كبرت أحلام المستوطنين الإسرائيليين القاطنين بشكل غير قانوني في الضفة الغربية بضم مناطقهم إلى إسرائيل مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قاطعاً في طريقه وعوداً عدة بتقديم دعم مطلق للدولة الغبرية.

عدة مستويات في الدولة العبرية أبدت تفاؤلاً أشد بقدوم ترامب، ومسدلة بنفس الوقت الستار على مرحلة لم تكن صعبة في عهد بايدن الذي قدم دعماً لإسرائيل يفوق أي رئيس أمريكي آخر.

وانطلق المسؤولون الإسرائيليون فور إعلان فوز ترامب بالانتخابات ينادون بضم الضفة الغربية وتحويل الوعود إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، داعمين في ذلك رؤية وأطماع أكثر من 600 ألف مستوطن غير قانوني يعيشون فوق أراض كانت يوماً ما ملكاً للفلسطينيين. 

تقول سوندرا باراس، وهي مستوطنة إسرائيلية تعيش في مستوطنة "كارني شومرون" منذ  40 عاماً تقريباً لفريق بي بي سي: "أشعر أنني في مكان مختلف عن تل أبيب. أنا أعيش في مكان عاش فيه أسلافي منذ آلاف السنين. أنا لا أعيش في أرض محتلة؛ أعيش في يهودا والسامرة التوراتية".
وبالنسبة للعديد من المستوطنين في الضفة الغربية، فقد تم محو الخط الفاصل بين دولة إسرائيل والأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب عام 1967 من روايتهم.

تغيير الحقائق

وتنتشر في تلال الضفة الغربية مستوطنات عديدة، تربطها شوارع التفافية، وطريق مليئة بلافتات يكتب عليها الآن بأن تلك الوجهة "منطقة من إسرائيل"، إضافة لأخرى وضعها مستوطنون متطرفون مكتوب عليها، "مدينة نابلس الفلسطينية هي المكان الذي وعد الله فيه اليهود". 

وبحسب بي بي سي، فإن الضم الرسمي لهذه المنطقة ظل حتى الآن حلماً للمستوطنين مثل سوندرا، حتى في حين كانت المستوطنات  التي تعتبرها المحكمة العليا للأمم المتحدة ومعظم البلدان الأخرى غير قانونية تتكاثر عاماً بعد عام.
والآن يرى كثيرون فرصة للمضي قدماً، مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وتؤكد سوندرا: "لقد شعرت بسعادة غامرة لفوز ترامب. وأرغب بشدة في توسيع السيادة في يهودا والسامرة. وأشعر أن هذا شيء يمكن لترامب أن يدعمه".

وأعرب مايك هاكابي، الذي رشحه ترامب سفيراً جديداً لإسرائيل، عن دعمه للمطالبات الإسرائيلية بالضفة الغربية في مقابلة أجريت معه العام الماضي. 
وقال: "عندما يستخدم الناس مصطلح "محتلة"، أقول: "نعم، تحتل إسرائيل الأرض، لكنها تحتل أرضاً أعطاها الله لهم قبل 3500 عام. إنها أرضهم". 

كما يقول يسرائيل غانتس، رئيس مجلس الاستيطان الإقليمي الذي يشرف على "كارني شومرون"، إنه "لاحظ بالفعل تغييراً في نبرة إدارة ترامب القادمة نتيجة لهجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي أشعلت فتيل الحرب على غزة".

وغذى الإسرائيليون آمالهم بضم الضفة الغربية بذكريات ولاية ترامب الأولى، والتي خلالها خالف عقوداً من السياسة الأمريكية والإجماع الدولي من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة، التي تم الاستيلاء عليها من سوريا في عام 1967.

فتيل حرب جديدة

ومن شأن مضي ترامب في دعم مغامرات وتطلعات الإسرائيليين غير المشروعة في السيطرة على أرض بشكل غير قانوني أن يصعد العنف في المنطقة، ويشعل فتيل حرب جديدة، لا يرغب الرئيس الأمريكي في اشتعالها، وهو ينادي منذ اليوم الأول لفوزه بوقف جميع الحروب، وأولها حرب غزة.

كما يمكن أن يؤدي الضم إلى تنفير بعض الجمهوريين المعتدلين في الكونغرس الأمريكي، الذين يشعرون بالقلق إزاء التأثير على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووضعهم المستقبلي تحت الحكم الإسرائيلي.
وتقول زعيمة المستوطنين سوندرا باراس رداً على سؤال حول مستقبل الفلسطينيين في الضفة، "إن الذين لا يريدون العيش في إسرائيل يمكنهم الذهاب إلى أي مكان يريدونه".

وعندما سئلت عن سبب وجوب مغادرتهم لوطنهم، قالت: "أنا لا أطردهم، لكن الأمور تتغير. كم عدد الحروب التي بدأوها؟ وخسروا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الضفة الغربية إسرائيل إسرائيل ترامب الضفة الغربية الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته

تناولت صحف ومواقع عالمية مواقف متباينة حول ملفات الشرق الأوسط والسياسة الدولية، وتصدرها الجدل داخل إسرائيل بشأن مطالب العفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب الكشف عن ضغوط مارستها بريطانيا على المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي لمنع إصدار مذكرة توقيف بحقه.

وأظهرت صحيفة جيروزالم بوست -وفق استطلاع حديث- أن غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو عفوا رئاسيا، معتبرين أن حكومته باتت غارقة في الفساد.

وكشف الاستطلاع أن نحو 50% من المشاركين يرفضون أي عفو يمكن أن يصدره الرئيس إسحاق هرتسوغ، مقابل 41% رأوا أنه ضروري لاستمرار نتنياهو في منصبه.

وفي سياق متصل، ذكرت الغارديان أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أبلغ القضاة بأنه تعرض العام الماضي لتهديدات من الحكومة البريطانية بقطع التمويل والانسحاب من نظام روما الأساسي إذا مضت المحكمة في إصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو.

وقال خان إن التهديد ورد في إطار دفاعه عن قرار الملاحقة، دون الإفصاح عن مصدره.

وفي سياق التغطيات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نشرت ذا هيل مقالا اعتبر خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة تكريسا للمعاناة، إذ تواصل إسرائيل -بحسب المقال- قصف المنازل والمدارس، وتمنع المساعدات الإنسانية، مما يجعل الخطة بعيدة عن أي مسار حقيقي للسلام.

وعلى صعيد المتابعات العربية، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين فرنسيين ولبنانيين أن باريس ودمشق طلبتا من بيروت اعتقال المدير السابق للمخابرات الجوية السورية جميل الحسن، وأشارت الصحيفة إلى أن مكانه لا يزال مجهولا، رغم وثائق تؤكد دوره في قمع احتجاجات 2011.

التصعيد بين أوروبا وروسيا

وفي الملف الأوروبي، أوردت إندبندنت تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، محذرا من أن أوروبا قد تكون الهدف المقبل لروسيا، ومؤكدا ضرورة زيادة الإنفاق العسكري فورا لردع أي مواجهة محتملة على غرار ما عاشه الأوروبيون في الماضي.

إعلان

أما الصحف الروسية، فلفتت فزغلياد إلى أن إدارة ترامب اتسمت بالاندفاع في سياستها الخارجية، لكنها وضعت لأول مرة عبر إستراتيجية الأمن القومي صياغات واضحة لأولوياتها، خصوصا إنهاء الحرب في أوكرانيا وتطبيع العلاقات مع موسكو، معتبرة أن هذه التطورات قد تصب في مصلحة روسيا.

وكشفت التايمز -استنادا إلى وثائق مسربة- أن إدارة ترامب سعت لإقناع دول أوروبية، منها النمسا والمجر وإيطاليا وبولندا، بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وتظهر الوثائق أن واشنطن دعمت حركات وأحزابا محافظة ترفع شعارات السيادة واستعادة أنماط الحياة التقليدية.

وفي مقابلة مع بوليتيكو، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن على ترامب عدم التدخل في الديمقراطية الأوروبية، مؤكدة أن الناخبين وحدهم يقررون قيادتهم، وداعية أوروبا إلى التركيز على أولوياتها بدلا من مقارنة نفسها بالآخرين.

وفي متابعة التوتر في الكاريبي، أشارت نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة كثفت العقوبات على فنزويلا، مستهدفة عائلة الرئيس نيكولاس مادورو وقطاع النفط، مما قد يقلص صادرات البلاد.

وقالت الصحيفة إن أثر العقوبات على أسعار النفط ظل محدودا نظرا لصغر حصة فنزويلا في السوق العالمية.

وكشف تقرير لموقع إنترسبت أن إدارة ترامب حولت ملياري دولار من ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) لتمويل حملتها المناهضة للهجرة، وذكر أن هذا الانخراط العسكري تخطى المعايير المعتادة، مما تسبب بإنفاق مفرط يتجاوز الأطر المتعارف عليها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل تهجّر 1000 فلسطيني بالضفة الغربية
  • إسرائيل تصادق على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
  • صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
  • أولمرت: المستوطنون يرتكبون “جرائم حرب” يومية في الضفة الغربية
  • لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية
  • إسرائيل تعيد فتح معبرالكرامة بين الضفة الغربية والأردن أمام حركة الشحن لأول مرة منذ سبتمبر
  • إسرائيل توافق على بناء 764 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • إسرائيل توافق على بناء 764 وحدة استيطانية بالضفة الغربية
  • إسرائيل توافق على بناء 800 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • إسرائيل تصادق على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية