غزة.."العتمة سور يجي النهار تنهار"
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
جاء الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على النحو الذي رأيناه جميعًا على شاشات التليفزيون ليعطي الكثير من الدلالات، وسط حالة من الفرحة التي انتابت الملايين في جميع أنحاء العالم وليس في مصر المحروسة فقط، برغم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023 أي لأكثر من 15 شهراً.
وتأتي الدلالات لتؤكد الوعد الإلهي بأن الله ينصر من ينصره، و"إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، إلى جانب الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا الصدد، وهو بلا شك يقين داخل كل مسلم، وكل مؤمن بالقضية الفلسطينية برغم الآلام والخسائر في الأرواح والممتلكات واستشهاد قيادات كبيرة لها تاريخها في حركة المقاومة ، كذلك آلاف الشهداء دفاعًا عن الأرض.
وحمل الاتفاق الدليل القاطع بأن الشعب الفلسطيني سيظل مدافعًا عن قضيته مهما طال الظلم والقهر والجبروت، ومهما كان حجم التخاذل من المجتمع الدولى، لتثبت المقاومة قدرتها على خوض معارك النفس الطويل رغم تفاوت القدرات العسكرية بين جانبي المعركة، لنجد احتفال الشعب الفلسطيني بوقف إطلاق النار رغم كل ما يحمله من آلام، لكنها شيّم الكباروالأبطال الذين يتخذون من كل منحة محنة، ومن الألم إلى الأمل، ومن الانكسار إلى الانتصار.
وكان احتفال الإسرائيليين بوقف إطلاق النار وبدء تسليم الأسرى والرهائن الإسرائيليين معبرًا عن سعيهم وحرصهم على الوصول إلى نقطة اتفاق بعد أن كبّدت المقاومة الكيان الصهيوني خسائر فادحة لم تكن متوقعة، وخسارة الرهان الإسرائيلي على استسلام المقاومة حال طول أمد الحرب، لتكن الدلالة واضحة بأن الجانب الإسرائيلي كان ينتظر الوصول للاتفاق بشغف وانتظار يفوق الجانب الفلسطيني.ولعل هذا قد ظهر جليًا في موقف الرأي العام الإسرائيلي مؤخرًا من استمرار الحرب على غزة.
في ظل هذا المشهد الذي يصعب حصره والحديث عن كل جوانبه، تقف مصر شامخة وسط كل التحديات والظروف لتثبت للعالم أجمع بأن القاهرة لن تتراجع عن موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية على مدار تاريخها، مهما تعاقبت الأنظمة الحاكمة ، ولتعطى رسالة للعالم بأن السعى للوصول لحل الدولتين ورفض العدوان هو مسار مصري خالص لا رجعة فيه باعتباره أحد أهم ركائز الأمن القومي المصري والدفاع عن القضية الفلسطينية، وأن المفاوض المصري والدبلوماسية المصرية وجهود الأجهزة السيادية المصرية بخير وتبقى دائمًا على قدر المسئولية وعند حسن الظن.
كما تقف القاهرة كونها المنفذ الرئيسي لإدخال المساعدات وتقديم العون والمساعدة والعلاج للمصابين كما يرى العالم منها في كل أزمة ومحنة، للتأكيد على دورها التاريخي، سواء في المساعدات أو الدور المصري في المفاوضات وصوًلا إلى وقف إطلاق النار دون كلل أو ملل وعلى مدار فترة طويلة إيمانًا من القاهرة بأن القضية الفلسطينية لن تموت، وأنها أحد أهم ثوابت الخارجية المصرية التي تقوم على رفض العدوان ورفض التدخل في شئون الدول وحتمية احترام المواثيق الدولية.
خلاصة القول أن مصر العظيمة استطاعت أن تقول بأعلى صوت لها "هنا القاهرة" برغم كل الظروف السياسية المحيطة ، والظروف الاقتصادية التي تعاني منها لأسباب كثيرة، فالليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وكما كتب شاعرنا الكبير الراحل سيد حجاب في تتر مسلسل الأيام: من عتمة الليل النهار راجع..ومهما طال الليل بيجي نهار..مهما تكون فيه عتمة ومواجع..العتمة سور يجي النهار تنهار..وضهرنا ينقام..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء ،وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الفلسطيني والإسرائيلى الشعب الفلسطينى السيادية المصرية القضية الفلسطينية إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
"حادثة المتحف" تهز الجالية اليهودية في واشنطن
واشنطن - رويترز
كان آدم زيمرمان يرافق ابنه في رحلته المدرسية إلى متحف التاريخ الطبيعي في واشنطن يوم الأربعاء الماضي قبل ساعات من مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية بالرصاص خارج متحف آخر على بعد بضعة كيلومترات، في واقعة اعتبرها كثيرون من أعمال معاداة السامية.
وقال زيمرمان (43 عاما)، وهو مستشار إعلامي من روكفيل بولاية ماريلاند وكان أجداده من الناجين من المحرقة (الهولوكوست) "بذور معاداة السامية نفسها التي أدت إلى ما حدث في أوروبا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين لا تزال تقتل الناس في شوارع واشنطن في عام 2025".
وهز إطلاق النار على الموظفين، وهما رجل وامرأة، بعد حدث في متحف يهودي، اليهود في العاصمة الأمريكية ودفع إلى مراجعة بروتوكولات الأمن في المعابد اليهودية وغيرها من المؤسسات.
الواقعة على صلة بالغضب إزاء الهجوم العسكري المتصاعد الذي تشنه إسرائيل على غزة والذي قتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، وفقا لسلطات الصحة في القطاع. وبدأت إسرائيل حملتها عقب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وقعت حادثة إطلاق النار خارج متحف العاصمة اليهودي حيث كانت اللجنة اليهودية الأمريكية ترعى حفل استقبال سنويا للدبلوماسيين الشبان.
ووفقا لسجلات المحكمة، قال المشتبه به الوحيد الذي وجهت إليه تهمتان بالقتل من الدرجة الأولى يوم الخميس للشرطة في موقع إطلاق النار "فعلت هذا من أجل فلسطين، فعلت هذا من أجل غزة".
قال آلان رونكين المدير الإقليمي لمكتب اللجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن إن الإجراءات الأمنية كانت مشددة خلال الحدث إلا أن المشتبه به، واسمه إلياس رودريجيز من شيكاجو، تمكن من دخول المتحف وسط الفوضى التي أعقبت إطلاق النار في الخارج. وأُلقي القبض عليه في الداخل.
وقال رونكين "سنراجع بروتوكولاتنا الأمنية، وسنتأكد من اتباع توصيات الخبراء".
وأشار رون هالبر الرئيس التنفيذي لمجلس علاقات المجتمع اليهودي في واشنطن الكبرى إلى أن سلطات إنفاذ القانون المحلية زادت من الدوريات حول المؤسسات اليهودية في المدينة منذ واقعة إطلاق النار.
وقال هالبر إن معظم المؤسسات اليهودية في المدينة تتمتع بالفعل بتأمين مشدد مع نشر حراس مسلحين في معظم المعابد اليهودية.
وقال جيل بريوس الرئيس التنفيذي للاتحاد اليهودي في واشنطن الكبرى "كل منظمة يهودية تعمل على زيادة أمنها، سواء من خلال زيادة عدد الحراس في الخارج لساعات إضافية خلال اليوم، أو تعيين حراس إذا لم يكن لديها".
وأضاف "في الوقت الحالي، الأمر قصير المدى وسنرى إن كان هناك تغيير دائم في مستوى الأمن. أعتقد أن الأمر سيكون كذلك".
الاتحاد هو واحد من عدة مؤسسات يهودية أعلنت أمس الجمعة عن جمعها تبرعات لتعزيز الأمن.
وقال بيريوس إن تمويل برنامج للمنح الأمنية بدأ يتدفق مرة أخرى بعد بعض التأخير والارتباك بسبب تجميد إدارة دونالد ترامب للتمويل الاتحادي في الأشهر القليلة الماضية.
وأصدرت نحو 50 منظمة يهودية بيانا يوم الخميس تدعو فيه الكونجرس إلى زيادة التمويل بموجب برنامج المنح الأمنية للمنظمات غير الربحية إلى مليار دولار، وهو أكثر من ضعف الرقم الحالي.
ومنذ هجوم الأربعاء، أوصى مكتب رئيس بلدية واشنطن وإدارة الشرطة ومكتب التحقيقات الاتحادي والشركات الخاصة بمستويات أمنية أعلى.