حمود بن علي الطوقي
الحادي عشر من يناير لعام 2025، يوافق الذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، وقد شهدت السلطنة على مدى السنوات الخمس الماضية، سلسلةً من الإنجازات النوعية التي رسَّخت مسيرة النهضة العُمانية المُتجدِّدة.
بفضل رؤية حكيمة وسياسات مدروسة، تمكنت السلطنة من مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتعزيز موقعها كدولة تسير بثبات نحو مُستقبل مشرق.
لم تكن هذه الإنجازات إلا جزءًا من التوجهات الطموحة لرؤية "عُمان 2040"، التي أرسى جلالة السلطان أساساتها بنفسه، لتكون خارطة طريق تقود السلطنة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. تتضمن الرؤية محاور رئيسة تهدف إلى بناء مجتمع إنسانه مبدع يرتكز على التعليم والبحث العلمي وتمكين القدرات الوطنية، واقتصاد بيئته تنافسية يسعى إلى تنويع مصادر الدخل والاستدامة المالية وتحفيز الاستثمار، وبيئة مواردها مُستدامة تركز على حماية البيئة والموارد الطبيعية، ودولة أجهزتها مسؤولة تهدف إلى تعزيز الحوكمة وتطوير التشريعات ورفع كفاءة الأداء الحكومي.
ومنذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، أظهر جلالة السلطان هيثم بن طارق- أيده الله- التزامًا راسخًا بمواصلة مسيرة النهضة التي أسسها القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-. وشملت هذه المسيرة إصلاحات إدارية وتشريعية واسعة، بما في ذلك إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتطوير منظومة التشريعات بهدف تعزيز الكفاءة وتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات. كما حرص جلالته- أعزه الله- على وضع الإنسان في قلب عملية التنمية، من خلال تحسين الخدمات الاجتماعية والصحية، وتعزيز جودة التعليم، والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين. هذه الجهود تُبرز اهتمام القيادة الحكيمة بتلبية تطلعات الشعب، مع الحفاظ على مكتسبات الماضي والبناء عليها.
إنني كصحفي ومتابع للشأن الوطني، أستطيع القول إنَّ السنوات الخمس الماضية شهدت منافسة إيجابية بين الأجهزة الحكومية في ترجمة توجيهات صاحب الجلالة لرفع كفاءتها وإبراز قدراتها. وقامت المؤسسات الحكومية بعقد ملتقيات إعلامية بشكل سنوي ونصف سنوي، لإبراز جهودها وإنجازاتها أمام الإعلام والرأي العام. وهذه الخطوة ساعدتنا كمراقبين في الاطلاع المستمر على التطورات والمبادرات التي تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن، وعكست الشفافية التي تتسم بها مؤسسات الدولة، إضافة إلى حرصها على تعزيز الثقة مع المجتمع وإشراكه في مسيرة التنمية.
وفي كل مناسبة وطنية، أستعيدُ ذكريات الطفولة وأحداث النهضة الأولى التي عايشتها. وبوصفي صحفيًا، فقد كنت شاهدًا على التحولات الكبرى التي شهدتها السلطنة، من واقع بسيط إلى دولة عصرية تتقدم بخطى واثقة نحو المستقبل. وقد رأيت كيف ساهمت القيادة الحكيمة في تحويل السلطنة إلى نموذج يُحتذى به في التنمية المستدامة والانفتاح الثقافي والسياسة الحكيمة التي تقوم على الحوار والسلم. هذه الإنجازات جعلت من السلطنة دولة تحظى باحترام العالم وتقديره.
اليوم.. تستمر سلطنة عُمان في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه، حيث بفضل نهجه السامي الحكيم، أصبحت عُمان نموذجًا فريدًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويوازن بين التقاليد العريقة والتطلعات الحديثة.
إنَّنا في هذه الذكرى المجيدة، نُجدِّد الولاء والعرفان لجلالة السلطان المُفدّى، ونسأل الله أن يحفظه ويمده بموفور الصحة والعافية، ليواصل قيادة عُمان نحو مزيد من التقدم والازدهار.
حفظ الله جلالة السلطان، ودامت عُمان شامخة بأمجادها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ليما تنفتح على أفق جديد عبر طريق السلطان فيصل بن تركي
كتب ـ يوسف الحبسي
تعد نيابة ليما النيابة الوحيدة في محافظة مسندم وتتبع ولاية خصب وتتميز بموقعها الاستراتيجيّ منذ القدم إذ تقف آثار قرية القنايف شاهدةً على صلابة الإنسان وارتباطه بالجبل والبحر في مشهد يوثق قدرة الإنسان العماني على التناغم مع مفردات الطبيعية من حوله، وتعكس واقع الحياة التي اعتاد عليها السكان خلال العقود الماضية وتحملهم ظروفًا قاسية لا تتشابه مع الكثير من القرى حولها.
جريدة «$» زارت نيابة ليما ورصدت المشاريع التنموية التي حظيت بها النيابة وربما أبرزها مشروع طريق السلطان فيصل بن تركي الذي يمثل شريانا استراتيجيا لنيابة ليما سوف يربطها للمرة الأولى بريا بمختلف ولايات محافظة مسندم، كما سيعزز من سهولة تنقل القاطنين بين مختلف ولايات محافظة مسندم، كما تعتزم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إنشاء سد للحماية من الفيضانات في النيابة يسهم في تعزيز سهولة التخطيط العمراني وحماية ليما من مياه الفيضانات.
المشاريع التنموية
وقال الشيخ قيس بن سالم المدحاني، نائب والي خصب بنيابة ليما لـ«$»: تعد نيابة ليما النيابة الوحيدة بمحافظة مسندم، وتتميز بموقعها الجغرافي الفريد حيث إنها تجمع بين امتزاج الطبيعة الجبلية والبحرية، ولها تاريخ عريق منذ القدم من خلال الرحلات البحرية القديمة.. كما أنها تتبعها مناطق جبلية وأخوار عديدة استغلها السكان بالعيش فيها وسط وعورة الجبال والشواطئ الرملية.
وأشار إلى أن ليما تشهد العديد من المشاريع التنموية بينها مشاريع قيد التنفيذ ذات الأهمية التي ستعزز البنية الأساسية في النيابة منها المشروع الاستراتيجي طريق السلطان فيصل بن تركي الذي سيربط بين ولاية خصب ونيابة ليما وولاية دبا، بالإضافة إلى مشاريع رصف الطرق الداخلية، ومشروع واجهة ليما البحرية، وحديقة للألعاب الترفيهية.. مشيرا إلى أن إجمالي السكان في نيابة ليما يقدر بحوالي 3700 نسمة بحسب البيانات الإحصائية لعام 2019، ويمتهن السكان فيها العديد من الحرف بينها الصيد الحرفي، وتربية الماشية، بالإضافة إلى ممارسة النشاط الزراعي، والحرف اليدوية.
وأكد أن نيابة ليما تتميز بوجود العديد من المساحات الزراعية الواسعة وأغلب المزارع تعتمد على الآبار كمصدر ري لها، كما أن لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه دورا مهما لدعم الأمن الغذائي بالنيابة من خلال إنشاء العديد من المزارع المائية وحظيت باهتمام كبير من قبل المزارعين لما تجود به من محاصيل، ومن أبرز المحاصيل التي تتميز بها ليما النخيل والحمضيات والخضار الموسمية.
مشروع استراتيجي
وأوضح أن مشروع طريق السلطان فيصل بن تركي يعد من المشاريع ذات الأهمية الكبيرة والاستراتيجية لمحافظة مسندم حيث إنه سيربط بين ولايتي خصب ودبا عبر نيابة ليما، وسوف يعزز الجوانب الاجتماعية والاقتصادية واللوجستية والسياحية وسيكون له الأثر الملموس في كونه سيشكل رافدا اقتصاديا لأبناء محافظة مسندم ونيابة ليما بالأخص وذلك من خلال ربط موانئ محافظة مسندم بطريق رئيسي يربط بحر عمان بميناء خصب مدخل بحر الخليج العربي.
إنشاء سد ليما
وأكد نائب والي خصب بنيابة ليما أن مشروع بناء سد وقنوات مائية في النيابة له أهميته في حماية المناطق والمخططات السكنية من تأثيرات الفيضانات، بالإضافة إلى زيادة معدلات تخزين المياه الجوفية، وتسهل مثل هذه المشاريع العمل على التخطيط العمراني المستقبلي بعيدا عن تأثيرات الأنواء المناخية، والمحافظة على المسطحات الخضراء التي باتت متأثرة بملوحة التربة، حيث تم طرح هذا المشروع للتناقص بداية هذا العام ومن المتوقع البدء قريبا في التنفيذ.
وأضاف: إن نيابة ليما تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية منها صناعة الجرز وبعض أنواع المصنوعات النحاسية، وصناعة الفخاريات، وصناعة المنسوجات والسعفيات، وتمثل هذه الحرف مصدر دخل للأسر المنتجة من خلال الطلب المتزايد عليها محليا حيث إنها لاقت إقبالًا واسعا عليها من خلال ترويجها في المشاركات المحلية.
المزارات التراثية والسياحية.
وتطرق إلى أن نيابة ليما تضم العديد من المواقع التراثية والسياحية ومن أهم المواقع الأثرية في النيابة منطقة القنايف وهي عباره عن مدرجات ذات طابع هندسي فريد أبدع الأهالي قديما في تصميمها والآن أصبحت من أهم الأماكن الأثرية التي يرتادها السياح، أما عن أبرز القبلات السياحية فتكمن في منطقة رأس الشيخ، ووادي نيطبة بالإضافة إلى خليج ايمس وهو عبارة عن خور بحري توجد فيه عدة مناطق بحرية وجزر صخرية متفرقة.
ميناء ليما البحري
وقال: إن ميناء الصيد البحري بنيابة ليما له دور مهم لدعم الصيادين في النيابة حيث يوفر بيئة آمنة لقوارب الصيادين ويحميها من العوامل الجوية كالرياح والأمواج، كما يضم الميناء العديد من الخدمات الأساسية لتلبية احتياجات الصيادين وجميع السفن وقوارب الصيد.. وتقوم الشركة الوطنية للعبارات بتسيير رحلات مجدولة أسبوعية تخدم أهالي نيابة ليما عبر ميناء ليما بمواني ولايتي دبا وخصب وإلى ميناء ولاية شناص.