دار الإفتاء المصرية تعقد أولى ندواتها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
نظَّمت دار الإفتاء المصرية، اليومَ الجمعة، أُولى ندواتها بمعرض الكتاب بعنوان «الفتوى والمشكلات الاجتماعية»، وذلك بجناحها المخصص داخل المعرض، جاء ذلك في إطار فعاليَّاتها الإفتائية والثقافية والعِلمية ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
ترأس الندوة الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وشهدت الندوة حضورًا مكثَّفًا من روَّاد المعرض، ومشاركةَ نخبةٍ من الخبراء والمتخصصين في المجالات الدينية والاجتماعية، على رأسهم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتورة هالة رمضان، رئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
وتطرَّقت الندوة إلى مناقشة التحديات التي تواجه المجتمع المصري، مع التركيز على أبرز المشكلات الاجتماعية المتشابكة، مثل العنف الأسري، والجرائم البارزة، والطلاق السريع، والعزلة الاجتماعية.
تحدَّث الدكتور محمود عبد الرحمن -مقدِّم الندوة- عن جناح دار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أنه يمثل منصة حوارية لترسيخ القيم الإسلامية السمحة وتجديد الخطاب الديني، كما أشاد بموضوع الندوة موضحًا أن عنوانها يتشابه مع خطوط الحياة، حيث تصبح المشكلات الاجتماعية أشبه بأمواج عاتية، ومن ثَم فهي بحاجة ماسَّة إلى دور الفتوى النبيل لتحثَّ على التفاعُل الحي بين الشريعة والواقع.
رحَّب الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، رئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم بالحضور ، مؤكدًا أنَّ اختيار موضوع هذه الندوة جاء مقصودًا؛ لأنَّ هذا الموضوع لا يقتصر على الدَّور المنوط بمؤسسة دون أخرى، إنما تتنوع الأدوار بين المؤسسات الأكاديمية والدعوية والتعليمية والدينية، ومن ثَمَّ جاء اختيار الأزهر الشريف ممثَّلًا في الدكتور سلامة داود -رئيس جامعة الأزهر- والمركز القومي للبحوث ممثَّلًا في الدكتورة هالة رمضان، ثم دار الإفتاء ممثَّلةً في مفتي الجمهورية.
فلسفة الشريعة الإسلامية في تنظيم العلاقات الاجتماعيةوتطرَّق المفتي إلى الحديث عن فلسفة الشريعة الإسلامية في تنظيم العلاقات الاجتماعية، مشيرًا إلى المشكلات الأسرية وقضية الزواج، كما أكد أن نظرة الإسلام للأسرة تنطلق من نظرة مكسوَّة بالاحترام والتقدير، حيث نظر الإسلام للأسرة على أنها اللبنة الأولى من لبنات المجتمع، ومن ثَم عندما شرع الزواج لم يتوقف إلا مع نوع واحد وهو الزواج الشرعي الموثق الذي تتحقَّق من خلاله الاستدامة والاستمرارية والمحافظة على النوع الإنساني، ولم يوافق على الأنكحة الآثمة، مثل: زواج المتعة والمساكنة أو الزواج لفترة معيَّنة، وكل ذلك يؤكِّد أن فلسفة الإسلام انطلقت من النواة الأولى وهي المجتمع، التي تتحقق من خلال رجل وامرأة من خلال علاقة شرعية، ومن ثَم لا وجود لهذه الدعوات الإباحية التي لا يُراد منها إلا العمل على القضاء على الكتلة الصلبة في المجتمع وهي الأسرة.
لفت المفتي النظرَ إلى الشِّق الثاني من فلسفة الإسلام لهذه اللَّبِنة، مؤكدًا أن النظرة الثانية للإسلام هي النظرة التي تُصان فيها الكرامة الإنسانية لكلا الطرفين، ومن ثَم فالإسلام ينظر لعلاقة الزوجية على أنها علاقة مُراد منها التعاون والتكامل والتشييد، موضحًا أن هذا العمران الاجتماعي لا يتأتَّى بمعاملة طرف للآخر معاملةَ النِّدِّ للنِّد، ولكنها علاقة لا بد أن يتوافر فيها مبدأ الشورى، والطبيعة التكوينية لكل نوع، وكذلك الإقرار بالفضل والالتماس للعذر، ومن ثَم نقف على فلسفة مكسوَّة بالرحمة والتقدير لكلا النوعين.كما تحدث "عياد" عن الشِّق الثالث من فلسفة الإسلام في تنظيم العلاقات الاجتماعية مؤكدًا أنه يتمثل في التقدير للعلاقة الزوجية، ويكفي أنها وُصفت بالميثاق الغليظ.
فتاوى حل المشكلات الاجتماعيةوتابع المفتي حديثه مشيرًا إلى أهم المشكلات التي رصدتها دار الإفتاء المصرية في هذا الشأن، حيث أكد أننا أمام أزمة أخلاقية أفرزت لنا سيولة أخلاقية، وكان من أهم نتائجها مشكلات اجتماعية عدة، موضحًا أن دار الإفتاء لديها منافذ عدَّة للفتوى ما بين هاتفية ومكتوبة وشفوية وغير ذلك، مشيرًا إلى أن هذه النوافذ عندما تلقي النظر إلى أيٍّ منها تجد أن هناك نوعًا من التقاطع بين الآباء والأبناء، وأن هناك نوعًا من غياب لغة التواصل بين أفراد الأسرة، والتنصل من الحقوق، مما أفرز جملةً من المشكلات، من بينها: عقوق الوالدين الذي قد يصل أحيانًا إلى حد القتل والضرب والاعتداء الجنسي، وهذا ينبِّهنا إلى أننا أمام ظاهرة خطيرة؛ الأمر الذي يدفعنا لضرورة الوقوف على هذه المشكلات والتنبه لها.
أشار المفتي إلى أن مردَّ هذه الظواهر الخطيرة يرجع إلى أزمة العصر المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تشهد جملةً من المنكرات، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية تتوقف كثيرًا أمام الجريمة الإلكترونية، والمقامرة الإلكترونية، والجنس الإلكتروني، مؤكدًا أننا لسنا على خلاف مع هذه الوسائل الحديثة، ولكن الإشكالية تتمثل في سوء التعامل مع هذه الوسائل، مؤكدًا أننا قد وقعنا في الفخ الذي أُعد لنا على خلاف دول أخرى، فأصبحت هذه الوسائل واحدةً من أهم المشكلات التي إن لم نتعاون جميعًا لمواجهتها لكان هلاك البلاد والعباد.وفي إطارٍ ذي شأن قال المفتي: إننا في دار الإفتاء المصرية نحرص على التكامُل بين المؤسسات الدينية وسائر المؤسسات المَعنيَّة، ولدينا مركز متخصص في الإرشاد الزواجي مَعنيٌّ بالمشكلات الأسرية.
من جهته تقدَّم سلامة داود رئيس جامعة الأزهر- بالشكر للمفتي مشيدًا بجهودهم وإسهاماتهم المميزة، وأعرب عن تقديره لتحول معرض الكتاب إلى منصة لإقامة مثل هذه الندوات الثرية التي تناقش قضايا مجتمعية هامة.
أبرز سلامة أنَّ من أخطر المشكلات التي تهدِّد استقرار الأسرة اليوم هي مشكلة الطلاق، التي تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ، وقد قدَّم الإسلام الحلَّ لهذه المشكلة من خلال جعل أساس العلاقة الزوجية المودَّة والرحمة، داعيًا الطرفين إلى التنازل عن بعض العوائق لضمان استمرار هذا الأساس.
كما تناول أهمية دَور الجامعات في توعية الشباب الجامعي، مشيرًا إلى أن الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي حواضن للتربية والثقافة والتهذيب.وفي كلمتها، أكَّدت الدكتورة هالة رمضان -رئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية- على أهمية إنشاء آليات لرصد المشكلات الاجتماعية في القرى والنجوع المصرية، وأشارت إلى وجود حاجة ملحَّة إلى تضافُر الجهود بين كافة المؤسسات المجتمعية: التعليمية، والثقافية، والإعلامية، بجانب المؤسسات الدينية.
وأوضحت أن معالجة هذه القضايا تتطلب بروتوكولات تعاون بين الجهات المختلفة لصياغة حلول علمية وفعَّالة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب المشکلات الاجتماعیة دار الإفتاء المصریة مشیر ا إلى مؤکد ا أن موضح ا أن ومن ث م إلى أن
إقرأ أيضاً:
بروتوكول تعاون بين مصر للطيران لـ الخطوط الجوية ودار الإفتاء المصرية
شهد مقر دار الإفتاء المصرية، مراسم توقيع بروتوكول التعاون بين شركة مصر للطيران للخطوط الجوية ممثلة فى قطاع السياحة «الكرنك» مع دار الإفتاء المصرية، وذلك في حضور الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وقع البروتوكول أشرف راتب رئيس قطاع السياحة «الكرنك» مفوضا عن الطيار محمد عليان، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب التنفيذي لشركة مصر للطيران للخطوط الجوية، ونظيره المستشار أسامة الهنداوي رئيس قطاع مكتب مفتي الجمهورية.
وفى بداية اللقاء رحب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالتعاون المثمر مع كيان كبير مثل الشركة الوطنية مصر للطيران في تقديم خدمات السفر والسياحة داخل وخارج جمهورية مصر العربية وأن تكون الناقل الرسمى لدار الإفتاء المصرية.
وأضاف المفتى بأن توقيع البروتوكول يأتي مواكبا ضمن حزمة الاستعدادات التى تعدها دار الإفتاء حاليا لإطلاق «المؤتمر العلمي لصناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» في نسخته العاشرة والذي من المقرر أن يعقد في الثاني عشر والثالث عشر من أغسطس المقبل، والذي يضم في عضويته أكثر من مائة هيئة إفتائية من مختلف دول العالم.
من جانبه أكد الطيار محمد عليان رئيس شركة مصر للطيران الخطوط الجوية أن توقيع البروتوكول يأتي تماشياً مع رؤية الدولة المصرية وتوجيهات وزارة الطيران المدنى والسياسة التي تحرص عليها الشركة القابضة لمصر للطيران للتوسع في نطاق أكبر من المؤسسات والهيئات والوزارات لتقديم أفضل الخدمات التى تقدمها الشركة من خلال قطاعاتها المختلفة و قطاع السياحة ( الكرنك ) فى تقديم خدمات السفر والسياحة الداخلية والخارجية والحج والعمرة.
وأوضح أشرف راتب رئيس قطاع السياحة أن توقيع البروتوكول يوفر حزمة من الخدمات فى مجالات عدة، من حجز تذاكر الطيران بأسعار مناسبة، و تنظيم المؤتمرات والفعاليات، بالإضافة إلى خدمات الاستقبال في المطارات، والنقل السياحي، وتنظيم رحلات الحج والعمرة، وغيرها من الخدمات السياحية المتميزة، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاحات والنتائج الإيجابية والتوسع في تقديم أفضل الخدمات.
وأعرب راتب عن سعادته بحفاوة الاستقبال، مؤكدًا على الاهتمام بالتعاون مع مؤسسات وهيئات الدولة المصرية و الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة وتحفيز التعاون المشترك وقد قام بتقديم الدرع لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية و الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وعلى الجانب الأخر أكد المستشار أسامة الهنداوي رئيس قطاع مكتب مفتي الجمهورية، بأن خطوة التعاون المشترك بين الجانبين تتيح الفرصة للاستفادة من خبرات وإمكانيات قطاع السياحة فى تقديم الخدمات السياحية داخل وخارج جمهورية مصر العربية، واختيار شركة مصر للطيران لتقوم بدور الناقل الرسمي لكافة الجهات المتضمنة للبروتوكول في كافة الفعاليات الداخلية والخارجية.
اقرأ أيضاًجدل أثارته الدكتورة سعاد صالح.. ماذا قالت دار الإفتاء عن حكم تعاطي الحشيش؟
دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تناول مخدر الحشيش
دار الإفتاء تطلق غدًا برنامجًا تدريبيًّا للصحفيين حول تغطية القضايا الدينية والإفتائية