هل يؤدي سقوط الأسد إلى صفقة أفضل مع إيران؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
تناول عساف زوران، زميل باحث في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في كلية هارفارد كينيدي، الآثار المترتبة على التحولات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط، وتراجع نفوذ إيران الإقليمي، والتأثير المحتمل لعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، على الدبلوماسية النووية مع إيران.
هناك حاجة إلى تقديم حوافز اقتصادية ملموسة لايران
وقال زوران في مقاله بموقع warontherocks.com الأمريكي إن إيران تواجه لحظة محورية، بعد الانتكاسات العسكرية والأزمات الداخلية والديناميكيات العالمية مجتمعةً التي قد تضطرها الى اتاذ قرارات حاسمة بشأن اتجاهها الاستراتيجي، مؤكداً أن هذه التطورات تخلق فرصة لاتفاق نووي أقوى وأكثر استدامة يبدد المخاوف القديمة. الانحدار الإقليمي لإيران
وأشار زوران إلى الضربات الشديدة التي هزت مكانة إيران الإقليمية، والتي وصفها بأنها غير مسبوقة، ومنها انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، على الرغم من الدعم الإيراني الواسع النطاق. وقال إن هذا الفشل أدى إلى تعطيل الممر الاستراتيجي لإيران الذي يربط طهران بلبنان عبر العراق وسوريا، مما أضعف قدرتها على دعم حزب الله وغيره من الوكلاء بشكل فعال.
"Could the Fall of #Assad and the Return of #Trump Lead to a Better Deal with #Iran?"https://t.co/BDLtgdSyAk
— Ville Kostian (@Kostian_V) January 16, 2025وبالتوازي، تكبدت حماس وحزب الله، المكونان الرئيسيان لـ"محور المقاومة" الإيراني، خسائر فادحة. فقد أدت الضربات الإسرائيلية إلى تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس في غزة وتقليص قدرات حزب الله الهجومية في لبنان بشكل كبير.
وتتفاقم هذه التحديات بسبب الهجمات الإسرائيلية المباشرة على الأراضي الإيرانية، والتي يصفها زوران بأنها دليل صارخ على ضعف طهران، خاصة في دفاعاتها الجوية. وأدت هذه النكسات مجتمعةً إلى تآكل النفوذ الإقليمي لإيران، وتقويض استراتيجيتها المتمثلة في تطويق الخصوم من خلال القوات بالوكالة.
والبديل هو السعي إلى خفض التصعيد، والذي قد يقلل من التهديدات الخارجية ويخفف الضغوط الاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذا المسار يخاطر بإضعاف صورة إيران المرنة وقد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الداخلي من خلال تأكيد ضعفها. عودة ترامب: فرصة جديدة وسلط زوران الضوء على التأثير المحتمل لعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة على المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن أسلوب ترامب الدبلوماسي غير المتوقع والعدواني قد يقدم فرصة لاتفاق نووي "أطول وأقوى".
وعلى النقيض من "خطة العمل الشاملة المشتركة" لعام 2015، التي ركزت في المقام الأول على الحد من إنتاج المواد الانشطارية، يدعو الباحث إلى اتفاق جديد يركز أكثر على حظر الأسلحة النووية بشكل دائم. ويزعم زوران أن استعداد ترامب للنظر في الخيارات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يشير إلى تحول في السياسة الأمريكية للضغط على طهران لتقديم تنازلات ذات مغزى.
ومن خلال التنسيق مع موسكو وفرض عقوبات أكثر صرامة على الصين، يمكن لواشنطن الحد من شرايين الحياة الاقتصادية لإيران، خاصة اعتمادها على صادرات النفط إلى الصين. اتفاق نووي أقوى وأوضح زوران أن التوصل إلى اتفاق نووي أكثر قوة سيتطلب معالجة العديد من التحديات. أولاً، يجب أن تتحرك المفاوضات بسرعة، حيث من المقرر أن تنتهي آلية إعادة فرض العقوبات النووية التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) 2025. وثانياً، يجب أن يعطي الاتفاق الجديد الأولوية للتفاصيل مثل تعزيز عمليات التفتيش وإجراءات الشفافية لمنع أنشطة التسلح السرية.
علاوة على ذلك، يؤكد زوران على الحاجة إلى تقديم حوافز اقتصادية ملموسة لايران، مثل تخفيف العقوبات، لتأمين تعاونها. ومع ذلك، يحذر من التهاون في مراقبة ذلك فتنخفض قدرات الردع، بما قد يؤدي إلى تجدد الطموحات النووية. لذا يتوجب الحفاظ على "خطة بديلة" عسكرية موثوقة، وضمان دعم الدبلوماسية بالاستعداد العملياتي. منع الانتشار النووي وتغيير النظام ولفت زوران النظر إلى الآثار الأوسع نطاقاً لطموحات إيران النووية، محذراً من أن الفشل في كبح برنامج طهران قد يؤدي إلى انتشار نووي إقليمي وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وأشار الباحث إلى أن إسرائيل، التي شجعتها النجاحات العسكرية الأخيرة، قد تفكر في توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، على غرار ما فعلت في العراق (1981) وسوريا (2007). وفي حين أن مثل هذه الضربة قد تؤخر تقدم إيران، يحذر زوران من أنها قد تؤدي أيضاً إلى تصعيد التوترات وزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
واختتم زوران مقاله بالتأكيد على إلحاح اللحظة الحالية. ففي حين تقدم نقاط ضعف إيران فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي أكثر فعالية، فإن نافذة العمل تبدو ضيقة، والمخاطر عالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب قد یؤدی إلى اتفاق نووی
إقرأ أيضاً:
ترامب: لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أي اتفاق نووي
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الاثنين، أنّ: "مشروع الاتفاق النووي الجاري التفاوض عليه بين الولايات المتحدة وإيران، لن يسمح للجمهورية الإسلامية بأيّ تخصيب لليورانيوم".
وعبر منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، كتب الرئيس الأمريكي: "للتواصل الاجتماعي بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأيّ تخصيب لليورانيوم!".
وفي السياق نفسه، أتت رسالة ترامب التي وصفت بـ"الجازمة" من جانب الرئيس الأميركي بعد أن أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأنّّ: "آخر اقتراح قد قدّمته واشنطن إلى طهران في السبت الماضي، يسمح للإيرانيين بتخصيب محدود لليورانيوم، وهو أمر لطالما رفضته إدارة ترامب".
إلى ذلك، أتت: "هذه العقبة الرئيسية في المفاوضات الجارية بين البلدين"، فيما كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد شدّد من جهته، يوم أمس على: "أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يحرمها حق إنتاج الطاقة النووية السلمية".
وفيما دعا وزير الخارجية الإيراني، بالقول: "الوكالة الدولة للطاقة الذرية للحفاظ على مصداقيتها"؛ أعلنت الخارجية الإيرانية، عبر بيان، أنّ: "عراقجي قد التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، أمس، على هامش زيارته إلى القاهرة".
وأضافت الوزارة أن عراقجي ذكّر، في الاجتماع الذي قد عُقد بناء على طلب غروسي، بمسؤولية الوكالة ومديرها في أداء واجباتهما المهنية، فيما انتقد الادعاءات الباطلة الواردة في تقريرها الأخير حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أنّ: "ضرورة ألا تسمح الوكالة بأن تخضع مصداقيتها للضغوط السياسية ونوايا بعض الدول الأعضاء".
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ: "إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم عند مستوى 60 في المئة".
وقدّم دونالد ترامب وستيف ويتكوف، الذي يقود المفاوضات نيابة عن الولايات المتحدة، وذلك في مناسبات متكررة رسائل متضاربة علنا بشأن ما إذا كان سوف يسمح لإيران عبر الاحتفاظ بإمكانية تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة لأغراض مدنية.
إلى ذلك، تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي أنها لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. وصور ترامب المفاوضات على أنها أفضل فرصة لكلاّ البلدين من أجل تجنب صراع عسكري مباشر بشأن برنامج إيران النووي.