شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
وكالات:
عند الساعة الثامنة والنصف صباح يوم التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني 2025، كان المشهد في قطاع غزة مغايراً، حيث عمت فالاحتفالات والابتهاجات الشوارع ومخيمات النزوح مع دخول وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة حيز التنفيذ.
لكن هذه الاحتفالات عكرتها خروقات الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد دخول وقت التهدئة سويعات في مناطق متفرقة من القطاع، أفضت إلى استشهاد 23 مواطناً وإصابة العشرات ممن كانوا يعدون الثواني للحظة انقشاع شبح الإبادة.
وبحسب رصد مراسل المركز الفلسطيني للإعلام، انطلاق العديد من المركبات في شوارع مدن قطاع غزة، مطلقين العنان لأبواقها احتفاء بوقف الإبادة، فيما علت تكبيرات مآذن المساجد بما في ذلك تلك المدمرة.
وبين أن حالة ابتهاج عارمة بصمود الشعب ومقاومته، في وجه أعتى حرب يشهدها العصر الحديث من قوة احتلال التف العالم حولها من أجل إبادة مليوني إنسان في جيب ساحلي ضيق. مبينا أن مسيرات عفوية خرجت وسط هتافات داعمة للمقاومة، وإطلاق التحيات لكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأعاد الغزيون ترداد الشعار الذين لطالما تغنوا به في مواجهات سابقة مع الاحتلال، معلنين التفافهم حول الرجل الذي أعلن معركة طوفان الأقصى، “حط السيف قبال السيف كلنا رجال محمد ضيف”، ليقول بذلك عن وعي مطلق أنهم مع خيار المقاومة وإن عظمت التضحيات، وتكاثرت الجراح في جسد غزة المنهكة من الخذلان إلا من مقاومة في كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى التي هتف المبتهجون باسمهم “تحيا للكتائب عز الدين”.
كما شهدت شوارع القطاع المثقلة بالصواريخ الارتجاجية بحثا عن المقاومة أنفقاها، انتشار الآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لضبط الحالة الأمنية في القطاع، بعد أشهر من الإبادة التي كان عناصر الأمن على رأس المستهدفين، بحثا عن حكم عشائري يدين بالولاء للاحتلال، غير أن تلك العشائر لم تعط الدنية في فلسطين ومقاومتها وأفشلت خطة الاحتلال تلك ودفعت ثمنها من دم مخاتيرها.
وفي مشهد يبدو معتادا لأهل غزة، غدا كل مواجهة مع الاحتلال . لم يلبث عناصر المقاومة طويلاً حتى خرجوا ممتشقين أسلحتهم يجوبون محمولين على المركبات شوارع المدن، وسط حالة من الالتحام الشعبي. كما أطلق مواطنون الرصاص والألعاب النارية بكثافة، ابتهاجاً بوقف حرب الإبادة، واحتفاء بنصر المقاومة وفشل إسرائيل بتحقيق أي من أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على المقاومة.
وفي أزقة مخيمات النزوح المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، شرع مواطنون بتوزيع الحلوى على الأطفال الذين أنهتكم الحرب نفسياً وأذاب الجوع شحوم أجسادهم الصغيرة، وكانوا أكثر من دفع ثمن الإبادة من دمائهم وأطرافهم، ليعلنوا بكل صراحة أن اليوم يوم عيد ولهم الحق في الاحتفال بكل الطرق رغم بشاعة وهول ما تعرضوا له.
وفي مشهد آخر، بدأ مواطنون بتفكيك خيامهم والتحرك إلى أماكن سكنهم، رافعين إشارات النصر وأعلام فلسطين فوق أنقاض الأحياء السكنية المدمرة. كما علت الأغاني الثورية من قلب مخيمات النزوح تعبيراً عن حالة الابتهاج والفرح، والتحدي، في مشهد ينبض عزة وفخارا.
بدء وقف إطلاق النار
وفي ذات السياق، أعلنت قطر البدء الرسمي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد تأخير وعدم التزام إسرائيلي استمر قرابة 3 ساعات، استشهد خلالها أكثر من 30 مواطنًا.
وأكد الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، تعليقا على ما يتردد حول موعد بدء وقف إطلاق النار في غزة أنه تم تسليم أسماء الأسيرات الذين سيتم الإفراج عنهن اليوم للطرف الاسرائيلي وهن ثلاث إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية وبالتالي بدأ وقف إطلاق النار.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي – قبيل ظهر اليوم الأحد، التزامه بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدءًا من الساعة 11:15 صباح اليوم، أي بعد ساعتين و45 دقيقة من موعدها الرسمي المتفق عليه سابقًا.
وقال مكتب نتنياهو: وفقاً لاتفاق الصفقة، سيدخل وقف إطلاق النار للمرحلة الأولى في غزة حيز التنفيذ الساعة 11:15.
وعند الساعة الثامنة والنصف صباحا، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ حتى وفاء حماس بالتزاماتها وتقديم قائمة الأسيرات العائدات اليوم. وقال إن جيش الاحتلال سيواصل شن الغارات على غزة.
وصباح اليوم، أكدت حركة حماس في تصريح مقتضب، التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية، قبل أن يعلن الاحتلال أنه تسلم بالفعل الأسماء ويجري فحصها.
وفي تطور لاحق، أعلنت حركة حماس أنها سلمت للوسطاء قبل قليل أسماء الأسيرات الثلاثة اللاتي سيتم الإفراج عنهن.
وقال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم القسام: في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج اليوم الأحد الموافق 19-1-2025م عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: رومي جونين (24 عاماً)
وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً).
ومنذ صباح اليوم، نفذ جيش الاحتلال العديد من الغارات مخترقا اتفاق وقف النار ما أسفر عن 34 شهيدًا وعشرات الجرحى.
وصباح اليوم، أكدت حركة حماس في تصريح مقتضب، التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية، قبل أن يعلن الاحتلال أنه تسلم بالفعل الأسماء ويجري فحصها.
وفي تطور لاحق، أعلنت حركة حماس أنها سلمت للوسطاء قبل قليل أسماء الأسيرات الثلاثة اللاتي سيتم الإفراج عنهن.
وقال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم القسام: في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج اليوم الأحد الموافق 19-1-2025م عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: رومي جونين (24 عاماً) وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً).
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي وقف إطلاق النار فی قطاع غزة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
مصدر بحماس: لهذا وافقنا على مقترح ويتكوف.. وتنفيذ الاتفاق أصعب من الوصول له
قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة وافقت على المقترح الذي قدّمه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وأشار، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أن مقترح ويتكوف -الذي جرى تطويره خلال الفترة الأخيرة- أكد على إنهاء العدوان الإسرائيلي، وانسحاب قوات الاحتلال، ويُمهّد الطريق لوقف إطلاق نار دائم ومستدام في قطاع غزة.
ونوّه إلى أن "ما جرى مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة يأتي استكمالا للجولات السابقة من المفاوضات"، مُشدّدا على أن "الحركة أبدت خلال جميع الجولات السابقة مرونة عالية ومسؤولية وطنية كبيرة تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم حرب في قطاع غزة".
وأوضح المصدر، الذي رفض الإفصاح عن نفسه، أن "حركة حماس هي الطرف الأكثر حرصا على التوصل إلى أي تسوية تفضي إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق نار دائم وتام"، مضيفا: "في الساعات الأخيرة، تم تقديم عدد من المقترحات للمقاومة الفلسطينية، من بينها مقترح ستيف ويتكوف".
وذكر أن "الحركة أبلغت منذ البداية جميع الوسطاء والضامنين الدوليين بأنها غير معنية بأي مقترح لا يتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار، وما عُرض علينا مؤخرا تضمن وقفا دائما ومستداما لإطلاق النار، وقد وافقنا على ذلك بالفعل".
وفيما يتعلق بالتفاصيل الأخرى التي جرى تداولها إعلاميا، أشار إلى أنها تشمل فترات زمنية لتنفيذ الاتفاق، وأعدادا للأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة إسناد مجتمعي أو لجنة تكنوقراط تتولى إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره. وأضاف: "جميع هذه البنود مرتبطة بوقف إطلاق النار، ولا يمكن فصلها عنه".
وأوضح أن "الشرط الأساسي الذي شدّدت عليه المقاومة منذ بداية المفاوضات هو وقف إطلاق النار بشكل دائم ومستدام في غزة"، مشيرا إلى أن "أي عرض لا يشمل هذا الشرط الأساسي فلسنا معنيين به بأي حال من الأحوال".
نتنياهو يرفض إنهاء الحرب
وذكر أن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو مَن يعرقل الوصول إلى اتفاق، ويرفض وقف إطلاق النار بشكل دائم"، مضيفا: "نتنياهو يريد مجرد هدنة مؤقتة فقط، للتفاوض على ملف الأسرى، ثم استكمال مخططه بتهجير سكان قطاع غزة ومحاولة القضاء على المقاومة، كما يتوهم".
واعتبر القيادي بحركة حماس أن "نتنياهو يماطل لكسب الوقت، ويقع تحت ضغط مزدوج من حكومته اليمينية المتطرفة والإدارة الأمريكية"، متابعا: "هو يعلم أن التوصل إلى اتفاق سيقوده إلى المحاكمة وربما السجن، لأنه فشل في تحقيق أهداف حربه الفاشية، لذلك يسعى جاهدا لإفشال المفاوضات وتحميل المسؤولية للمقاومة".
واستطرد قائلا: "نتنياهو يريد التفاوض مع المقاومة تحت القصف والنار، بهدف استنزافها والضغط عليها، تمهيدا لفرض وقائع جديدة على الأرض تشمل التهجير والقضاء على المقاومة"، مضيفا: "حتى هذه اللحظة، المجازر مستمرة، ونتنياهو جرّب كل أنواع الأسلحة، واستعان بجميع ألوية جيشه واحتياطاته، لكنه فشل في تحقيق أهدافه العسكرية".
وشدّد المصدر ذاته على أن "نتنياهو لا يمتلك أي إرادة سياسية حقيقية للتوصل إلى اتفاق"، مضيفا: "هو يقدّم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة، والحرب بالنسبة له أصبحت هدف وغاية".
واعتبر أن "مماطلة نتنياهو ترجع إلى سببين رئيسيين: أولا، ضغط حكومته اليمينية المتطرفة التي يسعى لإرضائها، وثانيا، الضغط القادم من الإدارة الأمريكية، وتحديدا من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لا يريد أن يُزعجهم ولا يريد أن ينقلبوا عليه".
وذكر القيادي أن نتنياهو سيواصل رفض أي عروض تُقدّم من قِبل الوسطاء، ومن ضمنها مقترحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فقط ليُرضي اليمين المتطرف، ويُحمّل المقاومة الفلسطينية مسؤولية فشل المفاوضات.
وأضاف: "يريد (نتنياهو) أن يوهم المجتمع الدولي بأن المقاومة هي التي تعرقل الاتفاق، بينما هو مَن يرفض الوقف الكامل لإطلاق النار. يحاول أن يذرّ الرماد في العيون مدعيا أنه يسعى لاتفاق، بينما الحقيقة أنه يخطط لاستمرار الحرب".
رسائل مزدوجة
وأشار القيادي بحركة حماس إلى أن "نتنياهو يبعث برسائل مزدوجة؛ فمن جهة، يقول لليمين المتطرف إن الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل، ومن جهة أخرى، يحاول إقناع الحكومات الأوروبية التي بدأت تتخذ مواقف ضد إسرائيل بأنه منفتح على التفاوض".
واستدرك قائلا: "لكن ألاعيبه باتت مكشوفة، والتسويف الذي يمارسه لم يعد ينطلي على أحد، حتى الإدارة الأمريكية باتت تدرك أن المقاومة صادقة في طرحها وجدية في مواقفها".
وأكد أن "إطلاق حماس سراح الأسير الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، عيدان ألكسندر، هو أكبر دليل على مصداقية الحركة، وجديتها في تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه"، وتابع: "لقد أثبتنا خلال كل الجولات السابقة أننا صادقون في التفاوض والتنفيذ".
وختم القيادي حديثه بالقول: "تطبيق الاتفاق سيكون أصعب من التوصل إليه، وهذا إذا تم التوصل لهذا الاتفاق، ولكننا ملتزمون ما دام الطرف الآخر يلتزم، ولن نقبل بالتفاوض تحت النار ولا بالحلول المؤقتة التي تفتح الباب أمام العدوان مُجدّدا".