الثورة نت:
2025-12-14@17:29:05 GMT

شهداء مع فارق التوقيت

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

كل يوم تشرق الشمس على غزة كما تشرق على العالم أجمع، لكنها هناك تشرق على ألم ومعاناة وقتل وتشريد ونزوح، في بقعة صغيرة مكتظة بالسكان، لا تزيد مساحتها عن 360كيلومتراً مربعاً، تُكتب قصص الموت والفقدان بحبر الدم والدموع، يُقتل أبناء غزة يوميًا، في صمت عالمي يكاد يكون تواطؤًا، وكأن الوقت هنا يختلف، وكأن أرواحهم ليست كباقي الأرواح.

.

في غزة يجسد الصمود الأسطوري، الذي لا مثيل له في العالم.

في غزة، يُولد الأطفال تحت قصف الطائرات، وتكبر أحلامهم في ظل الحصار. والدمار والموت. لكن كل حلم يُذبح مع أول انفجار، وكل طموح يُسحق تحت ركام البيوت المدمرة. في الوقت الذي ينام فيه العالم على وسائد الراحة، وأسرة النوم الهادئة، يُوقظ أهالي غزة على أصوات الانفجارات، وصرخات الأمهات الثكلى، وألم الفقد الذي لا يشفى.

شهداء غزة هم قصة الإنسان المظلوم الذي يُقتل مرتين: مرة بالجسد، ومرة بالصمت العالمي، والتواطئ العربي.

يموتون في مشاهد تتكرر كل يوم، لكنهم يحملون أسماء مختلفة وأعمارًا تبدأ من الطفولة ولا تنتهي بالشيخوخة. الطفل الذي كان يضحك في زقاق الحي، يصبح غدًا صورة على جدار، والشابة التي كانت تعد خططها للمستقبل تصبح اليوم ذكرى تؤلم العائلة كلها.

إن ما يحدث في غزة ليس فقط حربًا عسكرية، بل حرب على الحياة ذاتها، حرب إبادة جماعية، تؤكد وحشية هذا الكيان الغاصب، الذي يسعى لإهلاك الحرث والنسل، تُحاصر غزة من البر والبحر والجو، تُحرم من الكهرباء والماء والغذاء، ومع ذلك، يعيش أهلها. يقاومون ليبقوا على قيد الكرامة، رغم أن العالم يدير ظهره، وينظر إلى ساعته كأن توقيت غزة لا يعنيه.

“شهداء مع فارق التوقيت” هو الوصف الذي سمعته من الإعلامي سلمان البشر مراسل تلفزيون فلسطين وهو ينعي زميله محمد أبو حطب، كان ينعي زميله ويصف ما يحدث في غزة ودموعه تنهمر على خديه..

لم اتمالك نفسي، فأجهشت بالبكاء… وسالت دموعي.. ولكني. بدأت أفكر في الواقع المأساوي، الذي يعيشه أبناء غزة.

دمار شامل.. وكأن طوفان أو زلزال.. هد منازل الغزة.. المقاطع المصورة التي تظهره بعض القنوات لواقع مدينة غزة.. قبل.. وبعد العدوان.. مشاهد لا تصدق.. أين البنيات والأبراج والمساكن.. أصبحت اطلالاً، واثراً بعد عين.

في غزة يتكرر الموت كل يوم بينما يعيش الآخرون حياتهم المعتادة. تُقصف الأحياء، وتُستهدف المدارس والمستشفيات، لكن الحقيقة الكبرى أن الضحية هنا ليست فقط الإنسان، بل الإنسانية جمعاء.

لم تعد غزة مدينة يسكنها الاحياء، بل باتت مقبرة جماعية.. تحكي قصة صمود أبنائها.. الذين رفضوا ترك أرضهم وفضلوا الموت على تراب وطنهم، خيرٌ من الحياة في مخيمات اللجوء.

مع كل جنازة جديدة، وفي كل صرخة طفل تحت الأنقاض، تتجدد دعوة للإنسانية أن تستيقظ. أهل غزة لا يطلبون المستحيل، فقط أن يعيشوا كباقي البشر. لكن يبدو أن الوقت في غزة يمضي وفق عقارب خاصة، عقارب تدق بالموت، وتترك العالم يتفرج.

ومع ذلك، فإن شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام أو أسماء تُضاف إلى قوائم الضحايا، بل هم شعلة مقاومة. كل روح تُزهق تترك رسالة: إن غزة، رغم كل الألم، لن تنكسر. شهداؤها هم وقود الصمود الذي يبقيها واقفة رغم كل شيء.

وغزة، كما عهدناها، ستظل تقاوم، ولن يموت أبناؤها، فشعبنا اليمني واقف ومساند وداعم لأبناء غزة.  فنخن معهم نموت سوياً، أو نعيش معاً، غزة باقية ما دام فيها شعب يرفض الاستسلام، حتى وإن كانت أرواحهم تُزهق بفارق توقيتٍ عن بقية العالم.، فإن الحقيقية أن صمود أبناء غزة وتضحياتهم هي من ستعجّل بزوال الكيان الصهيوني الغاصب، وسيبدأ معها ميلاد تاريخ جديد..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی غزة الذی ی

إقرأ أيضاً:

قصة بطل أستراليا.. «أحمد الأحمد» الذي تصدى لهجوم إرهابي في سيدني

احتل البطل الأسترالي المسلم أحمد الأحمد، 43 عاما، صدارة اهتمام العالم الغربي، خاصة في أستراليا، حيث أظهر أحمد الأحمد بطولة خاصة خلال تصديه لأحد الإرهابيين المهاجمين لمركز تجاري في سيدني وأخذ سلاحه أثناء الهجوم الذي كان يستهدف المجتمع اليهودي خلال احتفالهم بعيد الحانوكا. ولقبته الصحافة الأسترالية بـ «بطل أستراليا».

تكشف واقعة البطل المسلم أحمد الأحمد صحيح ووسطية الإسلام، وربما كان تصديه للإرهابي رغم أنه كان أعزلا، هي خير دليل على أن الإسلام الجقيقي يرفض قتل الأبرياء المدنيين أيا كانت ديانتهم، حتى لو كان هناك داعشي يعتقد أنه مسلم ومن حقه مهاجمة هؤلاء المدنيين.

القصة بدأت عندما اشتبك أحمد الأحمد، هو من أصول مسلمة، ويتردد أنه مصري الجنسية مع أحد المهاجمين أثناء الهجوم، واستولى على سلاحه، مما أدى لإصابته برصاصتين ونقله للمستشفى، حيث استقرت حالته بعد جراحة.

ومن جانبه، كشف جمال ريفي، مسؤول في الجالية الإسلامية بأستراليا، أن الشخص الذي منع منفذ إطلاق النار من استكمال هجومه في مدينة سيدني هو رجل مسلم، مؤكدًا أن تدخله الشجاع أسهم بشكل مباشر في إنقاذ أرواح العديد من الأشخاص.

أحمد الأحمد

وأوضح ريفي، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن الرجل الذي ظهر في مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع يُدعى «أحمد الأحمد» وهو من أصول مسلمة ويتردد أنه مصري الجنسية.

وأضاف أن أحمد أب لطفلين، ويمتلك متجرًا لبيع الفواكه في منطقة ساذرلاند، ولا يمتلك أي خبرة سابقة في التعامل مع الأسلحة، مشيرًا إلى أنه كان يمر بالمكان مصادفة لحظة وقوع الهجوم، قبل أن يقرر التدخل بدافع إنساني. وتابع: «نأمل أن يكون بخير.. إنه بطل بكل تأكيد».

ومن جانبه، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي بموقف أحمد، واصفًا المشهد الذي ظهر في الفيديو بأنه «الأكثر إثارة للدهشة» في حياته. وقال: «رجل يتقدم نحو مسلح أطلق النار على الناس، ويجرده من سلاحه بمفرده، معرضًا حياته للخطر لإنقاذ أرواح لا تُحصى».

اقرأ أيضاًاستراليا.. تفاصيل مقتل وإصابة 42 شخصا خلال عيد الحانوكا اليهودي

عاجل| مفاجأة بشأن «بطل سيدني».. مسئول الجالية الإسلامية يكشف عن هوية منقذ ضحايا أستراليا

بالفيديو.. لحظة مقتل أحد المسلحين والقبض على آخر من منفذي هجوم شاطئ بوندي في سيدني

مقالات مشابهة

  • السعودية تدين وتستنكر الهجوم الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في السودان
  • قصة بطل أستراليا.. «أحمد الأحمد» الذي تصدى لهجوم إرهابي في سيدني
  • الأردن يدين الهجوم الذي وقع في أستراليا
  • التوقيت الشتوي يتجاوز عقارب الساعة.. والأرصاد تحذر
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة غرب غزة
  • ما أهمية إقليم دونباس الأوكراني الذي تسيطر روسيا على معظمه؟
  • نيفيل يدخل على خط أزمة صلاح: التوقيت خاطئ.. لكن لاعب بهذا الحجم لا يقبل التهميش
  • "الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز