رغم مزاعم الاحتلال بتحقيق نجاحات وإنجازات عسكرية تمثلت باستعادة قوته الردعية، وتوجيه الضربات للقوة والدول المحيطة، لكن تبين أن التكلفة السياسية والاجتماعية باهظة بشكل خاص من خلال الإضرار بصورتها الدولية، وتعميق التصدع الداخلي فيها، وإهدار فرص التغيير المنهجي في المنطقة.

المستشرق ايلي فودة، المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، وعضو اللجنة التنفيذية للمعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية- ميتافيم، أكد أنه "مع نهاية العام 2024، يمكن الاستنتاج والإشارة أن إسرائيل حسّنت وضعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لكن على حساب زيادة الانقسام الداخلي فيها، وتدهور علاقاتها مع دول العالم، مما ألحق ضرراً جسيماً بصورتها الذاتية كدولة تسعى للسلام، وحماية حقوق الفرد".



وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" الإسرائيلية، وترجمته "عربي21"، أنه "بعد مرور أكثر من عام على هجوم حماس المفاجئ في السابع من أكتوبر، استعاد الاحتلال قوته الردعية، وتعرضت جميع أذرع محور المقاومة: إيران، حماس، حزب الله، الحوثيين، لضربات عسكرية قاسية، والقضاء على قياداتها، وأثبت الاحتلال تفوقه على أعدائه عسكريا وتكنولوجيا بعشر مرات، لكن هذا التحسّن الاستراتيجي جاء على حساب تدهور صورة الاحتلال".


وأشار إلى أن "الاحتلال فشل حتى الآن باستعادة المختطفين من غزة، مع أنه كان يفترض أن تشكل إنجازاته العسكرية ورقة مساومة رئيسية، لكن الإصرار على عدم إنهاء الحرب ينبع من اعتبارات حزبية، وليست عملياتية، وهذا فشل أخلاقي يتناقض مع القيم الإنسانية، من خلال المواقف المهينة لوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف تجاه أهالي المختطفين، والمحاولات المتواصلة لمواصلة الانقلاب القانوني، والتلكؤ بإيجاد حل لمسألة تجنيد اليهود المتشددين، كلها مظاهر زادت من الانقسام في الدولة".

وأوضح أنه "بجانب تلك الإخفاقات، ظهرت أيضا زيادة في الانتقادات، بما فيها مظاهر الكراهية بين العديد من جماهير العالم ضد الاحتلال وسياسته تجاه الفلسطينيين، واتهامه بارتكاب جرائم حرب ضدهم في غزة، ويبدو أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب ليس سوى قمة جبل الجليد، مما أضرّ بشكل كبير بصورة الاحتلال في المجتمع الدولي".

وأكد أنه "طالما أن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى، كما ذكر الاستراتيجي البروسي كارل فون كلاوزفيتز، فإن أحد أكبر إخفاقات الاحتلال هو الفشل بترجمة إنجازاته العسكرية إلى سياسية، وهكذا أضاع فرصة تاريخية للتغيير الإقليمي، لأن الساحة الفلسطينية بعيدة عن الاتفاق السياسي، وغم توفر خطط كثيرة لـ"اليوم التالي"، لكن حكومة نتنياهو ترفض مناقشتها، فيما تلقت قوات الجيش أوامر بفرض حصار شمال غزة، فيما تتحدث عناصر يمينية متطرفة في الحكومة عن فكرة العودة للاستيطان".


وأشار إلى أن "الجمود السياسي الحاصل على الجبهة الفلسطينية هو وصفة للفشل الإسرائيلي، خاصة وأن الإنجاز السياسي الرئيسي الذي لم يتم التوصل إليه بعد هو اتفاق التطبيع مع السعودية، ويبقى السؤال الأساسي عما ستطلبه المملكة مقابله، مع العلم أن حكومة تريد التطبيع معها ستضطر للدفع بالعملة الفلسطينية، حتى لو كان ثمنها غير واضح حالياً، ولكن يجب تقديم مرونة ما تخص القضية الفلسطينية".

وختم بالقول إن "حماس حين شنّت هجوم السابع من أكتوبر لم تعلم أنه سيؤدي لمثل هذه التغييرات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، ورغم ما منيت به من انتكاسات عسكرية، لكنه يتم تقديمها كجهة نجحت بإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية والإقليمية، رغم ما حلّ بالشعب الفلسطيني في غزة من معاناة، أما القيادة الإسرائيلية التي فشلت حتى الآن بترجمة نجاحاتها العسكرية لإنجازات سياسية، فإن عليها أن تترقب وقوع مأساة أخرى بعد مأساة السابع من أكتوبر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة الفلسطينيين فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: الأوضاع في غزة كارثية

قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية على كافة المستويات، جراء المنخفض الجوي الحالي وظروف الشتاء القاسية، مشيرًا إلى وفاة عدد من الأطفال وتدمير المساكن، إضافة إلى الوضع المزري للخيام التي تؤوي النازحين.
 

الطقس البارد يفتك بـ غزة| الخيام تنهار مع الأمطار.. آلاف الأسر ستفقد أماكن الإيواءبلدية غزة: تضرر غالبية الخيام بسبب الرياح والأمطار الغزيرة المتواصلة

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامية دارين مصطفى، عبر قناة إكسترا نيوز، أن البنية التحتية في القطاع مدمرة بشكل كامل نتيجة عدوان الاحتلال، ما يزيد من معاناة المواطنين ويحد من قدرة الدفاع المدني على التدخل الفعّال.

وأشار أبو يوسف إلى أن الاحتلال يعرقل كل محاولات إدخال الكرفانات والخيام والمضخات من أجل إنقاذ المواطنين، مشددًا على أن هذه السياسات تهدف إلى زيادة معاناة الفلسطينيين وكسر إرادتهم، رغم جهود مصر والأردن والدعم الروسي لمنع تهجير السكان.

وأكد أن إدخال المواد الأساسية بشكل مستدام هو الحل الكفيل للحد من الخطر على حياة المواطنين ومنع انتشار الأمراض.

وأعرب أبو يوسف عن فخره بصمود الشعب الفلسطيني على الرغم من العدوان المستمر، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يخرجوا من أراضيهم التاريخية، وأن حقهم في إقامة دولة فلسطين المستقلة على الأراضي المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ثابت وفق القرارات الدولية.

وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية ووقف الانتهاكات، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والدعم غير المشروط لدولة الاحتلال.

طباعة شارك قطاع غزة المنخفض الجوي الشتاء الاحتلال

مقالات مشابهة

  • مخاوف إسرائيلية من لقاء مصيري يجمع ترامب ونتنياهو نهاية الشهر
  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: الأوضاع في غزة كارثية
  • “حماس” تطالب منظمة “العفو الدولية” بسحب تقريرها حول أحداث 7 أكتوبر
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر
  • نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة إخفاقات السابع من أكتوبر رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها
  • بالأسماء.. قوات الاحتلال تفرج عن 5 أسرى من قطاع غزة