كشف بحث جديد عن الخلايا العصبية في "الحُصين" التي تخزن ذكريات السكر والدهون، ما يؤثر على عادات الأكل والصحة الأيضية، حسب تقرير نشره موقع "scitechdaily" وترجمته "عربي21".

هل يمكن للذاكرة أن تؤثر على ما نأكله وكميته؟ أجابت دراسة رائدة أجراها مركز "مونيل" للحواس الكيميائية على هذا السؤال بشكل قاطع بـ "نعم".



بقيادة عضو مونيل المشارك الدكتور غيلوم دي لارتيغ، حدد فريق البحث - لأول مرة - نظام الذاكرة الخاص بالطعام في الدماغ واتصاله المباشر بالإفراط في تناول الطعام والسمنة الناجمة عن النظام الغذائي.

ونشرت الدراسة في مجلة "Nature Metabolism"، وتسلط الضوء على مجموعة محددة من الخلايا العصبية في دماغ الفأر التي تخزن الذكريات المتعلقة بالسكر والدهون، والتي تؤثر بشكل كبير على استهلاك الطعام ووزن الجسم.


قال الدكتور دي لارتيغ: "في عالم اليوم، نتعرض باستمرار لقصف من الإعلانات والمحفزات البيئية المصممة لتذكيرنا بتجارب الطعام الممتعة. الأمر المدهش هو أننا حددنا مجموعة محددة من الخلايا العصبية في الحُصين التي لا تشكل هذه الذكريات المتعلقة بالطعام فحسب، بل إنها تحرك أيضا سلوكنا الغذائي. يمكن أن يكون لهذا الارتباط آثار كبيرة على وزن الجسم والصحة الأيضية".

تشفر هذه الخلايا العصبية ذكريات الموقع المكاني للأطعمة الغنية بالمغذيات، وتعمل كـ "أثر للذاكرة"، وخاصة للسكر والدهون. يؤدي إسكات هذه الخلايا العصبية إلى إضعاف قدرة الحيوان على تذكر الذكريات المتعلقة بالسكر، ويقلل من استهلاك السكر، ويمنع زيادة الوزن، حتى عندما تتعرض الحيوانات لأنظمة غذائية تساهم في زيادة الوزن المفرطة. وعلى العكس من ذلك، فإن إعادة تنشيط هذه الخلايا العصبية يعزز الذاكرة للطعام، ويزيد من الاستهلاك ويوضح كيف تؤثر ذكريات الطعام على السلوك الغذائي.

تقدم هذه النتائج مفهومين جديدين: أولا، دليل على أن الخلايا العصبية المحددة في الدماغ تخزن ذكريات مرتبطة بالطعام، وثانيا، أن هذه الذكريات تؤثر بشكل مباشر على تناول الطعام. قال الدكتور دي لارتيغ: "في حين أنه ليس من المستغرب أن نتذكر تجارب الطعام الممتعة، فقد كان من المفترض منذ فترة طويلة أن هذه الذكريات ليس لها تأثير يذكر على سلوك الأكل.

وبحسب التقرير، فإن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تثبيط هذه الخلايا العصبية يمنع زيادة الوزن، حتى في الاستجابة للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر".

الدور غير المقدر للذاكرة
غالبا ما يتم تجاهل الذاكرة كمحرك رئيسي لتناول الطعام، لكن هذه الدراسة توضح وجود صلة مباشرة بين الذاكرة والتمثيل الغذائي. ما يميز هذا الاكتشاف عن الدراسات الأخرى المتعلقة بالذاكرة هو آثاره على فهم الصحة الأيضية.

إن حذف الخلايا العصبية المستجيبة للسكر في الحُصين لدى الحيوانات لا يعطل الذاكرة فحسب، بل يقلل أيضا من تناول السكر ويحمي من زيادة الوزن، حتى عندما تتعرض الحيوانات لنظام غذائي غني بالسكر. وهذا يسلط الضوء على وجود صلة مباشرة بين دوائر دماغية معينة تشارك في الذاكرة والصحة الأيضية، والتي تم تجاهلها إلى حد كبير في مجال أبحاث السمنة.


وقال المؤلف الأول مينغكسين يانغ، طالب الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا في مختبر دي لارتيغ: "تطورت أنظمة الذاكرة في الحُصين لمساعدة الحيوانات على تحديد وتذكر مصادر الغذاء المهمة للبقاء على قيد الحياة. في البيئات الحديثة، حيث الطعام وفير والإشارات في كل مكان، قد تؤدي دوائر الذاكرة هذه إلى الإفراط في تناول الطعام، مما يساهم في السمنة".

دوائر محددة ومستقلة
هناك اكتشاف رئيسي آخر وهو أن الذكريات المتعلقة بالطعام محددة للغاية. تشفر الخلايا العصبية المستجيبة للسكر وتؤثر فقط على الذكريات والمدخول المتعلق بالسكر، بينما تؤثر الخلايا العصبية المستجيبة للدهون على تناول الدهون فقط. لا تؤثر هذه الخلايا العصبية على أنواع أخرى من الذاكرة، مثل الذاكرة المكانية للمهام غير المتعلقة بالطعام.

قال دي لارتيغ: "إن خصوصية هذه الدوائر رائعة. إنها تؤكد على مدى دقة ضبط الدماغ لربط الطعام بالسلوك، مما يضمن قدرة الحيوانات على التمييز بين مصادر المغذيات المختلفة في بيئتها". لدينا أنواع منفصلة من الخلايا العصبية التي تشفر الذاكرة للأطعمة الغنية بالدهون مقابل الذاكرة للأطعمة الغنية بالسكر. ويفترض المؤلفون أن هذه الأنظمة المنفصلة تطورت على الأرجح لأن الأطعمة في الطبيعة نادرا ما تحتوي على الدهون والسكر معا.

وتفتح نتائج الدراسة إمكانيات جديدة لمعالجة الإفراط في تناول الطعام والسمنة. فمن خلال استهداف دوائر الذاكرة الحُصينية، قد يكون من الممكن تعطيل محفزات الذاكرة التي تدفع إلى استهلاك الأطعمة غير الصحية والكثيفة السعرات الحرارية.

وقال الدكتور دي لارتيغ: "هذه الخلايا العصبية ضرورية لربط الإشارات الحسية بتناول الطعام. وقدرتها على التأثير على كل من الذاكرة والتمثيل الغذائي تجعلها أهدافا واعدة لعلاج السمنة في عالم اليوم الغني بالطعام".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم بحث دراسة الطعام دراسة بحث الطعام حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الخلایا العصبیة تناول الطعام زیادة الوزن

إقرأ أيضاً:

قصائد الذكريات في بيت الشعر بالشارقة

الشارقة (الاتحاد)
أقام بيت الشعر بالشارقة، مساء يوم الثلاثاء 8 يوليو الجاري، أمسية شعرية، شارك فيها شعراء من سوريا وغانا وموريتانيا، وهم: أنس الحجار من سوريا، عبدالرحمن محمد من غانا، وهو من طلاب الجامعة القاسمية بالشارقة، وسيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، بالإضافة إلى عدد كبير من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
وقدمت الأمسية الشاعرة السودانية مناهل فتحي، التي أشادت بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية والمشهد الشعري.
افتتح القراءات الشاعر السوري أنس الحجار، الذي عرّف «الشاعر» برؤية خاصة، تتكئ على ما يمنحه حرفه للآخر من دهشة وسمو وجمال، متخذاً من الرمز والمجاز وسيلة للوصول إلى قمة الوصف. وللذات، قرأ الحجار قصيدة «مايا» التي حملها بالعاطفة والشجن والذكريات والتفاصيل.
بعد ذلك، قرأ الشاعر عبدالرحمن محمد، وهو من طلاب الجامعة القاسمية بالشارقة، نصوصاً انزاحت معانيها إلى مضامين تتوارى تارة وتظهر تارة أخرى، لتمنح العطر للمتلقي، والمفاتيح للتأويل.
واختتم الأمسية الشاعر الموريتاني سيدي محمد محمد المهدي، الذي تميّزت حروفه بالعذوبة، وتوشحت معانيه بالرمز الشفيف المحلق في فضاء البهجة والرقة والجمال.
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمة الأمسية.

أخبار ذات صلة مرايا الضوء والحنين في بيت الشعر بالشارقة

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر من عواقب الامتناع عن وجبة الإفطار
  • الذكاء الاصطناعي والمبرمجون.. دراسة تكشف "نتائج صادمة"
  • دراسة تحذر من تغليف الأطعمة والفواكه في أكياس البلاستيك.. أضرار كارثية
  • هل يمكن تأجيل سداد الإقرار الضريبي للربع الثاني 2025؟.. هيئة الزكاة توضح
  • قصائد الذكريات في بيت الشعر بالشارقة
  • دراسة: شرب السكريات أسوأ من تناولها في الطعام
  • دراسة تكشف فوائد حليب الإبل لمرضى الربو التحسسي
  • شرب السكريات أكثر ضررًا من تناولها في الطعام
  • بالفيديو.. استشارية توضح ما يحدث للجسم عند التوقف عن تناول الكربوهيدرات
  • تناول منتجات الألبان قبل النوم قد يكون سبب “الكوابيس”