حارت الجماهير القنائية فى تفسير سبب إرجاء زيارة المستشار عدنان فنجرى أبوجبل وزير العدل للمحافظة أكثر من مرة وقد سبقه بالزيارة الرابعة لها وزير التعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف إليها ووزير العمل القنائى محمد جبران الذى زار قريته بمركز قفط بصحبة وزير التعليم محمد عبداللطيف وجلسا مع المواطنين فى مندرة-مضيفه-بقرية البراهمة مسقط رأس وزير العمل بل ترك وزير التعليم سيارته لمصافحة جماهير القرية عندما توقف موكب الوزيرين قبل عبور مزلقان البراهمة المغلق لحين مرور أحد القطارات؛ وأذكر أن المرة الوحيدة التى إلتقيت فيها المستشار عدنان فنجرى أبوجبل وجهاً لوجه كانت على باب مكتب رئيس محكمة استئناف القاهرة وصافحته وعرفته بنفسى قبل لقائى بالمستشار عادل أندراوس رئيس المحكمة وكان المستشار فنجرى يشغل منصب مدير التفتيش القضائى للنيابة العامة فى حينه؛ وأذكر عندما كنت فى زيارة للمستشار عزت أبوالخير مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع والتحقيقات والشكاوى والذى كلفه وزير العدل الراحل المستشار ممدوح مرعى بملف تصفية جهاز المدعى العام الإشتراكى وأول قرار اتخذه"أبوالخير"التحفظ على جميع الأختام الخاصة بالمدعى العام الإشتراكى ولما استفسرت منه عن حيثية هذا القرار أجابنى بأن هذه فترة ريبة وقد تستغل من جانب أصحاب الهوى وأثناء الحديث استوقنى بإتصال تليفونى للمستشار فنجرى مثنياً عليه التواجد فى عمله بعد المواعيد الرسمية وكانت الإتصال بعد الخامسة مساء فى هذا اليوم؛ كما أذكر أننى تلقيت اتصالاً من المستشار أحمد موافى صهر وزير العدل الحالى وهو فى أشد حالات الغضب والشعور بالصدمة والإحباط من المحسوبية والمجاملات فى غير محل إثر إستبعاده من إحدى الدورات التدريبية فى الخارج رغم انطباق الشروط عليه ومعلوم عنه العلم الغزير فى الشريعة والقانون والخطابة بالفصحى وتأليف المراجع القانونية وقبل كل ذلك التميز بالأدب والتواضع والتمتع بالقيم والأخلاق الحميدة؛ وأذكر أيضاً لقاءاتى بشقيق وزير العدل الأصغر عندما كان يشغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة بقــنا وفى مندرتهم العتيقة بقرية حجازة قبلى مؤخراً؛ وأيضاً لقاءاتى المتكررة مع صهر الوزير الدكتور حازم عمر نائب محافظ قــنا فى الديوان العام وجولات المحافظ الدكتور خالد عبدالحليم مع الوزراء وكبار المسؤلين الزائرين للمحافظة؛ إلا أن الإعلان عن زيارة وإرجاء زيارة وزير العدل ظل مثاراً للدهشة للجماهير القنائية لأنه أحد أبناء المحافظة وعمل بها رئيساً لإحدى دوائر محكمة استئناف قــنا قبل رئاستة لمحكمة استئناف الأسكندرية وعضويته لمجلس القضاء الأعلى وشاهدته الجماهير القنائية كثيراً يدوام على الصلاة بمسجد جودة العتيق فى قلب العاصمة القنائية؛ وبعيداً عن الزيارة المرتقبة تظل أمور العدالة الناجزة وتذليل العقبات فى الشهر العقارى قضايا تشغل بال المواطنين ورجال القضاء الجالس والواقف وهى ليست تحديات لوزير العدل المحنك أبرزها عودة الروح للعمل بقاعدة التقريب لا التوطين المتعارف عليها رفعاً للحرج عن رجال العدالة من العمل فى محال إقاماتهم وحقن مصلحة الشهر العقارى والتوثيق بموثقين جدد للقضاء على العجز المعلوم للكافة وما يترتب عليه من عدم القدرة على تقديم الخدمة للأعداد الغفيرة اليومية ما يؤثر على إنجاز مصالح المواطنين وزيادة موارد الدولة!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزیر العدل
إقرأ أيضاً:
عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
بدر بن صالح القاسمي
أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.
عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.
لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.
الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.
والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.
منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.
عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.
وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.
قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.
هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.