هل يرفض السوريون استقبال الذهب التركي في أسواقهم؟
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
دمشق– أيهما أفضل الذهب السوري أم التركي؟.. سؤال توجهنا به قبل 4 سنوات لصاغة أتراك وسوريين في أسواق الذهب بإسطنبول بعد رصد ظاهرة إعراض الصاغة الأتراك عن التعامل مع ما سموه "بالذهب السوري" لتمييزه عن التركي باعتباره "درجة ثانية".
فمع بدء اللجوء السوري الكبير إلى تركيا عام 2011 ولدت أزمة غير متوقعة وهي أن معظم الصاغة الأتراك لا يتعاملون مع الذهب الذي كان يحمله بعض السوريين عند قدومهم ولجوئهم إلى تركيا رغم أن سعره أرخص بنحو 5% مقارنة بالتركي.
الخلاف نشأ بسبب نظرة الأتراك إلى عيارات وأشكال الذهب غير المعتادين عليها، فبالنسبة لعامة الأتراك الذهب القياسي (الستاندرد) هو من عيار 22 قيراطا وهو فاتح اللون، في حين أن الذهب السوري الستاندرد من عيار 21 قيراطا وهو مائل للحمرة قليلا، مما جعل الأتراك لا يحبذون التعامل معه كونهم غير معتادين على العيار "الدخيل" وكذلك على لون وشكل المشغولات الغريبة عليهم.
واليوم بعد سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد وبدء عودة نحو 4 ملايين سوري من الجارة الشمالية تركيا، يتوقع أن تدخل كميات من الذهب التركي إلى الأسواق السورية سواء على سبيل التجارة أو كمدخرات وممتلكات شخصية لعدد كبير من السوريين الذين استحوذوا عليها خلال إقامتهم بتركيا على مدار 14 عاما.
والسؤال المطروح هل سيتعامل الصاغة السوريون بالمثل مع الذهب التركي برفض التعامل معه خاصة أنه من عيار مختلف وغير متداول في الأسواق السورية وكذلك مختلف في الشكل واللون، أم سيدخل كمنافس قوي في السوق خلال الفترة المقبلة؟.
إعلانوهو ما توجهنا به إلى الصاغة في سوق الحريقة الشهير وسط دمشق والذي يضم تجمعا لعدد كبير من محلات الصاغة وكذلك مقر نقابة الصاغة لدمشق وريفها المسؤولة عن تنظيم المهنة والتعامل مع الذهب القادم من الخارج.
لا مشكلة كبيرةيقول الصائغ محمد السلوم "من الممكن أن تكون الأزمة أو المشكلة محدودة خاصة أن السوريين افتتحوا منذ سنوات محلات خاصة بهم في تركيا لبيع الذهب تتعامل مع ما يسمى بالذهب السوري من عيار 21 ومن الممكن أن تكون الفئة الأقل هي من تعاملت مع الذهب التركي من عيار 22 واشترت منه".
وتوقع السلوم في تصريحه للجزيرة نت أن لا يسبب الذهب التركي القادم من تركيا أزمة كبيرة في السوق وقد يتم لاحقا إدراج سعر خاص بهذا الذهب على الواجهات مثل عيار 21 و18 المعتمدين بشكل أساسي في الأسواق السورية وذلك مع تزايد التعامل به وبذلك يتم حل الأمر، وفق رأيه.
كما توقع أن يشهد الذهب والمشغولات التركية إقبالا من بعض الزبائن كونها بضاعة غريبة عن السوق المحلي ولديها موديلات مختلفة قد تعجب الكثيرين، وهذا ينطبق على من يشتريه للزينة أما من يشتريه كمدخرات فهو يفضل الذهب السوري لأنه يسهل التعامل به وبيعه لاحقا دون خسائر غير متوقعة.
وتباينت الآراء في سوق الحريقة حول طريقة التعامل مع الذهب التركي خاصة أن معظم الصاغة الذين التقيناهم ليس لديهم تجربة في التعامل معه، يقول محمد النجار "سنتعامل معه كأي نوع آخر من الذهب حيث سيتم أخذ عياره ومن ثم تذويبه وعمل مشغولات منه بعياراتنا المعتمدة ولكن حتى الآن لم أتعامل شخصيا مع مثل هذا الموقف لكن باعتقادي أن الأمر يكون بالتراضي بين البائع والمشتري".
وعن طريقة التراضي التي يتحدث عنها يضيف النجار "من الممكن أن يضع الصائغ سعرا أعلى بقليل من سعر عيار 21 ثمنا لعيار 22 لكن عموما نحن كصاغة نضع عادة أسعار الذهب على واجهاتنا لعياري 21 و18 كونها الأكثر تداولا أما عيار 22 فمعظمنا لم نتعامل معه".
إعلانأما الصائغ إلياس شلهوب فيرى أن معظم الصاغة السوريين سيتعاملون مع الذهب التركي على أنه من عيار 21 ومن الممكن أن يكسروه بالسعر كما يقال.
لكن عموما، والكلام لشلهوب، لا يستطيع الصائغ شراء الذهب الأجنبي إلا بعد الرجوع إلى النقابة ودمغ القطع بدمغتها لكي تصبح صالحة للبيع لأن الذهب القادم من الخارج ممنوع وضعه على الواجهات للبيع دون معايرته ودمغه من قبل النقابة وذلك لأسباب مثل الجودة والمصدر.
المسؤول عن مكتب الدمغة بنقابة الصاغة في دمشق وريفها فادي صحناوي قال إن سوق الذهب السوري مرن ومنفتح بشكل كلي على جميع أنواع الذهب وعياراته المختلفة والنقابة متعاونة مع الصاغة بشكل كامل لتسهيل عمليات الشراء والبيع.
وأضاف للجزيرة نت أنه بشكل عام عيار الذهب 22 قيراطا "نادر التعامل به في سوريا لكن في السابق كنا كصاغة نصنع ليرات ذهبية من هذا العيار إضافة الى العيار الستاندرد 21 قيراطا وهو الأكثر طلبا حسب العادات الشرائية للسوريين".
وعموما كصاغة "نأخذ القطع الذهبية المراد بيعها والمشتراة من الخارج سواء من تركيا أو غيرها ونعمل لها معايرة ونتأكد من عيار الذهب ونشتريه بسعره. والنقابة هنا مهمتها تسهيل أعمال الصاغة وليس البيع والشراء في الأسواق".
وعن طريقة بيع الذهب الدخيل إلى الأسواق، أوضح صحناوي أن الصائغ الذي يرغب بشراء قطعة ذهب من الخارج عليه أن يلجأ إلى ما يسمى "بمعيّر" منتدب من النقابة كي يفحص له عيار الذهب القادم من الخارج وإذا عياره مضبوط يقوم الصايغ بالشراء بسعر العيار بعد التأكد منه.
وعن مصير هذا الذهب خاصة أنه غير متداول في الأسواق السورية أو منسجم مع العادات الشرائية للسوريين، يوضح المسؤول في النقابة أنه بعد الشراء أمام الصائغ عدة خيارات إما أن يقوم بتذويب القطعة المشتراة وإعادة تصنيعها أو تسديدها كقيمة ذهب لورش التصنيع، أو إذا كانت صالحة للبيع فيقوم بدمغها من قبل النقابة وإعادة بيعها وفق العيار المصادق عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأسواق السوریة الذهب السوری من الممکن أن فی الأسواق التعامل مع من الخارج القادم من خاصة أن من عیار عیار 22 عیار 21
إقرأ أيضاً:
سعر أقل عيار ذهب اليوم 13-12-2025
أظهر أقل سعر ذهب في مصر؛ استقرارا بدون تغيير في مستهل تعاملات اليوم السبت الموافق 13-12-2025.
أقل عيار ذهبوجاء أقل سعر عيار ذهب وهو من عيار 14 الأدني فئة في محلات الصاغة المصرية
وتضمن آخر تحديث لأقل أعيرة الذهب وهو عيار 14 الأدني فئة نحو 3833 جنيه للبيع و 3850 جنيه للشراء
استقرار الذهباستقر سعر الأعيرة الذهبية في مصر داخل محلات الصاغة خلال مستهل تعاملات اليوم دون تغيير.
ثبات الذهبوسجل المعدن الأصفر ثباتا نسبيا بأول تعاملاته الأسبوعية بمختلف الأعيرة الذهبية داخل محلات الصاغة
تحرك الذهبوخلال تعاملات مساء أمس الجمعة، سجل متوسط عيار الذهب زيادة طفيفة بمختلف الأعيرة لم تجاوز حاجز الـ5 جنيهات.
وشهد سعر الذهب خلال الاسابيع القلائل حالة من التذبذب بين الارتفاع و التراجع، لكنه فقد ما يقارب من 550 جنيه على الاقل بمختلف الاعيرة الذهبية خلال تلك الفترة
اخر تحديث لسعر الذهبوسجل آخر تحديث لسعر جرام الذهب نحو 5650 جنيه .
وسجل سعر عيار 24 الأكبر قيمة نحو 6571 جنيه للبيع و 6600 جنيه للشراء
سعر عيار 21 اليوموصل سعر عيار 21 الأكثر انتشارا نحو 5750 جنيه للبيع و 5775 جنيه للشراء
سعر عيار 18 اليوموبلغ سعر عيار 18 الأوسط انتشارا نحو 4928 جنيه للبيع و 4950 جنيه للشراء
وسجل سعر عيار 14 الأدني فئة نحو 3833 جنيه للبيع و 3850 جنيه للشراء
سعر الجنيه الذهب اليوموبلغ سعر الجنيه الذهب نحو 46 ألف جنيه للبيع و 46.2 ألف جنيه للشراء
وسجل سعر أوقية الذهب نحو 4330 دولار للبيع و 4331 دولار للشراء
قال جون لوكا، رئيس مجلس إدارة شركة «جولد ايرا» للاستثمار وتجارة الذهب، إن قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل توقعات التضخم المرتفعة والأسواق العالمية المتقلبة.
وتوقع لوكا أن تتجاوز أسعار الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية في 2026، مشيرًا إلى أن المستثمرين سيواصلون اللجوء إلى الذهب لتعزيز محافظهم ضد تقلب الأسواق وتقليل المخاطر.
وأضاف لوكا :انقسام أعضاء الفيدرالي يعكس حالة من عدم اليقين في السياسة النقدية، وهو ما يدعم الطلب على الذهب ويزيد من أهميته في المحافظ الاستثمارية للمستثمرين حول العالم."
وأشار لوكا أيضًا إلى أن برنامج مشتريات أذون الخزانة قصيرة الأجل الذي أعلنه الفيدرالي يمثل عامل دعم مباشر للذهب: "عودة التيسير الكمي تزيد من السيولة في الأسواق وتخفض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك المعدن النفيس، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن أمان رأس المال."
كما أضاف: الخطوة الأخيرة للفيدرالي تمثل أيضًا مؤشرًا على مرونة السياسة النقدية، وهو ما يزيد الثقة لدى المستثمرين في الذهب كأصل يحافظ على القيمة على المدى المتوسط والطويل."