صدى البلد:
2025-06-03@18:27:36 GMT

عالم أزهري: الأوراد في التصوف طريق للتقرب إلى الله

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن "الأوراد" هي عبارة عن مجموعة من العبادات التي يلتزم بها المسلم في أوقات معينة، وهي وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن "الأوراد" تتضمن الفروض والنوافل، حيث يتقرب العبد إلى ربه بما فرض عليه أولاً ثم يضيف إليها الأعمال التطوعية والنافلة حتى ينال محبة الله، كما جاء في الحديث القدسي: "ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ مما افترضته عليه، ولا يزال يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه.

"

وأوضح أن معنى "الورد" في التصوف لا يقتصر على مجرد الأعمال اليومية أو العبادات، بل إنه يشير إلى ترتيب يحدده الصوفي لنفسه من العبادات التي يؤديها بهدف الترقّي في سيره إلى الله، وأنه يعتبر ذلك واجبًا عليه، مشيرا إلى أن كلمة "ورد" جاءت من "ورد الماء"، حيث كانت القبائل قديمة تحدد أوقاتًا معينة لسقي مواشيها لتجنب التزاحم، وذلك يشبه النظام الذي وضعه الصوفيون لأورادهم التي تؤدي إلى تطهير النفس.

هل يجوز إخراج كفارة بدلًا من قضاء صيام رمضان بسبب الحمل والرضاعة؟هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون والانشغال مع الآخرين؟

وأضاف: "الورد هو ما تهديه إلى الله من عبادات وأذكار، مثل قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والأدعية، وهذه الأعمال تصبح بمثابة أوراد تُقرب العبد من ربه وتفتح له أبواب الفتوحات والأنوار"، لافتا إلى أن الأوراد تُثمر في العبد حالة من "الواردات"، التي هي فيض من الله تعالى، تشمل انشراح الصدر، سعة الرزق، التوفيق في الأعمال، والثقة بالله.

وفيما يتعلق بمن يداوم على أوراده، أكد الدكتور مهنا أن من يلتزم بها يتلقى مددًا من الله -عز وجل- من خلال هذه الواردات، وهي التي تزداد مع طول الاستمرار على الطاعات، داعيًا المسلمين إلى عدم الاستهانة بأي مسلم، مهما كانت حالته أو أعماله، بل يجب احترامهم وتعظيمهم، لأن الله قد يكرم البعض بفضائل لا نراها ظاهرة.

وأشار مهنا إلى أن الشيخ أبو الحسن الشاذلي قال: "أكرم المؤمنين وإن كانوا عصاة"، لافتًا إلى أن المسلم يجب أن ينظر إلى القلب ولا يتسرع في الحكم على الآخرين، مؤكدًا على أهمية التواضع والاعتراف بفضل الله في كل شيء، قائلاً: "لا تشكر نفسك على ما أنت عليه، بل حمد الله على ما عافاك ووهبك."

ولت إلى أن الطاعة الدائمة والالتزام بالأوراد يُحسن من حالة المؤمن الروحية ويقوي علاقته بالله، مشيرًا إلى أن الشكر لله يعزز السلوك التربوي ويمنح العبد السلام الداخلي ويجعله في حالة مستمرة من القرب من الله تعالى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التصوف الأوراد الدكتور محمد مهنا المزيد إلى الله ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع

يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.

والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.

وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.

ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.

وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.

كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.

مقالات مشابهة

  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني
  • دعاء يوم عرفة للمريض.. إحرص عليه حتى غروب الشمس
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • خالد الجندي: اللي عليه دين وناوي يطلع يحج مينفعش يروح إلا في حالتين
  • المصري الوحيد.. أزهري يفوز في مسابقة القرآن لحجاج بيت الله الحرام
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • واعظة بالأوقاف: العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • أفضل الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة .. الأزهر: اغتنم هذه العبادات