النائب أيمن محسب: الضغوط الأمريكية على "الجنائية الدولية" يستهدف تقويض استقلالية المحكمة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، اتجاه مجلس النواب الأمريكي إلى تمرير مشروع لفرض عقوبات وتخفيض التمويل للمحكمة الجنائية الدولية، والذي من شأنه أن يعاقب أى فرد يعمل على التحقيق مع أو اعتقال أو احتجاز أو مقاضاة مواطنين أمريكيين أو مسؤول من دول حليفة للولايات المتحدة، بما فى ذلك إسرائيل، كما يهدف إلى إلغاء أى تمويل خصصته الولايات المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية ويحظر أى تمويل مستقبلى، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعكس تناقضًا صارخًا في الموقف الأمريكي من قضايا حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
وقال " محسب"، إن الولايات المتحدة تسعى دائما لتقديم نفسها كمدافع عن حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى تعمل على تقويض أحد أبرز المؤسسات الدولية المكلفة بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، محذرا من محاولات تسييس العدالة الدولية ومؤسساتها لأن ذلك سيفقدها مصداقيتها ويشجع دول أخرى على انتهاك القوانين الدولية دون خوف من المساءلة، مؤكدا على أن الأزمة الإقليمية التي اشتعلت في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023 أظهرت ازدواجية المعايير من خلال الانحياز الواضح للولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.
وأكد عضو مجلس النواب، أن الضغوط على المحكمة الجنائية الدولية يهدف القانون إلى تقويض استقلالية المحكمة ومنعها من ممارسة دورها في قضايا حساسة تتعلق بمصالح القوى الكبرى، مما قد يؤدي إلى تآكل الثقة في المحكمة وتمنعها من تنفيذ ولايتها بفعالية، مما يشجع الجناة على الإفلات من العقاب فضلا عن تقويض نظام العدالة الدولية من خلال تعزيز ثقافة الحصانة وتشجيع الدول على تجاهل القوانين الدولية، مما يؤدي إلى مزيد من الفوضى والانتهاكات على الساحة الدولية، فضلا عن تأثيره السلبي على الضحايا الفلسطينيين الذين يعانون من الجرائم اللاإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدهم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وشدد النائب أيمن محسب، أن هذا القانون يمنح إسرائيل الضوء الأخضر للإفلات من المحاسبة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الانتهاكات ضد الفلسطينيين وتفاقم معاناتهم، بالإضافة إلى عرقلة جهود السلام، ومن ثم تعقيد الصراع وتعمّق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يبعد أي أفق للتوصل إلى حل عادل ودائم، مؤكدا أن هذه الخطوة تُظهر استغلالا سياسيا واضحا لمبادئ العدالة الدولية وتضعف جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام ومحاسبة مرتكبي الجرائم. وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على النظام الدولي لحقوق الإنسان والاستقرار العالمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور أيمن محسب لجنة الشؤون العربية مجلس النواب المصرى مجلس النواب الأمريكي التمويل إلغاء الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
اكتشافات غيّرت حياة البشر: من البذرة إلى الشبكة الدولية
منذ أن خطا الإنسان خطواته الأولى على الأرض، لم يتوقف فضوله ولم تتوقف محاولاته لتحسين ظروف حياته. أدى ذلك إلى ظهور اكتشافات عظيمة عبر العصور غيرت حياة البشرية جمعاء ومكنت الإنسان من تحقيق إنجازات وتطوير نمط العيش نحو الأفضل، بل أعادت تشكيل الحضارات، وأنتجت أدوات لبناء العالم الذي نعيش فيه اليوم.
هذه أبرز تلك الاكتشافات:
1- الزراعة تُمهد لاستقرار الإنسان
قبل أكثر من 10 آلاف عام، تعلّم الإنسان زراعة الأرض وتدجين الحيوانات، لتنتهي بذلك حقبة الترحال والجمع والالتقاط بحثا عن الطعام.
علاوة على توفير الطعام، أسّست الزراعة لمجتمعات مستقرة، مهدت لبناء القرى، ونشوء الاقتصاد، والبدء في تقسيم العمل، مما شكّل حجر الأساس للحضارة.
2- الكتابة: جسر يربط بين الأجيال
ظهرت الكتابة في حضارة سومر كوسيلة لتسجيل المعاملات التجارية، لكنها سرعان ما أصبحت أداة لحفظ التاريخ، ونقل العلم والتجارب إلى الأجيال المقبلة، ونشر القوانين.
من المسمارية إلى الهيروغليفية، فتحت الكتابة أبواب المعرفة، وشكلت جسرا بين الأجيال عبر الزمان.
3- العجلة: ثورة النقل
لم يكن اختراع العجلة في الألفية الرابعة قبل الميلاد مجرد وسيلة نقل فحسب، بل أداة أحدثت ثورة في البناء والزراعة والتقنيات البدائية.
من العربات إلى الآلات البسيطة، غيّرت العجلة مفهوم الحركة. وسهلت على الإنسان التنقل حاملا معه وسائل الإنتاج والبناء.
4- الحديد يفتح عصر القوة
حين تعلم الإنسان صهر الحديد وصنع الأدوات منه، أصبح بإمكانه الزراعة بفعالية أكبر، وبناء هياكل أقوى، وتطوير أسلحة أكثر فتكا.
وإذا كان ذلك قد أدى إلى تطور المجتمعات، فإنه تسبب أيضا في تنامي الهيمنة العسكرية لبعض الحضارات.
5 – البوصلة.. وإعادة رسم الخريطة
اخترع الصينيون البوصلة، فحرّكت عجلة الاستكشافات الكبرى، وربطت الشرق بالغرب عبر تسهيل الملاحة البحرية.
فتحت هذه الأداة السحرية الباب لعصر الكشوف الجغرافية، واستكشاف قارات جديدة، وتبادل حضاري لم يعرف له العالم مثيلًا قبل ذلك.
6 - المطبعة تُشعل نهضة المعرفة
مع اختراع الألماني يوهان غوتنبرغ للمطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، لم تعد المعرفة حكرًا على النخبة.
انتشرت الكتب بسرعة ومعها بات التعلم أكثر يسرا، وبدأت ثورات فكرية وثقافية، مما جعل المطبعة من أعظم محركات التغيير.
7- اللقاح: القطرة المنقذة
في عام 1796 م، طوّر الطبيب البريطاني إدوارد جينر لقاحًا ضد مرض الجدري، الذي كان يفتك بالملايين، باستخدام فيروس شبيه من البقر. من أجل هذا الاكتشاف، استحق جينر لقب "أبو علم المناعة".
فتح هذا الاكتشاف الباب أمام علم اللقاحات، ومكن من بدء فصل جديد في الحرب ضد الأمراض المعدية، منهيا قرونا من المعاناة.
8- الكهرباء تُولد العصر الحديث
من تجارب بنجامين فرانكلين إلى محركات مايكل فاراداي، ومن مصباح توماس إديسون إلى شبكات الطاقة، غيّرت الكهرباء حياة البشر بشكل جذري.
أصبحت الطاقة الكهربائية أساس الصناعة، والاتصالات، والحياة اليومية في العصر الحديث.
9- البنسلين: ثورة في الطب
اكتشف العالم الاسكتلندي ألكسندر فليمنغ في عام 1928م أن نوعًا من العفن يقتل البكتيريا.
وقد قادت هذه الصدفة إلى تطوير أول مضاد حيوي في التاريخ "البنسلين"، وأنقذت حياة ملايين البشر الذين كانوا يموتون بسبب جرح بسيط، وأطلقت ثورة في علم الأدوية.
10 – الإنترنت: عالم بلا حدود
في أواخر القرن العشرين، خرجت الإنترنت من المختبرات العسكرية إلى كل بيت، وغيّرت جذريًا طريقة تواصل البشر، وتبادلهم للمعرفة، والتجارة، والتعليم.
أصبحت الإنترنت (الشبكة الدولية) قلب العالم النابض، ومحور كل تطور تقني لاحق ومكنت من تحويل ما كان يعتبر ضربا من الخيال إلى واقع: الذكاء الاصطناعي.
كل واحد من هذه الاكتشافات مثل للإنسان قفزة كبيرة نحو التقدّم، ورسخ مكانته ككائن يسعى للفهم، والابتكار، والتحسين المستمر من نمط حياته. وما زالت المسيرة مستمرة... فمن يدري ما الاكتشاف الذي سيُكتب له أن يغير وجه العالم في العقود القادمة؟.
مصطفى أوفى (أبوظبي)