منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سعى البيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن للوقوف بجانب إسرائيل، وتأكيد روايتهم ودعمهم بشكل كامل، ومع مرور الوقت، بدأت الإدارة في تغيير نبرتها تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في التصريحات العلنية، لكن خلف الكواليس والأبواب المغلقة، اختلف الأمر كثيرًا.

3 مسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية السابقة قدموا استقالتهم اعتراضًا على التعامل الأمريكي مع حرب غزة، وتحدثوا لـ«الوطن» وكشفوا عن تفاصيل حول تعامل الإدارة مع الحرب وصفقات الأسلحة، وهم: جوش بول، المسؤول البارز بوزارة الخارجية الأمريكية، والدكتورة أنيل شيلين، المسؤولة السابقة في مكتب حقوق الإنسان بالخارجية الأمريكية، ومسؤول سابق آخر طلب عدم ذكر اسمه.

الضغط لوقف الحرب

حاول المسؤولون الضغط على الرئيس السابق لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، كما أعلن 13 مسؤولًا سابقًا استقالتهم بشكل علني، لعدم رغبتهم في أن يكونوا جزءًا من السياسة الأمريكية السابقة.

إدارة «بايدن» لم تظهر نية لوقف صفقات الأسلحة لإسرائيل

رغم حديث الإدارة الأمريكية السابقة، ووزير خارجيتها أنتوني بلينكن عدة مرات عن وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، إلا أن المسؤولين السابقين، وجوش بول، وهو مدير سابق للشؤون الكونجرسية والعامة لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أكد لـ«الوطن»، أنه لم تكن هناك أي محادثات واضحة وجدية حول وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وكانت صفقة واحدة فقط تم تعليقها مؤقتًا وكان السبب هو العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، ولم تكن في العموم.

وأكد أن الولايات المتحدة علقت شحنة واحدة فقط من قنابل زنة 500 و2000 رطل، بينما أرسلت أخرى، كما لا تزال نوع محدود جدًا من القنابل زنة 2000 معلقًا حتى اليوم.

قرار الاستمرار في دعم إسرائيل ونتنياهو

وقال «بول»، ومسؤول سابق آخر، أن إدارة جو بايدن، اتخذت قرارًا أشبه بـ«المراوغة»، يؤكد على عدم طلب أي تقييمات قانونية من محاميها في وزارة الخارجية بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة، كما أكدا أنه تم تعطيل العمليات المصممة لتقييم الحوادث التي تتسبب فيها الأسلحة الأمريكية بانتهاك القانون الإنساني والإضرار بالمدنيين، وتم ذلك بواسطة السياسيين والمسؤولين المعنيين بالأمر في الإدارة السابقة.

العدوان الإسرائيلي على غزة.. حكاية إبادة

وبدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر أكتوبر من عما 2023، وشنت إسرائيل عملية إبادة جماعية أدت إلى استشهاد الآلاف من الفلسطينيين في جميع مناطق غزة، كما فرضت حصارًا قاسيًا أدى إلى تجويع الفلسطينيين في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ.

وزعمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها عملت على إدخال المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين، كما سعت إلى وقف إطلاق النار، وفي شهر مايو من العام الماضي، أعلن «بايدن» اتفاقًا وطلب من إسرائيل وحماس السعي لتنفيذه وهو ما لم يحدث إلا في يناير من العام الجاري.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خلال الأسبوع الماضي، بعد دخول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على خط المفاوضات إلى جانب إدارة بايدن، إذ أرسل مبعوثه، ستيف ويتكوف، إلى قطر وإسرائيل، ودفع بالمفاوضات إلى الأمام بعد أن قيل أنه تخلى تمامًا عن الأعراف الدبلوماسية المعروفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إدارة بايدن جو بايدن الحرب على غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

طهران تحذّر البيت الأبيض: توقّفوا عن دعم «نتنياهو المجنون»

إيران تواجه التهديدات الإسرائيلية بـ«مناورات دبلوماسية»!

تل أبيب تخطّط لتنفيذ هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية

عراقجي يعلن موقف بلاده صراحةً.. ومبادرة عُمانية لنزع فتيل الأزمة

«ليس الأمر كما لو أننا سنموت جوعًا إذا رفضوا التفاوض أو فرضوا عقوبات، لدينا مئات الطرق للصمود، وبلادنا لن تخضع لابتزاز دبلوماسي.. »، هكذا تحدث الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان عن التهديد الأمريكي بالعقوبات، والتهديد الإسرائيلي بضربة عسكرية منفردة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

تفكّر إسرائيل في ذلك، رغم تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تنفيذ تلك الضربة، بالنظر لتقدم المفاوضات مع إيران وقرب التوصل إلى اتفاق، كما أمر بوقف الجيش ووزارة الدفاع عن التنسيق مع إسرائيل فيما يخص شن هجوم مشترك على إيران.

وأفادت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن هناك رصدًا لاتصالات داخلية بين مسئولين في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مراقبة بعض التحركات العسكرية المكثفة، فضلًا عن تصريحات لمسئولين كبار في الجيش الإسرائيلي، تؤكد أن عملية عسكرية ضد منشآت نووية في إيران أصبحت وشيكة، وفق التقديرات.

ونشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية معلومات عن اجتماع سرّي عقدته وزارات إسرائيلية لمناقشة الاستعدادات لاحتمال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، قد يستمر لفترة غير معروفة، وسيتسبب في سقوط آلاف الصواريخ على إسرائيل، وفي حال الردّ الإيراني على أي هجوم إسرائيلي، يُتوقّع أن يتوقف الاقتصاد بشكل شبه كامل لبضعة أيام، ثم يعود للعمل وفقًا لحالة الطوارئ الإسرائيلية.

في المقابل، شدد الحرس الثوري الإيراني على أنه على أهبة الاستعداد للرد على أي عمل عدائي، ردًا على التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية في إيران، كما حذر الحرس الثوري في بيان من أن «يده على الزناد، ومستعد لتوجيه ردّ حاسم يتجاوز التصوّر على أي عمل عدائي من قبل العدو». وأضاف أن «الردّ لن يجعل المعتدين الواهمين يندمون بشدة فحسب، بل سيغيّر أيضًا معادلات القوة الإستراتيجية لصالح جبهة الحق وضد الوكيل الصهيوني»، بحسب تعبيره.

وتوعدت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني أيضًا بالرد على ما قالت إنه «أي عمل خاطئ ضد البلاد بحزم وقوة»، كما أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد، علي محمد نائيني، أن «أي حماقة من قبل إسرائيل ستُقابل برد مدمر»، وحذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال، محمد باقري، من أن «أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان».

وزير الخارجية الإيراني «عباس عراقجي» رد على الاتهامات ضد إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي بإخراج ملف من حقيبته خلال الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية - الأمريكية في روما، يضم إحداثيات لأسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية إسرائيلية، كانت الأجهزة الأمنية الإيرانية قد سلمته إياها، وقدمه إلى «ستيف ويتكوف» المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، مؤكدًا أن طهران ستدمرها في حال قامت تل أبيب باستهداف منشآتها النووية.

وشدد على أن طهران لا تريد الحرب وتسعى لتجنب الصدام، لكن على ترامب الذي يسعى لكسب جائزة نوبل للسلام أن يفكر جيدًا، وعليه أن يأخذ العبر من جولة المواجهة التي خاضها مع جماعة الحوثي في اليمن، محذرًا البيت الأبيض من استمرار دعم «جنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، لأن طهران سترد على القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تعرّضها لأي اعتداء.

وحذر «عراقجي» المبعوث الأمريكي «ويتكوف» من أن الحل السلمي سيكون في مصلحة الجميع، لكنّ اللجوء إلى الخيار العسكري أو تشجيع واشنطن للترويكا الأوروبية من أجل إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران «سناب باك» لن يضمن بقاء إيران في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو عدم تغيير عقيدتها الذرية.

وكادت الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، تكون الأخيرة، بسبب ما شابها من توتر شديد، لولا مبادرة قدمها وزير الخارجية العماني «بدر البوسعيدي» بإيقاف التخصيب لمدة ستة أشهر، على أن يتم إنشاء اتحاد شراكة عربية خليجية إيرانية تختص بعمليات تخصيب اليورانيوم، لضمان عدم تجاوز النسبة المسموح بها، والتي أفادت تقارير سابقة بتجاوز إيران لتلك النسبة حيث وصلت إلى 60%.

ووقع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في 4 فبراير الماضي مذكرة رئاسية لإعادة فرض عقوبات صارمة على إيران، وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر لمنعها من امتلاك سلاح نووي، على غرار ما فعل خلال ولايته الأولى، حيث انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين الغرب وإيران في عام 2015، وأوضح أنه يعتزم فرض سياسة الضغوط القصوى بسبب مزاعم عن محاولة إيران تطوير أسلحة نووية، وتوعد بالقضاء عليها في حال تعرضه لمؤامرة اغتيال من قبل عملاء إيران، ولكنه أيضًا لم يستبعد إلغاء تلك العقوبات في حالة الوصول إلى اتفاق، وعقد صفقة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وكانت إيران والدول الست: أمريكا، الصين، روسيا، فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا قد عقدت اتفاقًا في مدينة لوزان السويسرية في 2 أبريل عام 2015، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق «باراك أوباما»، للتوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء كافة العقوبات على إيران بشكل كامل.

ونص الاتفاق على مواصلة إيران برنامجها النووي السلمي بنسبة تخصيب 3.67% فقط في منشأة نطنز الواقعة شمال أصفهان، ويتم تحويل منشأة «فوردو» من موقع لتخصيب اليورانيوم إلى مركز للأبحاث النووية، وأن يبقى «أراك» موقعًا للماء الثقيل مع إجراء تغيير في قلب المفاعل بحيث لا ينتج بلوتونيوم لاستخدامه في التسلح، ومجموعة إجراءات لمراقبة تنفيذ محتوى البرنامج النووي السلمي، مقابل إنهاء الحظر الاقتصادي والمالي المرتبط بالبرنامج النووي.

ومع تولي الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» سدة الرئاسة، وفي 8 مايو من عام 2018، قام بالانسحاب من هذا الاتفاق قائلًا: «إن هذا ليس اتفاقًا، وأمريكا لا تستطيع تنفيذه أو العمل به»، ووصف هذا الاتفاق بأنه من جانب واحد وخطير وكان يجب أن لا يحدث، «وأن هذا الاتفاق لم يجلب السلام والهدوء ولن يجلب السلام والهدوء، واليوم أعلن أن الولايات المتحدة قد خرجت من الاتفاق النووي مع إيران». وأضاف: «سنفرض أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران».

وتتوزع المواقع النووية الإيرانية بين أربعة أفرع رئيسية هي: مراكز البحث (موقع بارشين العسكري، وجورجان، ودرمند، وجابر بن حيان، وبوناب، ومعلم كالايه)، ومواقع التخصيب (أصفهان، ونطنز، وفوردو، وقم، وأردكان)، والمفاعلات النووية (بوشهر، وأراك، وطهران، وكارون، وخونداب، وخوزستان، وجيهان، وموقع بارشين العسكري، وأناراك)، ومناجم اليورانيوم (منجم جاشين، وساجند).

اقرأ أيضاًسفير مصر الأسبق بإسرائيل: نتنياهو يحاول فرض سيطرة فوق وتحت المسجد الأقصى لإعلان الانتصار

مستشارة نتنياهو القضائية: تعيين رئيسًا جديدًا للشاباك «باطل وغير قانوني»

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو

مقالات مشابهة

  • ترامب: ماسك جن جنونه .. وطالبت مغادرته البيت الأبيض
  • تقرير: ماسك أُرغم على مغادرة البيت الأبيض وكان يتصرف كرجل أعمال يريد حماية مصالحه
  • أزمة الثقة تضرب البيت الأبيض.. تحقيق بصحة «بايدن» وانشقاق مدوٍّ داخل فريقه
  • البيت الأبيض: ترامب سيحضر قمة الناتو
  • إقالات في البيت الأبيض تقلق نتنياهو
  • البيت الأبيض: ترامب لم يكن على علم مسبق بالهجوم الأوكراني على المطارات الروسية
  • طهران تحذّر البيت الأبيض: توقّفوا عن دعم «نتنياهو المجنون»
  • اعترف بالحقيقة.. مسؤول سابق بإدارة بايدن: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • إقالة 3 مسؤولين مؤيدين جدا لإسرائيل في إدارة ترامب
  • البيت الأبيض: اتصال محتمل بين ترامب وشي هذا الأسبوع