غزة بدون مستلزمات شتوية وأطفالها الرضع يموتون من شدة البرد
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
في تقرير من فلسطين المحتلة، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن سبعة من الأطفال الرضع على الأقل قضوا نحبهم مؤخرا في قطاع غزة من البرد، فيما تُكابد العائلات النازحة لإيجاد مأوى يقيها من برودة الشتاء.
وأوردت الصحيفة قصة طفلة فلسطينية رضيعة اسمها عائشة القصاص، رأت النور في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن كل الظروف تكالبت عليها.
ولم تكن عائشة قد تجاوزت 3 أسابيع من العمر في 20 ديسمبر/كانون الأول عندما صعدت روحها إلى بارئها بسبب معاناتها من سوء التغذية وانخفاض درجة حرارة الجسم، وفقا لعائلتها والأطباء الذين كانوا يشرفون على علاجها.
وعائشة واحدة من 7 أطفال رضع على الأقل في غزة لقوا حتفهم من البرد في الأسابيع الأخيرة، بحسب أقاربها ووزارة الصحة في القطاع حيث يكافح أكثر من مليون نازح -الكثير منهم مرضى ويعانون من سوء التغذية- بحثا عن ملاذ في ظل الأحوال الجوية السيئة.
تحذيرات سابقة
وذكرت واشنطن بوست أن منظمات الإغاثة ظلت تحذر، طوال الشهور الماضية، من أن أجزاء في قطاع غزة قد تغمرها مياه الأمطار الشتوية، وأن هناك حاجة إلى كميات كبيرة من لوازم الإيواء ومعدات إنقاذ من الفيضانات، وبطانيات وملابس دافئة لدرء كارثة صحية عامة.
إعلانورغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت قد طالبت دولة الاحتلال -عبر رسالة بعثت بها في أكتوبر/تشرين الأول إلى المسؤولين الإسرائيليين- فإن إسرائيل فرضت قيودا على دخول مساعدات الإغاثة لتحرم بذلك مئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء قبل انخفاض درجات الحرارة الشهر الماضي، كما تفيد الصحيفة نقلا عن منظمات إغاثة وأطباء.
ومن جانبه، قال المجلس النرويجي للاجئين -وهو مؤسسة خيرية تقود جهود التنسيق بين منظمات الإغاثة- في بيان صحفي الشهر الماضي إن الجيش الإسرائيلي "لا يزال يعيق توصيل المساعدات في جميع أرجاء غزة ويستهدفها عمدا".
مساعدات ضئيلةوأضاف المجلس في بيانه أن منظمات الإغاثة تمكنت من تلبية 23% فقط من احتياجات غزة من المأوى هذا الخريف، وأن أكثر من 900 ألف شخص ما زالوا بحاجة إلى لوازم إيواء.
وتوقع إدوارد بيغبيديه، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في بيان أصدره في 26 ديسمبر/كانون الأول بعد وفاة 4 رضع بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم، أن يفقد مزيد من الأطفال أرواحهم "بسبب الظروف غير الإنسانية التي يعانون منها، والتي لا توفر لهم أي حماية من البرد".
وأشارت واشنطن بوست نقلا عن عاملين في القطاع الصحي في غزة وأقارب الضحايا، إلى أن 3 أطفال آخرين توفوا بعد أسبوع.
الرضع بشكل خاص
ووفقا لجون كاهلر، طبيب الأطفال والمؤسس المشارك لمنظمة ميدغلوبال الطبية غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، فإن الرضع معرضون بشكل خاص للمضاعفات الصحية في الطقس البارد.
وحذر من أن ملامسة الأسطح الباردة والتعرض لفترات طويلة للبيئات الباردة والرطوبة من الملابس المبللة تزيد من تعرض الأطفال حديثي الولادة لانخفاض حرارة الجسم مما قد يؤدي إلى فشل التمثيل الغذائي وتلف الأعضاء ومن ثم الوفاة.
وقال أحمد الفرا، طبيب الأطفال في مستشفى ناصر في جنوب غزة الذي يُعالج فيه 5 أطفال رضع من بينهم عائشة القصاص: "ما الذي يمكن أن نتوقعه عندما يكونون في خيمة دون أي مصدر للسولار أو الكهرباء أو البنزين أو حتى النار لتدفئتهم؟".
إعلان يرتجفون دون حمايةوروت الصحيفة الأميركية في تقريرها قصة أخرى لرجل يدعى يحيى البطران (42 عاما) لم يتمكن من شراء ملابس شتوية وبطانيات لتدفئة ابنيه التوأم حديثي الولادة، جمعة وعلي، في خيمتهما على الشاطئ في دير البلح. كان يراقب جسديهما يرتجفان من البرد وشفتيهما تزرورقان، قبل أن يُهرع بهما إلى مستشفى شهداء الأقصى، ولكن كان الأوان قد فات.
وطبقا لراشيل كامينغز، مسؤولة الاستجابة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفل في غزة، فإن الأطفال يتجولون حفاة الأقدام أو بدون ملابس شتوية في الشوارع المغمورة بمياه الصرف الصحي.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن إدارة الدفاع المدني في غزة، أن الأمطار الغزيرة أغرقت الأسبوع الماضي أكثر من 1500 خيمة، ودمرت الفيضانات على شاطئ خان يونس في نوفمبر/تشرين الثاني الخيام التي كان النازحون الفلسطينيون يحتمون بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات من البرد فی غزة
إقرأ أيضاً:
المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع
غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية. الموت جوعًا ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض. ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. "هياكل عظمية" بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة. وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع. وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في القطاع بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات "هياكل عظمية". أوضاع متفاقمة وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة، وزيادة أعداد الوفيات، بسبب سوء التغذية. وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".