دينا الرميمة
مؤلمةٌ هي الخيانة لا سيَّما خيانة الأوطان التي تمنح أبناءَها اسمَها وخيرَهَا وَشرفَ الانتماء لها؛ فليس ثمة جراح مؤلمة كجرح خيانة الأقربين، وهل الوطن إلا الأم التي احتضنت وربت أبناءها ليكونوا درعها الواقي وحصنها الذي يقيها حقد الأعداء.
ويمننا الحبيب كغيره من الدول التي تعرضت للخيانة من أبنائها، ويومًا بعد آخر يتكشف لنا تأريخ أسود مليء بالخيانات، وخَاصَّة من النظام السابق الذي ما إن اعتلى كرسي الحكم حتى سلم اليمن لقمة سائغة لأمريكا وجعل من اليمن حديقة خلفية للسعوديّة، أمر لم يقبله اليمنيون وثاروا عليه في ٢١ سبتمبر/٢٠١٤ ثورة أنهت حكم السفارات وقطعت يد الوصاية الخارجية وانتزعت سيادة اليمن وأخرجت خونتها منها!!
مثل هذا الإنجاز العظيم أغضب أمريكا والسعوديّة التي تتخوف من أن تصبح اليمن دولة موحدة وذات سيادة، فتحالفوا مع الخونة وباسمهم أعلنوها حرباً على اليمن، تجند فيها معهم ضعاف النفوس ممن باعوا أرضهم وعرضهم بثمن بخس، فمنهم من قاتل بصفهم، وآخرين اتخذوا منهم خلايا وعناصر أعدوا لهم عدتهم وأطلقوهم على صنعاء والمناطق الحرة؛ بهَدفِ زعزعة أمنها والقيام بأنشطة وتخريبية تؤجج الوضع فيها وتخلق موجة غضب على السلطة والقيادة، كما أوكلوا لهم مهامَّ تجسسية لرصد المواقع العسكرية ورفع الإحداثيات وعمليات اغتيال للقيادات!! وعليهم راهنت دول العدوان كَثيرًا لصناعة إنجاز يساند معاركها بجبهات القتال ظناً أن اليمن ستكون منشغلة بالحرب العسكرية وتغفل عن مخطّطاتهم بالداخل!!
غير أن اليمن التي تصدت لكل ما جلبوه إليها من آلة القتل الأمريكية والأسلحة المكدسة في مخازن الغرب بالإضافة للحصار الخانق لم تكن لتغفل عينها عن الداخل، وما قد يحدثه العدوّ من اختراق فيه، وكانت على وعي بأهميّة الجهاز الاستخباراتي والأمني للدول سواء في السلم أَو الحرب، كما جهّزت جيشاً مقاتلاً للمعركة العسكرية من أبنائها الشرفاء جهزت أَيْـضًا رجالاً لحفظ أمن الداخل كانوا عيوناً لا تنام.
ووضعوا اليمن بين جفنيهم، لاحقوا منفذي الجرائم، ولم تعد هناك جريمة تسجل ضد مجهول، واستطاعوا الوصول للمجرم حتى في المناطق التي ليست تحت سيطرتهم، كما حدث في عملية اغتيال الشهيد إبراهيم بدرالدين الحوثي الذي تم ملاحقة قاتليه إلى مدينة مأرب!! واستطاعوا إحباط الكثير من المخطّطات والفتن التي كانت تعد لليمن كفتنة ديسمبر٢٠١٧.
أضف إلى كشف العديد من الخلايا التي تعاونت مع دول العدوان لقتل بعض القيادات كالخلية التي ساعدت دول العدوان في اغتيال الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه!!
ومع طول أمد الحرب والهزائم العسكرية التي تلقتها دول العدوان حاولت كَثيرًا اختراق الجبهة الداخلية عبر هذه الخلايا إلَّا أن الجهاز الأمني والاستخباراتي كان لها بالمرصاد وكان أكثر يقظة، لا سِـيَّـما مع اندراج اليمن في معركة الفتح الموعود ومواجهته المباشرة مع أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، الذين مع فشلهم في ثني اليمن عن عمليات الإسناد لغزة سعوا عبر أجهزة استخباراتهم لتكثيف أنشطتهم التخريبية والبحث عن ما قد يدمّـر قوة الردع التي تمتلكها اليمن لمحاولة إنشاء بنك سعت الاستخبارات البريطانية Mi6 وبمساعدة الاستخبارات السعوديّة إلى استقطاب عناصر تجسسية لرصد ومراقبة المواقع التابعة للقوة الصاروخية والطيران المسيّر والمواقع العسكرية ومراقبة تحَرّكات القيادات وأماكن سكنهم، وبعد أن تم تدريبهم في الرياض وإكسابهم مهارات التجسس والقدرة على استخدام تقنياتها وأجهزتها أرسلوهم لليمن محملين بكل أجهزة الاتصال والبرامج التجسسية المتطورة في مجال الرصد والتعقب، سرعان ما وقعت بيد الأجهزة الأمنية في ديسمبر الماضي، واعتراف عناصرها بما أوكل إليهم وما قاموا به من أعمال ربما كان هدفها تكرار ما حدث من اختراق وعمليات الاغتيال للقادة في لبنان، شاء الله أن تسلم اليمن منها ببركة صحوة رجالها، في خطوة تؤكّـد مدى ما وصل إليه جهاز الاستخبارات من تقنية أفشلت نوايا الأعداء وقيدت أيدي أدواتهم، مع التأكيد أنه وكما استطاع القبض على الخلية التجسسية التي كانت تعمل لصالح الكيان الصهيوني الذين أوكل لهم مهامَّ عدائية وتخريبية في المجال الاقتصادي والزراعي والاجتماعي والإعلامي وحتى التعليمي والسياسي، وإلقاء القبض على العناصر التجسسية التابعة لجهاز الاستخبارات البريطاني في ٢٠٢٠ فَــإنَّها لن تألوَ جهدًا في تأمين الجبهة الداخلية وحمايتها من أي اختراق.
وتكون اليمن بذلك حقّقت إنجازات أمنية تضاف إلى الإنجازات العسكرية على مدى عام كامل منذ بدء العدوان الأمريكي على اليمن التي حملت على عاتقها الانتصار للأُمَّـة ومقدساتها واستعادة كرامتها، جميعها تمضي في مسار واحد نحو التأثير على العدوّ الإسرائيلي في حربه على غزة.
وأما الخونة الذين تخلوا عن مبادئ الدين والوطن فلا نقول لهم إلا ما قاله الأديب الفلسطيني غسان كنفاني: حين تخون الوطن لن تجد ترابًا يحنّ عليك يوم موتك، ستشعر بالبرد حتى وأنتَ ميّت.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: دول العدوان ة التی
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: بعض اليورانيوم المخصب في إيران نجا من الضربات الأمريكية
توصلت دولة الاحتلال إلى تقدير مفاده بأن بعض مخزون إيران تحت الأرض من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من درجة صنع القنبلة النووية نجا من الهجمات الأمريكية والإسرائيلية الشهر الماضي وربما يكون في متناول المهندسين النوويين الإيرانيين، بحسب مسؤول إسرائيلي كبير تحدث لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال المسؤول الكبير إن إسرائيل بدأت التحرك نحو العمل العسكري ضد إيران أواخر العام الماضي بعد أن رأت ما وصفه بسباق لبناء قنبلة نووية ضمن مشروع إيراني سري.
وأضاف، أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت نشاط الأسلحة النووية بعد وقت قصير من اغتيال سلاح الجو الإسرائيلي لحسن نصر الله، حيث دفعت هذه الملاحظة رئيس الوزراء ، بنيامين نتنياهو، إلى الاستعداد لهجوم، سواء بمساعدة أمريكية أو بدونها.
وفي الأيام التي أحاطت بالهجوم الإسرائيلي على إيران منتصف حزيران/ يونيو، وقرار الرئيس ترامب اللاحق بالانضمام إلى العملية، قال مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إنهم لم يروا أي دليل على تحرك إيراني لتحويل مخزونها من اليورانيوم شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل إلى أسلحة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الأدلة التي تم جمعها حول البرنامج السري - والذي لم يصفه المسؤول بأي تفاصيل - تم مشاركتها بالكامل مع الولايات المتحدة.
وفي إحاطة صحفية مساء الأربعاء، لم يُبدِ المسؤول الإسرائيلي الكبير قلقه بشأن التقييم الذي يفيد بأن بعض مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، والمُخزن في براميل، قد نجا من الهجوم.
وقال المسؤول، وإسرائيليون آخرون مطلعون على نتائج الاستخبارات الإسرائيلية، إن أي محاولة من جانب إيران لاستعادته ستُكشف على الأرجح، وسيكون هناك وقت كاف لمهاجمة المنشآت مرة أخرى.
كما أكد مسؤولون استخباراتيون غربيون التقييم الإسرائيلي، قائلين إنهم يعتقدون أن جزءا كبيرا من المخزون مدفون تحت أنقاض مختبر إيران النووي في أصفهان، وربما في مواقع أخرى.
واتفق أحد المسؤولين على أن الولايات المتحدة أو إسرائيل ستعلمان إذا حاول الإيرانيون استعادة اليورانيوم المخصب. وأضاف المسؤول أن مثل هذه الخطوة ستؤدي حتمًا إلى تجدد الغارات الجوية الإسرائيلية.
وتتفق إسرائيل والولايات المتحدة، وعدد متزايد من الخبراء الخارجيين، على أن جميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية العاملة في نطنز وفوردو - حوالي 18 ألف جهاز تدور بسرعات تفوق سرعة الصوت - قد تضررت أو دُمرت، وربما لا يمكن إصلاحها وفق الصحيفة.
وبينت أن السؤال الذي يدرسونه الآن هو: كم من الوقت سيستغرق الإيرانيون لإعادة بناء بعض أو كل تلك القدرة، خاصة بعد استهداف كبار العلماء في برنامجهم النووي ومقتلهم.