الدهاء البريطاني: من اليمن مرورا بسوريا والعراق ووصولا لتركيا !
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- نعم.. انطلت اللعبة البريطانية الاميركية على أنظمة الشرق الأوسط وايران وتركيا وأنظمة أخرى على ان بريطانيا تراجعت وانتهت لانها الدولة العجوز والمفلسة وجيشها الذي يفتقر للدعم والتسليح لتعطي فسحة لأندفاعات الطامعين بتركتها القديمة في منطقة الشرق الأوسط “وخصوصا في اليمن والعراق ودول الخليج وشمال أفريقيا” .
ثانيا:-فرسمت لندن خططها وكما يلي !
فالكلام الذي سيرد في الاسطر القادمة ليس من تأليفنا. بل من معاهد استراتيجية ودفاعية غربية متخصصة
١-بالنسبة لدول مثل ( الإمارات ، ومصر ، والأردن ، والسعودية ) أعدت خطط سيتم المباشرة بها قريبا تحت عنوان ” الخضات الامنية والسياسية الداخلية في هذه الدول ” .بمعنى تبقى الأنظمة الحاكمة نفسها ولكنها سوف تنكفىء للداخل بسبب تلك الخضات الامنية والاقتصادية والسياسية . وقد يسأل سائل : لماذا كل هذا وهذه الدول محسوبة على أمريكا وبريطانيا أصلا ؟ .. الجواب : لكي تعود تلك الدول إلى رشدها وحجمها ولا تنتفخ وتتمدد وتعبث على انها دول كبرى. لأنه غير مسموح للصغار الخروج خارج الدائرة التي رُسمت لهم . وتلك الدول خرجت عن تلك الدائرة واصبحت تمارس افعال اكبر من حجمها فأربكت خطط النظام العالمي !
٢- بالنسبة لدولة قطر فالموضوع مختلف تماما لانها سوف تتعرض إلى تسونامي سياسي تغييري بات جاهز لها. لأنها تفرعنت واصبحت تقود انقلابات وتغييرات في بعض الدول ،وتصنع جيوش من المرتزقة وتنشرها لتخريب الدول وإسقاط أنظمة . خصوصا عندما تمادت كثيرا مع تركيا خلال السنوات الاخيرة فعبثت بدول مهمة دون التشاور مع الغرب !
٣- بالنسبة لتركيا لقد حددوا نهاية الرئيس التركي اردوغان خلال عام ٢٠٢٥ ولن يسمح ان تجدد له ولاية رئاسية جديدة في تركيا. بل سيخرج وينتهي وسوف تدخل تركيا في مشاكل سياسية وامنية وسياسية معقدة للغاية. بحيث يتقهقر بموجبها حزب العدالة والتنمية الحاكم ويتبلور نظام سياسي جديد في تركيا يختلف عن النظام الحالي ولا يؤمن باحياء العثمانية الجديدة .فبريطانيا لن تسمح لأردوغان وتركيا بالتمادي اكثر .ولن تنتظرهُ ان يتوغل في كركوك والموصل اطلاقا. وكذلك لن يسمح له ان يكون سلطانا جديدا ويعود ليهدد المانيا والنمسا واليونان .. الخ .بل إن آخر مغامرات اردوغان هي في سوريا وسوف يتقهقر داخل سوريا ويخرج منها نحو تركيا التي سيضربها الاضطراب السياسي والاقتصادي والامني . ولقد بدأ الشغل البريطاني في المحافظات العلوية بالفعل !
٤- المخطط “الروسي الإيراني التركي” في سوريا . والذي بموجبه تم حصار وخنق بشار الاسد ومن ورائه تم اسقاط نظام بشار الاسد بالطريقة التي فاجئت الجيش السوري والشعب السوري وفاجئت تضاريس النظام السوري بحيث قرر الرئيس السوري بشار الاسد الهرب بطريقة سريعة جدا بعد خيانة ( ايران وروسيا ) له . لان المخطط التي اتفقت عليه ايران وروسيا وتركيا هو كالآتي :
أ:-سوريا تصبح من حصة تركيا. حيث ستقود تركيا التغيير في سوريا من خلال الإشراف على التنظيمات المسلحة وبجميع صنوفها ولا تجعلها تمارس القتل والدمار والتفجير وتحترم الاقليات والمذاهب والمقدسات الشيعية . وفي آخر المطاف سوف تتخلص تركيا من الجميع بما فيهم الجولاني نفسه . وتعطي الحكم لحلفائها الاخوان المسلمين !
ب:-وليبيا تكون من حصة روسيا من خلال دعم الجنرال الليبي خليفة حفتر والذي سوف يبسط نفوذه على حكم ليبيا بدعم روسي مع شرط اشراك الاخوان المسلمين بالحكم وبقاء القواعد التركية في ليبيا مقابل بقاء القواعد الروسية في سوريا!
ج:-والعراق يكون من حصة ايران حسب المخطط التركي الروسي الإيراني .ومن خلال الدعم الروسي والتركي لإيران. بالمقابل كانت بريطانيا والولايات المتحدة على الخط و متربصة لهذا المخطط لان في آخر المطاف هما اللذان يحصدان ثماره .
ثالثا:-نقطة نظام !
أ:-فيبدو ان ايران شعرت بالغدر من تركيا وروسيا وخصوصا تركيا. فسارعت إيران أخيراً إلى مغازلة واشنطن وارسال مبعوثين لها انها مستعدة لدعم حليف واشنطن وهم اكراد سوريا ” حركة قسد” ضد حكم الجولاني والتنظيمات المسلحة . وزادت عليها اي إيران بانها مستعدة لدعم ” حركة قسد الكردية” بالاستيلاء إلى محافظة ” دير الزور ” السورية !
ب:- إيران تحاول خداع واشنطن بخطة إيرانية من خلال زج ماهر الاسد وضباطه وقواته التي دخلت العراق في المعركة لصالح حركة ” قسد” الكردية وتوغله هو وضباطه نحو دير الزور بحجة تحالف بينهم وبين قسد ضد التنظيمات العسكرية والإرهابية في دمشق ( ليكون ماهر وقواته مجرد غطاء لتدخل الفصائل العراقية والتنظيمات الإيرانية الأخرى في المعركة والتوغل نحو دير الزور بحجة انهم سوريين ويخوضون معركتهم في دير الزور ) وليس العراق وايران دخل فيها . وهذا بحد ذاته توريط خطير للعراق في هذا المخطط الذي في جوهره هو رد إيراني ضد الخداع التركي لايران في سوريا!
رابعا:بالنسبة للعراق اي الحكومة العراقية لازالت تلعب بالنار من خلال اعتقادها ان دورها غير مكشوف بالتماهي بين “قطر وتركيا وايران” وبخداع واشنطن بموضوع حل الفصائل والحشد . ولا تدري الحكومة العراقية ان واشنطن تتابع ادق تحركاتها وتعلم بجميع اتصالاتها وخططها. وحتى تعرف اي واشنطن خطط بعض الجهات العراقية المتطرفة والعاشقة للسلطة بالتخطيط مع جهات داخل ايران لنشر الفوضى في العراق من خلال استهداف ( الاضرحة المقدسة في العراق ) واتهام السنة وحلفاء الجولاني بانهم وراء ذلك على انه ( السفياني الجديد )!وكل هذا سيعجل بتقديم مشروع التغيير السياسي الجاهز والذي بيد المجتمع الدولي والحكومة الدولية العميقة التي قررت ذلك وبنسبة ٩٩،٩٩٪ وفقط ينتظر الضوء الأخضر ( فالعراق لن يعطى لإيران اطلاقاً) وهو حصة المجتمع الدولي !
خامسا: اليمن مسألة وقت وسوف يبدأ سيناريو توحيد اليمن بتحالف دولي وسيكون تحت قيادة نجل عبد الله صالح ( اللواء احمد علي عبد الله صالح ) الذي سيكون الرئيس الجديد في اليمن .وان بريطانيا نشرت قواتها استباقيا قبالة بحر العرب وفي أماكن استراتيجية مهمة في اليمن والمنطقة . لان بريطانيا تعتبر ( باب المندب ) تركة بريطانية وسوف تعود لها !
سمير عبيد
٥ يناير ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ان بریطانیا دیر الزور فی سوریا من خلال
إقرأ أيضاً:
هل تنجح تركيا في فرض رؤيتها على واشنطن بشأن مستقبل قسد؟
أنقرةـ في لحظة إقليمية حساسة تتداخل فيها الملفات الأمنية والسياسية على الأرض السورية، استقبل وزير الدفاع التركي يشار غولر، الاثنين الماضي، السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس برّاك في مقر الوزارة بالعاصمة التركية.
ورغم أن الإعلان الرسمي اكتفى بنشر صورة اللقاء دون تفاصيل، فإن برّاك كشف لاحقا أن المحادثات تناولت قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكدا وصف العلاقات بين واشنطن وأنقرة بأنها "تحالف وشراكة في هذه الجهود".
ويأتي الاجتماع بينما تكثف تركيا عملياتها ضمن مبادرة "تركيا خالية من الإرهاب" التي أطلقت في مايو/أيار الماضي لتفكيك حزب العمال الكردستاني وإعادة دمج عناصره في الحياة المدنية.
في المقابل، تعمل واشنطن توازيا مع دمشق على تنفيذ اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، في مسار يثير أسئلة عن مستقبل شمال سوريا والكيانات المسلحة فيه.
كانت الرئاسة السورية قد أعلنت في 10 مارس/آذار الماضي توقيع اتفاق مبدئي مع قوات سوريا الديمقراطية لدمج هياكلها العسكرية والإدارية في شمال شرقي البلاد في مؤسسات الدولة.
لكن الاتفاق دخل في حالة جمود خلال الأشهر التالية، إذ لم تسجل خطوات تنفيذية ملموسة حتى يوليو/تموز الماضي، بسبب تمسك "قسد" بصيغة اللامركزية، تمنحها صلاحيات واسعة في إدارة مناطقها، وهو ما رفضته دمشق باعتباره انتهاكا لوحدة الدولة والجيش.
وفي محاولة لكسر الجمود، عقد في 9 يوليو/تموز اجتماع رفيع المستوى في دمشق جمع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بحضور المبعوث الأميركي توماس برّاك وممثل عن الحكومة الفرنسية.
ورغم الأجواء التصالحية، لم يسفر الاجتماع عن اختراق حاسم، إذ بقيت الخلافات عن صلاحيات الإدارة الذاتية ومستقبل التمثيل السياسي لقسد ومصير عناصرها المسلحين قائمة.
إعلان تحول أميركيفي تحول بارز في موقفها من الملف الكردي، عبرت الولايات المتحدة أخيرا عن رفضها أي مشروع انفصالي لقسد، معلنة دعمها جهود دمجها في مؤسسات الدولة السورية.
وخلال مؤتمر صحفي في نيويورك منتصف يوليو/تموز الماضي، أكد المبعوث الأميركي توم براك أن "الفدرالية لا تصلح لسوريا"، وأن واشنطن ترفض قيام أي كيان سياسي مستقل لقسد أو مشروع "كردستان حرة".
وأضاف براك أن "الحل الوحيد المقبول هو دولة واحدة وجيش واحد وأمة واحدة"، مشددا على ضرورة اندماج وحدات حماية الشعب –العمود الفقري لقسد– في الجيش السوري الموحد. وحذر من أن مماطلة قسد في تنفيذ الاتفاق قد تترتب عليها "عواقب وخيمة" مع دمشق وأنقرة.
هذا التحول في نبرة واشنطن، التي كانت الحليف العسكري الأبرز لقسد خلال الحرب ضد تنظيم الدولة، انسجم لأول مرة بوضوح مع الموقفين التركي والسوري الرافضين لأي صيغة انفصالية في الشمال الشرقي.
تحذير تركيعلى الجانب التركي، صعدت أنقرة خطابها ضد أي محاولات لتقسيم سوريا، مؤكدة أن إنشاء كيان كردي ذاتي الحكم في الشمال يمثل خطا أحمر يمس أمنها القومي.
ووجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رسالة تحذيرية قال فيها "لا يحق لأي طرف اتخاذ خطوات تؤدي إلى تقسيم سوريا.. وإذا حدث ذلك فسنتدخل"، مؤكدا أن تركيا سترد بحزم على أي محاولة لفرض "أمر واقع انفصالي".
وجدد مجلس الأمن القومي التركي، الأسبوع الماضي، رفضه القاطع لأي نشاط انفصالي على الأراضي السورية، معلنا دعم بلاده الحكومة السورية الجديدة وجهودها في توحيد البلاد وضمان استقرارها، في موقف غير مألوف بعد سنوات من القطيعة مع دمشق.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع التركية متابعتها الدقيقة لتطورات عملية دمج قسد ضمن الجيش السوري بموجب الاتفاق الموقع مع حكومة أحمد الشرع.
تنسيق وتقاطع مصالحيرى المحلل السياسي مراد تورال، أن لقاء وزير الدفاع التركي بالمبعوث الأميركي يعكس دلالات إستراتيجية في "لحظة مفصلية" تعيد رسم خريطة التوازنات في شمال سوريا.
ويقول تورال للجزيرة نت، إن الاجتماع يعكس سعي واشنطن إلى تنسيق أمني مباشر مع أنقرة، لضمان دمج قسد دون تهديد الأمن القومي التركي.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة، بعد رفضها العلني فكرة "كردستان حرة"، تسعى لاحتواء أي تصعيد تركي قد يعرقل ترتيباتها مع دمشق وقسد.
ويعتقد تورال، أن اللقاء ربما تطرق إلى سيناريوهات عسكرية بديلة إذا فشل تنفيذ الاتفاق خلال المهلة المحددة، خصوصا في ظل استمرار عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني وتصاعد التوتر في الجنوب السوري.
أما المحلل السياسي عمر أفشار، فيرى أن تغيّر لهجة واشنطن لا يعكس تحولا إستراتيجيا كاملا، بل يعبر عن تقاطع مصالح تكتيكي فرضته التحالفات الجديدة في سوريا.
ويقول أفشار للجزيرة نت، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حل "قسد" بل لإعادة تموضعها ضمن الدولة السورية بما يحفظ نفوذها، دون خسارة أوراق الضغط على دمشق أو إثارة غضب أنقرة.
ويخلص إلى أن هذا التفاهم المؤقت لا يلغي التباين العميق بين الطرفين، إذ تسعى تركيا لإنهاء البنية العسكرية والإدارية لقسد بالكامل، بينما تحاول واشنطن دمجها بطريقة لا تفقدها وزنها السياسي.
إعلان