قال دبلوماسي روسي يشرف على العلاقات مع الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، إن روسيا ترى فرصة صغيرة لإبرام صفقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن موسكو تستعد لمناقشات مستقبلية بين الرئيس فلاديمير بوتن والرئيس الأمريكي الجديد، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا سترايت تايمز”.

وقال ترامب في خطاب تنصيبه إن الله أنقذه من رصاصة قاتلة في يونيو "لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" وتعهد بأن يجعل الولايات المتحدة "أكثر استثنائية عما سبق".

ومنذ توليه منصبه، قال ترامب إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا وإنه من المرجح أن يفرض عقوبات على روسيا إذا رفض بوتين التفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

حول ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الذي يشرف على العلاقات مع الولايات المتحدة والحد من الأسلحة، لمؤسسة الفكر الروسية البارزة في الشئون الأمريكية والكندية إن الفرصة موجودة ولكنها صغيرة.

وقال ريابكوف، في معهد الدراسات الأمريكية والكندية في موسكو: "بالمقارنة مع اليأس في كل جانب من جوانب رئيس البيت الأبيض السابق (الرئيس جو بايدن)، هناك فرصة اليوم، وإن كانت صغيرة".

ونقلت وكالة إنترفاكس عن ريابكوف قوله: "من المهم بالتالي أن نفهم مع من وماذا سنتعامل، وأفضل السبل لبناء العلاقات مع واشنطن، وأفضل السبل لتعظيم الفرص وتقليل المخاطر".

وقال بوتين مرارا وتكرارا إنه مستعد للتفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن يجب قبول سيطرة روسيا الحالية على 20% من الأراضي الأوكرانية، ويجب أن تظل أوكرانيا محايدة.

ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن ريابكوف قوله في وقت لاحق إن روسيا تجري استعدادات لإجراء اتصالات بين بوتن وترامب لكن لم يتم الاتفاق على أي شيء حتى الآن.

وقال ريابكوف: "ربما عندما نسمع شيئا أكثر وضوحا وملموسا من واشنطن، سننتقل إلى تنسيق الجداول الزمنية والنقاط التنظيمية".

ويشكل وجود ترامب في السلطة مرحلة نوعية جديدة بالنسبة لمسار الحرب الروسية -الأوكرانية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام بدون آفاق مُحتملة للتسوية.

كما ستنعكس تبعات هذه المرحلة -التي قد تتمكن خلالها الإدارة الأمريكية الجديدة من التوصل إلى صفقة بشأن اليوم التالي في أوكرانيا- على المصالح الأمريكية والشراكة عبر الأطلسي.

بالنسبة لروسيا، لا تزال تواصل تقدمها على جبهة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وكورسك بهدف طرد القوات الأوكرانية من أراضيها. يُضاف إلى ذلك، استمرار التلويح بورقة النووي عبر إدخال تعديلات على العقيدة الروسية النووية، بجانب زيادة عدد القوات الروسية بنحو 180 ألف جندي، ليصل عدد قوات الجيش حوالي 1.5 مليون جندي.

في المقابل، تحاول أوكرانيا الصمود على الجبهتين، وتطوير وتكثيف صناعاتها الدفاعية، وزيادة مصادر التمويل العسكري، وتوظيف توغلها في كورسك –القابل للتغير في أي لحظة- سياسيًا للحصول على الدعم من شركائها، لاستعادة أراضيها حيث تسيطر موسكو على حوالي 20% منها.

ويرغب ترامب في وقف الحرب دون التطرق إلى مسألة انتصار كييف. 

كما نوه إلى المنطق الذي سيتعامل به مع الحرب -بشكل غير مباشر- خلال تصريحاته في الخامس والعشرين من سبتمبر في كارولينا الشمالية، قائلًا: “أي اتفاق -أسوأ اتفاق- كان ليكون أفضل مما لدينا الآن، ولو توصلوا إلى اتفاق سيئ، لكان الأمر أفضل كثيرًا. كانوا ليتنازلوا قليلًا وكان الجميع ليعيشوا، وكان كل مبنى ليُبنى وكل برج ليتقدم في العمر لمدة 2000 عام أخرى”، مضيفًا “ما الصفقة التي يمكننا أن نبرمها؟ لقد هُدمت المدينة، والناس ماتوا، والبلد أصبح أنقاضًا”.

من المُتوقع أنه يراهن “ترامب” على علاقاته الشخصية بالرئيس “بوتين” في تسوية الحرب باعتبارها أولوية كبرى ينبغي إدارتها معًا لتجنب حرب عالمية ثالثة، مع إمكانية الرفع التدريجي للعقوبات، وذلك دون الحديث عن التخلي عن الأراضي الأوكرانية بشكل مباشر، ولكن مع تقديم ضمانات أمنية غير مُعلنة بشأن حياد أوكرانيا، تتوافق مع أهداف روسيا ما يمكن من تحقيق أهدافها نسبيًا، بما يسمح بالتفاوض واستمرارية الحل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب روسيا الولايات المتحدة العلاقات موسكو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دبلوماسي روسي الرئيس الأمريكي الجديد المزيد فی أوکرانیا ترامب فی

إقرأ أيضاً:

روسيا تتهم أوكرانيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب

اتهمت روسيا، اليوم السبت، أوكرانيا بتأجيل عملية تبادل واسعة النطاق للأسرى وإعادة جثث الجنود القتلى، والتي اتفقا عليها خلال محادثات السلام في إسطنبول.

وصرح كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، على مواقع التواصل الاجتماعي: "أجل الجانب الأوكراني، بشكل مفاجئ، استلام الجثث وتبادل أسرى الحرب إلى أجل غير مسمى"، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.

اتفقت وفود من موسكو وكييف يوم الاثنين على تبادل جميع الجنود الجرحى ومن تقل أعمارهم عن ٢٥ عامًا والذين ما زالوا محتجزين كأسرى حرب.

وكانت هذه هي النتيجة الملموسة الوحيدة للمحادثات، التي رفضت فيها روسيا مرارًا الدعوات الأوكرانية لوقف إطلاق النار الفوري.

صرح ميدينسكي بأن روسيا نقلت جثث 1212 جنديًا أوكرانيًا قُتلوا إلى "منطقة التبادل"، وهي أول دفعة من أصل 6000 جثمان سيتم تسليمها.

كما سلمت موسكو إلى كييف قائمة بأسماء 640 أسير حرب سيتم تبادلهم في المرحلة الأولى.

ومن المقرر إطلاق سراح أكثر من 1000 سجين من كل جانب في أكبر عملية تبادل في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.

وقال ميدينسكي: "نحث كييف على الالتزام الصارم بالجدول الزمني وجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها، والبدء في التبادل فورًا".

ولم ترد كييف على هذا الاتهام فورًا.

وبعد محادثات إسطنبول، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التبادل سيجري في نهاية هذا الأسبوع، بينما قالت روسيا إنه جاهز يوم السبت أو الأحد أو الاثنين.

طباعة شارك روسيا روسيا تتهم أوكرانيا تبادل أسرى الحرب اتفاق تبادل الاسرى الحرب الاوكرانية الحرب الروسية الاوكرانية

مقالات مشابهة

  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان مجموعة من أسرى الحرب
  • 96 نائبا بريطانيا يوجهون رسالة تطالب بفرض عقوبات على تل أبيب
  • خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
  • روسيا تهاجم أوكرانيا بمئات الطائرات المسيرة وتستهدفت مطارا عسكريا
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى إنهاء الحرب.. ومستعدون للتفاوض مع روسيا
  • أوكرانيا تحدد موعد تبادل الأسرى مع روسيا
  • إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • روسيا تتهم أوكرانيا بتأجيل تبادل أسرى الحرب
  • زيلينسكي ينتقد تشبيه ترامب للحرب في أوكرانيا بشجار بين طفلين في الحديقة