عائلة تعود إلى منزلها بجنوب غزة وتجده قد أصبح مزارا للسنوار
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
سرايا - غطاؤها البرتقالي الباهت بفعل أشعة الشمس عليها، إضافة للحشو الاسفنجي داخلها، هما كل ما تبقى من "أريكة غير عادية" تحدثت عنها عائلة فلسطينية، حين عادت الأحد لتتفقد منزلها في غزة، بعد وقف النار بين حماس و "إسرائيل".
الصفقة شجعت سكان القطاع على العودة إلى منازلهم وإلقاء نظرة عليها، بعد أن شعروا أن بإمكانهم التجول بأمان لأول مرة منذ أكثر من عام، ومنهم عائلة أبو طه التي وجدت أن منزلها تحول إلى مزار للشهيد يحيى السنوار، القتيل في أكتوبر الماضي على الأريكة بعد مواجهة قصيرة خاضها بالصدفة مع طائرة "إسرائيلية" بدون طيار تربصت به وهو جالس عليها.
أحد الذين تفقدوا منازلهم، ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرا عنهم، كان يوسف أشرف أبو طه، البالغ 32 عاما، مع بعض التصرف والاختصار، فقد قال: "كانت دهشتنا لا توصف حين رأينا السنوار (تلفزيونيا) وهو جالس يقاوم على الأريكة حتى اللحظة الأخيرة" ثم حمل أبو طه بقاياها وهتف: "كلنا لك يا أبو إبراهيم".
وأنهى يوسف أبو طه، بقوله: "كنا جميعا في صدمة. لم نتخيل أبدا أن قائدا عظيما مثل أبو إبراهيم السنوار سيكون في منزلنا ويستشهد فيه.. هذه الأريكة بالنسبة إلينا ليست مجرد أثاث، بل هي مباركة. كانت ملكا لجدتي، ثم أهدتها لوالدي يوم زفافه، وأخذتها حين تزوجت، وقمت بترميمها والاحتفاظ بها في البيت.. هذه الأريكة التي جلس عليها السنوار عمرها 54 عاما".
ثم عبّر أبو طه عن خشيته من تفقد البيت بالكامل، لاعتقاده أنه لا يزال مفخخا بعبوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولأنه الآن كومة ركام وحطام، لذلك "يحتاج الى سنوات لإعادة بنائه" كما قال.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#بايدن#غزة#القطاع
طباعة المشاهدات: 1893
| 1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-01-2025 12:42 PM سرايا |
| لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * | |
| رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
| اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القطاع ترامب بايدن غزة القطاع أبو طه
إقرأ أيضاً:
اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعليم عندنا، تبدّلت المناهج، وتقدّمت التكنولوجيا، وظهر ما يسمّى بالمنظومة الحديثة، لكن شيئًا واحدًا لم يتغير… الإنسان. فالطفل الذي لم يُهَيّأ، والمعلم الذي لم يُدرَّب، ووليّ الأمر الذي فوجئ بما لا يفهمه، جميعهم وجدوا أنفسهم داخل تجربة أكبر منهم، تجربة تبدو متطورة على الورق لكنها متعبة على الأرض.
أردنا أن ندخل التعليم عصر الحداثة قبل أن نُدخل الإنسان نفسه في التجربة. أردنا أن نلحق بالعالم بينما نسينا أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من النفس، من التربية، من الوعي الذي يسبق كل تطور. وهكذا أصبح المشهد مضطربًا، كمن يبني بيتًا بأدوات ذهبية على أرض غير ممهدة… فيبدو البيت جديدًا، لكنه لا يصمد.
لم تكن المشكلة في الكتب ولا في الامتحانات ولا في شكل الفصول. المشكلة كانت في الفلسفة. يوم قررنا أن نغيّر طريقة التعليم بينما تركنا التربية تتآكل بصمت. المعلم الذي كان قدوة أصبح منهكًا، يواجه نظامًا لا يعرف كيف يحتويه. والطالب الذي كان يدخل المدرسة ليبحث عن معنى أصبح يدخلها ليواجه قلقًا لا يعرف سببه. ووليّ الأمر الذي كان سندًا أصبح يسير في طريق لا يرى بدايته ولا نهايته.
سقطت التربية قبل أن يسقط الدرس، وتاه التعليم لأنه فقد بوصلته. فما قيمة العلم إذا غابت عنه الروح؟ وما فائدة التطوير إذا دخل الطفل المدرسة حاملًا خوفًا بدلًا من شغف؟ وما جدوى المنظومة الحديثة إذا كان الإنسان القديم لم يُعَدّ لها بعد؟
التعليم ليس سباقًا في تغيير المناهج، ولا استعراضًا للأجهزة، ولا ضوءًا يلمع فوق منصة. التعليم هو الإنسان، وهو القلب الذي يحتضن الفكرة قبل أن تصل إلى العقل، وهو السلوك الذي يتربى قبل أن تُفتح أول صفحة في الكتاب. التعليم رحلة أخلاقية قبل أن يكون رحلة معرفية، وهو بناء للضمير قبل بناء الدروس.
إن خسارتنا الكبرى اليوم ليست في مستوى التحصيل ولا شكل الامتحان، بل في أننا نُخرج جيلًا يعرف الكثير ولا يشعر بشيء. جيلًا يحفظ المعلومات لكنه لا يعرف كيف يضعها داخل ضمير حي، ولا كيف يرى الإنسان قبل المادة، ولا كيف يفهم أن العلم رسالة وليس عبئًا.
وبداية الإصلاح لن تأتي من تعديل المناهج، بل من إعادة الروح إلى الإنسان نفسه: معلم يشعر بقيمته قبل أن يُطلب منه العطاء، وطفل يجد من يفهمه قبل أن يحاسبه، ووليّ أمر يعرف الطريق بدلًا من أن يسير فيه معصوب العينين. نريد مدرسة تُعيد تشكيل النفس قبل شرح الدرس، وتزرع الأخلاق قبل أن تقدّم المعلومة، وتُعيد للتربية مكانتها التي كانت أصل كل شيء.
وعندها فقط… حين يعود الإنسان إلى قلب العملية التعليمية، سيصبح الطريق واضحًا، وسيعود التعليم كما يجب أن يكون: بناءً للعقل، وتزكيةً للروح، وتأهيلًا لجيل يعرف أين يقف… وإلى أين يسير.