يمانيون:
2025-07-27@08:36:06 GMT

جُمعة رجب.. تفرُّدٌ يمني واستحقاق

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

جُمعة رجب.. تفرُّدٌ يمني واستحقاق

دينا الرميمة

قليل هم أبناء الأُمَّــة الإسلامية الذين حافظوا على هويتهم الإيمَـانية والروحية الإيمانية، التي ربى النبي الكريم أمته عليها، وتخلى عنها الكثير نتيجة الاستهداف المتعمد من الأعداء لسلبها منهم وتمزيق الأُمَّــة شر ممزَّق ليجعلوها خانعة وذليلة ومتواطئة معهم في كُـلّ أفعالهم وحروبهم ضد الإسلام وأهله.


وقد اتضح ذلك جليًّا من خلال العدوان على غزة، الذي غضت الأُمَّــة الطرف عنه، وتركت غزة وشأنها تواجه ما يمارسه الصهاينة وحيدة بدون ناصر إلا من رحم ربي من الأحرار، وعلى رأسهم اليمن التي وقفت مع غزة قولًا وفعلًا، وهي الدولة التي لا تزال تجابه حرباً وحصاراً منذ عشر سنوات، على الرغم من قسوتها وبشاعتها نهضت من تحت ركامات الدمار لتكون سنداً وعوناً لغزة، أمر لم يتوقعه أحد، وأثبته اليمنيون الذين ما زالوا على عهدهم للنبي الكريم منذ أن توجّـهم بالهوية الإيمانية بعد أن أرسل إليهم الإمام علي -عليه السلام- مبعوثاً إليهم حاملاً رسالته إليهم، يدعوهم فيها للإسلام، وطواعية دخل اليمنيون الإسلام جماعات وأفرادًا فور انتهاء قراءتها برغبة أذهلت الإمام عليًّا فأنشد فيهم قصدية شعرية ختمها بقوله:
فلو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ومن فوره أرسل للنبي رسالة يخبره بإسلام أهل اليمن فاستبشر النبي بذلك وسجد حمداً وشكراً لله ثم قال: «آتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبًا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية» قالها معجبًا ومحبًّا لأهل اليمن، الذين نسب نفسه إليهم بقوله: «وأنا رجل يماني» وهم الذين من أول فجر الدعوة الإسلامية في مكة كان منهم من آمن به وبدعوته كعمار بن ياسر ووالديه اللذان كانا أول شهداء الإسلام.
ومنهم الأوس والخزرج، قبيلتان سابقتا الزمن فور سماعهما بنبي مرتقب في شبه الجزيرة العربية فهاجرتا واستقرتا في يثرب انتظاراً لظهوره، وما إن ظهر حتى آمنتا به، واستبدل برجالها قريش التي حاربته وأخرجته من مكة؛ فأووه وتقاسموا مع أصحابه الأرض والدور ومثلوا أروع معاني الإخوة في الإسلام، وناصروا النبي، وكانوا له العون والسند في كُـلّ معاركه ضد فلول الشرك، وَأَضَـافَ إسلام اليمن قوة كبيرة للإسلام وكان انتمائهم له انتماء صادقًا جسدوه بأفعالهم جهاداً وتضحية، استحقوا بها مسمى الأنصار، وكانوا أهلاً للتتويج بأعظم هُوية وأحق بها، جسدوها على مدى التأريخ، حصنتهم ضد رياح حضارة الغرب الكافر، وكانوا بها أكثر وعياً تجاه حرب العدوّ الناعمة، وبها حافظوا على قيم ومبادئ دينهم، وكانوا الشعب الأكثر غيرة على دينهم وأرضهم، وبها انتصروا على أعتى عدوان تآمر فيه الشرق والغرب عليهم، وأصبحوا مَثَلًا للبطولة ويتغنى الكثير بشجاعتهم وتفانيهم في سبيل نصرة الحق غير آبهين بقوة الأعداء؛ لأَنَّهم يعلمون أن عاقبة أمرهم إما نصرٌ يعزون به وتعزُّ به الأُمَّــة ودينها، أَو شهادة فيها حياة أبدية عند ربهم يُرزقون!! وبهذا تفردوا بقوة واجهوا بها الصهاينة والأمريكان عدوهم الأزلي؛ دفاعًا عن شعب مسلم مظلوم، كما تفردوا بإحياء الجمعة الأولى من رجب، كان فيها إسلامهم كموروث ديني، حمداً وشكراً لله على نعمة الإسلام والهداية، وعيد ديني ثالث فيه نعمة إسلام وهُوية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خذلان عالمي وموقف يمني أصيل

في قلب غزة، لا صوت يعلو على أنين الجوع، ولا صراخ يُسمع سوى بكاء الأمهات فوق أجساد أطفالهن النحيلة التي ذبلت أمام أعينهن بلا حول ولا قوة.
أطفالٌ لا يموتون بالقنابل فقط، بل يموتون جوعًا. يموتون لأن “الكيان المؤقت” قرّر أن يمنع الحليب، ويحاصر الطحين، ويقطع الماء، ويجعل من لقمة العيش أداة قتل، تماماً كما تفعل بالصواريخ والقنابل الفوسفورية.
غزة اليوم تحترق من الداخل. ليس فقط من القصف، بل من تجويعٍ ممنهج تُمارسه آلة الاحتلال بدم بارد، وبغطاء أمريكي كامل، وصمتٍ دولي مخزٍ.
مئات الآلاف من العائلات تعيش تحت خط المجاعة. حليب الأطفال مفقود، الطحين معدوم، والخضار والفاكهة باتت من الذكريات.
تخرج الأمهات يومياً بأيدي مرتجفة يبحثن في الركام عما يمكن أن يُؤكل. لا لأنهن فقراء، بل لأن “إسرائيل” قرّرت أن تُحاصرهم تدفعهم للموت البطيء.
الطفل في غزة لا ينام باكياً فقط، بل ينام وهو يحلم بكسرة خبز. كثيرون لا يستيقظون من نومهم، لأن أجسادهم الضعيفة لم تقوَ على احتمال الجوع.
مشاهد الأطفال المنتفخة بطونهم من سوء التغذية لم تعد نادرة، بل أصبحت أيقونة المرحلة.
غزة الآن ليست فقط ساحة حرب، بل سجن جماعي يُمارس فيه الاحتلال الإبادة عبر التجويع، ويشاهد فيه العالم تلك الجريمة وكأنها خبر عابر على شاشة صامتة.
أي عدالة في هذا العالم تقبل أن يُحاصر أكثر من مليون طفل؟
أي قانون دولي لا يرى أن حرمان الناس من الغذاء والماء جريمة حرب؟
لماذا كل هذا الصمت العربي؟ لماذا اختنقت الأصوات التي كانت تملأ المنصات ضجيجاً؟
أين أولئك الذين يزعمون الدفاع عن الطفولة والإنسانية؟
أم أن الأطفال الفلسطينيين خارج تعريف “الإنسان” في معاجم الأمم المتحدة؟
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد مأساة، بل وصمة عار في جبين البشرية.
ومع ذلك، وبينما يغرق العالم في صمته، لم تكن كل الشعوب سواء.
فمن بين كل هذا الركام، ارتفع صوت واحد، ووقف موقف لا يُشترى: اليمن.
اليمن الذي رغم حصاره، رغم ألمه، رغم جراحه، قرّر أن يقف، أن يواجه، أن يُدافع عن غزة لا بالخطب الرنانة، بل بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
الشعب اليمني، بقيادته الإيمانية الثابتة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أعلنها صريحة:
لن نقف مكتوفي الأيدي وأطفال غزة يموتون جوعاً.
لن نصمت على الحصار.
لن نغلق أعيننا عن المجاعة المفروضة على شعبٍ أعزل.
بل سنقاتل، وسنضرب، وسنوجّه صواريخنا نحو العمق الإسرائيلي، حتى يرتفع الحصار بالكامل عن غزة.
في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الإدانات العربية إلى أقصى حدود النفاق، قدّمت صنعاء صاروخاً لكل دمعة، وطائرة لكل شهيد، ووعداً ثابتاً أن اليمن لن يتراجع، ولن يوقف عملياته العسكرية إلا برفع الحصار، ووقف القتل، وكسر سلاح التجويع.
إنها ليست حرب اليمن، لكنها معركته الأخلاقية، وموقفه الإيماني، وامتداده الطبيعي كأمةٍ ترى في فلسطين قضيتها الأولى.
ففي ثقافة هذا الشعب، الموت في سبيل المظلومين حياة، والوقوف مع غزة ليس خياراً، بل فرض عين وكرامة لا تُباع.
وكلما اشتد الجوع في غزة، اشتد عزم اليمن، وكلما صمت العالم، تكلمت صواريخنا، وكلما نزلت دمعة من عين طفل غزّي، اشتعلت في قلوبنا نيران الغضب، ومضينا في دربنا حتى تحرير الأرض وكسر القيد وإسقاط الطغيان.

مقالات مشابهة

  • غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا
  • خذلان عالمي وموقف يمني أصيل
  • تمثال يمني نادر في معرض دولي بلندن
  • لسنا بحاجة إليهم.. ألمانيا تسرع إجراءات طرد المهاجرين
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)
  • بالفيديو.. صاروخ يمني يستهدف إسرائيل
  • صارخ يمني يدك عمق الكيان
  • من صور التمكين في السيرة النبوية
  • مخاوف صهيونية من غزو بحري يمني
  • مصادر تكشف تفاصيل الانفجارات القوية التي هزّت قاعدة العند العسكرية جنوب اليمن