درعُ اليمن في مواجهة الحرب النفسية والدعائية
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
منصور البكالي
قبل الشروع في الحديث عن أهميّة مواكبة الإعلام اليمني للأحداث والمستجدات المتسارعة في منطقتنا، وانعكاسات الموقف اليمني المساند لغزة، وما خلّفه من معادلات، واستراتيجيات مغايرة، وغير مألوفة، يعتبرها الكثيرون أقرب إلى المعجزات، وما تحتاجه من تغطية ومتابعة شاملة، وتحليل دقيق وموضوعي، نود التطرق إلى مكانة الإعلام الطبيعية في أية دولة وأية جهة؛ باعتبَاره خط الدفاع الأول، عنها وعن شعبها وهويتها، أمام الحرب الدعائية والنفسية والتضليلية من قبل إعلام الأعداء، مع أهميّة الوقوف عند بعض المحطات، والمنعطفات التأريخية، والأحداث الكبيرة، التي تقتضي من الجهات الإعلامية وكلّ العاملين فيها، والقائمين عليها، التحلي بروح المبادرة ومضاعفة الجهود للانتقال المدروس إلى خط الهجوم، والمواجه المباشرة، للقضاء على البروباغندا الإعلامية للخصم، وإفشال مخطّطاته في مهدها، كهدف أولي واستراتيجي لا يمكن الرضى بدونه.
ولتحقيق ذلك لا بدَّ من منطلقات أَسَاسية يمكن البناء عليها لتقديم رسالة إعلامية سامية، تحقّق الهدف المنشود، وتكون على درجة عالية في التأثير والفاعلية -توازي التقدم المطرد في الجبهات العسكرية والأمنية- تحصن الجبهة الداخلية، وتلبي تطلعات الجماهير العاشقة بلهف وشوق، لمعرفة كُـلّ التفاصيل، ومفاعيلها، التي تقف خلف صناعة المتغيرات والمعادلات السياسية والعسكرية في ميدان الصراع، المتصدي لقوى الاستكبار العالمي في غزة، واليمن، وأسبابها ودوافعها، وأهدافها، وتمنح الرأي العام، مشهدية شهية، وغنية بكل المكونات، تحيده تناول منتجات المطابخ الدعائية المعادية، ومعلوماتها المنقوعة بالسم الزعاف، وتجره تدريجيًّا من متابعة سردية العدوّ ودجله الشيطاني الكاذب الماكر المضلل، نحو الحقيقة الساطعة، بصورتها الصافية وكلماتها الصادقة وصوتها المقنع، ومشاهدها الحية، وإشارتاها المصوبة لكبد الحقيقة.
ومن هذه المنطلقات، ضرورة إعادة تقييم الأداء الإعلامي، وعلاقته بالبيئة الإعلامية، وبناء الكوادر والخبرات، وتطوير المهارات، وإتاحة الفرص للإبداع، واستغلال التقنيات الحديثة، ومقارنة أهدافنا ووسائلنا، بأهداف ووسائل العدوّ، ومعرفة الاختلافات الجوهرية بينهما، واستغلال عوامل القوة التي نتفرد بامتلاكها، كالاستدلال بشواهد المواقف الحية من الوقائع والأحداث والمجريات، وربطها بالأدلة القرآنية والخطاب القرآني، وتكثيف الجهود حول تغطية القضايا ذات القواسم والهموم المشتركة، التي تحظى بإجماع كبير وواسع، على المستويات الإنسانية أَو الدينية والقومية، والقيمية، كما هي القضية الفلسطينية اليوم، والوقوف المساند لشعب غزة بين قلوب وعقول شعوب مختلف أقطار العالم، وتوضيح ذلك كما أكّـد عليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” في العديد من المرات، وتطرقت إليه كتابات قيادتنا الإعلامية.
وكوننا جهة تعبر عن حملة للمشروع القرآني، الذي هو مشروع عالمي، فيه نجاة العالم، وإنقاذ المجتمع البشري ككل، يتطلب منا العمل الإعلامي، المزيد من التعاون والتكامل، بين مختلف الجهات والمؤسّسات، لتحقيق دورًا حاسمًا للدفاع عن الشعب اليمني، وقضايا الأُمَّــة والمجتمع البشري، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ووقف العدوان على غزة، وتعزيز الصمود الوطني، في مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي، وأدواته العربية والمحلية، ونصرة كُـلّ المستضعفين في الأرض.
وكي نصل إلى قلوب وعقول الجماهير، بسهولة ويسر، يجب أن نجعل إعلامنا سلاحًا قويًّا في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا، وأن نتجاوز الحسابات الضيقة، ونستشعر أن ما نقوم به مسؤولية دينية إيمانية جهادية، نتعبد الله بها، ونخشى عقوبته إن فرطنا فيها أَو تخاذلنا وتكاسلنا عن نشرها، في وقتها المناسب.
كيف نصل إلى ذلك؟ وما نسبة النجاح فيه؟ هذا مبني على مدى استشعار الجانب الإعلامي كأفراد ومؤسّسات وجهات، لمسؤوليتهم الدينية التي سيحاسبنا الله عنها يوم لقائه، وكيف سنجيب عليه سبحانه، حين يسألنا عما قلناه، ونقلناه، وصورناه للعالم، في هذه المرحلة التأريخية، التي تنظر كُـلّ شعوب العالم، وأحراره الشرفاء إلى اليمن وموقفه الإنساني الشجاع، بإكبار وإجلال.
وما مدى الجهود التي ضاعفناها؛ مِن أجلِ أن يرضى هو عنا؟ وكيف تفاعلنا مع توجيهات قيادتنا الربانية الساعية لبناء إعلام يمني يمثل درع الوطن في مواجهة الحرب الإعلامية والنفسية، وينزع الخوف من قلوب شعوب الأُمَّــة، ومستضعفيها، ويزرع محله معرفة الله والثقة بالله، وكلّ قيم ومبادئ استشعار المسؤولية والعمل، المحقّقة للنصر والحرية والكرامة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
إطلاق صاروخ من اليمن وإسرائيل تتحدث عن هجمات منسقة
أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن صاروخا باتجاه إسرائيل بالتوازي مع الهجوم الإيراني، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تتعرض لهجوم مركب بصواريخ من إيران واليمن وطائرات مسيرة.
وأوضحت الإذاعة الاسرائيلية أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم تنسيقه مع وصول أسراب من المسيرات لمنطقة تل أبيب الكبرى.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إسرائيل تتعرض لهجوم واسع ومزدوج بالمسيرات والصواريخ.
وجاء الهجوم الجديد في وقت أعلن زعيم أنصار الله الحوثيين في اليمن، عبدالملك الحوثي، تأييده للرد الإيراني على إسرائيل، متوعدا تل أبيب بـحرب مفتوحة ومستمرة. جاء ذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة مساء أمس السبت
وتأتي تصريحات الحوثي ضمن سلسلة مواقف لمسؤولين في الجماعة اليمنية، تندد بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتدعم حق طهران في الرد.
وقال الحوثي "نحن في اليمن نؤيد الرد الإيراني على العدو الإسرائيلي وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع ورأى أن أي بلد إسلامي يدخل في مواجهة مع العدو الإسرائيلي، فإن المسؤولية والمصلحة الحقيقية للأمة هي في مساندته وتأييد موقفه".
إعلانوتعهد الحوثي، باستمرار اليمن في دعم وإسناد قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من 20 شهرا، ونصرة الشعب الفلسطيني.
ووصف الحوثي، العدوان الإسرائيلي على إيران بأنه مكشوف، وبلطجي، ووقح، وظالم، وإجرامي ولا يراعي أي اعتبارات.
وأشار إلى أن تل أبيب استهدفت قادة عسكريين إيرانيين وعلماء في المجال النووي وأبناء الشعب الإيراني، كما استهدفت في خطوة عدوانية خطيرة جدا منشأة نووية دون أن تبالي بما قد يحدث نتيجة لذلك من تلوث إشعاعي نووي.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد إنه "بينما يترنح العدو تحت وقع الضربات المسددة يلجأ للكذب لصنع نصر وهمي".
محاولة اغتيال
وفي وقت سابق أمس السبت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت عملية اغتيال في اليمن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله إنه إذا نجحت العملية في اليمن فستكون بالغة الأهمية.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل حاولت اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة في جماعة أنصار الله (الحوثيون) محمد عبد الكريم الغماري.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني، قوله إنه إذا نجحت الضربة في اليمن فالأمر دراماتيكي حسب وصفه.
وأضافت أن إسرائيل تعمل في كل من إيران واليمن بالتزامن مع انطلاق صفارات الإنذار في إسرائيل بسبب الموجة الجديدة من الصواريخ الإيرانية.
ونقلت عن مصدر أمني أن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات في اليمن وإيران في وقت واحد.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية سمتها "الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن سبعا، ما أدى بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
إعلانوالهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران بالتفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.