كشفت مجموعة صور التقطتها الأقمار الاصطناعية ونشرتها صحيفة “فاينانشيال تايمز”، بناء الصين فئة جديدة من الأرصفة المتحركة، والتي قد تعزز قدرتها على إنزال قوات في تايوان، في خطوة رئيسية تعكس مدى استعدادها لتنفيذ هجوم مستقبلي محتمل.

وأظهرت الصور ست سفن تشبه الصنادل، وهي قوارب مسطحة القاع مصممة لنقل البضائع الثقيلة عبر الأنهار والقنوات المائية، مجهزة بمنحدرات قابلة للتمديد قيد الإنشاء في حوض مملوك للدولة في جوانجتشو، إذ يمكن أن تساعد الجيش الصيني في نقل المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات، والمدفعية إلى أرض صلبة.

وتضم الصنادل قيد الإنشاء، عدة أزواج من الأبراج تشبه أرجل منصات النفط البحرية، ما يشير إلى أنه يمكن تثبيتها في الطمي الساحلي، كما أظهرت الصور أرصفة متحركة بثلاثة أحجام مختلفة، كان أكبرها، بثمانية أبراج، يبلغ طوله 183 متراً وله منحدر يمتد 128 متراً آخر.

ويأتي بناء السفن، الذي أورده لأول مرة موقع Naval News، في وقت يحاول فيه الجيش الصيني سد الفجوات الكبيرة في القدرات اللازمة لشن هجوم على تايوان، التي تقول بكين إنها جزء من أراضيها وهددت بضمها بالقوة، إذا قاومت تايبيه التوحيد.

وقال خبراء عسكريون إن قوة الغزو الصينية ستظل تكافح للتقدم عبر السهول الغربية في تايوان، والتي تكتظ بحقول الأرز وبرك الأسماك والامتداد الحضري، مع طرق واسعة يصعب الوصول إليها غالباً من الشاطئ.

بدورهم، قال المراقبون التايوانيون إن القدرة الجديدة للجيش الصيني عززت حاجة تايبيه لاستهداف القوات الصينية قبل وصولها إلى الشاطئ.

ويعتقد المحللون أن الغزو البرمائي لتايوان سيكون أحد أصعب العمليات في التاريخ العسكري، إذ تمتد مساحات طويلة من ساحل البلاد من المنحدرات والشعاب المرجانية والصخور، في حين تصطف على ساحلها الغربي المسطح المستنقعات الطينية التي يمكن أن تعلق فيها المعدات الثقيلة بسهولة.

وسلط الباحثون العسكريون الصينيون الضوء مراراً على أهمية معدات الهبوط المستقرة ونقاط ضعف الأنظمة العائمة في الأوراق المنشورة في المجلات اللوجستية العسكرية في السنوات الأخيرة.

كما أن معظم الساحل مفصول عن المناطق الداخلية بجدران بحرية خرسانية أو كتل خرسانية كاسرة للأمواج، إذ يرى المحللون أن معدات الرفع القائمة على الشاطئ، مثل الصنادل الجديدة، يمكن أن تساعد قوة الغزو في التغلب على مثل هذه العقبات.

والشهر الماضي، كشفت الصين عن سفينة هجومية برمائية هجينة جديدة، وهي الأكبر من نوعها في العالم، والتي شبهها المعلقون العسكريون بـ”حاملة طائرات خفيفة”.

وبحسب أوراق أكاديمية عسكرية صينية، فإن الجيش الصيني سيستهدف الموانئ والمطارات في حال غزو تايوان للسماح له بإدخال القوات والمواد.

وستكون عمليات الإنزال البرمائية على الشاطئ ضرورية، إذا فشل هذا النهج، إذ ستكون هناك حاجة إلى مئات الآلاف من الجنود لغزو الجزيرة والسيطرة عليها.

يشار إلى أنه في تدريبات الإنزال البرمائي التي نُفذت منذ 2020، جرب الجيش الصيني أرصفة عائمة وجسور لتفريغ المركبات المدرعة، وغيرها من المعدات من العبارات والسفن الأخرى.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجيش الصيني الصين تايوان الجیش الصینی

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المؤشرات تتصاعد حول نية إسرائيل تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مبرزة أن هذا الاحتمال يُثير قلقا دوليا واسعا، ويطرح سؤالا كبيرا حول مدى اقتراب لحظة المواجهة الحاسمة بين تل أبيب وطهران.

وتابعت الصحيفة في تقرير لمراسلها في القدس المحتلة آرون بوكسرمان أن الهجوم الإسرائيلي قد يشعل حربا إقليمية ربما تجر الولايات المتحدة إليها، وهو ما دفعها هذا الأسبوع إلى سحب بعض الدبلوماسيين والعاملين من المنطقة خوفا من رد انتقامي إيراني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سيناريوهات عسكرية متوقعة في حال توجيه ضربة لإيرانlist 2 of 2مراسل الجزيرة: هكذا تستعد إيران عسكريا وسياسيا مع التطورات المتصاعدةend of list

وقد حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- من مهاجمة إيران، مما زاد التوتر بينهما، توضح الصحيفة.

خطر يتصاعد

وأضافت أن الثورة الإسلامية ومنذ اندلاعها في إيران عام 1979، تعتبر إسرائيل عدوا وجوديا لها، وقد توعد قادتها مرارا بـ"إزالتها من الخريطة". في المقابل، تؤمن إسرائيل أن امتلاك إيران للسلاح النووي يُمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وتابعت الصحيفة أنه خلال السنوات الأخيرة، تطور البرنامج النووي الإيراني بسرعة لافتة، حيث تشير التقارير إلى أن طهران باتت قريبة من امتلاك كمية من اليورانيوم تكفي لصنع قنابل نووية، رغم أن إنتاج سلاح فعلي سيستغرق عدة أشهر أخرى.

إعلان لماذا الآن؟

وذكرت نيويورك تايمز أن نتنياهو، يرى أن هناك "فرصة ذهبية" يجب استغلالها قبل فوات الأوان. فإيران تعيش الآن حالة من الضعف غير المسبوق -على حد تعبير الصحيفة- بعد أن خسرت حلفاءها خاصة في لبنان نتيجة للحرب الأخيرة.

وأوضحت أن نتنياهو قالها صراحة: "بطريقة أو بأخرى، لن تمتلك إيران السلاح النووي".

وتوضح الصحيفة أنه لا يخفى على أحد أن إسرائيل تسعى ومنذ زمن بعيد لمنع إيران، التي تعتبرها ألدّ أعدائها، من امتلاك سلاح نووي.

وضع المحادثات وموقف الولايات المتحدة

أكد تقرير نيويورك تايمز أن المفاوضين الأميركيين والإيرانيين يخططون لعقد الجولة السادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني يوم الأحد في سلطنة عمان.

وتابع أن الجانبين في حالة جمود بشأن ملف السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل حدودها.

وزاد أنه برغم أن الرئيس الأميركي انسحب سابقا من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، فإنه اليوم يحاول تجنب التصعيد.

ففي حين تخوض واشنطن وطهران مفاوضات شاقة في سلطنة عُمان، يضغط ترامب على نتنياهو لعدم تنفيذ أي هجوم قد ينسف فرص الوصول إلى اتفاق، تؤكد نيويورك تايمز.

لكن التفاهم بين الجانبين يبدو هشا -تتابع الصحيفة- حيث اتهم ترامب إيران باتخاذ "موقف تفاوضي غير مقبول"، وأعرب عن تراجع ثقته بإمكانية التوصل إلى تسوية.

جذور العداء من الخفاء للعلن

تؤكد نيويورك تايمز أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد رهين الخفاء، وتضيف أنه في العام الماضي، اغتالت إسرائيل قيادات أمنية إيرانية في سوريا، فردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

ثم قُتل قادة مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في عمليات نُسبت لإسرائيل، لترد إيران بإطلاق أكثر من 150 صاروخا.

هذه المواجهات المتكررة جعلت من "الحرب بالوكالة" حربا مباشرة، تُهدد بتوسّع إقليمي إذا اندلع هجوم جديد، بحسب نيويورك تايمز.

إعلان هل تستطيع إسرائيل تنفيذ الضربة وحدها؟

وقالت الصحيفة الأميركية إنه برغم امتلاك إسرائيل قوة عسكرية متقدمة، فإن تنفيذ ضربة شاملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك المحصنة تحت الأرض، يتطلب أسلحة خارقة للتحصينات، والتي ترفض واشنطن تسليمها لحليفتها حاليا.

كما أن المسافة الطويلة جوا تتطلب عمليات إعادة تزويد بالوقود جوا ومشاركة عشرات الطائرات الحربية، مما يشكل تحديا لوجستيا هائلا بالنسبة لإسرائيل.

الأخطر من ذلك -تتابع الصحيفة- أنه إذا فشلت الضربة في القضاء الكامل على البرنامج النووي، فقد تُحفز إيران لتسريع خطواتها نحو امتلاك القنبلة فعليا، وتمنع دخول المفتشين الدوليين، مما يُصعّد الموقف إلى نقطة اللاعودة.

وقالت الصحيفة إنه في ظل تقاطع الأزمات بين البرنامج النووي الإيراني، وحسابات إسرائيل الأمنية، وما وصفاته بالتردد الأميركي، تبدو المنطقة على أعتاب مفترق خطير، وتساءلت: "هل تكون الضربة العسكرية وشيكة؟ أم أن ما نشهده الآن مجرد استعراض قوة لتحسين شروط التفاوض؟".

مقالات مشابهة

  • ملابس البحر.. درة تستعرض جمالها على الشاطئ
  • محافظ المنوفية يسلم مساعدات مالية ومواد غذائية وكراسي متحركة لــ 150حالة إنسانية
  • محافظ المنوفية يسلم مساعدات ولحوم وكراسي متحركة لــ 150حالة إنسانية
  • أمانة الشرقية تكشف ملامح التطور الأخير لحي الشاطئ بالدمام .. فيديو
  • هل تستطيع إسرائيل تدمير المواقع النووية الإيرانية؟ .. تقرير «فاينانشيال تايمز» يجيب
  • نيويورك تايمز: مقتل قاآني بقصف اسرائيلي في طهران
  • تماسيح تحت أرصفة الموانئ
  • نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟
  • الصين ترفض دعوة البوليساريو إلى منتدى التعاون الصيني الأفريقي
  • نيويورك تايمز: ضربة إسرائيلية قريبة ضد إيران!