عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة بعد انتخابات شديدة التنافسية، ما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة التحالفات الجديدة التي ستشكل المرحلة المقبلة. 

ومن أبرز هذه التحالفات، العلاقة المتطورة بين ترامب ورجل الأعمال البارز إيلون ماسك، التي بدأت بعد أزمة حظر ترامب على تويتر لتتحول إلى شراكة غير مباشرة أثرت على مسار السياسة الأمريكية.

من الحظر إلى المصالحة


تعود جذور العلاقة بين ترامب وماسك إلى عام 2021، حينما تم حظر حساب ترامب على تويتر إثر أحداث اقتحام الكونغرس. القرار أثار جدلًا واسعًا حول حرية التعبير وتأثير شركات التكنولوجيا العملاقة على السياسة. في عام 2022، استحوذ ماسك على تويتر وقرر إعادة حساب ترامب، رغم أن الأخير لم يعد لاستخدامه بشكل فعلي، مفضلًا التركيز على منصته "تروث سوشيال".

إعادة الحساب لم تكن مجرد خطوة تقنية، بل عكست بداية تحول في العلاقة بين ماسك وترامب، حيث بدأت تصريحات الطرفين تأخذ منحى إيجابيًا. ماسك وصف ترامب بـ"القائد القوي"، بينما أشاد ترامب بمبادرات ماسك التكنولوجية، مما فتح المجال لتعاون غير مباشر بين الطرفين.

دور ماسك في حملة ترامب الرئاسية


خلال حملة ترامب الانتخابية الأخيرة، لعب ماسك دورًا مؤثرًا من خلال منصاته، حيث سمح بحرية أكبر للتعبير عن الآراء السياسية على تويتر. كما أن طبيعة ماسك كرجل أعمال مبتكر جذبته نحو دعم سياسات ترامب الاقتصادية التي ركزت على تقليل الضرائب وتحفيز الصناعة الأمريكية.

التقارير تشير إلى أن ماسك قدم دعمًا غير رسمي لحملة ترامب، من خلال ترويج سياسات معينة أو توفير مساحة أكبر لأنصار ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. وبفضل تأثير ماسك الهائل، تمكن ترامب من إيصال رسائله لجمهور أوسع، مما ساهم في تعزيز شعبيته.

تحالف النفوذ بعد الرئاسة


بعد تولي ترامب الرئاسة للمرة الثانية، تعزز التحالف بينه وبين ماسك ليشمل قضايا كبرى، مثل تطوير البنية التحتية التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء. إدارة ترامب اعتمدت على خبرة ماسك في هذه المجالات، مما عزز من نفوذ ماسك في صنع القرار السياسي.

البيت الأبيض شهد لقاءات متكررة بين ترامب وماسك لمناقشة ملفات استراتيجية، من بينها تطوير صناعة السيارات الكهربائية، وتأمين تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع "سبيس إكس" في مشاريع استكشاف الفضاء. هذا التعاون أظهر مدى اعتماد إدارة ترامب على رؤية ماسك التكنولوجية لتحقيق التفوق الأمريكي.

التحديات والمخاوف


رغم هذا التحالف، يثير البعض مخاوف من تأثير نفوذ ماسك المتزايد على السياسة الأمريكية. يرى منتقدون أن ماسك بات يمتلك تأثيرًا كبيرًا في قرارات واشنطن، مما قد يخل بالتوازن التقليدي بين السلطة العامة والقطاع الخاص.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دونالد ترامب ترامب البيت الأبيض إيلون ماسك تويتر ترامب على على تویتر ماسک فی

إقرأ أيضاً:

ترشح براد لاندر لعضوية الكونغرس عن نيويورك.. يهودي حليف لممداني

أعلن المراقب المالي المنتهية ولايته لمدينة نيويورك براد لاندر، وهو من بين أبرز الحلفاء اليهود والمؤيدين لعمدة المدينة المنتخب زهران مامداني خلال السباق الانتخابي، عن خوضه الانتخابات التمهيدية التي طال انتظارها ضد النائب دان غولدمان في سعيه للوصول إلى الكونغرس.

وجاء في تقرير لصحيفة "هآرتس" أنه "لا شك أن هذه الانتخابات ستضع الهوية اليهودية لكلا المرشحين ومواقفهما من إسرائيل في صلب النقاش. سيتنافس المرشحان على مقعد في مجلس النواب عن هذه الدائرة، التي تضم مانهاتن السفلى وشمال غرب بروكلين، والتي تشكل نسبة كبيرة من الناخبين اليهود".

وأضاف التقرير أنه "في الفيديو الذي أطلق به حملته الانتخابية، انتقد لاندر صراحةً علاقات غولدمان بالمؤسسة المؤيدة لإسرائيل والتي دعمت مسيرته السياسية".

وقال "لا يمكن حل التحديات التي نواجهها برسائل شديدة اللهجة أو حملات جمع تبرعات ضخمة. ولا يمكن حلها بتنفيذ أوامر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) في منطقة تدرك أن أمننا وحريتنا وازدهارنا مترابطة"، قال ذلك محاطاً بصور له في مظاهرة مؤيدة لوقف إطلاق النار، وهو يحمل لافتة باللغة العبرية تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة".


وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، أيد العمدة المنتخب زهران ممداني ترشيح لاندر للكونغرس قائلاً: "لقد كان حليفاً وشريكاً موثوقاً به بالنسبة لي، وأنا فخور بدعمه لأنني أعلم أنه سيواصل تقديم الخدمات لأولئك الذين يحتاجون إلى الحكومة أكثر من غيرهم".

وذكر التقرير الإسرائيلي أن "هذه الانتخابات تُعدّ واحدة من عدة انتخابات تمهيدية لمجلس النواب في نيويورك، حيث ستكون مواقف المرشحين من إسرائيل وغزة من أبرز قضايا الحملة. وهذا يُبيّن مدى تأثير سباق رئاسة البلدية الذي قاده ممداني على توجهات التقدميين، إذ لا يمكن استبعاد انتهاكات حقوق الإنسان في الخارج من مطالب الديمقراطيين باحترام هذه الحقوق محلياً ودولياً.

وأوضح أنه "مع ذلك، لم تكن انتخابات رئاسة البلدية بمثابة استفتاء صريح على إسرائيل، رغم المحاولات العديدة لتصويرها كذلك. ومع ذلك، فإن العدد الكبير من السكان اليهود في المنطقة، والاختلافات الجوهرية في وجهات نظر المرشحين، ستضمن بقاء إسرائيل ومعاداة السامية في صدارة معظم، إن لم يكن كل، النقاشات خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وذكر "يُعتبر غولدمان، أحد أغنى أعضاء الكونغرس، وريث ثروة ليفي شتراوس، من بين أكثر الديمقراطيين صراحةً الذين تصدوا لفساد ترامب بشكل مباشر، لكنه تعرض لانتقادات شديدة من اليسار لكونه مدافعًا كبيرًا عن إسرائيل، حيث ساعدته لجان العمل السياسي المؤيدة لإسرائيل في الوصول إلى القمة في حملته الانتخابية الأولى للكونغرس عام 2022".

وقال "سعى عضو الكونغرس إلى التعبير عن دعم ديمقراطي تقليدي لإسرائيل، ليصبح حليفاً رئيسياً للمؤسسة اليهودية والمنظمات الديمقراطية المؤيدة لإسرائيل. وقد تجلى ذلك في انتقادات انتقائية ولكنها حادة للحكومة الإسرائيلية اليمينية ونشاط الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية".

وأشار إلى أن "غولدمان كان أيضاً صوتاً رائداً في إدانة المخاوف داخل المجتمع اليهودي بشأن معاداة السامية على اليسار ، وفي الوقت نفسه أدان تسييس الجمهوريين لإسرائيل فيما يتعلق بمعاداة السامية".

وأكد "سيخوض لاندر، في سعيه للوصول إلى الكونغرس، الانتخابات من منظور يميل بوضوح إلى اليسار. وبجانب مامداني، يحظى بتأييد السيناتورين بيرني ساندرز وإليزابيث وارين، والمدافع العام عن مدينة نيويورك، جوماني ويليامز. وهو من أشد منتقدي نتنياهو والحكومة الإسرائيلية".

وبيّن التقرير أنه "وفي التجمع الأخير الذي نظمه زهران مامداني قبل انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، وصف لاندر الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة جماعية، وكان حاضراً بانتظام في الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية التي ينظمها الإسرائيليون في نيويورك للمطالبة بوقف إطلاق النار. كما حضر، إلى جانب مامداني، الوقفة الاحتجاجية التي استمرت عامين لإحياء ذكرى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر".


وأضاف "يشرح براد لاندر، مراقب حسابات مدينة نيويورك، وهو من أوائل الداعمين لزهران ممداني، سبب تفاؤله بشأن المدينة تحت قيادة ممداني، وكيف يمكن أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحول للولايات المتحدة".

وقال إنه "بصفته مراقبًا ماليًا لمدينة نيويورك، تعرّض لاندر لانتقادات حادة بسبب سماحه بانتهاء صلاحية استثمارات المدينة في السندات الإسرائيلية ، والتي استمرت لعقود ، مما أنهى فعليًا ارتباط معاشات المدينة بإسرائيل. دافع لاندر عن قراره، قائلاً إنه لم يكن يهدف إلى استهداف إسرائيل تحديدًا، بل كان يعكس ممارسات مكتبية معتادة واعتبارات مالية روتينية".

في يونيو/حزيران، ألقت السلطات الفيدرالية القبض على لاندر لدى وصوله مع مشرعين آخرين إلى الموقع لمراقبة تعامل إدارة الهجرة والجمارك مع المهاجرين المحتجزين. وبينما اختار مشرعون آخرون تسوية القضية وتأجيلها، اختار لاندر خوض المحاكمة.

ونشأ لاندر، البالغ من العمر 55 عاماً، في أسرة يهودية إصلاحية، وكان قد صرّح سابقاً لصحيفة "هآرتس" بأن رؤيته السياسية للعالم متجذرة في تجاربه المبكرة. وقد أمضى معظم طفولته في سانت لويس قبل أن يدرس في جامعة شيكاغو وكلية لندن الجامعية، ثم انتقل إلى نيويورك عام 1992.

بصفته طالبًا في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية وطالبًا في السنة الأولى بالجامعة، لعب دورًا بارزًا في الاتحاد الوطني لشباب المعابد (NFTY)، حيث قاد الجهود الرامية إلى إطلاق سراح اليهود السوفييت في السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي، من بين أمور أخرى.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يجيب عن سؤال: هل تؤمن بوجود الله؟
  • إيلون ماسك يوضح “الاختراع الأسوأ على عقول البشر”
  • هل تؤمن بالله؟.. إيلون ماسك يفجر مفاجأة ويتراجع عن أمنية دخول النار (شاهد)
  • اتهام بالخيانة وتحذير من «جحيم شيوعي».. إيلون ماسك يشن هجومًا على إلهان عمر وعمدة نيويورك
  • ماسك يؤكد أنه لن يكرر تجربة إدارة الكفاءة الحكومية
  • ترشح براد لاندر لعضوية الكونغرس عن نيويورك.. يهودي حليف لممداني
  • إيلون ماسك يقر بـ "نجاح جزئي" لوزارة كفاءة الحكومة ويستبعد العودة للتجربة
  • باراك: العلاقة الإيجابية بين ترامب وأردوغان مهدت لتقدم مباحثات “إف 35”
  • روبوت تسلا يحرج إيلون ماسك ويسقط بشكل مفاجئ في إحدى الحفلات
  • بيروقراطية.. إيلون ماسك يهاجم الاتحاد الأوروبي ويدعو لإلغاء المفوضية