علماء يحذرون: دلتا المسيسيبي مهددة بالاختفاء قريبًا
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تواجه منطقة دلتا قدم الطائر في نهر المسيسيبي، وهي منطقة بيئية واقتصادية حيوية، تدهوراً سريعاً بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار ونقص الرواسب والأنواع الغازية.
ووفقا لمجلة نيوزويك الأمريكية، يقوم باحثون من جامعة ولاية لويزيانا وجامعة تولين، بدعم من منحة فيدرالية قدرها 22 مليون دولار بإجراء دراسة متعددة السنوات لفهم التحديات التي تواجه الدلتا وتطوير استراتيجيات للتخفيف من تدهورها.
وكشفت البعثات الاستكشافية الأخيرة أن 80% من رواسب النهر لم تعد تصل إلى الدلتا، مما يؤدي إلى تسريع عملية التآكل.
تعد دلتا قدم الطائر، الجذع الرئيسي لفروع نهر المسيسيبي، ومركزًا مهمًا للتنوع البيولوجي، يدعم الطيور المهاجرة والأسماك والحياة البرية الأخرى.
كما أنها توفر الغذاء لآلاف الأشخاص الذين يعتمدون على مواردها في الصيد والصيد والسياحة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الدلتا كبوابة شحن رئيسية، حيث تعتمد الموانئ الكبرى مثل باتون روج ونيو أورليانز على مجاريها المائية للوصول إلى أكبر نظام نهري في أمريكا الشمالية.
وإذا اختفت، فإن هذه المجتمعات سوف تواجه دماراً اقتصادياً، في حين أن فقدان الأراضي المستنقعية قد يؤدي إلى تفاقم الفيضانات وتقليل الحواجز الطبيعية ضد الأعاصير.
ويعكس انحدار الدلتا أيضًا التحديات العالمية التي تواجه دلتات أخرى كبيرة، مثل نهر النيل ونهر ميكونج، مما يجعلها مؤشرًا لجهود الاستدامة الساحلية في جميع أنحاء العالم.
وتواجه دلتا قدم الطائر تآكلًا شديدًا، مع ارتفاع منسوب مياه البحار وغرق الأرض مما يؤدي إلى تفاقم الوضع.
على مر السنين، أدى بناء السدود في المنبع إلى تقليل كمية الرواسب التي تصل إلى الدلتا بشكل كبير، وهو عنصر حيوي لبناء الأراضي.
ينخفض ساحل الدلتا بمعدل يصل إلى 2.5 سم سنويًا، مما يؤدي إلى فقدان ما يقرب من 10 كتل من الأراضي الرطبة بالمدينة يوميًا.
ويزيد من تفاقم المشكلة غزو حشرة من الصين ألحقت أضراراً بالغة بقصب Phragmites australis وهو نبات حيوي لاستقرار الأرض.
وفي بعض المناطق، تقلصت نسبة القصب المهيمن من تغطية 80% من المنطقة في عام 2012 إلى 25% فقط في عام 2022، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة ناتشر كوميونيكيشنز.
وقد أدت هذه القوى مجتمعة إلى وضع الدلتا على مسار التدهور السريع، كما أن صناعة الشحن، التي تشكل جزءاً رئيسياً من اقتصاد المدن القريبة مثل باتون روج ونيو أورليانز، معرضة للخطر أيضاً، إذ تمر ممرات الشحن في نهر المسيسيبي عبر الدلتا، حيث تبحر آلاف السفن في هذه المياه سنوياً.
إذا استمر تآكل الدلتا، فقد يهدد ذلك قابلية الملاحة في هذه الممرات المائية، مما يؤثر بشدة على تدفق السلع والاقتصادات الإقليمية.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
فلسطينيو الخارج يحذرون من مؤسسة غزة الإنسانية.. غطاء أمني للاحتلال
حذّر "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" من خطورة ما وصفه بـ"المشروع الأمني السياسي المغلّف بالعمل الإنساني"، والذي بدأ تنفيذه مؤخرًا في قطاع غزة تحت مسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وسط دعم أمريكي وإسرائيلي مباشر.
وفي بيان شديد اللهجة، قال المؤتمر إن المشروع يمثل سابقة خطيرة في عسكرة المساعدات واستخدام المعاناة الإنسانية كورقة ضغط لإعادة تشكيل الواقع السكاني والسياسي في القطاع. وأوضح أن هذه المؤسسة، التي لا تتبع أي منظومة إغاثية دولية معترف بها، تسعى إلى تصنيف سكان غزة بناء على معايير سياسية وأمنية، وهو ما يكرّس مفهوم "المواطن الصالح" الموالي، في مقابل تجويع ومحاصرة من يرفض الانخراط في مسارات التطويع.
خطة تهجير ناعمة؟
المؤتمر، اعتبر أن الهدف النهائي من هذا المشروع هو دفع الأهالي، وتحديدًا في شمال القطاع، نحو الهجرة القسرية إلى الجنوب، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التهجير المنظّم، أشار إليها مرارًا قادة الاحتلال ضمن خطط "إعادة التموضع" في غزة.
وفي هذا السياق، حذر المؤتمر من خطورة هذا النوع من المشاريع التي تبدو إنسانية الشكل لكنها تحمل أبعادًا أمنية واستخباراتية واضحة، معتبرًا أن إدخال المساعدات بشكل انتقائي ومشروط، وتحويلها إلى أداة ابتزاز سياسي، يقوّض أسس العمل الإنساني المتعارف عليها عالميًا.
دعوات للحذر والتعبئة
ودعا المؤتمر في بيانه كافة المؤسسات والجهات الفاعلة في القطاع وخارجه إلى التعامل بحذر بالغ مع مشروع "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتنبّه إلى أهدافه العميقة التي تتجاوز توزيع المساعدات، مطالبًا بتفعيل القنوات الإنسانية الدولية المحايدة، ورفض أي صيغة إغاثية تقوم على التمييز والولاء السياسي.
كما دعا إلى دعم صمود المجتمع الفلسطيني في غزة، وإفشال محاولات فرض وقائع قسرية تحت ضغط المجاعة والانهيار الإنساني، مؤكدًا أن الوعي الشعبي، في هذا المفصل الحرج، هو خط الدفاع الأول في مواجهة مشاريع إعادة تشكيل الواقع الفلسطيني.
يتزامن هذا التحذير مع تسارع الأحداث الميدانية في قطاع غزة، واستمرار العدوان الإسرائيلي للعام الثاني، وتراجع فاعلية المنظومة الإنسانية الأممية بفعل التدخلات السياسية. وفي هذا السياق، يُنظر إلى مشروع "مؤسسة غزة الإنسانية" بوصفه مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من "الهندسة الديمغرافية والسياسية" في القطاع، تستغل الانهيار الإنساني لفرض معادلات جديدة على السكان.
ويبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن للوعي الشعبي والتحرك السياسي الفلسطيني أن ينجح في كشف وتفكيك مثل هذه المشاريع، قبل أن تتحول إلى وقائع يصعب التراجع عنها؟
خارج إطار المنظمات الدولية
"مؤسسة غزة الإنسانية" هي كيان إغاثي جديد ظهر مؤخرًا ويزعم تقديم مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة، بدعم مباشر من جهات أمريكية وإسرائيلية، خارج إطار المنظمات الدولية المعروفة. ووفق جهات فلسيطينية فإن المؤسسة تعمل بشكل انتقائي، وتقوم بتوزيع المساعدات على أسس سياسية وأمنية، ما يثير الشكوك حول دورها الحقيقي في استغلال الوضع الإنساني لتحقيق أهداف استراتيجية تتماشى مع خطط الاحتلال، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة توزيع السكان وفرض واقع جديد على الأرض.
من هو المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج؟
تأسس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عام 2017 في مدينة إسطنبول، بهدف توحيد جهود الفلسطينيين المنتشرين خارج فلسطين، خاصة مع تهميش دورهم في العملية السياسية منذ توقيع اتفاق أوسلو. ويضم المؤتمر شخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية ومجتمعية من مختلف دول الشتات، ويسعى إلى تعزيز دور فلسطينيي الخارج في الدفاع عن الحقوق الوطنية، ورفض مشاريع التصفية والتطبيع، وتثبيت حق العودة بوصفه غير قابل للتفريط.
ويمثل المؤتمر اليوم منصة مقاومة شعبية سياسية في وجه ما يسميه "مسارات التهميش والتطويع"، لا سيما في ظل اتساع رقعة التطبيع العربي مع الاحتلال، ومحاولات إحداث وقائع بديلة على الأرض تغلّف بالجانب الإنساني والإغاثي.