النمو المرتفع في الهند مقترنا بالإدارة المالية يوفر نمواً مستداماً
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
نيو دلهي : البلاد
يواصل المسار الإقتصادي للهند التطور بمرونة ملحوظة حيث من المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للهند 4 تريليون دولار بحلول عام 2025م وأن تصبح رابع أكبر اقتصاد عالمي بحلول عام 2026م حيث يدعم هذا النمو إلى أسس اقتصادية قوية وسياسات حكومة استراتجية وبيئة أعمال متغيرة بسرعة مما يهيئ الهند لتصبح قوة اقتصادية عالمية في حين يبرز صعود الهند الإقتصادي المستمر بشكل خاص حيث ستكون الإقتصاد الأكثر مرونة بين أكبر 10 اقتصادات عالمية رائدة في الفترة بين عامي 2025م و 2027م .
كما هو من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للهند إلى 4.7 تريليون دولار في السنوات القليلة المقبلة متجاوزاً اليابان لتأمين موقعها كرابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2026م وعلى الرغم من البيئة الاقتصادية العالمية الصعبة والتوترات الجيوسياسية المستمرة، يظل الاقتصاد الهندي صامدًا ومرنًا. كما ظل المسار الاقتصادي للهند بفترتين مميزتين بما في ذلك الأداء السابق (2022-2024) والتوقعات المستقبلية (2025-2027)، حيث يظهر أعلى مستويات المرونة بين الاقتصادات الرائدة عالميًا.
وفقاً لتقرير رسمي صادر مؤخراً ، تحتل الهند المرتبة الأولى من حيث نمو الناتج المحلي الإجمالي في كل من الأداء السابق (2022-2024) والتوقعات المستقبلية (2025-2027) بين أكبر 10 اقتصادات في العالم. كما ذكر التقرير انه خلال السنوات الثلاث الماضية، تفوقت الهند باستمرار على الاقتصادات العالمية الكبرى، مسجلةً معدل نمو متوسط يبلغ حوالي 8٪. ويُعد هذا الأداء الاستثنائي، رغم التحديات العالمية، دليلًا على الأسس الاقتصادية القوية للهند.
كما افاد التقرير أن مسار النمو في الهند ليس فقط مثيرًا للإعجاب ولكنه يُظهر قدرة الهند على الحفاظ على الزخم القوي حتى في مواجهة الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة حيث يُعزى هذا النمو إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في القطاعين العام والخاص، والإصلاحات السياسية، والتحول الرقمي، والتوسع الصناعي. وأشار التقرير إلى أن الهند أظهرت تحسنًا ملحوظًا في أدائها التصديري، خاصةً في التوقعات المستقبلية (2025-2027)..
في حين تحتل الهند المرتبة الأولى في نمو الصادرات بين أكبر 10 اقتصادات في العالم، بعدما كانت في المرتبة الثانية خلال فترة الأداء السابق (2022-2024) حيث يعكس هذا التحول طموح الهند لتصبح مركزًا عالميًا للتصدير مع هدف تحقيق 2 تريليون دولار من الصادرات بحلول عام 2030م. وهناك عدة عوامل وراء نمو الصادرات في الهند منها تنويع أسواق التصدير، وزيادة القدرة التنافسية، والتوسع في المنتجات ذات القيمة المضافة بحسب التقرير.
كما اشار التقرير إلى أن الحكومة الهندية كانت نشطة في تعزيز اتفاقيات التجارة وتوسيع شبكة اتفاقيات التجارة الحرة وتحسين سهولة ممارسة الأعمال مما أدى إلى تعزيز قطاع الصادرات في البلاد ويدعم مسار نمو الصادرات في الهند إلى الطلب القوي على المنتجات من قطاعات مثل التكنولوجيا، والأدوية، والكيماويات، والسلع الهندسية، والمنسوجات الخ.. ومع تعزيز اندماجها في سلاسل القيمة العالمية، أصبحت الهند أكثر تنافسية حيث تستحوذ على حصة أكبر من الأسواق التقليدية والناشئة في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة الإقتصاد الهندي الذي ينمو بشكل متصاعد حيث اشار التقرير إلى أن “الأداء القوي للهند في مجالي الادخار والاستثمار يعد محركًا رئيسيًا آخر لنموها الاقتصادي. كما ظل كل من الإدخار والإستثمارات نحو الإرتفاع المستمر على مدى السنوات الماضية القليلة بلغت حوالي 32٪ و33٪ من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي. وتضع هذه الأرقام الهند ضمن قائمة أكبر 10 اقتصادات عالميًا من حيث الادخار والاستثمار” وفق التقرير.
كما حققت الهند انجازاً مهماً في مسيرتها لجذب الإستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024م عندما بلغت التفقات التراكمية للإستثمار الأجنبي المباشر من عام 2000م إلى 2024م مبلغ تريليون دولار أمريكي ثم في النصف الأول من السنة المالية الحالية (2024-2025) ، تجاوزت تدفقات الإستمثار الأجنبي المباشر 40 مليار دولار حيث تدفقت حصة كبيرة من هذا الإستثمار الأجنبي المباشر إلى الهند خلال العقد الأخير مما يعكس النهج الإستباقي للحكومة في تحرير معايير الإستثمار الأجنبي المباشر وتبسيط الأطر التنظيمية وكذلك تعزيز ثقة المستثمرين .
كما تم ادارة نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي عند مستوى مستقر باستمرار مما يعكس التزام الحكومة بالانضباط المالي في حين تحتل الهند المرتبة الثانية من حيث نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي بين أكبر 10 اقتصادات في العالم بعد ألمانيا خلال فترة الأداء السابق (2022-2024) والتطلعات المستقبلية (2025-2027). وقد سمح هذا النهج الحكيم للإدارة المالية للهند بالحفاظ على الحيز المالي مع الاستمرار في الاستثمار في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية.
كما اضاف التقرير أن مرونة الاقتصاد الهندي يمكن أن تُعزى أيضًا إلى الإصلاحات الهيكلية المستمرة والمبادرات السياسية الاستباقية في حين فقد نفذت الحكومة سلسلة من الإصلاحات التي تهدف إلى تحسين الحوكمة، وتبسيط اللوائح، وتعزيز سهولة ممارسة الأعمال. وقد لعبت هذه الإصلاحات دورًا حاسمًا في جعل الهند وجهة أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية وريادة الأعمال.
وعلى مدى السنوات الأخيرة ، حققت الهند تقدماً كبيراً في مجالات مثل البنية التحتية الرقمية والشمول المالي وتنمية المهارات مما عزز إنتاجية الاقتصاد وقدرته التنافسية. وعلاوة على ذلك، يركز اهتمام الحكومة على التصنيع كثيف العمالة، خاصة في اطار مبادرات مثل “صنع في الهند”، والتي تهدف إلى خلق ملايين الوظائف الجديدة وتحفيز النمو الصناعي.
كما تؤكد التزام الحكومة الهندية بالحفاظ على الإنضباط المالي وتحسين سهولة ممارسة الأعمال، وتعزيز مناخ الإستثمار الملائم والتي جعلت الهند كوجهة استثمارية رائدة. وفي نفس الوقت أن النمو القوي الذي تشهده البلاد في الصادرات والادخار والاستثمارات يؤكد على مرونتها الاقتصادية.
وبالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع أن يستمر مسار النمو في الهند في التصاعد، مدفوعًا بالاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي، والرقمنة، وأشباه الموصلات، والتكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، ومعالجة الأغذية، والتصنيع، والبنية التحتية. ومع التركيز على تعزيز التنافسية العالمية والاندماج العميق في سلاسل القيمة العالمية، تسير الهند بثبات نحو أن تصبح قوة اقتصادية عالمية رائدة بحلول عام 2047م .
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هواتف Google Pixel تتقدم في السوق الأمريكية وتشهد نمواً 13%
أظهرت بيانات جديدة صادرة عن شركة الأبحاث Canalys أن هواتف Pixel من شركة Google حققت تقدماً ملحوظاً في السوق الأمريكية خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث احتلت المرتبة الرابعة بحصة سوقية بلغت 3٪، مع شحن نحو 800 ألف وحدة خلال الفترة من أبريل وحتى يونيو.
ويُعد ذلك ارتفاعاً بنسبة 13٪ على أساس سنوي، مقارنةً بحوالي 700 ألف وحدة تم شحنها خلال نفس الفترة من العام الماضي.
تجاوز شركة TCL وتراجع العلامات الأصغرهذا النمو مكّن Google من التفوق على TCL، التي كانت قد تقدّمت سابقاً على Pixel في حجم الشحنات.
وقد شهدت TCL تراجعاً كبيراً هذا الربع بنسبة 23٪ على أساس سنوي، حيث شحنت نحو 700 ألف وحدة فقط. كما انخفضت شحنات العلامات التجارية الصغيرة الأخرى بنسبة 34٪، مما يعكس التحديات التي تواجهها الشركات الأقل شهرة في السوق الأمريكية.
وفقاً للتقرير، جاءت شركة Motorola في المرتبة الثالثة بحصة سوقية بلغت 12٪ وشحن 3.2 مليون وحدة، مع نمو طفيف بنسبة 2٪ خلال الربع. أما في مقدمة السوق، فما تزال Apple تحتل المركز الأول مع شحن 13.3 مليون وحدة من هواتف iPhone، رغم تراجع بنسبة 11٪ مقارنةً بالعام الماضي.
في المقابل، سجلت سامسونج أعلى نسبة نمو، حيث ارتفعت شحناتها بنسبة 38٪ لتصل إلى 8.3 مليون وحدة، مستحوذة على 31٪ من السوق، وهو نجاح يُعزى، بحسب Canalys، إلى الأداء القوي لسلسلة Galaxy A الاقتصادية.
تقدم بطيء ومستقبل واعد لسلسلة Pixelورغم أن الأرقام تشير إلى نمو مستمر لشركة Google، إلا أن وتيرة التوسع تباطأت مقارنة بعام 2023، حيث كانت تقديرات حصة Pixel في السوق الأمريكية تقترب من 5٪. وهو ما يوحي بانخفاض طفيف في الحصة السوقية رغم زيادة عدد الوحدات المشحونة.
من المتوقع أن تطلق Google سلسلة Pixel 10 في أغسطس المقبل، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على أداء الربع الثالث.
وكانت سلسلة Pixel 9 التي صدرت العام الماضي قد حققت أعلى مبيعات فصلية في تاريخ الشركة.
السوق الأمريكية ما تزال صعبة الاختراقتشير Canalys إلى أن أكثر من 90٪ من شحنات الهواتف الذكية في الولايات المتحدة تسيطر عليها Apple وسامسونج وMotorola، وهو ما يترك مجالاً ضيقاً لباقي العلامات لتحقيق اختراقات كبيرة.
من جانبها، تعتمد شركات مثل OnePlus وNothing على استراتيجية مختلفة، تركز على مبيعات الهواتف المفتوحة عبر الإنترنت ومنصات مثل Best Buy وAmazon، بدلاً من الاعتماد على شركات الاتصالات.
إلا أن هذه الاستراتيجية لم تُترجم حتى الآن إلى مكاسب كبيرة في الحصة السوقية.
الخلاصةرغم التحديات، فإن Google تواصل شق طريقها بهدوء في واحدة من أصعب أسواق الهواتف الذكية عالمياً.
ويبدو أن هاتف Pixel بدأ يحجز لنفسه مساحة بين عمالقة الصناعة، مما يعزز من فرص المنافسة ويوفر للمستخدمين بديلاً متطوراً في سوق شديدة الاحتكار.