بين الانسحاب والشائعات.. انباء متضاربة حول انقلاب عسكري في سوريا برعاية روسية
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - متابعة
انسحبت قوات هيئة تحرير الشام، بشكل مفاجئ، بحسب منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة (24 كانون الثاني 2025)، من كامل المناطق التي كانت تسيطر عليها في الساحل السوري، تقول ان هناك تقارير غير مؤكدة عن انقلاب داخل الهيئة ضد زعيمها أبو محمد الجولاني.
وأثارت هذه الخطوة موجة من الاحتفالات الشعبية في المناطق الساحلية، التي شهدت رفع العلم السوري في بعض المواقع، بما في ذلك قاعدة حميميم الجوية.
مصادر ميدانية أكدت للمنصات وجود تحركات مكثفة للقوات الروسية في المنطقة، مع رصد تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في سماء الساحل لتأمين السيطرة الجوية، ما يشير إلى تنسيق محتمل بين الجيش الروسي والقوات الحكومية السورية لاستعادة هذه المناطق.
التطورات الأخيرة تأتي بعد أشهر من تقارير عن خلافات داخلية في صفوف هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال غرب سوريا. وتشير بعض التحليلات إلى أن الإطاحة بالجولاني قد تكون نتيجة لانقسامات عميقة داخل الهيئة على خلفية فشل سياساتها الأخيرة.
لاحقا، افاد مصدر في وزارة الدفاع السورية، انه لا صحة لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن انسحاب مقاتلي وزارة الدفاع من المدن في الساحل السوري.
وأكد المصدر إن المقاتلين بطبيعة الحال في ثكنات عسكرية محيطة بالمدن وليس لهم تواجد داخلها.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن: تدخلات خارجية ومصالح متضاربة في ملف السودان
يتطلع السودانيون بقلق إلى اجتماع الرباعية الدولية، والذي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية والإمارات وجمهورية مصر العربية، والمزمع عقده في واشنطن يوم 29 يوليو الجاري، والذي يُنظر إليه كمحاولة جديدة لاحتواء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين، بعد فشل كافة المبادرات السابقة.
ووفقاً لمراقبين، تكشف تحركات المجتمع الدولي عن تناقض صارخ، فمع كل تراجع في مواقع قوات "الدعم السريع" وتغير خريطة النفوذ، تبرز دعوات من قوى إقليمية ودولية لعقد مفاوضات لوقف إطلاق النار. وهذا يؤكد، بحسب الخبراء، أن تلك القوى هي من تتحكم في مسار الحرب من خلال دعمها العسكري والسياسي لأطراف النزاع، وتحديد توقيتات الحلول وطبيعتها وفقاً لمصالحها.
وفي هذا السياق أصبح من الواضح أمام الجميع بأن التطورات الميدانية والدبلوماسية تكشف هيمنة الخارج على القرارين السياسي والعسكري في السودان، مما يعكس غياب الإرادة المحلية في تسوية الأزمة، وتنذر بحرب طويلة تسعى فيها الأجندات الخارجية المختلفة للوصول الى مصالحها على حساب الشعب السوداني المكلوم.
أكبر أزمة نزوح عالميةتأتي هذه التحركات وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يحذر فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن "ثلث السودانيين نزحوا من ديارهم، بينما تجاوزت آثار الصراع حدود البلاد".
وتشير الإحصاءات إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً، وفرار 3.8 مليون إلى دول الجوار، مع توقعات بتجاوز عدد النازحين مليوناً إضافياً بحلول 2025.
مؤتمر واشنطن.. أجندات خفية واستبعاد السودانيينأعلنت الإدارة الأمريكية عن عقد مؤتمر وزاري في واشنطن نهاية يوليو، بمشاركة وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر، بهدف "إحياء المبادرة الرباعية" ودفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار، وفقاً لتصريحات مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية.
لكن مصادر دبلوماسية كشفت أن المؤتمر تأجل من 20 يوليو بسبب خلافات حول مشاركة الأطراف السودانية، ليُعقد أخيراً دون تمثيل أي من أطراف الصراع أو القوى السياسية المحلية.
وهذا الاستبعاد أثار تساؤلات حول شرعية اجتماع يقرر مصير السودان دون حضور أبنائه، ويؤكد في الوقت نفسه موقف الغرب من عدم الإعتراف بالسلطات السودانية الرسمية على أنها قيادة شرعية للبلاد، ومحاولتهم الدائمة لتقديم بعض الشخصيات الغير رسمية من السودان على أنها ممثل عن الشعب السوداني.
صراع النفوذ خلف الكواليسيكشف الباحث في الشأن السوداني حبيب الله علي سعيد أن لكل مشارك في المؤتمر أجندته الخاصة:
- الولايات المتحدة تسعى لتعزيز نفوذها في الملف .
- الإمارات تريد إطالة أمد الحرب لإتاحة الفرصة لقوات "الدعم السريع" لإعادة تنظيم صفوفها.
- السعودية ومصر تركّزان على ضمان أمنهما القومي ومصالحهما في البحر الأحمر، ويدعمان الشرعية السودانية الممثلة بالمجلس السيادي تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ويُعتقد أن التوقيت المختار للمؤتمر مرتبط بالهزائم الأخيرة لـ"الدعم السريع"، خاصة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم، مما دفع حلفاء الميليشيات إلى التحرك لإنقاذها.
وختاماً، يبقى السؤال الأكبر: هل سيكون هذا الاجتماع خطوة نحو السلام، أم مجرد فصل جديد في سيناريو الصراع بالوكالة؟