لسنا أعداء للسامية، بل أعداء لكل ما ينتهك الإنسانية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
زهير عثمان
هل نحن أعداء السامية أم أعداء الإنسانية؟
في خضم الصراعات السياسية والثقافية بين العالم العربي وإسرائيل، يتجلى سؤالٌ محوريّ حول طبيعة الموقف العربي تجاه "السامية" وسلوك الإسرائيليين. فهل نحن أعداء للسامية، كما يُتهم العرب والمسلمون غالبًا، أم أن موقفنا نابع من رفضٍ إنسانيّ لممارسات قمعية تُمارس باسم القومية أو الدين؟
السلوك الإسرائيلي في غزة: عداء للإنسانية؟
تتكرر في المشهد الفلسطيني مشاهد الدمار والقصف الذي يُلحق أذىً هائلًا بالمدنيين، خاصة في غزة، التي تواجه أشرس أشكال الحصار والقصف العسكري.
ما يجعل هذا السلوك مرفوضًا عالميًا هو أنه يتحدى القيم الإنسانية الأساسية. فلا يمكن للعقل الإنساني أن يتقبل سياسة التهجير القسري والحصار الاقتصادي المستمر الذي يؤدي إلى تجويع السكان وعزلهم عن العالم الخارجي. إن هذا النهج لا يُظهر عداءً لجماعة بعينها، بل عداءً للإنسانية بأكملها.
الغزو الفكري اليهودي للعالم العربي صراع ثقافي أم هيمنة سياسية؟
على الجانب الآخر، تتجلى محاولات الهيمنة الثقافية من خلال أدوات الإعلام والفن، وهو ما يعكسه فيلم مثل "كابتن أمريكا: رايف نيو وارلد"، الذي يتضمن بطلة خارقة تمثل إسرائيل بشخصية "صبرا". مثل هذه الأعمال ليست بريئة، بل تستهدف تشكيل وعي جديد يتقبل إسرائيل ككيان طبيعي في المنطقة، بل ويروج لها كبطلٍ في معركة الحق.
ردود الفعل العربية على هذا النوع من الغزو الفكري، كما يظهر في الحملة المصرية لمقاطعة الفيلم، تعكس رفضًا لفكرة التطبيع الثقافي، حيث يرى المثقفون العرب أن قبول مثل هذه الأعمال يعني شرعنة وجود كيان يتناقض مع المبادئ الإنسانية. هذه الحملات ليست فقط موقفًا سياسيًا، بل تعبيرٌ عن صراع وجودي لحماية الهوية الثقافية العربية.
المفارقة: عداء للسامية أم رفض للاحتلال؟
إسرائيل وحلفاؤها يروجون لفكرة أن أي نقد لها يُصنف كمعاداة للسامية، لكن الحقيقة أن الموقف العربي لا يرفض السامية كهوية ثقافية أو دينية، بل يعارض سياسات الاحتلال والاستيطان. إن العرب يعانون من شيطنة منهجية، حيث يتم وصف أي رفض لسياسات إسرائيل بأنه رفض للسامية، بينما يتجاهل هذا السرد أن الفلسطينيين أنفسهم ساميون.
التحدي الثقافي و الفن كسلاح أيديولوجي
الفن هو أحد أكثر الأدوات فاعلية في نشر الأفكار الأيديولوجية، وهذا ما يجعل فيلم "كابتن أمريكا" وأعمالًا مشابهة جزءًا من استراتيجية الهيمنة الثقافية. في هذا السياق، يتعين على المثقفين العرب تعزيز إنتاج أعمال فنية تعبر عن الرواية العربية للصراع، وتوثيق الممارسات الإسرائيلية التي تفضح عداءها للإنسانية.
موقف مبدئي أم صراع دائم؟
ويجب أن نتساءل هل يمكن أن نفصل بين رفضنا لسلوك إسرائيل كدولة احتلال وبين احترامنا للتنوع الثقافي والديني في العالم؟ الإجابة تكمن في ضرورة الحفاظ على خطاب إنساني، يرفض الظلم والقمع أيًا كان مصدره، ويضع حقوق الإنسان فوق أي اعتبار ديني أو قومي.
وأخير أقول إننا لسنا أعداء للسامية، بل أعداء لكل ما ينتهك الانسانية
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تهريب الوقود والمهاجرين يقود صراع السيطرة في مدينة الزاوية
اشتباكات الزاوية تتجدد وسط صراع نفوذ اقتصادي وأمنيليبيا – ذكر المحلل السياسي خالد الحجازي أنّ مدينة الزاوية تشهد تجددًا لافتًا للاشتباكات المسلحة، حتى باتت من أكثر النقاط سخونة في الغرب الليبي، وفق تعبيره.
أبعاد الصراع وتعدد التفسيرات
أوضح الحجازي في تصريح لموقع “إرم نيوز” أن التفسيرات المتداولة حول أسباب الاشتباكات تتغير من جولة إلى أخرى، إلا أن قراءة المشهد بعمق تكشف أن القضية أعقد من مجرد خلاف محلي أو احتكاك عابر بين مجموعات مسلحة.
أهمية الزاوية الاستراتيجية
بيّن أن الزاوية تُعد عقدة استراتيجية اقتصاديًا وجغرافيًا، لاحتوائها على المصفاة والميناء والطريق الساحلي، إضافة إلى كونها نقطة عبور مهمة لشبكات تهريب الوقود والمهاجرين، ما جعلها مركزًا لصراع متعدد الأبعاد.
شبكات التهريب واقتصاد الموازي
وأشار إلى أنّ تقارير عدة تؤكد أن التهريب، خصوصًا تهريب الوقود والاتجار بالبشر، تحول إلى اقتصاد موازٍ في المدينة، تدور حوله شبكة مصالح كبرى تزيد من حدة التنافس بين المجموعات المسلحة.
غياب السلطة المركزية وتغيّر موازين القوى
وأوضح الحجازي أن غياب سلطة موحدة قادرة على فرض القانون جعل الزاوية ساحة مفتوحة لإعادة تشكيل موازين القوى كلما شعرت أي مجموعة بتهديد أو فرصة، معتبرًا أن الاشتباكات غالبًا ترتبط بمحاولات السيطرة على نقاط استراتيجية مرتبطة بالتهريب والمنافذ الحيوية.
صراع نفوذ معقد ومتجدد
وأكد أن المدينة غارقة في صراع نفوذ اقتصادي وأمني، وأن الجماعات المسلحة تتعامل معها باعتبارها بوابة موارد لا يمكن التفريط فيها، ما يجعل تجدد الاشتباكات أمرًا متوقعًا في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على فرض قواعد واضحة.