قد تحتاج إلى أوراق كثيرة لكتابة صفات أعداء النجاح وما يفعلونه من معجزات بشرية حتى يستطيعون تحقيق رؤيتهم وأهدافهم في الأشياء التي يريدون هدمها في نفوس البشر الذين ينجحون في أعمالهم وحياتهم.

قرأت كثيرا حول هؤلاء الزمرة، وتعلم من الأيام والتجارب أكثر بكثير عن السابق، وربما كانت الصدمة تتلوها الأخرى، وكأنني طالب علم لا يحفظ ما يطلب منه حفظه وتعلمه من مدرسة الحياة.

فج عميق من الناس تناولت الحديث عن "أعداء النجاح"، وقد تصدى لهم العديد من الكتاب والمثقفين والحكماء وغيرهم، وسردوا قصصا ومقالات وتحليلات وتقارير كلها تصب في شخصية "أعداء النجاح" وما يشعلونه من حروب ضروس تجاه الناجحين من حولهم.

لا تستغرب أن تنفي وجودهم من حولك، لكنهم كخيال الظل يحيطون بنا من كل جانب، يلبس بعضهم طاقية الإخفاء ويبتسمون في وجوهنا، ولا يترددون في تقديم النصائح السلبية بدون طلب منا فقط من أجل إثارة الإحباط في النفس وإيجاد روح التردد وزراعة الشك.. من كثرة أعمالهم الخبيثة أصبحوا معروفين وسط البشر، لهم أساليبهم وحيلهم التي تمكنهم من "دس السم في العسل"، بعض نصائحهم وخططهم" الجهنمية " قاتلة، يدعوننا إلى ترك الأمور للقدر، والركون إلى مباعث الكسل والبقاء في أماكننا طلبا من السماء أن تمطر ذهبا وفضة.

بالمقابل، هم يقتنصون فرص النجاح من بين أيدينا، ولا يسعدون ولا يهنأ لهم راحة بال إلا برؤية الآخرين وقد تحطموا وفشلوا في مسعاهم، وغالبا ما تكون ضريبة الاستماع لهم موجعة إلى أقصى درجة من الألم، لأنهم إما أقارب من الدرجة الأولى أو أصدقاء عمر كما يزعمون.

المفارقة العجيبة تتمثل في أهمية الوعي بمآربهم ونواياهم الخبيثة واكتشاف ألاعيبهم، إلا أن الكثيرين وقعوا ضحايا لنصائح مسمومة من أشباح بوجهين أخذوا على عاتقهم محاربة نجاح الآخرين، ورغم أن المختصين في بعض العلوم المتخصصة نفسيا وسلوكيا يركزون على أهمية تجاهل مثل هؤلاء الأشخاص الحاقدين، والتركيز على النتائج مهما كانت محبطة في بعض الأحيان، والعمل على تجاوز الصعوبات والخروج من دائرة المحبطين الذين لا هم لهم إلا وضعنا في دائرة السقوط والضعف والانتهاء.

أعجبني ما كتب في صحيفة الرياض السعودية عن "أعداء النجاح" ومما أوردته الصحيفة اقتبس شيئا منه وهو أن "أعداء النجاح هم أصدقاء الفشل الذين يسقطون أسباب فشلهم على الناجحين، أعداء النجاح ينجحون في اختبار الكلام ويرسبون في اختبار العمل، هم الذين يبدعون في مهارة الإحباط، ويستمتعون بنظرية المؤامرة لتغطية عجزهم وفشلهم، هم الذين لا ينتمون لعالم العلم والعمل والتنمية والإنجازات وخدمة الأوطان والصالح العام، هم الذين يعملون ليل نهار على تدمير العقول ومنعها من العمل".

كثيرون من أعداء النجاح ينتهجون سياسة تقزيم جهود الآخرين، ويلغون أي نجاح يرونه أمامهم، يغمضون أعينهم عن بواطن القوة والصواب، ويبحثون عن الثغرات والهفوات والزلات في الأشخاص الآخرين.

يملأون أفئدتهم نار الغيرة والحقد والحسد وكل ما لذ وطاب من أدوات الشر والذميمة، أحيانا يختبئون وراء ابتسامات صفراء، وتارة أخرى تخرج من أفواههم كلمات تفضح ما يختزن في نفوسهم من قاع مظلم ونفوس مريضة باختصار شديد هم ظاهرة صوتية تدفع الناس للخروج إلى الشوارع وليس للعمل ومصالح الناس، يحملون في أفواههم شعارات التفرقة والفتنة حتى وإن لم يبدُ ذلك جليا، والأمر الغريب أن أعداء النجاح يملكون مقومات وأدوات النجاح لكنهم لا يستثمرونها إلا في تصميم الشعارات الكاذبة والخيال الواسع بالأمنيات بدون عمل أو جهد.

أخيرا نتفق مع كل من كتب هذا القول "أعداء النجاح يدمنون الثرثرة، مهارتهم في الثرثرة تنبت في أرضية الفراغ أو ضحالة الثقافة، أو قوة الحسد، يتغذون على التفكير السلبي وينامون على سرير الإحباط، ويعيشون معتمدين على طاقة الانتقاد والشتم والشعارات".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أعداء النجاح

إقرأ أيضاً:

خيبة أمل إسرائيلية من التورط في غزة مقابل النجاح في إيران ولبنان

ما زال الاسرائيليون يدرسون سبب نجاحهم في الحملتين العسكريتين على إيران وحزب الله، وإخفاقهم أمام حماس في غزة، معيدين السبب في ذلك إلى الفجوة النابعة من تصورهم الذهني للطرف الآخر، لأنهم حتى السابع من أكتوبر، لم يعتبروا حماس عدوًا استراتيجياً، ولم يجمعوا عنها معلومات استخباراتية كافية.

سارة هعتسني كوهين الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، زعمت أنه "على مدى 12 يوماً، قدم الاحتلال عرضاً خيالياً تقريباً، من خلال انسجام تام بين المستويين العسكري والسياسي، وأداء عملياتي، بجانب معلومات استخباراتية دقيقة، وقيادة سياسية تعرف كيف تُسخّر أمريكا بتحليق طائراتها في سماء إيران، وبعد لحظة من وقف إطلاق النار، وتمكننا من النوم ليلة كاملة متواصلة، بدأ يتبين مدى نجاح الضربة الافتتاحية التي أسفرت عن تصفية ثلاثين ضابطاً إيرانياً برتبة عميد فما فوق".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بجانب هؤلاء الضباط الكبار، فقد تم القضاء على العلماء النوويين بشكل منهجي، وتدمير العشرات من بطاريات الدفاع الجوي وقاذفات الصواريخ، بعضها قبل استخدامها لإطلاق القذائف بلحظات، دون التأكد من حقيقة ما إذا كان المشروع النووي تم القضاء عليه، لكن الضرر الذي لحق به كبير بلا شك، ومن بين نحو ألف مُسيّرة أطلقها الإيرانيون، وصلت واحدة فقط لوجهتها، وانفجرت داخل حدود الاحتلال، فيما تم اعتراض الباقي، كما أن معدل اعتراض الصواريخ مرتفع للغاية، رغم أنه ليس كاملاً".

وأشارت أنه "بالتزامن مع الضربة العسكرية شرقاً ضد إيران، من الأهمية أن نتذكر الساحة الشمالية الهادئة حيث لبنان، فقد وجه الجيش لحزب الله ضربات قوية، ويواصل ضربه بحكمة ودقة، ورغم إدانته للهجمات على إيران، لكنه لم يجرؤ على إطلاق حتى صاروخ كاتيوشا".



واستدركت بالقول إن "الوضع مغاير كلياً عند الحديث عن حماس، التي لم يجمع الجيش عنها معلومات استخباراتية نوعية، وأبدى حالة من عدم الاستعدادات الكبرى للحملة، بل تحضيرات صغيرة، واقتصر التعامل معها على كيفية التعايش معها بطريقة براغماتية، مع البناء الاقتصادي والحكومي، وجلب العمال للعمل في الداخل المحتل، وفي كل مرة يغرّد فيها إسرائيلي ما للإطاحة بحكومتها، كان يُهاجم بالذريعة الواهية "ربما يكون من يحلّ محلّ حماس أكثر تطرفاً منها".

وأكدت أن "الفجوة المذهلة والمقلقة كمنت هنا بين الحملة الاستعراضية في إيران ولبنان، وحملة الغرق والتورط في غزة، كل شيء يبدأ في رؤوس الاسرائيليين، لأن الفجوة بين الحملة في إيران ولبنان وغزة لا ترجع فقط لقضية الرهائن، بل ترجع أيضاً لطريقتنا في النظر للجانب الآخر، فقد ظهرت إيران عدو شرير وقوي، وحزب الله عدو قوي ومطلق وحكيم".

 وأضافت أن "حماس عدوّ معقد، لأننا نظرنا إليها حتى السابع من أكتوبر باعتبارها براغماتية، والأقل عدوانية، وتريد الحفاظ على الوضع الراهن، وربما شريكا في المفاوضات بشأن الترتيبات الدائمة بعد غياب أبو مازن عن المشهد السياسي، وتم ترويج فرضية أنها تقود عملية "غزة أولاً"، تُعنى بالاقتصاد، ورفاهية السكان، قبل الحرب، وهذه الروح التي سادت في قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، وكذلك بين أوساط الطبقة السياسية، صحيح أن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق نتنياهو، دون تبرئة ساحة بينيت، وغانتس، ولابيد".

وأشارت أنه "عندما يكون الموقف الاسرائيلي أن حماس ليست عدواً، فهذا يعني عدم وجود معلومات استخباراتية نوعية، وعدم استعدادات كبرى للحملة، بل تحضيرات صغيرة، واليوم بعد التورط في غزة، فقد بدت أرض مليئة بالمفاجآت القاتلة، ليس لأن العدو هناك، حماس، أكثر تطوراً، بل لأننا خدعنا أنفسنا، مما يستدعي أن ندرس في المستقبل المزيد من الفجوات بين المنظمات المعادية المختلفة".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين، وما نحتاجه اليوم روحٌ وطنية تلملم ما تناثر من الهوية السورية
  • ناقد رياضي: الهلال دائمًا ما يسبق الآخرين بخطوة
  • العراق.. مقتدى الصدر يشعل تفاعلا بدعوة لـالتطبير لإغاظة أعداء الإمام الحسين
  • بتكلفة 3.2 مليار جنيه.. محافظ القليوبية: مستشفى شبين القناطر يخدم آلاف المواطنين ويضم 380 سريرًا
  • صور| بسعة 20 سريرًا.. تدشين قسم التنويم الجديد لعلاج اليافعين في "إرادة" بالدمام
  • خبير اقتصادي: على أفريقيا ألا تنتظر المعجزات من الآخرين بعد الآن
  • ترامب: الفشل بتمرير قانون الإنفاق يعني زيادة في الضرائب بـ68%.. وماسك يهدد السياسيين الذين يصوتون لصالح تمريره
  • خيبة أمل إسرائيلية من التورط في غزة مقابل النجاح في إيران ولبنان
  • برج الدلو.. حظك اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025.. تجنب الثرثرة
  • «أحمد موسى»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من ميليشيا الإخوان الذين حاولوا تدمير الوطن «فيديو»