نهيان بن مبارك: التعليم يبني جسور التواصل بين الشعوب
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةاستقبل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في مجلسه في العاصمة أبوظبي، وفداً يضم 19 طالباً وطالبة من كلية مينلو الأميركية، التي تُعد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في وادي السيليكون، وذلك في إطار تعزيز الحوار الثقافي والتعاون الأكاديمي بين الإمارات ودول العالم.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خلال الاستقبال، الدور المحوري الذي يلعبه التعليم في بناء جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز التنمية الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن التبادل الثقافي والعلمي يمثل أساساً للعلاقات القوية بين الدول، ودعامة رئيسة للاقتصادات المعرفية.
وقال معاليه: «إن استضافة طلاب من كلية مينلو اليوم، يعكس التزام دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بترسيخ قيم التسامح والتفاهم المتبادل من خلال التعليم، وإن دعم القيادة الرشيدة لمثل هذه المبادرات يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والمعرفة، مع التركيز على المجالات التي تواكب تطورات العصر مثل الذكاء الاصطناعي، والقيادة، والتفكير النقدي»، مؤكداً معاليه: «نحن نؤمن بأن العلم والمعرفة هما الأدوات الأقوى لمواجهة تحديات العالم، مثل التغير المناخي، بل أيضاً لدفع عجلة الابتكار وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام».
وأضاف معاليه: «إن هذه البرامج الأكاديمية، التي تجمع بين التعليم العملي والنظري، تسهم في تطوير مهارات الشباب؛ ليصبحوا قادة المستقبل في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا وريادة الأعمال»، مشدداً على أن الشراكة مع المؤسسات العالمية، مثل كلية مينلو التي تتميز بموقعها في قلب وادي السيليكون، تفتح آفاقاً جديدة أمام الطلاب لتعلم أحدث الممارسات والابتكارات الاقتصادية.
وقال معاليه: «نؤكد للعالم من خلال استضافة طلاب من الجنسيات المختلفة، أن الإمارات هي وطن يحتضن الجميع؛ حيث نعمل معاً لبناء مستقبل قائم على التعاون المثمر والابتكار، ونحن نفخر بأن تكون الإمارات منصة تربط بين الشرق والغرب، ونتطلع إلى المزيد من المبادرات التي تجمع بين شباب العالم لخلق اقتصاد عالمي مستدام يقوم على المعرفة والابتكار».
برامج أكاديمية
تُعد كلية مينلو واحدة من الكليات المتميزة في الولايات المتحدة، حيث تأسست عام 1927 وتقدم برامج أكاديمية تركز على القيادة، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، وإعداد الطلاب لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وتجمع بفضل موقعها في قلب وادي السيليكون، بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، مع تحقيق نسب توظيف عالية تصل إلى 70% من خريجيها فور تخرجهم.
وتأتي هذه الزيارة ضمن التزام الكلية بتوسيع آفاق طلابها وإعدادهم للعمل في بيئة عالمية متنوعة، بما يواكب رؤية دولة الإمارات في تعزيز الحوار الثقافي وبناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نهيان بن مبارك أبوظبي الإمارات التعليم الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بلحاج لـعربي21: صفعة الفيتو عار على الأنظمة والعلماء.. الشعوب مقهورة
في تصريح خاص لـ"عربي21"، شنّ نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، الشيخ علي بلحاج، هجومًا لاذعًا على الحكام العرب والعلماء والإعلام الرسمي، عقب الفيتو الأمريكي الذي أسقط مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، واعتبره "صفعة سياسية مدوّية" و"عارًا تاريخيًا على الأنظمة العربية التي منعت شعوبها من أدنى مظاهر النصرة".
وقال بلحاج: إن المسؤولية لا تقع على الشعوب "المقهورة"، بل على الحكام أولًا، والعلماء ثانيًا، الذين قال إنهم "قُسروا وصمتوا، إلا من رحم ربي"، مشددًا على أن "السكوت عن الجرائم هو شراكة فيها"، خاصة حين تكون الأنظمة العربية قد "أغلقوا الساحات، ومنعوا التظاهر، ووقفوا حجر عثرة أمام إرادة الشعوب".
وأضاف: "أول مرة تمر على الأمة نازلة مفجعة بهذا الحجم، ومع ذلك صمت القبور يخيّم على المنابر والقنوات الرسمية، التي تحاكم المجاهدين وتشيطن المقاومة على موائد إعلام الخليج، بدل أن تكون سندًا لهم".
وفي خلفية هذه التصريحات، يأتي فشل مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، في تبني مشروع قرار تقدمت به الجزائر، يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، بسبب الفيتو الأمريكي، رغم تصويت 14 دولة لصالحه. وقد صيغ القرار من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية، في مقدمتها الجزائر، ولاقى دعمًا واسعًا باستثناء رفض واشنطن التي برّرت قرارها بعدم إدانة حماس، وتمسكها بأمن "حليفتها الوثيقة إسرائيل".
وعبّر بلحاج عن غضبه من موقف الجزائر الرسمي، واصفًا جلوس مندوبها الدائم، عمار بن جامع، إلى جانب مندوبة أمريكا عند استخدام الفيتو، بـ"الموقف المخزي وغير المشرّف"، وقال: "كان عليه أن يغادر القاعة فورًا، كما فعلت دول أخرى في محطات مشابهة". وأضاف مستنكرًا: "الجزائر التي ناضلت بدماء أبنائها وحرّرتها دول الجوار، تنسى اليوم هذا الماضي المجيد، وتصمت حين يحاصر الغزيون كما حوصرت هي من قبل".
وتابع بلحاج قائلاً: "لو لم تساند تونس أو المغرب أو مصر الثورة الجزائرية، لما تحررنا، فلماذا هذا الجحود اليوم مع فلسطين؟ أين ذاكرة التاريخ؟".
وأكّد أن ما يحدث في غزة لم يعد مجرد مأساة إنسانية، بل "حرب إبادة مكتملة الأركان"، ارتكبت فيها إسرائيل كل المحظورات الدولية، مدعومة أمريكيًا، وسط "صمت عربي مخجل، وتآمر إعلامي سافر، وشيطنة متواصلة للمقاومة".
وعن إعلام الخليج، قال بلحاج إن بعضه "انخرط في حملة منهجية لتشويه فصائل المقاومة، ويصوّرهم كخطر على الاستقرار، بينما هم يدافعون عن أقدس قضية عرفها القرن".
وعن دور العلماء، قال بلحاج إنهم "مُنعوا من الحديث، وكمّمت أفواههم، ومُنعوا حتى من الدعاء في المحاريب، بينما دُعاة الأمة الحقيقيون بين مطرود وسجين ومغترب"، مستثنيًا "أنصار الله في اليمن، الذين ساندوا قضية فلسطين رغم قلة ذات يدهم وتكالب القوى ضدهم"، على حد تعبيره.
مشروع القرار الجزائري الذي أسقطه الفيتو الأمريكي، وصف الوضع في غزة بـ"الكارثي"، وطالب برفع كل القيود على دخول المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، في ظل أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطيني، ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، خصوصًا الأطفال.
الولايات المتحدة، على لسان المندوبة دوروثي شيا، رفضت القرار صراحة، وقالت إنه "لا يضمن أمن إسرائيل ولا يدين حماس"، مؤكدة أن "الرهائن أولوية"، في موقف وصفه مراقبون بأنه تأييد مباشر لاستمرار الحرب والتجويع.
في المقابل، قال المندوب الجزائري بن جامع: "الضحايا يُدفنون بلا أسماء ولا تحقيق، والمحتل لم يواجه العدالة قط. الشعب الفلسطيني ليس وحده، والعالم يراقب الاحتلال". وأكد أن الجزائر ستعود إلى المجلس "من أجل الجياع والعطشى المحاصرين"، بحسب قوله.
واختتم بلحاج حديثه برسالة أمل رغم الألم، قائلاً: "ما دام في الأمة قلب ينبض، فلن تُطفأ شعلة فلسطين. نحن نراهم يذبحون أطفالنا على الهواء، لكننا نعلم من التاريخ أن الطغاة مهما طال صراخهم، فدوائرهم ستدور عليهم لا محالة"، وفق تعبيره.