تشهد العاصمة القطرية الدوحة اليوم (الثلاثاء) جولة جديدة من المفاوضات بين حماس والاحتلال لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس أن الاتفاق الذي وضع إطاره العام في مايو الماضي "على وشك أن يصبح حقيقة".

وذكر  مسؤول مطلع على المفاوضات أن الوسطاء سلموا كلًا من إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية للاتفاق أمس (الاثنين)، بعد "انفراجة" في المحادثات التي جرت في منتصف ليل ذلك اليوم، والتي حضرها مبعوثان للرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

بايدن  

وفي وقت لاحق؛ أشار بايدن في كلمته (الاثنين) لاستعراض إنجازاته في السياسة الخارجية إلى أن "الاتفاق من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب".

وذكر  أن الاتفاق إذا تحقق سيؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين منذ بداية الصراع، عندما تفرج حماس عن نحو نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيًا كانت إسرائيل قد احتجزتهم.

وبدوره ، قال مستشار بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، للصحفيين أمس (الاثنين): "أعتقد أن هناك فرصة جيدة لإتمام هذا الأمر... الطرفان على وشك أن يتمكنا من إبرام هذه الصفقة". وفي الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الكرة الآن في ملعب حماس، وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري إلى أن بلينكن سيعرض اليوم (الثلاثاء) خطة لما بعد الحرب في غزة. وقالت حماس إنها حريصة على التوصل إلى اتفاق.

كما المح مسؤول إسرائيلي في تصريح لوكالة "رويترز"، الي أن المفاوضات قطعت شوطًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح ما يصل إلى 33 رهينة في المرحلة الأولى، ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، لا يزال هناك 98 رهينة في غزة.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين: "هناك تقدم، ويبدو أن الأمور أفضل بكثير من السابق. أود أن أشكر أصدقاءنا الأمريكيين على الجهود الضخمة التي بذلوها لإتمام اتفاق الرهائن". كما أكد مسؤول في حماس لوكالة "رويترز" أن "المفاوضات حققت تقدمًا في القضايا الرئيسية، ونحن نعمل على إتمام ما تبقى قريبًا".

المرحلة الأولي

وتحدث مسؤول إسرائيلي للصحفيين عن تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث ستشهد إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 عامًا وجرحى ومرضى.

وسيتم في المرحلة الأولى أيضًا سحب القوات الإسرائيلية بشكل تدريجي من بعض المناطق في القطاع، مع الحفاظ على وجودها في المناطق الحدودية بين غزة وإسرائيل.

كما ستشمل الترتيبات الأمنية انسحابًا جزئيًا من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين غزة ومصر بعد الأيام الأولى من سريان الاتفاق، مع السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم، مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. من جانبها ستنسحب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم في وسط غزة.

بدء تنفيذ الاتفاق  


وفي حال تنفيذ المرحلة الأولى كما هو مخطط لها، ستبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من بدء تنفيذ الاتفاق، والتي ستشمل إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء من الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى إعادة جثث الرهائن الذين لقوا حتفهم.

وفقًا للمسؤول الإسرائيلي، سيشمل الاتفاق أيضًا الإفراج عن فلسطينيين مدانين بجرائم القتل أو تنفيذ هجمات دامية، ولكن عدد هؤلاء سيعتمد على عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، والذي لا يزال غير معروف. ولن يشمل الإفراج عن هؤلاء الأشخاص المقاتلين الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.

كما تضمنت الاتفاقية أيضًا زيادة في كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث حذرت الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة من أن السكان في غزة يواجهون أزمة إنسانية خانقة.


ومن المتوقع أن ينهي هذا الاتفاق امد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني، إضافة إلى إصابة أكثر من 100 ألف آخرين، وتدمير معظم القطاع ونزوح معظم سكانه.

وشنت إسرائيل هذه الحرب بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مواقع عسكرية ومدنية في منطقة غلاف غزة في إسرائيل في 7 اكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1200 اسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة منذ ذلك الحين.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس غزة المفاوضات المزيد المرحلة الأولى إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: لا أعلم ماذا سيحدث في غزة وعلى إسرائيل "اتخاذ قرار"

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، إنه لا يعلم ماذا سيحدث في غزة، مشيرا إلا أن إسرائيل يجب أن تتخذ قرارها. 

وتابع ترامب، في حديثه للصحفيين قبل اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في غزة، مضيفا أنه لا يعلم ما سيحدث بعد تحرك إسرائيل للانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حماس.

وأوضح أن حماس "أظهرت فجأة موقفا متشددا تجاه قضية الرهائن"، مبرزا "لا يريدون إعادتهم، ولذلك سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرار".

وأكمل: "لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية فحماس تسرق المساعدات، وتحدثت مع نتياهو بشأن إدخال المساعدات إلى غزة وأمور أخرى".

وأضاف: " سنقدم مزيدا من المساعدات إلى غزة لكن على بقية الدول المشاركة في هذا الجهد".

وقال ترامب، الجمعة، إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وتابع ترامب عن حماس في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض: أعتقد أنهم "سيسقطون".

كما كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن رد حماس على المقترح الأخير "يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار"، مضيفا: "رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لا يبدو أن حماس حسنة النية. سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: لا أعلم ماذا سيحدث في غزة وعلى إسرائيل "اتخاذ قرار"
  • سيناتور أميركي: إسرائيل ستفعل في غزة ما فعلناه في طوكيو
  • صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”
  • ويتكوف: المفاوضات مع حماس تعود إلى مسارها
  • ويتكوف: المفاوضات مع حماس بدأت تعود إلى مسارها
  • "مفاوضات غزة" تعود إلى مسارها.. ما الجديد؟
  • "مفاوضات غزة" تعود إلى مسارها.. تعرف على آخر المستجدات
  • عاجل | فوكس نيوز عن ويتكوف: المفاوضات مع حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • واشنطن تراجع سياستها: روبيو يلمح لاتفاق شامل لإنهاء حرب غزة