الدويري يشرح “التغييرات التاريخية” لدفاع الاحتلال بغلاف غزة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد #فايز_الدويري إن التغييرات التي يعتزم #الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في إستراتيجياته الدفاعية على حدود #غزة تأتي ضمن محاولة لإعادة النظر بأسلوب الدفاع بعدما فشلت التقنيات الحديثة في منع اختراق السياج الحدودي خلال هجوم ” #طوفان_الأقصى “.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت في وقت سابق إن الجيش قرر لأول مرة في تاريخ إسرائيل نشر فرقتين نظاميتين بمناطق غلاف غزة، في إطار إجراء “تغييرات تاريخية” بشأن مفهوم الدفاع عن تلك المناطق بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب على قطاع غزة.
وأشار الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة إلى أن التحولات الجديدة تشمل إعادة الاعتماد على #القوة_البشرية، إلى جانب التكنولوجيا، مع إنشاء 14 موقعا عسكريا جديدا في محيط غزة.
مقالات ذات صلةوبيّن أن هذه المواقع ستغطي مسافة 10 كيلومترات في شمال القطاع و12 كيلومترا جنوبا، إضافة إلى المسافة بينهما، مما يجعل إجمالي المناطق المؤمّنة يصل إلى نحو 66 كيلومترا.
وأضاف أن القوة المكلفة بحماية غلاف غزة كانت سابقا الفرقة 252، لكنها تعرضت لانهيار سريع خلال 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ تمت السيطرة عليها خلال 3 ساعات.
وفي هذا الإطار، قرر الاحتلال تعزيز وجوده بفرقة نظامية جديدة هي الفرقة 162 التي تتألف من 3 ألوية فعالة تشمل لواءي غفعاتي وناحال ولواء مدرعا، إضافة إلى لواء احتياطي، حسب الدويري.
جدار جديد
وأوضح الدويري أن الاحتلال يعتزم بناء جدار جديد بمواصفات مختلفة يضاف إلى الجدار القديم الذي وصفه بـ”الواهن”، لافتا إلى أن الجدار الجديد سيمتد بالقرب من المستوطنات وسيغطي خطوط السكك الحديدية.
وأضاف الخبير العسكري أن الفاصل بين الجدارين سيكون المنطقة التي ستتمركز فيها الفرقتان العسكريتان، مشيرا إلى أن المنطقة العازلة الجديدة التي سيتم إنشاؤها ستصل إلى عمق 700 متر داخل القطاع.
واستذكر الدويري المظاهرات السابقة التي عُرفت بـ”مسيرات الأرجل” عندما كان الاحتلال يسيطر على المنطقة العازلة، مشيرا إلى أن انسحاب القوات الإسرائيلية منها كان نتيجة تصاعد التوترات.
وتوقع الدويري أن تكون عودة الاحتلال إلى المنطقة العازلة مؤقتة، وستنتهي بعد المرحلتين الثانية والثالثة من المفاوضات، كما أوضح أن التركيز الحالي ينصبّ على تعزيز الجبهات الأمامية بمزيد من القوات والمواقع، لتجنب تكرار إخفاقات أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تغيير ضروري
وختم الدويري بأن هذه الخطوات تأتي في إطار تغييرات هيكلية ضرورية تسعى إلى تحصين المستوطنات وتفادي الانهيارات السريعة، مشيرا إلى أن نجاح هذه الإجراءات مرهون بالطريقة التي سيعاد بها توظيف القوة البشرية وفلسفتها الدفاعية.
ووفق القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن المواقع العسكرية الجديدة ستكون جزءا من منظومة دفاعية جديدة هدفها منع أي إمكانية تسلل إلى إسرائيل.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.
وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قُتل عشرات من المحتجزين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني منذ أكثر من 15 شهرا.
ومساء أول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى منه سيبدأ بعد غد الأحد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فايز الدويري الاحتلال غزة طوفان الأقصى القوة البشرية أکتوبر تشرین الأول 2023 إلى أن
إقرأ أيضاً:
صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة
مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.
وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.
كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.
الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.
المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.
بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.
هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.
في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.