أوكرانيا تشن هجمات بطائرات بدون طيار داخل روسيا
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تصعيد جديد للنزاع بين أوكرانيا وروسيا، شنت أوكرانيا ضربات مكثفة باستخدام طائرات بدون طيار استهدفت عدة مناطق داخل الأراضي الروسية، في واحدة من أكبر الهجمات الأخيرة ضمن حملتها لإضعاف القدرات العسكرية الروسية، وفقًا لما ذكره مسؤولون أوكرانيون.
هجمات متعددة وأضرار واسعةوقعت الهجمات، التي استهدفت بشكل رئيسي جنوب غرب روسيا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وأفاد رومان بوسارجين، حاكم منطقة ساراتوف، أن مدينتي ساراتوف وإنجلز تعرضتا لهجوم واسع بطائرات بدون طيار، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عددًا كبيرًا من الطائرات المهاجمة. وأضاف أن الحطام تسبب في أضرار طفيفة للبنية التحتية.
إنجلز، التي تضم قاعدة جوية للقاذفات الروسية بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، كانت من بين المواقع التي تعرضت للهجوم للمرة الثانية خلال أسبوع. كما أغلقت المدارس في ساراتوف وإنجلز، وتم تحويل الدروس إلى التعلم عن بعد كإجراء احترازي.
أهداف حيوية تحت التهديدأكد مركز الاتصالات الاستراتيجية الأوكراني أن الهجمات استهدفت مصانع عسكرية ومنشآت للطاقة، مما يعكس استراتيجية جديدة لتقويض قدرة موسكو على الاستمرار في هجماتها داخل أوكرانيا. وفي منطقة تولا، أعلنت السلطات إسقاط 16 طائرة بدون طيار، مشيرة إلى وقوع أضرار في السيارات والمباني، دون تسجيل إصابات.
وفي حادث آخر، أفادت تقارير محلية في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، عن اندلاع حريق كبير في ناقلة تابعة لقاعدة للغاز الطبيعي المسال بعد تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة. وذكرت السلطات أن الحريق تم احتواؤه دون تسجيل إصابات أو أضرار كبيرة.
التصعيد المتبادل وتأثيراتهتزامن هذا التصعيد مع ضربات جوية شنتها القوات الروسية على أوكرانيا، مما وضع أجزاء كبيرة من البلاد في حالة تأهب قصوى. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 60 طائرة مسيرة من أصل 80 طائرة أطلقتها روسيا، مشيرة إلى أن الهجوم ألحق أضرارًا بالمباني السكنية والسيارات.
سباق سياسي حساستأتي هذه التطورات في ظل تغيرات سياسية دولية، مع قرب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وقد أثار هذا القلق في كييف بشأن مستقبل الدعم الأميركي، في ظل تصريحات ترامب المتكررة بشأن رغبته في إنهاء الحرب بسرعة. بينما تخشى أوكرانيا من احتمال تقديم تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتشكل الهجمات الأوكرانية الأخيرة مؤشرًا على استمرار التصعيد في النزاع مع روسيا، مع استعراض كل طرف قدراته العسكرية. ومع دخول الصراع منعطفًا جديدًا، يبقى السؤال: كيف ستؤثر التحولات السياسية الدولية على مسار هذا النزاع الممتد؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا وروسيا أوكرانيا طائرات بدون طيار الأراضي الروسية بدون طیار
إقرأ أيضاً:
روسيا تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.
وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".
وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.
ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.
صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.
وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.
فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟
لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.
صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.
وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.
اظهار ألبوم ليست
تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".
وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.
وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.