تقارير أمريكية: اليمن يهدد اقتصاد إسرائيل ويتحدى صورتها كقوة إقليمية
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
هاغاري: المعركة مع قوات صنعاء معقدة وإسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية وعملياتية في اليمن هجمات صنعاء أغلقت ميناء إيلات، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أكثر تكلفة هروب مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في منتصف الليل، وإبعاد شركات الطيران الأجنبية
قالت تقارير أمريكية جديدة أن ”الصواريخ التي تنطلق من اليمن أثبتت أنها تشكل تهديدًا عنيدًا لإسرائيل.
وبحسب وكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية فإن تصاعد الهجمات الصاروخية من قبل القوات المسلحة اليمنية باتجاه العمق الإسرائيلي مع الفشل في ردعها، يهدد اقتصاد إسرائيل ويتحدى صورتها كقوة إقليمية.
الثورة / أحمد المالكي
وأكدت الوكالة أن “إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي، حيث يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد، ويمنع البلاد من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة”.
وأشارت الوكالة في تقرير حديث نشرته مطلع الأسبوع إلى أن من اسماهم ب “الحوثيين” يصعدون هجماتهم الصاروخية على إسرائيل مما أدى إلى هروب مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في منتصف الليل، وإبعاد شركات الطيران الأجنبية، والحفاظ على ما يمكن أن يكون آخر جبهة رئيسة في حروب الشرق الأوسط.
طريق اطول
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر أدت إلى إغلاق ميناء إيلات في أم الرشراش المحتلة، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا إلى موانئ إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط”.
وأضافت: “طوال فترة الحرب، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل، ركزوا في البداية على إيلات ثم وسعوا نطاق هجماتهم لتشمل المراكز السكانية الكبرى ومدينة تل أبيب الساحلية، وقد تكثفت عمليات الإطلاق في الأسابيع الأخيرة”.
فشل
وقالت الوكالة إن “إسرائيل قصفت مرارا وتكرارا الموانئ والبنية التحتية النفطية والمطار في العاصمة صنعاء ، على بعد نحو 2000 كيلومتر، وهدد القادة الإسرائيليون بقتل شخصيات حوثية مركزية وحاولوا حشد العالم ضد هذا التهديد، ولكن “الحوثيين” يواصلون هجماتهم، ففي الأسابيع الأخيرة، تم إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من اليمن كل يوم تقريبا، بما في ذلك في وقت مبكر ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مساحات واسعة من إسرائيل، وفي بعض الحالات، اخترقت الصواريخ والطائرات نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور”.
ولفتت إلى أن الضربات المضادة الإسرائيلية لم تردع “الحوثيين” بعد، وإن هجماتهم المستمرة تتحدى صورة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية”.
تصعيد
وأشار التقرير إلى أنه “في الأسابيع الأخيرة، صعدت صنعاء هجماتها الصاروخية بعيدة المدى وعالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كان يشكله شركاؤها في السابق” في إشارة إلى حزب الله في لبنان الذي اعتبر التقرير أن “الحوثيين يستمدون منه الإلهام” حسب وصفه.
ووفقا للتقرير فإن “التهديد الذي يشكله الحوثيون يتفاقم بسبب بعدهم عن إسرائيل، مما يقيد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة”، معتبراً أن “الأهم من ذلك هو التشدد الحوثي، وهو مزيج متفجر من معاداة إسرائيل، والحماسة الدينية، والاستعداد الذي لا مثيل له للاستشهاد والتضحية من أجل القضية الفلسطينية”.
التهديد الحقيقي
واعتبر التقرير أنه “في حين يمكن للحوثيين الاعتماد على إمدادات لا نهاية لها على ما يبدو من المقاتلين، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة ينبع من القوة الجوية اليمنية ، والتي تطورت بشكل كبير” مشيرا إلى أن “ترسانتهم الآن تضم صواريخ قصيرة المدى، مما يمكنهم من تعطيل التجارة في البحر الأحمر، فضلاً عن الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية بعيدة المدى (فلسطين)، والتي تعهدوا بمواصلة إطلاقها على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة”.
ضغوط لا تجدي
واعتبر التقرير إن الحوثيين “يتبنون أيدلوجية قاتلة، ولا يتراجعون حتى الآن أمام محاولات ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية عليهم”.
وقال نايتس إن “الطريقة الأكثر وضوحا بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات” الحوثيين” هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” بحسب ما نقل التقرير.
ونقلت الوكالة عن داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب قوله: “إن الحوثيين هم الوحيدون الذين ينشطون الآن” معتبرا أنهم “يشكلون تحديا من نوع مختلف”، مضيفاً: “لا يوجد حل سريع. وحتى لو انتهت الحرب في غزة، فإن هذا التهديد لن يختفي”.
وأشار تقرير الوكالة إلى إن “اليمن لا تقع على حدود إسرائيل، ولا تستطيع إسرائيل بسهولة أن تنفذ غزواً برياً كما فعلت في غزة ولبنان لتفكيك البنية الأساسية لأعدائها، ويتعين على إسرائيل أن تنظم مهام جوية معقدة للطيران إلى اليمن، وهي مهام مكلفة ومحدودة في ما يمكن أن تحققه”.
اقل انكشافا
وأضاف: “إن مخابئ الحوثيين وأسلحتهم وبنيتهم التحتية أقل انكشافا بالنسبة لإسرائيل، مما يجعل ضرباتها المضادة أقل فعالية إلى حد ما”.
واعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المعركة مع قوات صنعاء معقدة وأن إسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية وعملياتية فيما يتعلق باليمن، وهو ما أكده محللون إسرائيليون بينهم مسؤول سابق، وفقا لما نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية : صواريخ اليمن تربك كيان الاحتلال… وواشنطن تنأى بنفسها
يمانيون | تقرير
في تقرير تحليلي لافت، سلطت مجلة بوليتيكو الأمريكية الضوء على التحول اللافت في مواقف واشنطن من الضربات اليمنية المتصاعدة على كيان العدو الصهيوني، مشيرة إلى أن الكيان يعيش حالة من القلق المتزايد في ظل ما وصفته بـ”الصمت الأمريكي المريب” إزاء الصواريخ التي باتت تتساقط بانتظام على مستوطناته.
تجاهل أمريكي… واستثناء إسرائيلي
بحسب التقرير، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليمن مؤخراً، ورغم تماسكه ميدانيًا في جبهات البحر الأحمر والخليج، لم يتضمّن –بشكل لافت– أي بند يتعلق بأمن “إسرائيل”، ما شكّل صدمة استراتيجية لصنّاع القرار في تل أبيب، الذين اعتادوا أن تكون مصالحهم جزءًا لا يتجزأ من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا جديدًا باتجاه الأراضي المحتلة، في سادس عملية من هذا النوع خلال أسبوع واحد فقط. هذه الهجمات، كما تقول بوليتيكو، تعكس أن اليمن لم يكن طرفًا في أي تفاهم يشمل وقف العمليات ضد الكيان، وأن رسائل صنعاء الصاروخية تتجاوز حدود الرد على العدوان، لتصل إلى إعادة رسم موازين الردع في المنطقة.
“كيان الاحتلال ليس أولوية”… رسائل أمريكية مزدوجة
المجلة نقلت عن مسؤول رفيع في إدارة ترامب، سبق أن عمل في ملفات الشرق الأوسط، قوله إن الاتفاق كان قائمًا على مبدأ “أمريكا أولاً”، وبالتالي فإن حماية الكيان الصهيوني لم تكن مطروحة على طاولة المفاوضات..هذا التصريح يعكس –وفق مراقبين– تصدّعًا حقيقياً في طبيعة العلاقة التقليدية بين واشنطن وتل أبيب، وربما بداية لتخلٍّ تدريجي عن الدور الأمريكي كدرع شامل لـ”كيان الاحتلال” في ظل المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية الأمريكية.
في السياق ذاته، أعربت منظمات صهيونية في الولايات المتحدة عن امتعاضها من استبعاد الكيان من الاتفاق، واعتبر بليز ميسزال من “المعهد اليهودي للأمن القومي” أن ما حدث يكشف عن فجوات حقيقية في التنسيق الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، محذرًا من أن “غضّ الطرف” الأمريكي قد يتطور إلى حالة تجاهل بنيوي في ملفات حساسة.
صنعاء تفرض إيقاعها… وصمت واشنطن اعتراف ضمني
فيما دافعت بعض المصادر داخل إدارة ترامب عن الاتفاق، معتبرة أن إدخال ملف الكيان الصهيوني كان سيعقّد الأمور دون فائدة عملية، أشارت بوليتيكو إلى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن اليمنيين لن يوقفوا عملياتهم ضد “كيان الاحتلال” حتى لو تم تضمين ذلك في الاتفاق، لأن الدوافع العقائدية والسياسية لهذه الهجمات تتجاوز حدود التفاهمات المرحلية.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة اختارت التركيز على وقف استنزاف مواردها العسكرية في المنطقة، بعد قناعة عميقة بأن الحل لا يكون بالقوة، بل بمعالجة الجذور السياسية للصراع، وفي مقدمتها العدوان المستمر على غزة.
اليمن في محور المقاومة… والهيبة تتعاظم
في معرض تحليلها، رأت المجلة أن صنعاء تمكّنت خلال الأشهر الأخيرة من فرض نفسها كقوة فعلية في محور المقاومة، لا تكتفي بإطلاق التصريحات أو التضامن الإعلامي، بل تشارك فعليًا في المعركة، وتؤثر على مجرياتها ميدانيًا واستراتيجيًا.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤول سابق في إدارة ترامب قوله: “كل المحاولات العسكرية لإسكات اليمنيين خلال السنوات العشر الماضية فشلت… وسيواصلون ضرباتهم لتعزيز حضورهم في مواجهة إسرائيل”.. ورأت المجلة أن هذه الهجمات تمنح اليمن ما وصفته بـ”رصيد هيبة غير مسبوق”، لا سيما في ظل انكفاء أطراف أخرى عن الفعل المباشر.
وفي السياق ذاته، أشار جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن اليمنيين لا يكتفون بتحدي واشنطن وتل أبيب، بل يواصلون الضغط الميداني رغم اصطفاف خصومهم، وهذا ما يمنحهم “مصداقية هائلة” لدى جمهور المقاومة في المنطقة، وفق تعبيره.
“كيان الاحتلال” خارج المعادلة… مرحلة جديدة من الانكشاف
وفي تحليل لمغزى التجاهل الأمريكي لأمن الكيان في الاتفاق، رأت المجلة أن ذلك يعكس بداية مرحلة جديدة من الانكشاف الاستراتيجي لتل أبيب، إذ لم تعد تتمتع بالغطاء المطلق الذي كانت واشنطن توفره لها في كل ملف.. ويعتقد مراقبون أن استمرار الصواريخ اليمنية في دكّ مواقع الكيان قد يدفع الأخير نحو خطوات تصعيدية منفردة، دون ضمانة أمريكية، ما يعرّضه لمخاطر أكبر.
ويبدو –بحسب التقرير– أن محور المقاومة، من غزة إلى صنعاء، بات يتحرّك وفق منطق الفعل الاستراتيجي المشترك، وليس فقط ردود الأفعال.. وهذا التطور لا يعكس فقط انتقال المعركة من الأطراف إلى عمق الكيان، بل يؤشر إلى تراجع موقع “إسرائيل” في معادلات الردع الجديدة التي تُرسم على نار المقاومة المتقدة في أكثر من جبهة.
خلاصة:
تقرير بوليتيكو ليس مجرد عرض للوقائع، بل تأكيد على أن صواريخ اليمن لم تغيّر موازين الردع فحسب، بل أحرجت واشنطن، وأرعبت تل أبيب، وأعلنت أن زمن الاستفراد الصهيوني قد ولى، وأن “كيان الاحتلال” باتت بالفعل –كما قال التقرير– خارج معادلة الحماية الأمريكية المطلقة.