وسط إيقاع الحياة اليومية المتسارع، يتسلل إلى أرواحنا شعور غامض يصعب وصفه أو تصنيفه فهو ليس اكتئابا بالمعنى التقليدي، ولا هو يأس قاتم، بل حالة أشبه بفقدان الشغف، وكأننا ننفصل عن ذواتنا شعور يسكن أعماقنا بصمت، يختبئ في زوايا الروح، ينتظر أن يُكتشف.

تلك الإنجازات التي أضاءت حياتنا يومًا تبدو الآن مجرد نتائج عادية، والفرح الذي كان يملأ قلوبنا أصبح كظل باهت لا يصل إلىالجوارح.

هذا ليس استسلامًا ولا شكوى، بل تجربة إنسانية معقدة نشعر بها دون أن ندرك أحيانا طبيعتها الحقيقية، إحساس اللامبالاة تجاه ما كان يلهمنا ويحفزنا أصبح يصدمنا، خصوصا لمن اعتادوا على السعي الدؤوب والتمسك بأهدافهم.

فعلى الصعيد الشخصي، وبالنسبة للأشخاص الذين يغلب عليهم حب العمل لحد الهوس، وأولئك الذين يكرسون حياتهم لتحقيق الإنجازات والنجاحات، يشكل هذا الشعور تحديًا كبيرًا. وكأن عجلة الأيام تبتلع كل ما يجعل لحظاتنا مميزة فهذا الشعور غريب

ويكاد يكون عصيا على الوصف، وكأن شعلة الحياة التي كانت تدفعنا للأمام انطفأت فجأة، حتى في لحظات نجاحنا التي كانت دومًا مصدر طاقتنا وسعادتنا.

فنحن اليوم أمام مفترق طرق غريب، المحطات التي عبرناها أصبحت مجرد علامات في رحلة فاقدة للوجهة الواضحة، لا تحمل ذات النكهة التي تعودنا تذوقها، تلك اللحظات التي كنا فيها جزءًا من الحياة الاجتماعية والنقاشات المثمرة باتت تفقد بريقها تدريجيا، ً وأصبحت المواقف والمحادثات تبدو سطحية أكثر مما ينبغي.

ورغم امتناننا العميق لنعم الله التي لا تُحصى، فإن هناك شعورً ا بالفراغ الداخلي يدعونا للتوقف ومراجعة النفس بصدق.

هذا ليس رفضًا للواقع ولا استخفافًا بالنعم، ولا هو تمرد بأي شكل من الاشكال وإنما مواجهة لعاصفة هادئة داخلية تثير تساؤلا ت عميقة؟؟ ربما يكون الروتين جزءًا من المشكلة فحياتنا أصبحت أقرب إلى برنامج يومي مكرر: نستيقظ، نعمل، نمارس أدوارنا الاجتماعية ونعود لنفس النقطة مرارًا وتكرارًا. فكل شيء صار عقلانيا منطقيا، ً واجبات تُنجز فيما يغيب عنها الروح، ضحكات باتت زائفة، وفي محاولة لاستعادة هذا الشغف المفقود، قد يلجأ البعض إلى البحث عن تجارب جديدة، أو العودة إلى الدراسة، أو الانشغال بالمزيد من المهام.

لكن مؤخراً ندرك أن الحل لا يكمن في المزيد من الركض، بل ربما في البح ث داخل الأعماق في اللاوعي الداخلي الذي أصبح يحتاج الى نوع اخر من الغذاء، شيء يتجاوز العالم الخارجي ومطالب الحياة اليومية.

لكن التساؤل هنا أين ذلك الدفء الذي جعلنا يوما نتذوق اللحظات الصغيرة بشغف وعفوية؟ كيف لنا ان نجد المفتاح لذلك؟ كيف يمكن أن نعيد إشعال شمعة الشغف في قلوبنا؟ أسأل الله أن يهب لي ولكل من يمر بهذه الحالة السكينة وراحة البال وسلام الروح.

وفي النهاية، البحث عن شغف الحياة رحلة داخلية تحتا ج إلى الوعي والصبر والصدق مع الذات، فأنا لم اكتب هذه الكلمات لكي ابحث عن حلول او استجداء للتعاطف، وبالنسبة لي فأنا لست بحاجة الى كلمات تعزز قوتي، فأنا شخصية قوية بالله وبذاتها ولكنني كتبتها لأشارك حالة ربما تتردد داخل الكثيرين ممن يعانون بصمت وأردت ان اقول إن هذه اللحظات التي تفقد فيها الحياة بريقها، ليست نهاية الطريق فالأمل يبقى دائمًا حيا، ً وإن بدا خافتا في القدرة على إعادة صياغة حي اتنا بشغف وطاقة

متجددة. وأخيرًا، أحمد الله على نعمه التي لا تُعد وأسأله أن يعيد السلام والرضا لقلوب كل من يمضي في مسارات مشابهة لهذه الرحلة الصامتة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أرتيتا يشيد بـ"اللحظات الساحرة" لنوني مادويكي أمام بروج بدوري أبطال أوروبا

أشاد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، بنوني مادويكي، لاعب النادي اللندني، واصفا إياه بـ"الساحر" بعد تألقه اللافت أمام كلوب بروج البلجيكي، ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وحقق أرسنال انتصارا ثمينا ومستحقا 3 / صفر على مضيفه كلوب بروج، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، ضمن منافسات الجولة السادسة من مرحلة الدوري للمسابقة القارية، ليصبح على أعتاب التأهل المباشرة للأدوار الإقصائية في البطولة.

وواصل أرسنال انطلاقته المثالية في البطولة، حيث رفع رصيده إلى 18 نقطة، محققا العلامة الكاملة حتى الآن، إثر فوزه في جميع لقاءاته الستة الأولى، متفوقا بفارق 3 نقاط أمام أقرب ملاحقيه بايرن ميونخ الألماني، مع تبقي جولتين فقط على نهاية تلك المرحلة من المسابقة.

وافتتح مادويكي التسجيل لأرسنال بتسديدة صاروخية لا تصد بعد مرور 27 دقيقة من عمر اللقاء، قبل أن يضيف اللاعب ذاته هدفا آخر برأسه في الشباك الخالية بعد 80 ثانية فقط من بداية الشوط الثاني.

وبعد 10 دقائق، حسم البرازيلي جابرييل مارتينيلي المباراة بتسجيله الهدف الثالث الرائع لأرسنال، الذي حقق انتصاره عن جدارة.

ورغم تحفظ بعض مشجعي أرسنال على انضمام مادويكي من تشيلسي، فإن اللاعب الذي بلغت قيمته 50 مليون جنيه إسترليني (67 مليون دولار) قدم أداء مميزا مع ناديه الجديد، ويأتي تسجيله هدفين في شباك بروج بعد أسبوعين من إحرازه الهدف الأول في فوز أرسنال 3 / 1 على بايرن بالبطولة هذا الموسم.

وقال أرتيتا، معلقا على هدف مادويكي الصاروخي في الشوط الأول: "كان هدفا مذهلا حقا. عندما نتحدث عن الجودة الفردية واللمسات الفردية واللحظات الساحرة، فهذا هو المطلوب، أن يتمكن لاعب من استلام الكرة من مسافة بعيدة، ومراوغة المدافعين، وإنهاء الهجمة بهذه الجودة والقوة".

وأضاف المدرب الإسباني في تصريحاته، التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا "في هذا المستوى، نحتاج للاعبين مميزين يبرزون ويقدمون أداء مختلفا. ولذلك أنا سعيد جدا لأن لدينا الآن بعض اللاعبين في خط الهجوم، ويمكنكم ملاحظة مدى تحسن أدائنا بوجودهم".

وبعدما حجز بوكايو ساكا مكانه في الجانب الأيمن بخط هجوم أرسنال، المكون من ثلاثة لاعبين، فإن تألق مادويكي يضع أرتيتا أمام معضلة.

ولدى سؤاله عما إذا كان مادويكي لاعب لا غنى عنه في الفريق الآن، أجاب أرتيتا قائلا: "المسألة تتعلق بثبات المستوى. الأمر لا يتوقف على مباراة أو اثنتين أو ثلاث، بل بتقديم هذا الأداء في عشر مباريات متتالية، كل ثلاثة أيام، وهذا هو المستوى الذي يجب أن نصل إليه. هذا هو التحدي الذي يواجهه".

ورغم الغيابات العديدة التي عانى منها أرسنال في اللقاء، فقد بات خامس فريق إنجليزي يفوز بجميع مبارياته الست الأولى في دوري الأبطال، لينضم للقائمة التي شملت أيضا أندية مانشستر يونايتد وليدز يونايتد وليفربول ومانشستر سيتي.

وتنص لائحة المسابقة على تأهل الأندية التي حصلت على المراكز الثماني الأولى إلى دور الـ16 مباشرة، فيما يتعين على الأندية التي تتواجد في المراكز من التاسع إلى الـ24 خوض دورا فاصلا للصعود إلى الأدوار الإقصائية.

ويبدو أرسنال قريبا للغاية من أن يصبح أو المتأهلين لمرحلة خروج المغلوب، لاسيما في ظل ابتعاده بفارق 6 نقاط أمام مواطنه ليفربول، صاحب المركز التاسع، وبفارق أهداف لصالحه بلغ 13 هدفا، وذلك قبل خوضه مباراتيه الأخيرتين بمرحلة الدوري في المسابقة.

منجانبه، أنهى المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس غيابه الذي دام 332 يوما بسبب الإصابة، عندما حل بدلا من زميله السويدي فيكتور جيوكيريس في الدقيقة 60.

وكاد جيسوس، الذي غاب عن الملاعب منذ إصابته بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي بركبته اليسرى في 12 يناير الماضي، أن يختتم أمسية رائعة لآرسنال لولا أن تسديدته بالقدم اليمنى ارتدت من القائم.

وتحدث أرتيتا عن جيسيوس قائلا: "كانت رحلة صعبة وطويلة للغاية بالنسبة له. على مدار 11 شهرا، كان يكافح إصابة أخرى بالغة الصعوبة، ورؤيته يعود إلينا بتلك الابتسامة، وتلك الطاقة، وذلك الأداء المتميز في أول مباراة له معنا بعد عودته، أمر مثير للإعجاب حقا، ونحن جميعا سعداء للغاية لأجله. بإمكانكم أن تروا مدى حبنا له".

واختتم أرتيتا تصريحاته، بالقول: "إذا استمر جيسوس في الأداء على هذا النحو، فسوف يضيف قيمة كبيرة للفريق، وأنا سعيد جدا لرؤية ذلك".

مقالات مشابهة

  • إحدى أعظم ألغاز الأدب.. دراسة تستكشف سر وفاة جين أوستن عام 1817
  • فى ذكراها.. اللحظات الأخيرة فى حياة كاميليا قبل حادث الطائرة
  • الوسطية بين الحلال والحرام.. وضوابط الاستفادة من الحياة دون تجاوز
  • وزير الداخلية عرض مع أيوب التطورات وبحث وطليس في أوضاع قطاع النقل
  • 8 ساعات من النوم غير ضرورية ربما.. ما مدة النوم المثالية لك؟
  • أرتيتا يشيد بـ"اللحظات الساحرة" لنوني مادويكي أمام بروج بدوري أبطال أوروبا
  • يعلن صندوق مكافحة السرطان عن إنزال مناقصة عامة رقم 2-2025
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • موجة تعاطف واسعة| تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة طالب ستيم بني سويف.. ماذا قالت أسرة أدهم عاطف؟
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!