إسقاط المسيرة الإيرانية.. الدعم السريع يحطم هيمنة الجو ويفرض معادلة جديدة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
إسقاط قوات الدعم السريع لمسيرة إيرانية من طراز “مهاجر” بمحور الجيلي شمال الخرطوم بحري يكشف بشكل واضح تدخل إيران السافر في الحرب السودانية هذا التدخل الإيراني الذي يتجلى في تزويد الجيش السوداني بتكنولوجيا عسكرية متطورة يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة السودان ومحاولة لفرض أجندة إقليمية تخدم مصالح طهران على حساب أمن واستقرار الشعب السوداني
إيران معروفة بدعمها المستمر للعديد من الميليشيات والجماعات المسلحة في مناطق متعددة من العالم لتحقيق مصالحها الجيوسياسية وتعزيز نفوذها الإقليمي ومن أبرز هذه الأمثلة القبيحة أن إيران تدعم حزب الله مالياً وعسكرياً منذ تأسيسه في الثمانينات فالحزب يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة ويعتبر الذراع العسكري الأقوى لإيران في المنطقة
كما تقدم إيران دعماً لوجستياً وتسليحياً لجماعة الحوثي في اليمن بما في ذلك تزويدهم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستخدم لاستهداف بعض الدول الجارة
إيران كانت الداعم الرئيسي لتشكيل الحشد الشعبي في العراق وقدمت التدريب والتسليح لهذه الفصائل المسلحة التي أصبحت قوة مؤثرة هناك كما أن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في العراق فصائل مسلحة تعد أدوات رئيسية لإيران في تنفيذ عملياتها داخل العراق وتعزيز نفوذها السياسي والعسكري
خلال الحرب الأهلية السورية دعمت إيران الميليشيات الشيعية في سوريا منها لواء فاطميون ولواء زينبيون وساهمت في تمكين نظام بشار الأسد من استعادة السيطرة على مناطق واسعة كما تقدم إيران دعماً مالياً وعسكرياً لحركة الجهاد الإسلامي و فصائل حماس في فلسطين
هذه الأمثلة توضح كيف تستغل إيران الميليشيات لتعزيز سياساتها التوسعية وتأجيج النزاعات الإقليمية على حساب استقرار الدول الأخرى وهذا التدخل الإيراني في هذا الصراع الدموي يعكس رغبة إيران في تحويل السودان إلى ساحة نفوذ جديدة واستغلال الأزمة السياسية والعسكرية لترسيخ موطئ قدم لها في منطقة البحر الأحمر ؛ فهذا السلوك العدائي يعزز من تعقيد الأزمة السودانية ويدفع بالصراع إلى مستويات أكثر خطورة من خلال دعم طرف على حساب المدنيين الأبرياء
إيران التي تشتهر بدعمها للمليشيات المسلحة والحروب غير النظامية تسعى اليوم إلى تصدير أزمتها الإقليمية إلى السودان متجاهلة بذلك المصالح الوطنية للشعب السوداني والمبادئ الإنسانية ويبرهن تدخلها الواضح على استهتارها بالشرعية الدولية ورغبتها في إثارة المزيد من الفوضى في المنطقة
نجاح قوات الدعم السريع في إسقاط المسيرة الإيرانية “مهاجر” يعكس تقدماً ملحوظاً في قدراتهم العسكرية وتكيفهم الاستراتيجي مع التهديدات الجوية المتزايدة وهذه الخطوة تعزز من مكانتهم كقوة ميدانية لا يستهان بها في ظل الصراع الدائر رغم التفوق الجوي والتكنولوجي الذي يتمتع به الجيش السوداني وحلفاؤه.
كما أن التكيف السريع مع التقنيات الهجومية المتطورة والقدرة على إسقاط مسيرة إيرانية الصنع يظهر استعداد الدعم السريع لخوض مرحلة جديدة من الصراع بما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات القادمة ومع تصاعد التوتر الإقليمي وتدخل قوى دولية وإقليمية يتوقع أن تصبح المواجهات أكثر تعقيدًا ودموية
هذا الإنجاز كشف أن الصراع في السودان لم يعد مجرد مواجهة داخلية بل أصبح جزءاً من توازنات قوى دولية تسعى لفرض نفوذها في المنطقة ما ينذر بتحول المشهد السوداني إلى ساحة صراع إقليمي بأبعاد خطيرة
و يجب أن يدرك العالم أن التدخل الإيراني لا يمثل دعماً لأي طرف وحسب بقدر ما هو محاولة لتعزيز نفوذ طهران وتأجيج الفوضى فيجب على الأطراف الإقليمية والدولية اتخاذ موقف واضح وصارم من هذه الممارسات التي تهدد أمن السودان والمنطقة برمتها
lanamahdi1st@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مدير مكتب الجزيرة: معادلة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن درة التاج في عناصر القوة الإيرانية هو البرنامج الصاروخي، وقال إن إيران استخدمت جزءا لا بأس به من هذه المنظومة خلال الساعات الماضية في ردها على الهجوم الإسرائيلي.
غير أن فايز أوضح أن هناك بعدا معينا في هذا البرنامج لم يستخدم بشكل مباشر، إذ لم يتم إطلاق مجموعة من الصواريخ مع بعضها بعضا من طراز "خيبر شكن"، "قيام"، "سجيل"، "عماد"، و"هذه أنواع من الصواريخ لها قدرة تدميرية عالية".
وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عما إذا كانت إيران ستستخدم هذا النوع من الصواريخ، وعن حجم مخزونها من هذا النوع من الصواريخ الإستراتيجية.
ويشير مدير مكتب الجزيرة إلى أن بعض التحليلات داخل إيران ترجح احتمال حدوث تصعيد ما، وهو ما يتقاطع مع ما ذكره مسؤول لوكالة أنباء فارس بأن إيران قد تذهب باتجاه تفعيل المشهد.
يأتي ذلك بينما لم تحسم وزارة الخارجية الإيرانية أمرها بشأن الذهاب إلى مفاوضات يوم غد في سلطنة عمان مع الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب فايز، فإنه لا أحد يعتقد بأن إيران قد تذهب إلى المستوى السياسي بهذا الحجم وهي على خسارة وربما ضعيفة.
ومن الأمور التي يعتقد أنها تصب في مصلحة الموقف الإيراني هو أن طهران لديها حضور لحلفاء في الإقليم، انطلاقًا من أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، وحزب الله في لبنان -رغم الخسائر التي تكبدها- وكذلك الساحة العراقية التي وصفها فايز بأنها "معقدة جدا"، ولم يستبعد أنه إذا تدخل حلفاء إيران فإن ذلك يرفع احتمال الانتقال بالحرب إلى المستوى الإقليمي.
إعلان سيارات مشبوهةوفي سعيها لملاحقة عملاء الموساد على أرضها، وجهت وزارة الاستخبارات في إيران رسالة عامة للشعب الإيراني للإبلاغ عن نوع معين من السيارات المحلية من نوع "بيك أب" مفتوحة من الخلف، استخدمتها إسرائيل عبر عملاء داخليين لنقل ما سمي بالمسيّرات الصغيرة الانقضاضية للقيام بهجمات داخل إيران سواء في الاغتيال أو في تعطيل ربما بعض المنشآت العسكرية.
ولجأت إسرائيل إلى الاستعانة بعملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) على الأرض الإيرانية، حيث تكفلوا ببدء العملية في استهداف شخصيات ومواقع إيرانية حساسة قبل أن تصل المقاتلات الإسرائيلية إلى سماء المدن الإيرانية وتحديدًا طهران.
ويذكر أن إيران أطلقت وابلا من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة على مناطق متفرقة من وسط إسرائيل وشمالها، ردا على الهجمات الجوية الإسرائيلية الواسعة التي ضربت مواقع داخل إيران فجر الجمعة. وأعلن الإسعاف الإسرائيلي صباح اليوم السبت مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين.