عربي21 ترصد تفاعل المصريين في 25 يناير.. هل تحوّلت لمجرّد ذكرى؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
"لن يرتاح المصريون حتى يستردوا ثورتهم التي اختطفها العسكر" بجُمل ممزوجة بالأمل واليأس، عبّر عدد من المصريين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عن آمالهم المُستجدّة بتحقيق أهداف الثورة، على الرغم من توالي السنوات.
واعتاد المصريون، كل عام، منذ تاريخ 25 يناير 2011، أن يتذكّروا هتافاتهم في الشوارع والميادين، أبرزها٬ "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"عيش حرية كرامة اجتماعية".
في هذا التقرير، تبرز "عربي21" ملامح التغيير في مصر بعد سنوات طويلة من ثورة 25 يناير، فيما ترصد أبرز ما يتم تداوله على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من ذكريات وأماني، وأيضا اعترافات.
منشورات تخلّد الذكرى
روى عدد من المصريين لـ"عربي21" ذكرياتهم في زمن: "الربيع العربي"، وكيف تحدّوا الشرطة بالنزول للشارع، والهتاف باسم الحرّية والعدالة، وعن آمانيهم، آنذاك، بتغيير يلبّي احتياجات الوطن والشعب في آن واحد. فيما تباينت الآراء بينهم.
وقال جمال، ذو38 عاما: "كنت في أوج شبابي، وقمّة طموحاتي بغد أجمل، لكن لا سامح الله الثورة المضادة التي اختطفت ثورة يناير المجيدة، التي كانت في طريقها لتحقيق أهدافها".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مرّت السنوات، وكل شيء تغيّر، حتّى أنا، ولكن مصر لا تزال بحاجة لثورة حقيقية غير مسروقة"، مردفا: "في كل يوم تتكشف حقائق كل المتآمرين الخائنين للوطن والشعب".
ومن الاعترافات التي خطّت من أنامل شباب نزلوا بـ25 يناير، كتب سعيد البطوطي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسيوك": "ما أطلقوا عليه "ثورة" كان محركها الفساد وسوء الإدارة وانتهاكات حقوق الإنسان وشلة رجال الأعمال المحيطين بجمال مبارك، علاوة على الـ 70 مليار دولار اللي سرقها حسني مبارك وقام بتهريبها خارج البلاد .. الخ مما قيل في هذا الوقت".
وتابع البطوطي: "كان الكثيرون منا مصدق ما قيل، بل وكان الناس منتظرين الـ 70 مليار دولار بتوع حسني مبارك في البنوك السويسرية علشان يأخذوا نصيبهم"، مردفا: "لكن بمرور الوقت اتضح لنا جميعا أن الموضوع كله على بعضه كان مؤامرة دبرها شياطين بمساعدة أطراف خارجية وداخلية للخلاص من حسني مبارك وخلاص".
وأضاف: "ماذا حدث بعد ذلك؟ عك وعك وعك ثم عك.... وحسني مبارك رفض الفرار أو الذهاب لأي دولة من الدول التي عرضت عليه استضافته، وقال: "لن أخرج من مصر وسأموت وأدفن فيها"، وتم إهانته وحبسه، ثم برأه القضاء من الاتهامات التي وجهت له".
واسترسل: "كما تلاحظون مثلي: حسني مبارك وأولاده المحكمة برأتهم، وغير ممنوعون من السفر، وبالرغم من ذلك لم يسافر أحد منهم لكي يستمتع ويهيص بالمليارات التي هربها، بل أن حسني مبارك مات ودفن في مصر، وأولاده لم يسافروا ويعيشون الآن عيشة طبيعية بين الناس في مصر!!!!".
"على الجانب الآخر، الذين نراهم بأعيننا بيسافروا وبيهيصوا ببذخ مفزع هم نجوم المجتمع الآن" تابع البطوطي، مبرزا: "إلى حسني مبارك في قبره؛ أعترف أنني كنت أحد المغفلين، وبالرغم من معارضتي لبعض الأمور في عهدك، إلا أنني لا أشك في نزاهتك ووطنيتك وما قمت به من أجل بلدك وأهلها، وأدعوا لك من قلبي بالرحمة وأن يسكنك الله الفردوس الأعلى من الجنة".
من جهته كتب شاب يُدعى أحمد جمال، على حسابه بـ"فيسبوك": "زي انهارده من 14 سنه وكإن الراجل ده سافر بينا عبر الزمن لما قال الجمله الاوضح في الجانب المظلم من ثورة 25 يناير"، فيما أرفق منشوره بصورة رجل مسن يحمل لافتة كُتب عليها: "اللي فات ظلم واللي جاي ظلمات".
وكتبت فايزة الهنداوي: "لا عمري ندمت ولا هندم على المشاركة في ثورة 25 يناير .. يناير شهر البشاير"، فيما سارع الكثير من المصريين في نشر صور ومقاطع فيديو، وأيضا بث ذكرياتهم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لتخليد الذكرى، وجعلها حيّة لا تُنسى.
حملات استباقية واعتقالات
بشكل سنوي، قبيل حلول ذكرى 25 يناير، تشنّ وزارة الداخلية برفقة الأمن الوطني، حملات استباقية يتخلّلها القبض على عدد من المتظاهرين من الشوارع؛ خاصّة المتواجدين بميدان التحرير، الذي بات معروفا باسم: "ميدان الثورة" بقلب العاصمة المصرية القاهرة.
وقالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، عبر بيان صحفي، الأحد، إن: "الناشط المصري في تيك توك، تعرض للاختفاء القسري"، في إشارة إلى محمد أحمد علام، المعروف بلقب: "ريفالدو"، إذ نشر فيديو مداهمة القوات الأمنية منزله في العاصمة القاهرة.
وفيما أعربت الشبكة الحقوقية عن "مخاوفها على حياته"، أبرزت أنه اعتقل عقب محاولات عدّة لم يتمكن فيها جهاز الأمن الوطني من اعتقاله. بالقول: "رغم مرور أكثر من 24 ساعة على اعتقاله تعسفيا، لم يتم عرضه على أي جهة تحقيق رسمية حتى الآن".
وبتاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، اعتُقل الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق. وجُدّد حبسه قبل أيام، فيما أعلن في التاسع من الشهر الحالي، عن إضرابه عن الطعام.
كذلك، اعتقل بتاريخ 7 يناير الحالي، "اليوتيوبر" أحمد أبو اليزيد. بتهمة: "قبض الدولار من جهة خارجية"، بسبب الأموال التي يحصل عليها من موقع "يوتيوب" لقاء المحتوى الذي يبثه على قناته.
مركز الثورة بالصدارة
رصدت "عربي21" جملة منشورات وتغريدات جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يعود بها المصريون بذاكرتهم لسنوات إلى الوراء، ويتحدّثون عن الثورة بكامل من الحنين، متذكرين الأماكن التي ظلّت أيقونات للثورة، وكذا عن الشعارات والأغاني التي كانوا يصدحون بها.
البداية من قلب ميدان التحرير، إذ تجمّعت جُل رموز الحركة الوطنية المصرية من جميع التيارات السياسية والحزبية والمستقلة، قبل أربعة عشر سنة، ومنه كانت تُعلن أبرز التصريحات والمطالب، على لسان جُملة شخصيات سياسية، آنذاك، ما جعله مركز الثورة الأول.
ما جعل الميدان يتصدّر المشهد السياسي بمصر، أنّه شهد ثورة 1919 الشعبية، بقيادة الزعيم سعد زغلول، وهي الثورة التي تُعتبر أهم الثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث. فضلا عن كونه يطل على شوارع عديدة، عايشت إيقاع الاحتجاجات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بأحداث يناير، منها: شارع محمد محمود، وشارع طلعت حرب، وشارع القصر العيني.
أيضا، بالقرب من الميدان، كان جسر قصر النيل في شارع التحرير المؤدي للميدان مكانا مهما للمتظاهرين، وكذا لقوات الأمن التي كانت تقف بمُنتصف الجسر لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير.
وعلى بعد خطوات قليلة من ميدان التحرير، يتواجد ميدان عبد المنعم رياض، الذي كان شاهدا كذلك على جُملة من الأحداث التي ظلّت راسخة في الذّاكرة العربية من الثورة المصرية، أهمّها ما عرف باسم: "موقعة الجمل".
إلى ذلك، اليوم السبت، يعيش المصريون على إيقاع الذكرى الرابعة عشر لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، في حالة من الترقّب والخيبة وبصيص خافت من الأمل، في ظل قلّة الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي، للنزوح للتظاهر، وسط تشديد أمني تحسبا لأي تطورات، وذلك على خلاف بما كان يجري بالسنوات الماضية، حيث كانت الدعوات للنزول سيدة المشهد.
وأطاحت ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 بالرئيس الراحل حسني مبارك، عقب ثلاثة عقود في السلطة، وبعد 18 يوما من الثورة والاعتصام في ميدان التحرير وترديد الشعارات؛ على خلفية ما يصفه المصريون أنفسهم بـ"تفشي الفقر والفساد والظلم على امتداد عقود".
تجدر الإشارة إلى أن اندلاع ثورة كانون الثاني/ يناير تزامنت مع عيد الشرطة المصرية الـ70، وكان ذلك أحد أبرز الأسباب التي أدّت لقيام الثورة، إثر ممارسات الشرطة وتحكّمها بالمشهد السياسي في عهد مبارك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المصريون 25 يناير مصر 25 يناير ربيع مصر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة میدان التحریر ثورة 25 ینایر حسنی مبارک
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
سيكون المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل على موعد جديد من الانتهاكات الصاخبة، مع إحياء المتطرفين لما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.
ففي العام الماضي اقتحم المسجد في المناسبة ذاتها 2958 متطرفا ومتطرفة، وتحشد الجماعات المتطرفة أنصارها هذا العام لتنفيذ اقتحام وانتهاكات مماثلة، في حين يرى مراقبون أنها ستتصاعد في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، وفي ظل تربع الأحزاب المتطرفة على عرش الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة، ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات التي سُجلت في الأعوام السابقة.
كما سُجّل في المناسبة ذاتها من العام المنصرم انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار بن غفير تعليمات لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف قال للجزيرة نت إن الذكرى هذا العام ستكون من أخطر أيام السنة على المسجد، في ظل الاقتحامات التي ستنفذها جماعات المعبد المتطرفة حيث تعمل على أن يكون هذا اليوم هو يوم الاقتحام الأكبر.
إعلانوبالتالي -يضيف معروف- تنبع خطورة الحدث ابتداء من أنه يحل في ظل اصطفاف الحكومة الإسرائيلية بكل أذرعها مع جماعات المعبد المتطرفة في صف واحد باتجاه تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهو ما قام به بالفعل الوزير بن غفير.
فالوضع القائم لم يعد موجودا -وفقا للأكاديمي المقدسي- بعد أن سمح هذا الوزير المتطرف للمستوطنين بأداء الصلوات داخل الساحات في عام 2024 المنصرم، وبعد سماحه خلال العام الجاري بالرقص والغناء في أولى القبلتين.
"ستحاول جماعات المعبد المتطرفة هذا العام أن يكون اقتحامها نوعيا بشكل كبير، وتكمن خطورته في أنه سينفذ في ظل تخاذل غير مسبوق من العالمين العربي والإسلامي، وصمت مطبق على ما يجري من انتهاكات غير مسبوقة في ظل المطالبات العلنية لإقامة كنيس داخل أولى القبلتين" أضاف معروف.
انتهاكات خطيرة لم يشهدها الأقصى منذ احتلاله.. كيف مرت ذكرى "خراب الهيكل" على المسجد الأقصى المبارك؟ pic.twitter.com/9J4QJg6fUF
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
خطر متصاعد وصمت مطبقوبالنظر إلى ما جرى خلال الأشهر الماضية وخاصة فيما يسمى "يوم القدس" أكّد الأكاديمي المقدسي أن الجماعات المتطرفة ستعسى لتسجيل رقم قياسي جديد في إحياء لهذه الذكرى، وستكون هناك محاولة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الأقصى قد يكون عنوانها محاولة تنفيذ طقوس لا علاقة لها بالمناسبة التي يقتحم المستوطنون المسجد لأجلها.
فعلى سبيل المثال "لا يرتبط طقس ذبح القرابين الحيوانية بخراب الهيكل، لكن قد يُقدم المتطرفون على تنفيذه، كما فعلوا في عيد الفصح الصغير، وكما أدخلوا القرابين المذبوحة خلال عيد الأسابيع اليهودي في الشهر المنصرم".
ويرى معروف أن ذلك ممكنا لأن الجماعات المتطرفة ترى أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لبدء إقامة كنيس داخل المسجد، لأن الجو العام يساعد على ذلك من صمت عربي وإسلامي على ما يجري في كل من غزة والخليل والقدس.
وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين يمكن أن تسير الأمور في مدينة القدس، طالما أن جماعات المعبد وتيار الصهيونية الدينية على رأس حكومة الاحتلال، خاصة أن "هذا الظرف الذي نمر به الآن يأتي في ظل انعدام احتمالية سقوط حكومة نتنياهو بسبب دخول الكنيست في الإجازة الصيفية التي تستمر 3 أشهر".
وبالتالي مستوى الوحشية لدى تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة قد يكون غير مسبوق في الأقصى، "وهنا أحذر وأقول إن الرادع الوحيد للمستوطنين هو التأزيم الشعبي، وما دام الاحتلال لا يشعر أن هناك أزمة قد تحدث بسبب أفعاله ولا ثمن يدفعه، فإنه سيقوم بأي شيء باتجاه الوصول لهدفه وهو إقامة كنيس داخل المسجد في الفترة الحالية".