خبير يحذر: البشر قد يتحولون إلى مادة مستهلكة في صراع الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
يمكن أن يؤدي تقسيم أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم على أسس وطنية وجنسية ودينية وغيرها، إلى حرب بينها، وتصبح البشرية مجرد مادة مستهلكة.
ويشير الأكاديمي الروسي إيغور كاليايف أحد أبرز الخبراء في روسيا والعالم في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر، في تعليقه على تصريحات رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، إلى أن حجم البيانات البشرية المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي قد استنفد عمليا، وأصبح من الضروري استخدام البيانات الاصطناعية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي نفسه في تدريب الشبكات العصبية.
ويقول: “ولكن لكي يتمكن الذكاء الاصطناعي من توليد مثل هذه البيانات “الاصطناعية”، يجب تدريبه مسبقا على ذلك. والذي سيدربه على ذلك وكيف، سيحدد قبل كل شيء نوع البيانات “الاصطناعية” التي سيولدها الذكاء الاصطناعي لمزيد من التعليم الذاتي، وبالتالي “عقليته”. كل هذا يمكن أن يؤدي مستقبلا إلى فصل تدريجي للذكاء الاصطناعي حسب الخصائص الوطنية والجنسية والدينية وغيرها. وكما يظهر تاريخ البشرية بأكمله، فإن هذا التمييز هو السبب الرئيسي وراء ظهور كل أنواع الصراعات، حتى الأكثر دموية. ويمكن أن يحدث نفس الشيء مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل – فكل ذكاء اصطناعي “مستقل” من هذا القبيل سوف يعتبر نفسه “الأصح” والبقية الباقية “غير صحيحة” لذلك يجب تدميرها. أي ستبدأ الحروب بين الذكاء الاصطناعي، وستظل البشرية مادة غير مهمة قابلة للاستهلاك”.
ووفقا له، يشبه تدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات الاصطناعية عملية تعليم الطفل عن الحياة بمساعدة الرسوم المتحركة المختلفة.
ويقول: “لم يتمكن الذكاء الاصطناعي على الرغم من أنه “استوعب” كل البيانات الحقيقية المتراكمة لدى البشرية، من الوصول إلى مستوى الذكاء البشري الطبيعي. أي أن مبادئ تشغيل الذكاء البشري (التي لم نفهمها حتى الآن) مختلفة جذريا. والأهم من ذلك أنها أكثر فاعلية من مبادئ الذكاء الاصطناعي (التي نفهمها تماما)”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
يحتاج العالم بشكل عاجل إلى مقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي للحؤول دون أن يؤدي أي تفلت في هذا المجال إلى تفاقم المخاطر وعدم المساواة، على ما تؤكد الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في مقابلة صحفية.
تأمل الأميركية دورين بوغدان-مارتن، التي تترأس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ عام 2023، أن "يُفيد الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء حقا"، على ما قالت خلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع في جنيف.
وأكدت أن تنظيم الذكاء الاصطناعي أمر أساسي في ظل تزايد المخاوف بشأن مخاطر هذه التقنية، بينها القلق من فقدان الوظائف ومن المعلومات المضللة وانتشار "التزييف العميق" (محتوى مُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي)، وزعزعة النسيج الاجتماعي.
وأضافت "من المُلحّ السعي لوضع الإطار المناسب"، على أن يتم ذلك من خلال "مقاربة شاملة".
تأتي تعليقاتها بعد أن كشف البيت الأبيض أخيرا عن خطة عمل لتعزيز التطوير الحر لنماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية في الولايات المتحدة وخارجها، رافضا أي مخاوف بشأن إساءة استخدامها المحتملة.
وقد رفضت بوغدان-مارتن التعليق على هذا التطور الأخير، موضحة أنها "لا تزال تحاول استيعابه".
وقالت "أعتقد أن هناك مقاربات مختلفة" في المسألة، مضيفة "هناك مقاربة الاتحاد الأوروبي، وثمة المقاربة الصينية. واليوم، نشهد على المقاربة الأميركية. أعتقد أن ما نحتاجه هو تفاعل هذه المقاربات".
وأشارت أيضا إلى أن "85% من الدول لا تزال تفتقر إلى سياسات أو استراتيجيات للذكاء الاصطناعي".
ولفتت بوغدان-مارتن إلى أن قضايا الابتكار وبناء القدرات والاستثمار في البنية التحتية ترتدي أهمية محورية بشكل خاص في المناقشات المتعلقة بالتنظيم.
لكنها أبدت اعتقادا بأن "النقاش لا يزال بحاجة إلى أن يُجرى على المستوى العالمي لتحديد مقدار التنظيم اللازم".
أمضت المسؤولة الرفيعة المستوى معظم مسيرتها المهنية في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعتقد أن هذه الوكالة الأممية المسؤولة عن تطوير خدمات وشبكات وتقنيات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تتمتع بمكانة جيدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الدول حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن "الحاجة إلى نهج عالمي تبدو أساسية بالنسبة لي"، محذرة من أن "المقاربات المجزأة لن تخدم الجميع ولن تصل إليهم".