أشرف غريب يكتب: في عيد ميلاد السندريللا
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
فى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يناير 1943 قبل اثنين وثمانين عاما، أنجبت السيدة جوهرة محمد حسن لزوجها محمد حسني البابا، فنان الخط العربي الأشهر في زمانه، طفلة صغيرة لم يكن أحد يتوقع لها أنّها التى سوف تلون بلونها سينما الستينيات وما بعدها لتصبح النجمة السينمائية الأكثر حضورا في تاريخ فن التمثيل العربي وحتى هذا اليوم، رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على رحيلها المأساوي في يونيو عام 2001، إذ لم تكن نجومية سعاد حسني من النوع التقليدي، أو ما يمكن تسميته بالنجومية الهادئة.
فلماذا إذن كانت سعاد نجمة بمواصفات خاصة أهّلتها لتلك المكانة المتميزة؟
في أجواء فنية واجتماعية متعطشة للجديد بفعل المتغيرات التي أحدثتها ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952 ظهر جيل كامل من الممثلات أخذ على عاتقه التعبير عن فتاة مجتمع ما بعد الثورة ضم، بحسب ترتيب الظهور على الشاشة منذ سنة 1957، كلا من زبيدة ثروت ولبنى عبدالعزيز وليلى طاهر ونادية لطفي وزيزي البدراوي ثم.. سعاد حسني، ورغم أنّ سعاد كانت الأخيرة زمنا والأصغر عمرا إلا أنها استطاعت أن تتقدم السباق بسرعة، ليس لأن الأخريات لم يواكبن ما كان باديا من تطور اجتماعي، وإنما لأن شيئا ما كان ينقص تلك العلاقة بين الجمهور وأي من هؤلاء الأخريات بعكس ما حدث مع سعاد ومن أفلامها الأولى، فزبيدة ثروت وزيزي البدراوي كانتا أقرب إلى النموذج الذي صنعه تيار الميلودراما التقليدي بقيادة فاتن حمامة منذ منتصف الأربعينيات، بينما تراجعت ليلى طاهر سريعا إلى الأدوار الثانية والمساعدة.
وفي الوقت نفسه لم يقترب الناس وجدانيا حتى لو اقتنعوا فكريا من النموذج الذي قدمته لبنى عبدالعزيز وخاصة في فيلمي «هذا هو الحب» و«أنا حرة» لصلاح أبوسيف عامي 1958 و1959، فضلا عن الحاجز النفسي التلقائي الذي خلقته ملامح لبنى عبدالعزيز غير المألوفة، وبقيت نادية لطفي الشقراء ذات الملامح غير المصرية بحاجة إلى مزيد من الأدوار كي تؤكد وجودها الفني، وهو ما تحقق لها لاحقا بعد مجموعة من التجارب السينمائية.
أما سعاد حسني فكانت شيئا مختلفا.. لم تستكن أو تستسلم مثل شخصيات زبيدة ثروت وزيزي البدراوي، ولم تتمرد أو تتفلسف مثل شخصيات لبنى عبدالعزيز.. كانت متطلعة ومنطلقة ولكن ببساطة ودون تكلف، لم تكن تبحث عن الحرية بمعناها التجريدي.. كانت تبحث عن الحياة بمفهومها البسيط، لم تكن تفتش عن ذاتها بقدر ما كانت تريد أن تشعر بوجودها، وهذا كله في توافق تام مع ملامح مصرية صميمة شكلا وروحا وقدرة عالية على التوظيف الدرامي لأدواتها كممثلة، سواء بالتلوين الصوتي أو الأداء الحركي أو التعبير بالوجه والعين.
لذلك لم يكن غريبا بعد هذا كله أن تلغى سعاد حسني تماما المسافة بينها وبين الجمهور، وتزيل الحائط الوهمي بين الشاشة وصالة العرض في حالة أظنها فريدة في تاريخ السينما العربية، ليس هذا فقط بل إنها استطاعت أن تلون عقد الستينيات وإلى منتصف السبعينيات بلونها، وأخذت معها حتى بنات جيلها فيما عُرف بتيار أفلام الشباب والمغامرات من نوعية: العزاب الثلاثة والأشقياء الثلاثة والمغامرون الثلاثة، وللرجال فقط، والثلاثة يحبونها، وحكاية ثلاث بنات وحلوة وشقية والزواج على الطريقة الحديثة، إلى آخر هذه القائمة الطويلة.
وحتى وهي تتحول في السبعينيات وما بعدها إلى التراجيديا والدراما العاطفية كانت بمواصفات خاصة بها ومختلفة عما كان سائدا في الخمسينيات، فضلا عن نجاحها الطاغي كأبرز من قدمت السينما الاستعراضية ومثالها البارز فيلم «خلّي بالك من زوزو» أكثر الأفلام جماهيرية ونجاحا في تاريخ السينما المصرية.
لقد استطاعت السندريللا أن تفرض كلمتها على السينما التي قدمتها، وطبعتها بطابعها الخاص جدا اختيارا وأداء، تمثيلا وغناء ورقصا، فلم تعد فقط العلامة الفارقة في تاريخ فن التمثيل السينمائي فحسب، وإنما أضافت إلى ذلك كله النجومية والشهرة والحظوة الجماهيرية التي لم تصل إليها دونها من الممثلات وربما حتى بين الرجال باستثناء عبدالحليم حافظ، ولا عجب أن تجمع الاثنين قصة حب ظلت فصولها غامضة رغم ما تكشّف من حقائق ومعلومات، وخاصة بعد رحيل العندليب الأسمر عام 1977 وتصريح سعاد حسني الشهير بأنّها تزوجته عرفيا لمدة ست سنوات كاملة، ثم حدث الانفصال على أثر رفض عبدالحليم الإعلان عن تلك الزيجة خشية أن تنفضّ المعجبات من حوله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفن الشاشة العربية سعاد حسنی فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
تصريح غريب للركراكي مدرب المغرب: سأترك منصبي لأنشيلوتي أو غوارديولا
قال وليد الركراكي مدرب المغرب إنه مستعد لترك منصبه لمدربين مثل كارلو أنشيلوتي أو بيب غوارديولا إذ كان ذلك ذلك سيضمن فوز منتخب بلاده لقب كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها بلاده العام الحالي.
ويستعد المنتخب المغربي، صاحب المركز الرابع في كأس العالم 2022 في قطر، لمواجهة تونس وبنين الشهر المقبل وديا.
ويواجه المنتخب المغربي نظيره التونسي في 6 يونيو/حزيران المقبل، على أن يلعب أمام بنين بعدها بثلاثة أيام، ويأتي ذلك في إطار الاستعداد لكأس أفريقيا.
وسيخوض المغرب منافسات البطولة ضمن المجموعة الأولى بجانب منتخبات مالي وزامبيا وجزر القمر.
وشهدت القائمة انضمام مروان السنادي لاعب أتليتيك بلباو للمرة الأولى، بالإضافة إلى عبد الحق العسال مدافع نهضة بركان.
وفي رده على مسقبل الجهاز الفني، قال الركراكي في مؤتمر صحفي -اليوم الثلاثاء- إنه "إذا كان بيب غوارديولا أو كارلو أنشيلوتي يضمنان لنا الفوز باللقب القاري، فسأكون أول من سيترك لهم المسؤولية وسأتوجه للمدرجات للتشجيع، لكنني أؤمن بحظوظنا وعازم على قيادة المنتخب لتحقيق هذا الحلم".
وأشار الركراكي (49 عاما) إلى أنه لم يضم آدم أزنو بناء على طلب من فريقه بايرن ميونخ الذي يستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية الشهر المقبل.
إعلانوكال الركراكي المديح لإلياس بنصغير وعبد الصمد الزلزولي وبراهيم دياز على التزامهم رغم ما واجهوه من ضغوط.
وأكد أن الإصابات العديدة، خاصة في الدفاع، تمنحه الفرصة لاختبار لاعبين جدد، وقد استدعى المدافع أسامة العزوزي لتعويض هذه الغيابات.
وأوضح أن خطة اللعب بأربعة مهاجمين تأتي لتجربة الفعالية الهجومية قبل النهائيات.
والتشكيلة التي أعلنها الركراكي: حراسة المرمى: ياسين بونو ومنير المحمدي والمهدي بنعبيد. مدافعون: أشرف حكيمي وعمر الهلالي وعبد الكبير أبقار وعبد الحق العسال وجواد الياميق وأسامة العزوزي وآدم ماسينا وزكريا الواحدي ويوسف بلعمري. لاعبو الوسط: سفيان أمرابط وأسامة ترغلين وعز الدين أوناحي وإسماعيل صيباري وبلال الخنوس. مهاجمون: براهيم دياز وإلياس بنصغير وسفيان رحيمي ومروان السنادي وأيوب الكعبي ويوسف النصيري وحمزة إيكمان وأسامة صحراوي وعبد الصمد الزلزولي.