بوابة الفجر:
2025-06-15@05:47:37 GMT

مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

الكلمات ليست مجرد أصوات تنبعث من الحناجر، بل هي مفاتيح تُفتح بها أبواب القلوب، أو تُغلق بها.. والتصرفات ليست مجرد حركات عابرة في مسرح الحياة، بل هي رسائل مشفّرة تعبّر عن باطن النفوس ومكنون العقول! غير أن الإشكالية الكبرى تكمن حين تتعارض الكلمة مع نيتها، والموقف مع جوهره، لتصبح أداة للغموض والازدواجية، حاملةً معنيين متناقضين، أحدهما يعلن وآخر يضمر.

مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوان مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار

حين يكون الشخص في موضع مسؤولية، فإن لكل كلمة ينطقها، ولكل قرار يتّخذه، أصداءً تتجاوز ذاته، وتمتد إلى حياة الآخرين، هنا تكمن خطورة الازدواجية؛ أن يبتسم في وجه الجمهور وهو يخطط لإثارة عاصفة خلف الستار، أن يدّعي الحكمة وهو صانع الأزمات، أن يتحدث عن الخير وهو يعبّد الطريق للمكائد، أو حتى عكس كل ذلك.

إن المسؤولية لا تقتصر على اتخاذ القرار، بل تتعدى ذلك إلى التفكير العميق في أبعاده وتبعاته! فالقرار كلمة، والكلمة موقف، والموقف حياة.. فإن كان الشخص المسؤول غير قادر على التفكير الرشيد، فعليه أن يستعين بمن يُحسن ذلك! وإن عزعليه وجود من يعينه، فليصمت وليبتعد عن صُنع الإثارة من وقت لآخر.

إمام عاشور، لاعب الأهلي، بطل أزمة جديدة من أزماته "التريند"، ألقت بظلالها على المشهد الرياضي بعد احتفاله المثير للجدل بهدفه في مرمى سموحة، وضع اللاعب بالونة على فمه ونفخها احتفالًا، وهو تصرف بسيط في ظاهره، إلا أنه أثار موجة عارمة من الانتقادات بسبب لون البالونة الأبيض، الذي اعتبرته جماهير عديدة إيحاءً بنادي الزمالك، النادي السابق للاعب! هذه العاصفة النقدية أخذت منحى أوسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في الأمر استفزازًا مقصودًا، ومن اعتبره تصرفًا عفويًا لا يحمل أي دلالات.

شوائب المعاني المزدوجة

رغم توضيح إمام عاشور لاحقًا بأنه لم يكن يقصد أي إساءة أو إشارة، فهو مجرد احتفال اتفق عليه مع طفلته، إلا أن الموقف يكشف أهمية تحلي اللاعبين بالوعي والمسؤولية في أفعالهم، خصوصًا في بيئة مشحونة بالعواطف كالرياضة المصرية! الاحتفال بالأهداف حق مشروع، لكنه يجب أن يبقى في إطار الروح الرياضية، بعيدًا عن التأويلات التي قد تفتح أبواب الجدل. 

على عاشور أن يدرك أن كونه لاعبًا في نادٍ كبير مثل الأهلي يضعه تحت المجهر، وعليه أن يحرص مستقبلًا على تصرفاته لتجنب أي مواقف تحمل معنيين قد تثير غضب الجماهير وتُلهب الخلافات، فإذا ما أراد الإنسان المسؤول أن يكون مصدر إلهام وإصلاح، فعليه أن يوازن بين قوله وفعله، وأن يُخلص كلماته وتصرفاته من شوائب المعاني المزدوجة.

في النهاية، إن المسؤولية ليست ترفًا أو خيارًا، بل هي واجب يستدعي عمق التفكير ونقاء النية! فإن كنت شخصًا مسؤولًا ولم تستطع التفكير بوضوح، فلا عيب في أن تستعين بمن يساعدك.. أما إذا اخترت الطريق السهل للعب بالكلمات وصُنع الأزمات، فاعلم أنّك تترك خلفك إرثًا من الخراب قد يُلاحقك حتى بعد غيابك.

الكلمة سلاح، والموقف حياة، والصمت حكمة.. اختر بحكمة، لتُصان الكلمة ويُحفظ الموقف، ويسود السلام.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: امام عاشور بالونة إمام عاشور احتفال البالونة الأهلي وسموحة أزمة إمام عاشور مؤمن الجندی

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الباكستاني: إيران ليست وحدها

الجديد برس| حثّ وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، اليوم السبت، الدول الإسلامية على توحيد صفوفها ومواجهة “إسرائيل” بشكل جماعي، محذرًا من أن استمرار الصمت سيؤدي إلى عواقب وخيمة على العالم الإسلامي بأسره. وخلال كلمة ألقاها في جلسة للبرلمان الباكستاني، شدد آصف على أن “إيران ليست وحدها في هذا العدوان”، في إشارة إلى التصعيد الأخير مع “إسرائيل”، لافتًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على طهران فقط، بل شملت اليمن وفلسطين أيضًا. وقال آصف: “إن لم يتحد العالم الإسلامي اليوم، فسيأتي الدور على الجميع لاحقًا”، داعيًا منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لصياغة موقف موحّد يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي المتصاعد. وأشار الوزير الباكستاني إلى أن العلاقات التاريخية والثقافية العميقة بين إسلام آباد وطهران تفرض موقفًا داعمًا، مؤكدًا: “نحن نقف إلى جانب إيران في كل محنة، ألمهم ألمنا، وحزنهم حزننا”. كما جدد آصف تأكيد سياسة باكستان الثابتة بعدم الاعتراف بـ “إسرائيل”، مؤكدًا أن بلاده لم تُقم أي علاقات دبلوماسية مع “تل أبيب”، ولن تفعل. وأعرب عن أسفه لصمت غالبية الدول الإسلامية، في الوقت الذي “يحتج فيه غير المسلمين في الغرب ضد جرائم إسرائيل”، في إشارة إلى التظاهرات الغربية المناهضة لمجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال غزة، مضيفًا: “ضمير الغرب بدأ يستفيق… لكن العالم الإسلامي ما زال في سبات”.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الباكستاني: إيران ليست وحدها
  • دي بلدنا.. هنحافظ عليها
  • حازم الجندي: تجاهل نداءات مصر للسلام أوصل المنطقة إلى حافة الانفجار
  • دعاء لراحة البال وعدم التفكير.. للتخلص من كثرة القلق
  • مصدر يكشف طبيعة الأصوات التي سمعت في العراق: ليست قصفا
  • وزير العمل: حماية الأطفال ليست مجرد التزام قانوني بل استراتيجية وطنية
  • إيران تتوعد بـرد مؤلم.. واسرائيل: ما حدث مجرد بداية
  • وزير المالية: الدولة ليست مجرد جهة جباية وهي حريصة على الشراكة مع القطاع الخاص
  • «الأوطان ليست حفنة من تراب».. موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف
  • حراك أبناء سوق الجمعة: الجمعة لن تكون مجرد مظاهرة بل صفعة في وجه الفساد