عربي21:
2025-06-01@14:36:39 GMT

حركة فتح بين الأمس واليوم في الذكرى الـ60 لانطلاقتها

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

في أحراش يعبد ونفق عيلبون في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1965؛ أُعلن عن انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح"، وأعلن عن استشهاد شهيد الثورة الأول "أحمد موسى" لتبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني، شكلت له الجماهير الفلسطينية والعربية حاضنة قوية لما جسد لها من طموحاتٍ وآمال لتحرير فلسطين وهزيمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وأصبحت هذه الانطلاقة تأريخا لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وكان شعار "فتح ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح" ملهما لكافة أطياف الشعب الفلسطيني وحركات وفصائل العمل الوطني في تصعيد وتعزيز النضال ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية، مما أكسبه الدعم الواسع من أحرار العالم والقوى الثورية فيه، فحاز الكفاح الفلسطيني ممثلا بقائده الرمز أبو عمار على راية الثورة العالمية، تقديرا لنضال شعبنا في مسيرة الثورة العالمية وفي مناهضة الصهيونية والإمبريالية والاستعمار.

ومع تلاحق التطورات والأحداث العالمية، وتراجع موازين القوى لصالح القوى المضادة والعالم الغربي، وزيادة الهيمنة الأمريكية في العالم، وبروز سياسة القطب الواحد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية، وانكشاف ظهر الثورة بخسارة داعميها وحلفائها؛ تفشى الفساد والتجاوزات داخل صفوفها، وذلك من خلال دور العملاء والمنتفعين وتدخلات الأنظمة الرجعية منها والتقدمية، وتكالب مؤامرات التصفية للوجود الفلسطيني المسلح في دول الطوق، وبدأ الحديث عن التسوية والتراجع عن مبادئ وأهداف النضال الفلسطيني.

لم يكن متوقعا أن تصل الروح الانهزامية لدى المقاوم الفتحاوي إلى هذه الدرجة من التنازل والمساومة، بل إلى الاصطفاف في خندق الأعداء، وكأننا أصبحنا أمام ثورة مضادة من خلال ما تقوم به السلطة الوطنية في رام الله؛ ممثلة بأجهزتها الأمنية القمعية والتي تقوم بحصار المقاومين وملاحقتهم واعتقالهم أو قتلهم، والمطالبة أيضا بتسليم السلاح تحت ذرائع واهية، واعتبارهم خارجين عن القانون
وبرغم كل هذا الاختلال في موازين القوى وضعف الدعم العربي وحصار الثورة، لم يكن متوقعا أن تصل الروح الانهزامية لدى المقاوم الفتحاوي إلى هذه الدرجة من التنازل والمساومة، بل إلى الاصطفاف في خندق الأعداء، وكأننا أصبحنا أمام ثورة مضادة من خلال ما تقوم به السلطة الوطنية في رام الله؛ ممثلة بأجهزتها الأمنية القمعية والتي تقوم بحصار المقاومين وملاحقتهم واعتقالهم أو قتلهم، والمطالبة أيضا بتسليم السلاح تحت ذرائع واهية، واعتبارهم خارجين عن القانون، وأنهم ينفذون أجندات خارجية، ذلك في الوقت الذي تُشن فيه أبشع حرب نازية على شعبنا في قطاع غزة، وارتكاب مختلف أشكال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

والأكثر غرابة أن تصدر تصريحات من أعلى المستويات في السلطة وحركة فتح، أمثال محمود الهباش المتأرجح دينيا، والجاغوب وأنور رجب وحسين الشيخ، والسفير الفلسطيني في الأردن، وأحمد المجدلاني المصطاف على شواطئ هرتزيليا، ولعل أبلغها وآخرها ما صرح به الفريق رجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة بقوله بأن "لا وحدة وطنية مع هؤلاء"، و"أن مهمة الأمن الفلسطيني ليست مقاومة الاحتلال أو الاشتباك معه". إذا ما هي مهمته وما هو دوره؟ ألا يتماهى هذا مع أهداف الاحتلال بقتل المقاومين ونزع أسلحتهم، وتدمير المخيم الرمز والأيقونة جنين؟ ألا يستهدف هذا ما يرمز إليه هذا المخيم لحق العودة وقضية اللاجئين؟ وهل أصبح تسليم المناضلين بل عشرات المناضلين منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى يومنا هذا، وممارسة القمع من قبل الأجهزة الأمنية بحق شعبنا وحصار المخيم، هي المهام الحقيقية لهذه الأجهزة؟ هل هذه التصريحات وهذه الممارسات تتناسب مع الوحدة الوطنية المنشودة ؟ وهل يليق هذا بحركة فتح ذات الأمجاد والتاريخ النضالي العريق والإنجازات التي يفخر بها كل ثائر، بل كل فرد من أفراد شعبنا؟ هل يمثلها هذا الخطاب؟ أليس هذا تنكرا لدماء الشهداء والشهداء القادة الذين سقطوا دفاعا عن البندقية والقضية؟ ألا يشكل هذا طعنا للمواجهة الأخيرة التي أبداها القائد الرمز أبو عمار ضد قوات الاحتلال قبل استشهاده؟

أية قراءة موضوعية لكل هذه الممارسات ليس لها إلا تفسير واحد؛ وهو تقديم أوراق اعتماد جديدة للإدارة الأمريكية القادمة إلى البيت الأبيض ولقادة "إسرائيل"؛ تمهيدا لليوم التالي للحرب في غزة وتمهيدا لاستحقاق "خلافة فخامة الرئيس" واستعراضا للقوة ووفاء لتعليمات دايتون، ولإقناع قادة الاحتلال والأمريكان بقدرة الأجهزة الأمنية والسلطة الوطنية على الإمساك بزمام الأمور
إن أية قراءة موضوعية لكل هذه الممارسات ليس لها إلا تفسير واحد؛ وهو تقديم أوراق اعتماد جديدة للإدارة الأمريكية القادمة إلى البيت الأبيض ولقادة "إسرائيل"؛ تمهيدا لليوم التالي للحرب في غزة وتمهيدا لاستحقاق "خلافة فخامة الرئيس" واستعراضا للقوة ووفاء لتعليمات دايتون، ولإقناع قادة الاحتلال والأمريكان بقدرة الأجهزة الأمنية والسلطة الوطنية على الإمساك بزمام الأمور، متناسين مشاريع الضم والتهويد التي عبر عنها قادة الاحتلال وأركان الإدارة الأمريكية القادمة، ومتناسين فكر وعقيدة الصهاينة التي نبع منها مشروع نتنياهو للشرق الأوسط الجديد في الاستيلاء على الأرض وتهجير أبناء شعبنا إلى مناف جديدة، وتصفية القضية الفلسطينية عبر القضاء على المقاومة.

أليس من العار أيها المقاوم الفتحاوي الأصيل الملتزم أن تخلع ثوبك، وترتدي ثوب الرجل القمعي السلطوي الدايتوني ضد شعبك ومقاوميه؟ وأنتم يا سيادة الفريق رجوب كم كنا مزهوين وفخورين بحديثكم مع الشهيد صالح العاروي في المقابلة التي جمعتكما وأنتما تتحدثان عن الوحدة الوطنية ووأد الانقسام! وكم كنا نفخر برؤيتكم تحملون راية فلسطين وأنتم تتقدمون وفدها الرياضي في المحافل الدولية! وكم ترك في نفوسنا أثرا طيبا ذاك الاعتقال والاحتجاز الأخير لسيادتكم من قبل الصهاينة متجاوزين حصانتكم! وقلنا حينذاك إنه لشرف كبير لكم وبراءة تامة من اتهامات السوء التي سبق أن قيلت عنكم. ليس من الجائز يا سيادة الفريق أن تُلقي بتاريخك النضالي المشرف، وسنوات اعتقالك الـ17 إلى مهاوي التراجع والتماهي مع أجندة المحتلين، ولا يليق بك أن تتخلى عن دور المقاوم الفتحاوي الأصيل الملتزم الذي مارس الكفاح المسلح قولا وفعلا، ولم يأبه آنذاك لموازين القوى واختلالها، وكنت ترى في الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيكا كما نصت عليه مبادئ الحركة.

نأمل يا سيادة الفريق، أنت وأخوتك الآخرين في الحركة العودة معا؛ لنتمثل مبادئ وأهداف حركتنا فتح التي انطلقت من أجلها قبل 60 عاما، ونأمل أن نوقد شعلة الثورة مع كل فصائل العمل الوطني، ونلقي باتفاقات أوسلو وملاحقها إلى مزابل التاريخ، والتي قال عنها ذات يوم القائد الرمز أبو عمار أن "أوسلو فخ، وقد وقعنا فيه".

نأمل يا سيادة الفريق أن تتقدم صفوفنا ونحمل راية فلسطين معك ووراءك؛ لكي تبقى فتح ديمومة الثورة وشعله الكفاح المسلح.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني فتح مقاومة الاحتلال احتلال فلسطين مقاومة فتح مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکفاح المسلح

إقرأ أيضاً:

عودة جديدة لصداقة “الشعبيتان “أصدقاء اليوم وأعداء الأمس “

عودة جديدة لصداقة “الشعبيتان “أصدقاء اليوم وأعداء الأمس ”
أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي
تحركات العلاقة بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ” والتي حتي أن غيرت اسمها “يظل التاريخ موجودا ،فالتاريخ لا ينسى أن الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ، التي كانت الداعم الأول ، لمجموعة السبع التي أسست جبهة تحرير تيغراي ،في مطلع حراكها الأولى ،فكانت التدريب والإمداد والتخطيط ، من قبل الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ، لدعم مسيرة نضالها الأولي .

وخلال مراحلها الأولي ، قد أدخلت انقسامات متعددة داخل مكون التيغراي السياسي “إنقسام مناطقي متعدد بحسب المناطق والقبلية داخل تيغراي ” مما كان له صدى كبيرا في خلافات ما زالت تتوارث حتي يومنا هذا داخل مكونات جبهة تحرير تيغراي ، وكانت أغلب الخلافات لأسباب مناطقية في القيادة ، مما خلق تجمعات داخلية بحسب المناطق التي تعود إليها القيادات من الصف الأول والثاني .

وفي أولى فترات نشاطهم السياسي “الجهبتان ” اتفاقها ضد النظام العسكري الماركسي بقيادة العقيد منقستو هيلي ماريام “1974 – 1991 ” ، كانت الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا هي الأقدم ، والأكثر خبرة ، وهو ماجعلها تقدم الدعم والتدريب ونشر حتي بعض الأفكار داخل مكونات تيغراي السياسية، التي انقسمت في أولى مراحل نضالها عدة مرات ، وكادت المؤامرات أن تنسف خطاها وهي في أولي مراحلها النضالية .

فدعم مجموعات أسياسي في تلك الفترة لمجموعات سبحات نقا وموسى وغيرهم ، أدى لتكوين حليف لهم كانت له دور كبير في النضال المشترك ضد نظام عسكري ،كان يمثل عدوا مشتركا بين الطرفين فشلت دول عدة في التصدي له “النظام العسكري الإثيوبي أنذاك ” ، ولكن سرعان ظهرت عمليات هيمنة وأنفراد في القرارات ، وتطورت الخلافات متعددة ، ما بين القيادات بسبب الولاءات للمكون الأريتري آنذاك .

فكانت انقسامات في الداخل مابين مؤيد ومعارض لمواصلة التعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ،وتواصلت النضالات المشتركة ، مرات بصورة متعاونة أحيانا كلا علي حدا .

الي أن أدت التراكمات المتعددة لتطور الخلاف عقب العام 1993 ، وظهور عمليات اغتيال كبرى في أديس أبابا ، وتبادل بسببها الجانبان الأتهامات ، وكانت الشخصيات التي قتلت من بينها قيادات عسكرية وسياسية متعددة من جبهة تحرير تيغراي ، وصولا الى الحرب الإريترية الإثيوبية 1998 – 2000 ، والتي أدت لقطيعة كبيرة بين النظامين ، وظلت حالة من الجمود بين الكيانين السياسيين في المنطقة لفترة ، وظهرت علي أثرها تحالفات وتكتلات لعزل مجموعة أفورقي سياسيا من المنطقة ، وكأنها تعيش في منطقة أخري .

وصولا للعام 2018 ، واتفاقية السلام والتي تم دعمها من قبل دول وكيانات عدة ، عسي ولعل أن تحقق بعض التغيير المنشود من علي البعد ،و بموجبها جعل أبي أحمد الرئيس الأريتري أسياس أفورقي ، يتنفس الصعداء ليعود مرة أخري في تحركات كان ممنوعا عنها بسبب الحصار ، ليجد الفرص بدعم من الحكومة الإثيوبية ، لمحاربة صديق وعدو سابق ، يري أنه كان سببا في حصاره داخليا وخارجيا .

فكانت حرب تيغراي 2020-2022،التي سرح ومرح فيها جيش الديكتاتور الأريتري وقتل وأغتصب ونهب ودمر وسرق …….والخ ،وسعي في ارض تيغراي فسادا لا حدود له، لتكون للسلام أكبر نغمة وليست نعمة يستفيد منها الشعبين ،وسرعان ما أنقلب السحر علي الساحر بظهور خلافات متطورة بين أديس أبابا وأسمرا ، وهذه المرة بصورة متسارعة دون أن تبرز أي ملفات يمكن أن نقول بأنها السبب ، سوي سلام أتفاق بريتوريا الذي وقعت الحكومة الإثيوبية مع جبهة تحرير يتغراي لوقف الحرب ، وهي الاتفاقية التي أغضبت النظام الإريتري ،والذي ظل متمسكا بمواصلة الحرب للقضاء علي جبهة تحرير تيغراي دتاحل عقر دارها .

ومازالت الخلافات تسير وفق خطئ غير واضحة ، مع تقديرات وتوقعات بتاجيج الصراع في البلدين ، بسبب تصريحات إثيوبيا لأهمية الوصول لمنفذ بحري ، أعتبرته أديس أبابا موضوع مصيري وأمر لابد منه ، علي الرغم من النفي الإثيوبي لأستخدام القوة أو الدخول في حرب مع أريتريا ، مع بعض التصريحات الدبلوماسية ،لكن ما نشاهده علي الجانبين يقول أن المشهد ساخن وحيوي .

وبعد بريتوريا كان للنظام الأريتري رأي أخر ، ونأي بنفسه من أي علاقة واضحة مع أديس أبابا ، ويتودد مرة أخري لصديقه القديم وعدوه اللدود الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، والتي تطورت خلافاتها مرة أخرى مع حكومة أديس أبابا ، لأسباب عديدة لتعود بها الي مربع الحروب والتحالفات المتغيرة في المنطقة ” تغييرات ساخنة ومتسارعة “.

فكان أن أنهالت مجموعة داخلية في إثيوبيا أنتقادا لخط الجبهة بالتواصل مع الحكومة الإريترية ، متهمين أياها بأنها تعمل لزعزعة إثيوبيا ،ولكن الجميع تناسي أن للسياسة مصالحها وملاعبها الخاصة وقد تنقلب راسا علي عقب ، في ظل تداخل المصالح من وقت لأخر، فصديق إثيوبيا الأمس بات يبحث اليوم لصديق أخر كان في خلاف كبير معه وصل للحرب ،لتغير الموقف بصورة دراماتيكية جديدة في المنطقة التي عرفت بتسارع الأحداث والولاءات .

والسؤال هنا – هل ستعود علاقة الجبهتان ” التيغراي والاريتري “مرة أخري بقوة كما كان سابقا قبل الخلافات أم هي موجة علاقات عابرة ………سنواصل

الصورة أرشيفية لحظات دخول مختلف القوات للعامصة أديس أبابا “مجموعات أئتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية التي تضم مكونات سياسية من تيغراي ،أمهرا ،وبدعم من المردعات الأريترية “

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صادي: “حضورنا البطولة الوطنية للأكاديمات دليل على الأهمية التي نوليها للتكوين”
  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • أمين سر حركة فتح: دعم أمريكي لوقف إطلاق النار لا يكفي دون ضغط على الاحتلال
  • عودة جديدة لصداقة “الشعبيتان “أصدقاء اليوم وأعداء الأمس “
  • حركة الأحرار الفلسطينية تبارك الضربة الصاروخية اليمنية على مطار اللد
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: خطة وطنية لإعادة الإعمار تشمل جميع الوزارات المختصة
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية ودورها في منع التهجير
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • أطفالنا يحترقون.. من بكاء المندوب الفلسطيني إلى طرد سفير الاحتلال في السنغال
  • بعد الـ60.. لماذا يُعد الجري مفيدا؟ وكيف تمارسه دون إصابات؟