أطفـال عمـان.. كيـف ينظـرون إلـى مستقبـل بلادهم.. وبمَ يحلمون؟
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
يحمل الأطفال الكثير من التطلعات لمستقبل بلادهم وتطورها، وهي ذات أهمية كبيرة، فهي تمثل رؤيةً للمستقبل الذي يحلم به أطفالها وتعكس احتياجاتهم وتوجهاتهم، فهم شباب عمان القادم، وبالإصغاء إليهم سيتمكن صانعو القرار من صياغة سياسات وخطط تتماشى مع رؤيتهم وأهدافهم التي يحلمون بها، وسعت «$» لتكون منصة تستمع إلى آمالهم وأحلامهم بما يعزز شعورهم بالانتماء الوطني ويزيد ارتباطهم بسلطنة عمان، ليشعر أطفال الوطن بأن صوتهم مسموع وأنهم جزء من عملية التطوير والبناء، كما أن استكشاف أفكار الجيل القادم وأحلامهم يشجع على الإبداع والابتكار وقد تساهم تطلعاتهم في تصميم برامج ومبادرات لتحقيق أحلامهم، كما أن دعم أحلام الأطفال ورعايتها سيُساهم في إعدادهم ليصبحوا قادة للمستقبل والاهتمام بأحلامهم هو استثمار لغدٍ مشرق.
وعبّر عبدالرحمن بن أحمد المعشني المقيد بالصف الحادي عشر بمدرسة مدينة الحق للتعليم الأساسي بنين بمحافظة ظفار قائلًا: كان طموحي دائمًا أن أرى وطني بين مصاف الدول تقدمًا وتطورًا ورفعة في شتى المجالات العلمية والصناعية والتجارية والزراعية والاقتصادية، وكذلك التقدم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ليس بيدي عصا سحرية للتغيير، لكن لن يتأخر ذلك التغيير فكلنا أمل بالله لما توليه قيادتنا من اهتمام بالغ ينعكس على طموحاتنا في هذا الجانب.
وأوضح المعشني قائلًا: «قد يتبادر إلى أذهان البعض أن الأمنيات صعب تحقيقها ولكنني أرى عكس ذلك تمامًا، فبالعزم تنثني الصعاب وإن وصلت حد السحاب، فأرى أن الوطن سيغدو مدينة متكاملة من كافة الجوانب ستكون هناك ثورة صناعية ذكية ضخمة بعيدًا عن الاعتماد على مصادر النفط تتهافت إليها الأوطان لتستمد منها وتتعلم الكثير من جوانبها مثل صناعة السفن والبوارج البحرية واليخوت، إضافة إلى صناعة السيارات بمختلف أنواعها التي تعتمد على الهيدروجين الأخضر لما لها من أثر في التقليل من التلوث البيئي والمخاطر المترتبة عليه، وكذلك صناعة السيارات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية وغيرها من الصناعات التي تعود بالأثر الإيجابي على تعزيز دخل سلطنة عمان والنهوض به، وأتمنى أن نشهد نقلة نوعية من حيث جلب الاستثمارات والشركات العالمية لتبادل الخبرات لما لها من دور مهم في تمكين الشباب العماني وصقل مواهبهم، حتى يتسنى لهم الانخراط مستقبلاً في تلك الصناعات التي تعود عليه وعلى وطنه بالمنفعة».
وتمنى المعشني أن يرى الكثير من الجامعات والكليات التي ستفتح أبوابها لتخصصات حديثة ومهمة تواكب وتيرة التطور وعجلته السريعة مثل: الروبوتات (هندسة الميكاترونكس)، وتخصص الهندسة النووية، وتخصص هندسة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتخصص هندسة البرمجيات، وتخصص علوم البيانات الضخمة، والتصميم الصناعي، والطاقة المتجددة والهندسة الخضراء).
واستشرف المعشني بأن سلطنة عمان ستصبح واحة مزدهرة، وكأننا نرى أفلام الخيال حيث ناطحات السحاب والجسور المعلقة بين الأبراج والأنفاق الهندسية المتطورة في حركة انسيابية عجيبة تسمح للزائر والمقيم بالعبور بأريحية تامة وسنرى الواجهات البحرية والمدن النموذجية الساحرة في كل المحافظات ، لن ننتظر طويلاً حتى ننادي سائق سيارة الأجرة حين نكون في عجلة من أمرنا، فهناك كبائن المترو فاتحة أبوابها على أعتاب الطريق تصل من خلالها إلى وجهتك في أقرب وقت ممكن، كما رغب المعشني في أن تكون المحافظات متصلة ببعضها بشبكة من أحدث الطرق المصممة وكذلك السكك الحديدية وألا نستغرب مما سوف نراه على أرض الواقع في هذا المستقبل، حيث ستكون عمان خليطًا بين الابتكار والاحترام العميق للتراث، ومركزًا عالميًا للعلم، والتكنولوجيا، وبلادا تحترم البيئة، ما يجعلها وجهة غير تقليدية، وحيوية وملهمة للجميع، مشيرًا إلى أنه علينا أن نتكاتف من أجل أن نرى وطننا واحةً مزدهرةً نابضةً بالحياة.
وكشفت موزة بنت محمد البلوشية المقيدة بالصف الثامن بمدرسة ميمونة بنت سعد للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الشرقية في حوارٍ عفوي مليء بالطموح عن تطلعاتها وأحلامها لسلطنة عمان بعد عشر سنوات، بأن التعليم يجب أن يكون تجربة ممتعة ومليئة بالتطبيق العملي، حيث تطمح لأن تتحول المدارس إلى أماكن جذابة وملهمة حيث يتعلم فيها الطلبة صنع مشاريع واقعية مثل تصميم السيارات أو الروبوتات المتحركة داخل ورش أو مختبرات خاصة في المدرسة، وتضيف: «نريد أن تكون المدارس مكانًا للدراسة فقط، ونؤدي واجباتنا هناك، بينما نقضي وقتنا في البيت مع العائلة أو الزيارات والتسوق واللعب مع الأصدقاء»، مشددة على أهمية وجود حافلات مكيفة ومهيأة وذات ألوان مبهجة لنقل الطلبة إلى المدرسة والأفضل أن يكون هناك قطارات سريعة تأخذنا للمدارس، وتأمل البلوشية أن يحصل كل خريج على وظيفة تلائم مهاراته، مع رواتب جيدة تساهم في استقرارهم هم وعائلاتهم.
وتقترح البلوشية إيجاد أماكن مخصصة للمواهب والهوايات لتكون متنفسًا حقيقيًا لهم، وأن تقوم هذه الجهات المعنية أو المؤسسات بتدريبهم وتوفير حلقات عمل لصقل مهاراتهم.
وتحلم البلوشية بشوارع وبتصاميم جميلة لتبهر كل من يزور سلطنة عمان، كما تتمنى أن تكون الطرق نظيفة ومزينة بالورود، كما تمنت رؤية شاشات ثلاثية الأبعاد تزين الشوارع، تمامًا كما هي في الأفلام، وأن توجد هناك مساجد مصممة بشكل جذاب ومهيأة ونظيفة على طول الطريق. وتشدد البلوشية على ضرورة تطوير القطاع الصحي بحيث يكون علاج كل الأمراض متاحًا داخل سلطنة عمان دون الحاجة للسفر إلى الخارج، مضيفة: «أتمنى أن تكون المستشفيات في سلطنة عمان متطورة، وتعالج الناس بسرعة مجانًا وبدون تكاليف، ليعيش المواطنون بصحة وسعادة».
وأكد محمد بن علي الشحي المقيد بالصف الحادي عشر من مدرسة عمرو بن العاص بمحافظة مسندم أن سلطنة عمان، بلد يتميز بتاريخ عريق وثقافة غنية، تشهد تحولًا ملحوظًا نحو المستقبل من خلال رؤية طموحة تركز على التنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي فبعد 10 سنوات من الآن أطمع في أن أرى في بلادي تغيرات كبيرة في مختلف القطاعات، بما في ذلك البنية الأساسية الرياضية، والمراكز التجارية، وناطحات السحاب، والحدائق، ووسائل النقل.
حيث يأمل الشحي أن تعمل سلطنة عمان على تطوير منشآت رياضية حديثة تستوعب الأنشطة الرياضية المحلية والدولية، فبعد عشر سنوات يتمنى أن تكون سلطنة عمان موطنًا لملاعب رياضية متطورة تستخدم تقنيات صديقة للبيئة مثل أنظمة الطاقة الشمسية وإعادة تدوير المياه، وأن توفر هذه الملاعب مساحات رياضية متعددة الاستخدام تخدم مختلف الرياضات وتستضيف بطولات عالمية مختلفة.
كما تمنى الشحي أن تشهد سلطنة عمان مراكز تجارية كبيرة تعتمد على تصميمات معمارية حديثة وعلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق، وأن تضم هذه المراكز التجارية محالا عالمية، ومناطق ترفيهية بفعاليات مميزة ومرافق خدمية تلبي احتياجات المواطنين والزوار والسياح.
يتطلع الشحي إلى توسع عمراني ومجموعات من ناطحات السحاب التي تجمع بين الفخامة والابتكار وأن تستخدم كشقق سكنية ومكاتب وشركات، وينتظر الشحي بفارغ الصبر مشروع شبكة القطارات التي تربط المحافظات ببعضها البعض لتقلل من الازدحام المروري والاختناقات التي تضيع وقتهم في الانتظار في شوارع المدن وتكون صديقة للبيئة وأن تكون هذه الشبكات أكثر أمانًا.
مؤكدًا على أهمية أن يكون لدينا اهتمام خاص بالبيئة وزيادة المسطحات الخضراء في ربوع سلطنة عمان وأن تبنى حدائق كبيرة ذكيه تكون إناراتها تعمل بالطاقة الشمسية حفاظًا على البيئة وأن تكون مليئة بالفعاليات المميزة وأن تكون هذه المواقع الترفيهية مكانا يزوره الناس للسياحة والترفيه.
وقالت عهود بنت عبدالله العامرية المقيدة في الصف الأول بمدرسة القريتين بمحافظة الداخلية: في رأيي ممكن أن تكون عمان في العشر سنوات القادمة مليئة بالأمل والتفاؤل، وأتخيل أن سلطنة عمان ستكون أكثر جمالاً ونظافة والشوارع ستكون مليئة بالأشجار والزهور الملونة والمباني ستكون كبيرة وحديثة مع تطور أكبر.
وتمنت العامرية أن تكون هناك الكثير من الحدائق الكبيرة والملاهي التي يمكنها اللعب فيها مع أصدقائها وأن تكون مليئة بألعاب المغامرات وأن تكون هناك قطارات صغيرة تأخذ الأطفال في جولات داخل المدينة وتمنت الصغيرة أن يكون هناك العديد من الحيوانات في حدائق الحيوانات مع المزيد من الأماكن المخصصة للحيوانات والطيور الغريبة حيث يمكنها أن تتعلم المزيد عنها واللعب معها.
وطمحت العامرية أن تكون هناك مدارس أفضل حيث يمكنها تعلم أشياء جديدة بطريقة ممتعة وأن تكون المدارس مليئة بالأنشطة والفنون والأنشطة الرياضية بالإضافة إلى ساحات لعب بمساحة أكبر وأيضا أن يكون بداخل المدرسة مطعم خاص.
وعبر إياد بن أحمد الهاشمي المقيد بالصف السابع من مدرسة سعيد بن ناصر الكندي من محافظة مسقط عن أمنياته بمدارس جديدة مزودة بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتجعل من عملية التعلم ممتعة، قائلًا: «المدرسة ليست مجرد واجب، بل هي رحلة نكتشف فيها مواهبنا ونبني بها أحلامنا».
وأعرب الهاشمي عن أهمية وجود حدائق ومتنزهات ومواقع مجهزة لممارسة الرياضات والهوايات لنشر الطاقة الإيجابية، ويرى مستقبل سلطنة عُمان لوحة فنية نابضة بالألوان الزاهية، وتتقدم بخطى واثقة في مجالات الصناعة، والمدن الذكية، وعلوم الفضاء، مع الحفاظ على بيئتها الطبيعية لتظل مصدرًا للجمال والإلهام.
ويتمنى الهاشمي في أن يرى سلطنة عمان تُبصر مكانتها كوجهة عالمية للعلم والتكنولوجيا المتطورة، ليتوافد الخبراء من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من تجاربها، فيما تتشارك سلطنة عمان قيمها العمانية الأصيلة وخبراتها مع الجميع.
وأضاف الهاشمي: أحلم بأن تكون بلادي وطنًا للجميع، حيث يعيش كل طفل حياة سعيدة، يستطيع فيها أن يحلم بحرية ويحقق أحلامه في كل مجال، متطلعًا إلى مجتمع مستدام خالٍ من التعقيدات، تتاح فيه الإمكانيات لتحقيق الطموحات في مختلف المجالات: من الفضاء والفلك إلى التعليم الذكي والصحافة، إلى جانب الصحة وغيرها من القطاعات التي تُشكل أسس «رؤية عمان 2040».
وأكد الهاشمي بتفاؤل بأن رؤية سلطنة عمان ستتحقق وسنطلق الصواريخ الفضائية في الفضاء الشاسع الذي ينتظرنا بلهفته وسنستكشف الكواكب وندرس الفضاء ونكون ضمن الدول المتطورة في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان تسعى لإرضائنا جميعا لأننا سنكون صناع الوطن في المستقبل ولن يكون هناك أي عائق إن شاء الله، وسنحمي البلاد ونعمرها ولن نتخاذل وسنكون بإذن الله دولة متطورة.
وأعرب تركي بن يوسف البلوشي، المقيد بالصف الثاني عشر من مدرسة أبو طلحة الأنصاري بمحافظة شمال الباطنة في حديث ملهم عن تطلعاته وطموحاته لمستقبل سلطنة عمان، متمنيًا أن تشهد سلطنة عمان شبكة نقل عام متكاملة، تشمل زيادة في عدد القطارات والحافلات، مع استحداث شبكة «مترو أنفاق» في مسقط لتسهيل حركة التنقل من مكان إلى آخر، آملًا في توسعة شبكة المطارات لتشمل المزيد من المناطق، بالإضافة إلى إنشاء سكة القطار التي تربط ولاية صحار بأبوظبي ما يعزز التواصل محليًا ودوليًا.
كما يحلم البلوشي في أن تصبح سلطنة عمان مركزًا عالميًا للتصنيع، حيث تقوم الشركات الكبرى بإنتاج منتجاتها محليًا، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للعمانيين، متمنيًا في أن ترتقي الخدمات السياحية في مناطق مثل ظفار، ونزوى، ومسندم لتصبح من أبرز وأجمل الوجهات السياحية في الوطن العربي، بما يعزز مكانة سلطنة عمان على خارطة السياحة الدولية.
ويتطلع البلوشي خلال السنوات القادمة لأن تضم كل ولاية ملاعب رياضية على أعلى المستويات، ومكتبات حكومية متطورة تفتح أبوابها على مدار الساعة، لتكون مراكز تعليمية وبحثية تخدم الطلبة والأساتذة، مثل الدول الأجنبية ليكون لدينا جيل متعلم ومثقف في كل المجالات، مؤمنًا بأن الاستثمار في التعليم هو المفتاح لبناء جيل مثقف وقادر على تحقيق التقدم كما يتخيل بأن بالعلم سيتمكن الطلبة المبتعثون في تمثيل الدولة عالميًا ليكونوا سفراء لعمان في مختلف المحافل،مستبشرًا في أن مستقبل بلاده يحمل الكثير من الفرص.
وأوضحت غيثاء بنت عبود الخصيبية المقيدة بالصف الثاني عشر بتعليمية جنوب الباطنة أنها ترى عُمان في المستقبل ستصبح من الدول المتقدمة بناءً على التطورات الحالية في مختلف القطاعات والتي تسعى إلى تحقيق تطلعات «رؤية عمان ٢٠٤٠»، حيث قالت: أنا طالبة في الصف الثاني عشر أرى أنه من المهم أن يتم دعم الأنشطة السياحية في جميع المحافظات حتى يتسنى لجميع المواطنين والمقيمين الاستمتاع بها، مشيرةً إلى أنها ترى مستقبل قطاع التعليم في سلطنة عمان سيكون أكثر فاعلية وجاذبية وجودة من خلال توفير البيئة المناسبة وخيارات أوسع في طريقة التعلم، وإضافة تقنيات حديثة كأدوات للتعلم، وهذا الأمر يضعنا حتما أمام قرار زيادة عدد المدارس والفصول الدراسية وزيادة عدد المرافق فيها حتى تتاح الفائدة من التعليم لكل طالب حسب حاجته.
وأوضحت الخصيبية أن زيادة عدد الفصول يلعب دورا أساسيًا في مدى استيعاب الطلبة للمواد الدراسية وفهمها، كما أنها تعطي كل طالب حقه في النقاش وطرح مشاركاته مع معلمه وزملائه، فماذا سيكون شكل هذا الأمر بعدما يتم توظيف التقنيات الحديثة عليها ؟ ستبدو العملية التعليمية أكثر متعة وأكثر استيعابا لجميع الطلبة، إلى جانب أنها ستفتح أبوابا كثيرة لتعيين المزيد من المعلمين واستغلال مواهبهم ومهاراتهم في التعليم لخدمة الوطن.
وتطمح الخصيبية في رؤية سلطنة عمان في تطور عمراني مستمر وأكثر حداثة وجمالية، مع الاهتمام بتطوير قطاع التعليم فبه تتقدم الكثير من القطاعات؛ لأن مخرجاته ستتلقى أفضل الخدمات التعليمية الحديثة ما يزيد قابليتهم للإبداع والابتكار في جميع المجالات.
وتطمح شهد بنت صالح الحبسية المقيدة بالصف التاسع بتعليمية شمال الشرقية في أن ترى بسلطنة عمان مراكز دعم للشباب في مختلف المحافظات والولايات لاحتواء مواهب الشباب بمختلف أعمارهم وتمكينهم معرفيًا ومهنيا بالاحتياجات التي تدعم مسيرتهم التعليمية؛ لأنها ترى أن جانب تطوير المهارات الشخصية تمنح شخصية الشاب قوة وحضورًا وتمدهم بالثقة وتساعدهم على التفاعل والاندماج مع مختلف أنشطة المجتمع، بالإضافة إلى أهمية تمكين الشباب بالمعرفة ومساعدتهم على الوصول إليها؛ لأنها ستمكنهم من ابتكار المزيد في مجالاتهم العملية مستقبلًا.
كما تحلم الحبسية في أن ترى إنشاء قطارات مترو الأنفاق والذي سيكون إضافة مذهلة وتوفيرها كإحدى وسائل النقل العامة والتي ستعمل على تقليل الانبعاثات السامة ومع ذلك ستصبح بيئة عمان أكثر نقاءً وبهاءً، كما أنها تتمنى تطوير وتزويد الأماكن السياحية بالخدمات اللازمة وإنشاء مدن ترفيهية والاهتمام بالترويج السياحي وإنشاء حدائق حيوانات وأحياء مائية بأشكال مطورة وحديثة على امتداد سكك القطار ما يضفي جمالية رائعة على المناظر المحيطة بالركاب، مؤكدةً أن ذلك سيسهم في توفير وظائف للباحثين عن عمل وإيجاد مصادر دخل مستدامة، فمع ازدياد حجم الخدمات المقدمة مع هذا التطور المصاحب لمشروع المترو ستكون هناك حاجة لزيادة الكوادر البشرية لتشغيل وإدارة هذه المرافق الحديثة.
وآمنت مودة بنت مالك الحارثية طالبة في الصف التاسع من تعليمية محافظة مسقط بأنها سترى مستقبل عُمان أكثر إشراقًا وازدهارًا على مستوى جميع المجالات وذلك في أن ترى تطورًا بقطاع التعليم من حيث نظام التدريس وتوفير برامج تدريبية تتماشى مع احتياجات سوق العمل لطلبة المدارس، مؤكدة بأن هذا الأمر سيسهم في إعداد جيل جديد من الشباب القادر والمتمكن على المنافسة والابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة. مشددةً على أهمية حث وتشجيع الطلبة في هذه الجوانب ودعمهم من خلال المبادرات الرقمية التي ستحسن جودة التعليم بشكل كبير.
وتتمنى الحارثية في أن ترى سلطنة عمان وجهة سياحية جميلة وجاذبة على المستوى العالمي وذلك بإنشاء منتجعات سياحية كبيرة في بعض مناطق سلطنة عمان مثل صلالة، والجبل الأخضر، ورأس الحد، والكثير من المواقع السياحية، ورغبت في أن يقوم المعنيون باستغلال جميع الشواطئ ببناء ممشى ومحال تجارية وأماكن ترفيهية مثل الحدائق المائية الكبيرة وحدائق الحيوانات وحدائق ألعاب كهربائية رقمية ذكية، وأضافت قائلة: «لا يمكننا أن ننكر بأنه قد أصبح كل ما يعمل بالتقنية الحديثة جاذبًا أكثر من الخدمات والمرافق التقليدية».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أن سلطنة عمان الکثیر من تکون هناک فی أن ترى وأن تکون فی مختلف من خلال أن تکون أن یکون کما أن
إقرأ أيضاً:
دراسة لجامعة نزوى: 4% من أراضي سلطنة عمان صالحة لزراعة القمح حتى عام 2080
في إطار الجهود البحثية الرامية إلى فهم تداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي أجرى فريق بحثي من جامعة نزوى دراسة علمية متقدمة حول تأثير تغير المناخ على إنتاج القمح في سلطنة عمان، باستخدام خوارزمية «MaxEnt» وتقنيات تعلم الآلة لتحليل ملاءمة الأراضي الزراعية خلال فترات زمنية مختلفة تمتد حتى عام 2080، وتهدف الدراسة إلى توفير قاعدة بيانات علمية دقيقة تسهم في دعم الخطط الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي، واستشراف التغيرات البيئية المحتملة التي قد تؤثر على استدامة زراعة المحاصيل الاستراتيجية، لاسيما القمح، في بيئة مناخية تتسم بالتقلب والندرة المائية، وقد أظهرت النتائج العديد من المؤشرات المهمة التي يمكن أن تُسهم في صياغة السياسات الزراعية وتعزيز مفهوم الزراعة الذكية والمستدامة في سلطنة عمان.
وقال الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة: إن الدراسة العلمية كشفت عن تأثيرات تغير المناخ على إنتاج القمح في سلطنة عُمان، مركّزة على تحديد المناطق المثلى لزراعته خلال فترات زمنية مختلفة باستخدام خوارزمية «MaxEnt»، حيث أظهرت نتائج الدراسة، ومن خلال التحليل الزمني لمناطق ملاءمة زراعة القمح، أن المناطق ذات الملاءمة العالية جدا ظلت محدودة للغاية طوال الفترات الزمنية الممتدة بين 1970 و2080، حيث لم تتجاوز نسبتها 3 إلى 4% من إجمالي مساحة سلطنة عمان، أي ما يعادل نحو 9,285 إلى 12,380 كيلومترا مربعا فقط، وعلى الرغم من التحسن الطفيف في المساحة المصنفة كعالية جدا، إلا أن هذه المناطق بقيت نادرة، مما يؤكد ضرورة تركيز الجهود الزراعية والتقنيات الحديثة لتعظيم الاستفادة من هذه الرقعة المحدودة وضمان الاستدامة الإنتاجية فيها.
أما عن المناطق المصنفة بملاءمة عالية فقال الدكتور خليفة الكندي: إن هذه المناطق حافظت على استقرار ملحوظ خلال مختلف الفترات، لتغطي حوالي 8% من إجمالي مساحة الأراضي (حوالي 24,760 كيلومترا مربعا) حيث يشير هذا الثبات إلى وجود قاعدة بيئية مناسبة يمكن البناء عليها في تطوير الإنتاج الزراعي، شريطة تطبيق إدارة رشيدة للموارد المائية والتربة لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في هذه المناطق، وفي المقابل، شهدت المناطق متوسطة الملاءمة تذبذبا ملحوظا خلال الفترة المدروسة، حيث سجلت ارتفاعا مؤقتا في منتصف القرن ثم عاودت الانخفاض بنهاية الفترة، ويعكس ذلك هشاشة هذه المناطق أمام التغيرات المناخية، ويدعو إلى ضرورة تبنّي استراتيجيات زراعية مرنة تعتمد على استحداث أصناف قمح مقاومة للجفاف واستخدام تقنيات الزراعة الذكية للتكيّف مع الظروف المتغيرة، وفيما يتعلق بالمناطق منخفضة الملاءمة فقد ظلت مسيطرة على المساحة الأكبر من الأراضي الزراعية بنسبة تتراوح بين 40% و43% طوال الفترات الزمنية المدروسة، ويدل استمرار هذه النسبة العالية على محدودية القطاعات الزراعية الفعّالة للقمح ووجوب الاستثمار في تحسين الخصائص البيئية والتقنيات الزراعية من أجل تعزيز الإنتاج في هذه المناطق ذات الإمكانيات المحدودة، وعلى ضوء هذه النتائج، يتبين أن المساحة الفعّالة لإنتاج القمح في سلطنة عمان تظل محدودة نسبيا مقارنة بالطلب الوطني، مما يستوجب إعطاء الأولوية لاستثمار المناطق الأكثر ملاءمة وتكثيف الجهود البحثية والتقنية لمواكبة تحديات التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام في سلطنة عمان.
دعم الأمن الغذائي
وفيما يتعلق بكيفية إسهام خوارزمية «MaxEnt» وتقنيات تعلم الآلة في دعم خطط الأمن الغذائي في ظل التحديات المناخية المتوقعة، أوضح الدكتور الكندي أن هذه الأدوات المتقدمة تتيح تعزيز قدرة قطاع الزراعة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة واستدامة الأمن الغذائي، حيث تتجلى أهميتها من خلال عدة محاور وظيفية وعملية تدعم التخطيط الاستراتيجي والإنتاج الزراعي، فمن ناحية، تقوم خوارزمية «MaxEnt» على تحليل العوامل البيئية الرئيسية مثل درجات الحرارة، الأمطار ونوعية التربة بهدف تحديد المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة المحاصيل، ما يمكّن المخططين من توجيه الاستثمارات والموارد الزراعية إلى المناطق ذات الإنتاجية المرتفعة والمستدامة، ويسهم في رفع الكفاءة الزراعية في مواجهة التقلبات المناخية، ومن ناحية أخرى، تُسهم تقنيات تعلم الآلة في رصد وتحليل سيناريوهات التغيرات المناخية المستقبلية وتأثيراتها على المحاصيل الزراعية، وعبر بناء نماذج محاكاة دقيقة، يمكن استنباط الحلول الفعالة للتكيف مثل تطوير أصناف جديدة مقاومة للجفاف أو الحرارة، وتحسين أنظمة الري الذكية بما يتلاءم مع التوقعات المناخية.. كما تتيح خوارزمية «MaxEnt» وأدوات تعلم الآلة إنتاج بيانات دقيقة وحلول مبنية على معطيات واقعية، ما يعزز من جودة قرارات صناع السياسات الزراعية، حيث يمكن للمخططين توقع توزيع المخاطر وتحديد الأولويات في استغلال الموارد، مما يساعد على تطوير خطط استباقية لضمان الأمن الغذائي في الفترات الحرجة، ومن جانب آخر، تمكّن الخوارزميات الحديثة من الاعتماد على كميات ضخمة من بيانات الاستشعار عن بعد وتحليلها باستمرار، وذلك لتحسين أداء النماذج والتنبؤات الزراعية، وتسهم هذه التقنيات في ابتكار حلول مثل الزراعة الدقيقة والمراقبة الميدانية المستمرة، مما يرفع من كفاءة الموارد ويقلل من الهدر، وتوفر النماذج المعتمدة على «MaxEnt» وتعلم الآلة مرونة أكبر للنظم الزراعية لمواجهة تأثيرات الظروف المناخية غير المتوقعة، حيث تساعد هذه الأدوات في اختبار مدى فعالية السياسات والتقنيات الزراعية قبل تطبيقها الفعلي، مما يقلل من المخاطر ويعزز من استدامة الأمن الغذائي على المدى الطويل.
توقعات مستقبلية قوية
وأكد الدكتور الكندي أن تحقيق نموذج «MaxEnt» لقيم AUC تتجاوز 0.8 يعكس مستوى عاليا من الدقة والموثوقية في تصنيف المناطق الملائمة وغير الملائمة لزراعة القمح خلال الفترات الزمنية المختلفة، وهو ما يعزز من قدرة النموذج على تقديم توقعات مستقبلية قوية تدعم عمليات التخطيط الزراعي وتعزيز استراتيجيات الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية، ورغم هذه الدقة المرتفعة، فإن مدى موثوقية التوقعات المستقبلية يظل مرتبطا بجودة البيانات البيئية والمناخية المستخدمة، وبمدى واقعية السيناريوهات المفترضة في النمذجة، مما يتطلب الحرص على تحديث هذه البيانات باستمرار لمواكبة التغيرات الفعلية في البيئة المحلية، ومع ذلك، فإن تطبيق نتائج النموذج على أرض الواقع يواجه عددا من التحديات الجوهرية، من أبرزها عدم اليقين الملازم لتنبؤات السيناريوهات المناخية طويلة الأمد، حيث تؤثر التداخلات المعقدة للعوامل البيئية وتغير استخدامات الأراضي بشكل كبير على موثوقية التوقعات، علاوة على ذلك، قد تؤدي محدودية البيانات المحلية الدقيقة، مثل خصائص التربة وتوزع المياه الجوفية، إلى حدوث فجوة بين النتائج النظرية والتطبيق العملي، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في البنية الأساسية البحثية والتقنية.. كما تلعب الظروف المفاجئة، سواء كانت مناخية متطرفة أو ناتجة عن تغيرات في السياسات أو توافر الموارد، دورا في إعادة تشكيل الواقع الزراعي بشكل أسرع من قدرة النماذج على التنبؤ بذلك، وهو ما يستدعي المرونة في التكيف وسياسات المتابعة المستمرة. وبناءً على ما سبق، يمكن القول: إن توقعات نموذج MaxEnt تُعد أداة فعّالة لدعم التخطيط الزراعي الاستراتيجي، لكنها تتطلب تكاملها مع الرصد الميداني المستمر وتحديث النماذج بشكل دوري لتحقيق أعلى استفادة عملية، وضمان مواكبة التغيرات السريعة ضمن خطط الأمن الغذائي المستدام في سلطنة عمان.
مفهوم الزراعة المستدامة
وأوضح أن نتائج هذه الدراسة حول التحليل الزمني لمناطق ملاءمة زراعة القمح في سلطنة عمان تُعد ركيزة أساسية تدعم التوجّه الوطني نحو الزراعة المستدامة، إذ وفرت بيانات علمية دقيقة حول المناطق المثلى للزراعة واحتمالات تغيّرها بفعل المناخ، ما انعكس بشكل مباشر على رسم السياسات الزراعية في سلطنة عمان، فقد أضحت مثل هذه الدراسات عنصرا مركزيا في بناء الاستراتيجيات التطويرية للقطاع الزراعي، حيث عززت من قدرة الجهات المختصة على توجيه الاستثمارات نحو المناطق الزراعية الأكثر جدوى، وتحسين التخطيط المستقبلي للمحاصيل الاستراتيجية، والاستفادة الأمثل من الموارد الطبيعية، مع الارتقاء بكفاءة إدارة المياه والتربة استنادا إلى مستجدات البيئة المناخية. وانطلاقا من هذه الأسس العلمية، أطلقت الحكومة العمانية والجهات الزراعية عددا من المبادرات الفعلية الداعمة للزراعة المستدامة، من بينها الاستراتيجية الوطنية للزراعة المستدامة التي تركز على رفع كفاءة الإنتاج واستدامة الموارد، مع إيلاء اهتمام بالغ لإدارة المياه وحماية التنوع الزراعي. كما وضعت خططا لدعم إنتاج القمح المحلي من خلال توفير البذور المحسنة والدعمين المالي والفني للمزارعين، بالإضافة إلى تعزيز تسويق الإنتاج بالتعاون مع القطاع الخاص، وتتجسد الجهود كذلك في تبني مشاريع المدن الزراعية وتطبيق تقنيات الزراعة الذكية مثل الزراعة المائية وأنظمة الري الذكي، فضلا عن اعتماد ممارسات الزراعة الذكية مناخيا، من خلال تنويع المحاصيل وتطوير الأصناف المقاومة للجفاف وجدولة مواعيد الزراعة حسب توقعات التغير المناخي. إضافة إلى ذلك، تعتمد الجهات المختصة على نتائج الأبحاث العلمية في رسم السياسات الوطنية، كما هو واضح في استراتيجية التكيّف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية للفترة 2020–2040، الهادفة إلى تقليل المخاطر المناخية وتعزيز استدامة الإنتاج الزراعي بتطبيق خطط عملية واقعية، وخلاصة القول: تؤكد هذه الدراسة الدور الحيوي للمعطيات العلمية ونماذج التنبؤ البيئي في توجيه السياسات والاستراتيجيات الحكومية الرامية إلى تحقيق الزراعة المستدامة في سلطنة عمان، مع ترجمتها في صورة استجابات عملية ومشاريع نوعية تعكس مدى التفاعل المؤسسي مع التحديات المناخية واستغلال الفرص المتاحة في المناطق الأكثر ملاءمة، مما يعزز من فعالية رسم خطط الأمن الغذائي وتطوير إدارة الموارد الطبيعية على المدى البعيد.
وتطرق الدكتور خليفة الكندي إلى أن هذه الدراسة تلعب دورا محوريا في مساعدة سلطنة عمان على رسم خارطة طريق واضحة نحو تحقيق الأمن الغذائي في ظل التحديات البيئية والمناخية المتسارعة، فمن خلال تحليل علمي دقيق لمناطق ملاءمة زراعة القمح، أصبحت الجهات المختصة تملك بيانات حديثة وموضوعية تساعدها على تحديد الأراضي الأكثر كفاءة للإنتاج الزراعي، مما يوجه الاستثمارات والجهود نحو المناطق ذات العائد الأعلى، ويقلل من المخاطرة والهدر في الموارد الشحيحة بطبيعة البيئة العمانية. وتكمن أهمية الدراسة في أنها لم تكتفِ بتشخيص الوضع الحالي، بل قدمت توقعات مستقبلية تأخذ في الاعتبار سيناريوهات التغير المناخي حتى نهاية القرن، مما يسمح بوضع خطط وتدابير استباقية للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، تغير معدلات الأمطار، أو ندرة الموارد. وقد انعكس ذلك بشكل عملي على قدرة صناع القرار في تطوير استراتيجيات تدعم استدامة القطاع الزراعي، عبر تعزيز الابتكار، وتبني الأنظمة الذكية في الري وإدارة التربة، وتشجيع تطوير أصناف قمح مقاومة للجفاف والظروف القاسية. كما أسهمت نتائج الدراسة في رفد السياسات الوطنية للمياه والزراعة، ودعم مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للزراعة المستدامة، وشجعت على دمج العلم الحديث في برامج التدريب والإرشاد للمزارعين المحليين. هذا التكامل بين التخطيط العلمي والمجتمعي يرفع من جاهزية المجتمع الزراعي لمواجهة المفاجآت المناخية ويزيد من مرونته، بما يضمن استقرار الإمداد الغذائي للبلاد ويقلل من الاعتماد على الخارج في فترات الأزمات. وباختصار، فإن هذه الدراسة تمثل ركيزة علمية ضرورية لتوجيه السياسات والابتكارات في الزراعة العمانية، وهي ترجمة عملية لإرادة السلطنة في بناء منظومة أمن غذائي أكثر قوة ومرونة، مهما بلغت حدة التحديات المناخية المقبلة.
تأثيرات التغير المناخي
من جانبه قال الدكتور علي اللواتي أستاذ مساعد، علم الوراثة النباتية مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية في جامعة نزوى واحد المشاركين في مشروع الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى متابعة تأثير التغير المناخي على إنتاج القمح في سلطنة عمان من خلال تحديد المناطق الأنسب للزراعة عبر أربع فترات زمنية مختلفة تشمل الفترة المرجعية (1970 ـ 2020)، والفترات المستقبلية «2021 ـ 2040»، و«2041 ـ 2060»، و«2061 ـ 2080»، وقد أظهرت نتائج الدراسة دقة تنبؤية عالية لنموذج «MaxEnt»، حيث سجل متوسط أداء النموذج AUC حوالي 0.82 في الفترة المرجعية، وانخفض بشكل طفيف إلى 0.81 للفترة «2021 ـ 2040»، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 0.82 و0.83 للفترتين اللاحقتين، على التوالي، مما يدل على موثوقية التنبؤات المستخلصة، كما أشارت النتائج إلى أن العوامل البيئية التي تؤثر على زراعة القمح تشمل درجات الحرارة الموسمية وتغير درجات الحرارة في فصل الشتاء، وطول فترة هطول الأمطار، ومن بين الشروط البيئية المثلى للزراعة تجاوز التغير الحراري الموسمي لـ 300، وارتفاع درجات الحرارة الشتوية إلى أكثر من 17 ـ 18 درجة مئوية، وهطول أمطار يتجاوز 100 ملم في أبرد فصل، و75 ملم في أكثر الشهور مطرًا، وفي المقابل، فإن طول فترة هطول الأمطار قد يكون له تأثير سلبي على الإنتاج، نظرًا لاعتماد الأصناف المحلية على الري، وهو ما قد يعرض المحصول للفقد.
وأكد أن الدراسة أوصت بدمج النماذج التنبؤية في خطط التخطيط الزراعي لتحديد المناطق المثلى للزراعة، وتحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية .. كما تدعو إلى دراسة خصائص التربة، وتوظيف مصادر بيانات خارجية والتوقعات المناخية بعيدة المدى، بهدف بناء إطار زراعي مرن وقادر على التكيف مع تغير المناخ.