تبرَّأت «مفوضية العون الإنساني» التابعة للحكومة السودانية، من بيع المواد الإغاثية في الأسواق، مؤكدةً أنه «لا يوجد تسريب للمساعدات الإنسانية (من جهتها)، وأن تصرفات بعض المواطنين لا يمكن أن تُحسب عليها»

وتفاقمت أزمة بيع المواد الإغاثية في الأسواق خلال الفترة الماضية، وأفاد سودانيون بأنهم شاهدوا في عدد من الولايات مواد غذائية مخصصة للمساعدات معروضة للبيع في الأسواق العامة، دون رقابة من السلطات.



لكنَّ مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنيه، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «بيع مواطن لحصته من الإغاثة في السوق ليست مسؤوليتنا»، مشيرةً إلى أن «بعض المتلقين للمساعدات يضطرون إلى بيعها لشراء معونات أخرى يحتاجون إليها مثل دقيق حبوب الذرة والدخن».

وتَسبب الصراع الدائر بين الجيش و«قوات الدعم السريع» الذي تعدّه الأمم المتحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20 ألفاً و150 ألف شخص، بالإضافة إلى إجبار نحو 11 مليون شخص على النزوح.

لجنة للمراجعة
وكشفت المسؤولة الحكومية عن «تشكيل لجنة مكونة من ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة لمراجعة مخازن تابعة لبعض المنظمات لمعرفة ما يوجد بها من مواد إغاثة، ولماذا لم يتم توزيعها؟».

وأكدت أن «اللجنة ستقف على تنفيذ المشاريع الخاصة بالمنظمات، وسترفع تقريرها إلى المفوضية في غضون أسبوعين لاتخاذ الإجراءات تجاهها».

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهراً من الحرب المدمرة.

ووجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات لـ20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة فيما سمتها «أزمة إنسانية غير مسبوقة».

وفي سبتمبر (أيلول ) 2023 أصدر مجلس الوزراء قراراً بإقالة مفوض العون الإنساني، نجم الدين موسي، وكان ذلك بعد نشر تقارير إعلامية أشارت إلى «فساد كبير» في ملف الإغاثة.

وتفيد وسائل إعلام محلية سودانية برصد بيع مواد غذائية «بكميات كبيرة» في أسواق ولاية بورتسودان التي تعد العاصمة المؤقتة للبلاد، في حين يشكو ملايين النازحين في مراكز الإيواء بعدد من الولايات من نقص المساعدات.

ورغم وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في السودان أبريل (نيسان) 2023، فإن مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء بالولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني لم يتلقوا المعونات، ويعتمدون على توفير معاشهم من إمكانات ذاتية.

تسريب مُسبق
وقال ناشطون ومتطوعون في مجال العمل الإنساني لـ«الشرق الأوسط» إن «تسريب المساعدات الإنسانية قد يحدث مسبقاً قبل وصولها إلى مراكز الإيواء».

وشرح بعضهم أن «المواد الغذائية لا تصل إلى كل المحتاجين إليها بسبب تسريبها إلى الأسواق»، ورجحوا «تورط مسؤولين» في عملية التسريب تلك، من دون أن يحددوا أسماء.

لكن الناشطين أنفسهم أكدوا كذلك أن «بعض المواطنين يبيعون الفائض عن حاجتهم من المواد الغذائية في الأسواق»، وأفادوا بأنهم رصدوا «بعض تلك المواد في منازل لمواطنين».

وقال نشطاء آخرون في مدينة حلفا الجديدة شرق السودان، أنهم سألوا بعض أصحاب المحال التجارية عن مصدر البضائع (المصنَّفة مساعدات) التي تحصلوا عليها، لكنهم رفضوا الإفصاح عنها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصلت أولى المساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وفي حين ترفض الحكومة السودانية الإقرار بحدوث مجاعة في البلاد، يشير أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إلى أن 24 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

ومنذ بداية الحرب، توجَّه اتهامات إلى طرفي الحرب بتعطيل المساعدات الإنسانية كجزء من استخدام «سلاح التجويع».

نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين بورتسودان: وجدان طلحة

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة فی الأسواق ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

«بيصبح علينا العيد».. الداخلية تُشارك المواطنين الاحتفال بعيد الأضحى المبارك (فيديو)

طرحت وزارة الداخلية أغنية جديدة بعنوان «بيصبح علينا العيد»، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ومظاهر البهجة والفرحة التي تعم الشارع المصري.

وأغنية «بيصبح علينا العيد» من غناء وألحان: رنا طارق، وكلمات دكتور وائل العبيدي، وتوزيع أسامة عبد الهادي.

وبدأت وزارة الداخلية، بتوجيهات من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، في تفعيل خطة أمنية شاملة وموسعة لضمان سلامة المواطنين وتأمين جموع المصريين الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وتركز الخطة على تأمين مناطق تجمعات المواطنين، بما في ذلك الحدائق العامة، المتنزهات، دور السينما، المراسي النيلية، وساحات أداء صلاة العيد، بالإضافة إلى محيط كافة المنشآت المهمة والحيوية بالدولة، وشهدت منطقة وسط القاهرة الكبرى تواجدًا ملحوظًا لعناصر الشرطة النسائية وقوات التدخل السريع، لتعزيز الشعور بالأمان وتقديم الدعم اللازم.

لم يقتصر الدور الأمني على الجانب المروري وتأمين التجمعات، بل امتد ليشمل شن حملات تموينية موسعة لمواجهة المتلاعبين بالأسعار وجرائم الغش التجاري، والتأكد من توافر السلع وصلاحيتها خلال فترة العيد.

https://www.facebook.com/MoiEgy/videos/1037022235198948

كما وجهت إدارة شرطة المرافق حملات مكبرة لمنع افتراش الباعة الجائلين ورفع كافة الإشغالات التي قد تعيق حركة المواطنين.

تأتي هذه الجهود المتواصلة في إطار حرص وزارة الداخلية على توفير مناخ آمن ومطمئن يسمح للمواطنين بالاستمتاع بأجواء العيد السعيدة، مع التزام المستويات الإشرافية والقيادية بالتواجد الميداني لمتابعة الأداء الأمني والتأكيد على اليقظة التامة وحسن معاملة المواطنين.

اقرأ أيضاًبعثة وزارة الداخلية تقدم خدمات مميزة لحجاج القرعة | فيديو

بلاغ عاجل من مصطفى بكري لـ وزارة الداخلية ضد هذا الشخص على الهواء

مقالات مشابهة

  • بدون أضرار صحية .. 3 طرق آمنة لتنظيف الكرشة في المنزل
  • مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
  • «بيصبح علينا العيد».. الداخلية تُشارك المواطنين الاحتفال بعيد الأضحى المبارك (فيديو)
  • العون الإنساني تبحث مع منظمة الغذاء العالمي ملابسات اعتداء المليشيا المتمردة على القافلة الإنسانية في مدينة الكومة
  • مفوضية الانتخابات:أكثر من 21 مليون مواطن حدثوا بياناتهم الانتخابية
  • بغداد في الصدارة.. مفوضية الانتخابات: أكثر من 21 مليون عراقي حدثوا بياناتهم
  • الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم بعد وقف برنامج الأغذية العالمي شحنات الغذاء
  • تحذير: لا تتركوا هذه المواد داخل سياراتكم… قد تسبب انفجارًا!
  • أزمة ثلج في لحج… تواطؤ واحتكار يحرم المواطنين من “شربة ماء باردة” في صيف لاهب
  • 52 مليون دولار دفعة جديدة تنعش آمال الإغاثة الإنسانية في اليمن