الثورة نت:
2025-05-18@07:41:02 GMT

شهداء مع فارق التوقيت

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

كل يوم تشرق الشمس على غزة كما تشرق على العالم أجمع، لكنها هناك تشرق على ألم ومعاناة وقتل وتشريد ونزوح، في بقعة صغيرة مكتظة بالسكان، لا تزيد مساحتها عن 360كيلومتراً مربعاً، تُكتب قصص الموت والفقدان بحبر الدم والدموع، يُقتل أبناء غزة يوميًا، في صمت عالمي يكاد يكون تواطؤًا، وكأن الوقت هنا يختلف، وكأن أرواحهم ليست كباقي الأرواح.

.

في غزة يجسد الصمود الأسطوري، الذي لا مثيل له في العالم.

في غزة، يُولد الأطفال تحت قصف الطائرات، وتكبر أحلامهم في ظل الحصار. والدمار والموت. لكن كل حلم يُذبح مع أول انفجار، وكل طموح يُسحق تحت ركام البيوت المدمرة. في الوقت الذي ينام فيه العالم على وسائد الراحة، وأسرة النوم الهادئة، يُوقظ أهالي غزة على أصوات الانفجارات، وصرخات الأمهات الثكلى، وألم الفقد الذي لا يشفى.

شهداء غزة هم قصة الإنسان المظلوم الذي يُقتل مرتين: مرة بالجسد، ومرة بالصمت العالمي، والتواطئ العربي.

يموتون في مشاهد تتكرر كل يوم، لكنهم يحملون أسماء مختلفة وأعمارًا تبدأ من الطفولة ولا تنتهي بالشيخوخة. الطفل الذي كان يضحك في زقاق الحي، يصبح غدًا صورة على جدار، والشابة التي كانت تعد خططها للمستقبل تصبح اليوم ذكرى تؤلم العائلة كلها.

إن ما يحدث في غزة ليس فقط حربًا عسكرية، بل حرب على الحياة ذاتها، حرب إبادة جماعية، تؤكد وحشية هذا الكيان الغاصب، الذي يسعى لإهلاك الحرث والنسل، تُحاصر غزة من البر والبحر والجو، تُحرم من الكهرباء والماء والغذاء، ومع ذلك، يعيش أهلها. يقاومون ليبقوا على قيد الكرامة، رغم أن العالم يدير ظهره، وينظر إلى ساعته كأن توقيت غزة لا يعنيه.

“شهداء مع فارق التوقيت” هو الوصف الذي سمعته من الإعلامي سلمان البشر مراسل تلفزيون فلسطين وهو ينعي زميله محمد أبو حطب، كان ينعي زميله ويصف ما يحدث في غزة ودموعه تنهمر على خديه..

لم اتمالك نفسي، فأجهشت بالبكاء… وسالت دموعي.. ولكني. بدأت أفكر في الواقع المأساوي، الذي يعيشه أبناء غزة.

دمار شامل.. وكأن طوفان أو زلزال.. هد منازل الغزة.. المقاطع المصورة التي تظهره بعض القنوات لواقع مدينة غزة.. قبل.. وبعد العدوان.. مشاهد لا تصدق.. أين البنيات والأبراج والمساكن.. أصبحت اطلالاً، واثراً بعد عين.

في غزة يتكرر الموت كل يوم بينما يعيش الآخرون حياتهم المعتادة. تُقصف الأحياء، وتُستهدف المدارس والمستشفيات، لكن الحقيقة الكبرى أن الضحية هنا ليست فقط الإنسان، بل الإنسانية جمعاء.

لم تعد غزة مدينة يسكنها الاحياء، بل باتت مقبرة جماعية.. تحكي قصة صمود أبنائها.. الذين رفضوا ترك أرضهم وفضلوا الموت على تراب وطنهم، خيرٌ من الحياة في مخيمات اللجوء.

مع كل جنازة جديدة، وفي كل صرخة طفل تحت الأنقاض، تتجدد دعوة للإنسانية أن تستيقظ. أهل غزة لا يطلبون المستحيل، فقط أن يعيشوا كباقي البشر. لكن يبدو أن الوقت في غزة يمضي وفق عقارب خاصة، عقارب تدق بالموت، وتترك العالم يتفرج.

ومع ذلك، فإن شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام أو أسماء تُضاف إلى قوائم الضحايا، بل هم شعلة مقاومة. كل روح تُزهق تترك رسالة: إن غزة، رغم كل الألم، لن تنكسر. شهداؤها هم وقود الصمود الذي يبقيها واقفة رغم كل شيء.

وغزة، كما عهدناها، ستظل تقاوم، ولن يموت أبناؤها، فشعبنا اليمني واقف ومساند وداعم لأبناء غزة.  فنخن معهم نموت سوياً، أو نعيش معاً، غزة باقية ما دام فيها شعب يرفض الاستسلام، حتى وإن كانت أرواحهم تُزهق بفارق توقيتٍ عن بقية العالم.، فإن الحقيقية أن صمود أبناء غزة وتضحياتهم هي من ستعجّل بزوال الكيان الصهيوني الغاصب، وسيبدأ معها ميلاد تاريخ جديد..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی غزة الذی ی

إقرأ أيضاً:

هدد الشرطة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فما الذي حصل؟!

أوقفت فرق شرطة المرور دراجة نارية يُشتبه باستخدامها بشكل غير قانوني أمام مسجد “كوبيلي يني” في منطقة أكيازي بولاية صقاريا. وخلال اتخاذ الشرطة الإجراءات اللازمة بحق الدراجة غير المرخصة، وجّه أحد الأشخاص في المكان، ويدعى “U.Ö”، إهانة لفظية لعناصر الشرطة، رغم عدم صلته المباشرة بالحادثة.

تعزيزات أمنية وسحب الدراجة

استدعت الشرطة تعزيزات إلى المكان، وتم إخراج “U.Ö” من المنطقة من قبل الفرق التي وصلت خلال وقت قصير. كما فُرضت العقوبات الإدارية اللازمة على سائق الدراجة، وتم سحب المركبة إلى موقف السيارات التابع لمركز الشرطة.

اقرأ أيضا

حادث مروّع في أفيون قره حصار.. قتيل وجرحى بعد شجار أعقب…

السبت 17 مايو 2025

تهديدات عبر وسائل التواصل

مقالات مشابهة

  • 4 شهداء في قصف منزل وسط دير البلح
  • الذكرى الـ77 للنكبة: كسر الصمت في أضعف الإيمان
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • هدد الشرطة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فما الذي حصل؟!
  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!
  • برلماني: قمة بغداد في توقيت فارق.. والمطلوب موقف عربي لإنهاء مأساة غزة
  • رئيس الصومال يثمن جهود بغداد في تنظيم القمة العربية بهذا التوقيت الحاسم
  • موعد عيد الأضحى وأيام إجازة العيد الكبير .. دار الإفتاء تحدد التوقيت الشرعي
  • حصيلة شهداء غزة تتجاوز 53 ألفا ومسح عائلة كاملة من السجل المدني
  • « الأرصاد الجوية» تحذر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد في هذا التوقيت