائبة التي تجوب الأحياء السكنية بولاية السيب، وأكدوا أن لا مانع من شراء الخردة منهم متعللين بأن هؤلاء الوافدين حالتهم بسيطة، مع العلم أن ثمة شركات مرخصة وقائمة على نشاط تجميع الخردة وبيعها لمثل هذه المواقع، التي من الممكن أن يؤثر عليها سلبا مثل هذه الممارسات في الأحياء السكنية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الأحیاء السکنیة الجهات المعنیة هذه الممارسات هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

فعاليات ومبادرات بيئية تجوب المملكة احتفاءً بطبيعتها الفريدة في اليوم الدولي للجبال

احتفت المملكة باليوم الدولي للجبال، الذي يوافق 11 ديسمبر من كل عام، عبر تنظيم سلسلة من الفعاليات والأنشطة في مختلف المناطق الجبلية، بهدف إبراز جمال تضاريسها الفريدة، والتوعية بأهميتها باعتبارها ثروة وطنية وركيزة أساسية في حفظ التوازن البيئي ودعم التنوع الأحيائي.

وفي هذا الإطار، أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر عددًا من الفرص التطوعية في عدة مناطق بالمملكة، شهدت مشاركة واسعة من المتطوعين، ففي منطقة مكة المكرمة، شملت المبادرات كلًا من وادي مخاضة بمحافظة الطائف، وجبل القمر بمحافظة خليص، كما أطلق المركز فرصًا تطوعية في منطقة الباحة شملت شدا الأسفل بمحافظة قلوة، وغابة الغوقة ببني كبير في بلجرشي، وفي منطقة جازان، نُظمت الفرص التطوعية في محافظة الريث، إضافة إلى فرص تطوعية أخرى في منطقة المدينة المنورة؛ احتفاءً بهذا اليوم.

وفي منطقة نجران، احتفى المركز باليوم الدولي للجبال من خلال تجربة مميزة لممارسة رياضة تسلّق الجبال في وادي مغيد، ما أتاح للمتطوعين والزوار فرصة التعرف على التنوع الطبيعي والجيولوجي الذي تزخر به المنطقة.

اقرأ أيضاًالمجتمع“أحدية غرفة الخرج” تستضيف معالي د. زيد الحسين وتستعرض تجربته الحياتية

في السياق ذاته، نظّم المركز زيارة تعريفية لمنسوبيه إلى قرية غمرة بمحافظة ثادق في منطقة الرياض، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية النظم الجبلية باعتبارها بيئات فريدة تسهم في تعزيز الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية.

وتزخر المناطق الجبلية في المملكة بتنوع نباتي فريد يشمل أنواعًا نادرة ومتوطنة، تُسهم في حفظ التوازن البيئي ودعم التنوع الأحيائي، ويعمل المركز على حماية هذه النظم البيئية وتنميتها بتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات، مثل مشاريع تأهيل الغابات في مناطق المدينة المنورة وعسير ونجران والباحة، وإعادة تأهيل مواقع الغابات المختلفة في بيئات المملكة (المرحلة الثالثة والرابعة)، ومشروع الحصر الوطني للغابات، إضافة إلى مشروعي الـحد من انتشار النباتات المتطفلة.

مقالات مشابهة

  • اشتكت من راتب لا يتجاوز ألف درهم.. شركة نسيج تطرد عاملة بطنجة
  • كنز النفايات .. خارج حسابات الحكومة
  • العليمي يطالب مجددا بسحب القوات الوافدة من خارج حضرموت والمهرة
  • فعاليات ومبادرات بيئية تجوب المملكة احتفاءً بطبيعتها الفريدة
  • فعاليات ومبادرات بيئية تجوب المملكة احتفاءً بطبيعتها الفريدة في اليوم الدولي للجبال
  • محافظ بابل يعفي مديري المجاري والبلديات بسبب غرق الأحياء السكنية بمياه الأمطار
  • طقس الإسكندرية: هطول أمطار متوسطة على الأحياء
  • وفد اتحاد نقابات الأفران التقى وزيرة الشؤون لبحث تنظيم اليد العاملة
  • تحول الروتين اليومي إلى طاقة إيجابية.. خطة الـ21 يوما لتغيير حياة المرأة العاملة
  • بدء تطبيق الزيادات الجديدة على قيمة الإيجار للوحدات السكنية القديمة