صراع محتمل بين قاعدة ترامب الشعبية وأنصاره من أقطاب التكنولوجيا
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
في أولى جولات الصراع التي تخرج للعلن بين قاعدة ترامب الشعبية المعارضة بشدة للهجرة وبين أنصاره من أقطاب شركات التكنولوجيا، اندلع خلاف حول مسألة التأشيرات الممنوحة للعمال الأجانب ذوي المهارات في فترة عيد الميلاد.
وانقسمت القاعدة الشعبية لترامب في نقاش علني يدور بشكل كبير عبر الإنترنت حول توظيف عمال أجانب في قطاع التكنولوجيا، واتهم مؤيدون لترامب، ماسك وشخصيات من عالم التكنولوجيا بدفع سياسات تتعارض مع رؤية "أميركا أولا" التي يتبناها ترامب، وتؤثر سلبا على أجور المواطنين الأميركيين العاملين في قطاع التكنولوجيا.
وتصدرت انتقادات حادة من كلا الجانبين مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر حجم الخلافات العميقة بين أقطاب شركات التكنولوجيا من أثرياء "سيليكون فالي" الذين أنفقوا أموالا طائلة لحمل ترامب إلى البيت الأبيض، وقاعدته الجمهورية الصلبة من أنصار شعاره "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، أو ما يعرف اختصارا بـ"ماغا"، والتي تعارض أي شكل من الهجرة.
ويرى خبراء في هذا الخلاف مؤشرا إلى التوتر الذي قد يشوب ولاية الرئيس الأميركي المنتخب في الأشهر المقبلة، ويهدد بنسف ائتلافه الهش حتى قبل عودته رسميا إلى البيت الأبيض.
إعلان اتهامات وتهديدات متبادلةوكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والذي أنفق ما لا يقل عن 250 مليون دولار على حملة ترامب، قد أيد برنامج تأشيرات "إتش1 بي" الذي يسمح لشركات التكنولوجيا بتوظيف أجانب ذوي مهارات، معتبرا أن "استقدام أفضل 0,1% من المهارات في مجال الهندسة عن طريق الهجرة القانونية أمر أساسي" للولايات المتحدة، ما جعله عرضه لهجمات قاعدة ترامب الشعبية.
وقد وصف ماسك منتقديه المحافظين بـ"بلهاء جديرين بالازدراء" ينبغي استئصالهم، واعدا بـ"خوض حرب" حول مسألة التأشيرات، مما أثار ردا شديدا من المعسكر المقابل.
في المقابل، توعد مستشار ترامب السابق للشؤون الإستراتيجية في البيت الأبيض والنجم الإعلامي في أوساط "ماغا" ستيف بانون عبر مدونته الصوتية بـ"اقتلاع وجه" ماسك، داعيا قطب التكنولوجيا إلى "عدم اعتلاء المنبر وإصدار عظات للناس".
ورأى بانون، المؤيد لخطط متشددة في مجال الهجرة، أن أنصار ترامب الأثرياء لم يفهموا يوما ما الذي يجذب ناخبي الطبقات الشعبية إلى ترامب، داعيا ماسك وغيره من المحافظين "الحديثي العهد" إلى التريث، ودرس مواقف قاعدة "ماغا" التقليدية بشأن حصر الوظائف الأميركية بالأميركيين.
كما اتهم بانون شركات سيليكون فالي بـ"تدمير الطبقة الوسطى في هذا البلد"، وطالبها بـ"تعويضات" حول ذلك.
ويتصدر إيلون، الذي كافأه ترامب بتعيينه على رأس لجنة مكلفة بالحد من الإنفاق العام، إلى جانب ملياردير آخر هو فيفيك راماسوامي معسكر سيليكون فالي.
الأثرياء مقابل قاعدة ترامب الشعبيةوقال أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن فلافيو هيكل، لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن الحرب الكلامية الأخيرة بين ماغا التقليدية وماغا التكنولوجية شكلت أولى جولات المعركة الطويلة الأمد حول مستقبل حركة ماغا".
ووصف هيكل ماسك وراماسوامي وأقطاب شركات تكنولوجيا آخرين أوكل إليهم ترامب أدوارا استشارية، بأنهم "ليبرتاريون عقائديا"، من أنصار الحريات الفردية، يعارضون تدخل الدولة ويؤيدون أولويات محافظة تقليدية مثل ضبط العجز في الميزانية العامة والهجرة القانونية.
إعلانوأضاف هيكل أن أنصار ماغا التقليديين يرون في عداء ترامب للهجرة ورفعه شعار "أميركا أولا" "السمة الأكثر جاذبية في ترشحه للبيت الأبيض.
لكن البعض يرى أن هذا الشقاق الذي ظهر بين شريحتي قاعدة ترامب قد لا ينتهي لصالح ماسك، لأن الرئيس الجمهوري المقبل على يقين بأن سلطته الحقيقية لطالما استمدها من دعم الطبقات الشعبية.
براغماتية ترامبفي المقابل، يرى الخبير السياسي والأستاذ في جامعة بينغهامبتون في ولاية نيويورك دونالد نيمان، أن لدى ترامب القدرة على جمع ائتلاف أوسع من قاعدته الماضية، ولو أن ذلك قد يثير المزيد من الخلافات.
وقال نيمان إن ترامب "يدرك أن عليه تحقيق نتائج في مجال الاقتصاد، وهي المسألة التي أوصلته إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن الطعن بقطاع التكنولوجيا سيكون سياسة خاطئة".
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عبر -في وقت سابق- عن دعمه لماسك في مسألة استخدام برنامج تأشيرات العمال المهرة "إتش-1بي" (H-1B)، مشددا على دعمه الكامل للبرنامج، والذي قوبل بانتقادات من بعض مؤيديه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب يزور مصر لتوقيع اتفاق غزة الاثنين المقبل
يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارة مصر الاثنين المقبل لتوقيع اتفاق غزة، قادمة من إسرائيل بعدما يلقي خطابا في الكنيست الإسرائيلي.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب سيزور مصر للتوقيع على اتفاق غزة، حيث سيبدأ رحلته إلى الشرق الأوسط مساء الأحد متجهًا إلى إسرائيل، فى زيارة
رسمية من المتوقع أن تشهد لقاءات مع عدد من المسئولين الإسرائيليين، إضافة إلى مشاركته في جلسة خاصة للكنيست.
وأكد مسئول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أنه سيتوجه إلى الكنيست لإلقاء كلمة وسيلتقي بالرهائن المحررين.
وأضاف المسئول أن مكالمة هاتفية جرت بين الفريقين الإسرائيلي والأمريكي يوم الجمعة، حيث قال فريق ترامب إنها ستكون زيارة "دخول وخروج".
ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، سيهبط ترامب في مطار بن جوريون الساعة 9:20 صباحًا وسيتم استقباله هناك في حفل رسمي.
وسيتوجه ترامب مباشرة إلى الكنيست في القدس المحتلة لإلقاء خطاب، وبعد خطابه، سيعود ترامب إلى المطار للمغادرة ولن يبيت في إسرائيل.
وأكد المسئول أن ترامب لن يتوقف في ساحة الرهائن في تل أبيب، رغم دعوة منتدى الرهائن وعائلات المفقودين لإلقاء كلمة هناك، لأسباب أمنية.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية (كان) أنه كان من المفترض أن يصل ترامب يوم الأحد، لكن الرحلة أُجّلت ليوم واحد بسبب الصعوبات اللوجستية لتنظيمها في هذا الوقت القصير.