الوطن:
2025-05-20@07:54:48 GMT

سامح فايز يكتب: لهذا أحب حسن كمال (1)

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

سامح فايز يكتب: لهذا أحب حسن كمال (1)

بكى المدرب الإسباني ألنيو أليسويدو أمام لاعبة التايكوندو هداية ملاك متأثرا بفرحتها، وانحنى أمامها بعد حصولها على الميدالية البرونزية في منافسات وزن 57 كيلوجراما في لعبة التايكوندو في أولمبياد «ريو دي جانيرو» 2016، صورة إنسانية التقطتها العدسات سريعا، وفي خلفية الصورة شاب مصري يصفق بسعادة بالغة لتصبع سعادته «تريند» شغل المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، دون أن نعرف أن ذلك الشاب المبتسم هو الطبيب «حسن كمال»، رئيس البعثات الطبية المرافقة للبعثات الأولمبية المصرية المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، والذي سيصبح لاحقا الشخصية الأبرز التي نتابعها لمعرفة تفاصيل مشاركة اللاعبين المصريين فى الأولمبياد المختلفة؛ سواء «أولمبياد الشباب» أو «أولمبياد طوكيو» 2021.

عرف المتابعون «حسن كمال» طبيبا رياضيا، لكنني عرفته أيضا كاتبا مثابرا منذ العام 2008 عندما فازت مجموعته القصصية «كشري مصر» بجائزة ساويرس الأدبية. نجاحات «حسن كمال» الأدبية استمرت حتى عاد بعد ستة عشر عاما من الجائزة الأولى ليُتوَّج بالترشح ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية فى الرواية العربية «بوكر» عن الدورة الحالية برواية «الرواية المسروقة».

وبين هذه وتلك أعوام من المثابرة أصدر فيها «حسن كمال» العديد من المجموعات القصصية والروايات، واجه خلالها محاولات سوق شرسة لبيع وتوزيع الكتاب معاييره لا تناسب كمال؛ الكاتب المؤمن بما يكتب، المستمتع بتفاصيل كتابته، الرافض لأي تنازلات في شكل كتابته حتى يُرضى غرور أصحاب رؤوس الأموال في شركات النشر لمداعبة قراء Generation Z وميلهم للكتابات الخفيفة والقصص ذات الطابع السطحي والسريع، ورغم تميزه في كتابة أدب الجريمة برواية «المرحوم» التي حققت العديد من الطبعات، إلا أنه احتفظ بالشكل الفني للرواية ولم يتنازل عن المستوى الذي يفضله، سواء من ناحية الشكل أو المضمون في اللغة والمتن المكتوب.

لاحقا يُصدر كمال رواية «الأسياد» التي وضع فيها ثقله في الكتابة، فجاءت مفارقة للسائد من كتابات الشباب، أتبعها برواية «نسيت كلمة السر» وقصة عذبة شديدة الإنسانية يسرد فيها بطولات وآلام أبطال مصر في رياضات ألعاب القوى من خلال قصة حقيقية لأحد أشهر أبطالها في التايكوندو.

ويغيب كمال سنوات عن كتابة الرواية منشغلا بدوره المهم رئيسا للبعثات الطبية المرافقة للبعثات الأولمبية المصرية المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو ثم طوكيو، سبقهما برواية «نسيت كلمة السر» وأتبعهما بـ«الرواية المسروقة»، وبينهما أحلام أبطال الأولمبياد المصريين يسردها كمال بقلمه الرشيق على صفحته الشخصية بمنصة التواصل الاجتماعي فيس بوك التي تحولت في ليلة وضحاها منبرا نطمئن منه على أبطال البعثة في الأولمبياد، متناسيا وبتجرد شديد أنه هو الآخر بطل في مضمار الكتابة يسابق الزمن حتى تصل معزوفته الأدبية لما تستحقه، متناسيا كل محاولات الانقضاض على مشروعه وتعطيل مسيرته في الكتابة تحت دعوى متطلبات السوق وذائقة القارئ، تلك الأكذوبة التي عشنا فيها سنوات مخدوعين بالفهم الخاطئ لذائقة القارئ، وكأن تلك الذائقة لا تعرف سبيلا سوى الأعمال السيئة والسطحية.

وفي «الرواية المسروقة» يقرر كمال أن يستخدم كل أسلحته في مواجهة الوسط الثقافي والأدبي متحررا للمرة الأولى من سلميته المعهودة وابتسامته التي اشتهر بها، لكنه تحرر أبطال الأولمبياد في اللحظات المصيرية التى تستدعى قوة لا مفر منها تحقيقا للانتصار، مبدعا شخصية روائية جمعت بين الضعف الإنساني الناتج عن مجتمع يجهل كيفية التعامل مع أبنائه، وبين قوة ولّدتها لحظة انتصرت فيها الإنسانية لبطلة الرواية عندما وضعت في طريقها معلمتها في المدرسة والتي أعطتها النصيحة التي بدّلت حياتها؛ كوني أنت ولا ترضخي لابتزاز العالم من حولك، وأخرجي قوتك الكامنة في وجوههم يتبدلون ضعفا أمامك. لتبدأ رحلتها مع فكرة رواية تقرر من خلالها أن تجسد جميع الشخصيات السيئة التي حاولت تدمير حياتها وقتل إنسانيتها، كاشفة عن زيف الوسط الأدبي الذي تخترقه من أجل استكمال روايتها ونشرها!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التايكوندو أولمبياد الشباب أولمبياد طوكيو حسن کمال

إقرأ أيضاً:

الجبير يربط أمن البحر الأحمر باستقرار اليمن.. محاولة لإعادة إنتاج الرواية ’’الصهيونية-الأمريكية’’ أم تهرب سعودي من استحقاقات السلام؟

يمانيون / تحليل

تصريحات وزير الشؤون الخارجية للملكة العربية السعودية عادل الجبير في القمة العربية التي انطلقت أعمالها اليوم السبت 19 ذو القعدة 1446هـ الموافق 17 مايو 2025م في العاصمة العراقية بغداد، والتي ربط فيها أمن الممرات الملاحية في البحر الأحمر بتحقيق الاستقرار في اليمن، تأتي في توقيت حساس من عمر الحرب والصراع الإقليمي التي يديرها النظام الأمريكي.. هذه التصريحات تفتح الباب لقراءة أعمق لما تسعى إليه الرياض في المرحلة المقبلة.

 

من الناحية الدبلوماسية، يبدو تصريح الجبير وكأنه دعوة للسلام، إذ يربط الأمن البحري بالاستقرار السياسي. لكن في الواقع، فإن هذا الطرح يحمل نبرة مشروطة، تضع عبء تحقيق الأمن على طرف واحد – هو اليمن – بينما تتجاهل العدوان الصهيوني على غزة الذي يمثل السبب الحقيقي في الموقف اليمني، خصوصا وأن هذه القضية -العدوان على غزة- غابة تماما من خطابات قيادات المثلث الخليجي “السعودية وقطر والإمارات”.

 

اللافت أن الشرط الذي أشار إليه الجبير ونصه: “لا أمن في البحر الأحمر دون إنهاء تهديدات الحوثيين”، يتقاطع بشكل مباشر مع الرواية التي تبنّتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في الفترة الأخيرة، خاصة خلال عملياتهم العسكرية ضد اليمن بذريعة حماية الملاحة.

 

هذا التماهي في الخارجية السعودية يعكس ما يمكن اعتباره محاولة سعودية لإعادة تدوير الموقف الصهيوأمريكي بغطاء عربي، في ظل تراجع الحضور الأمريكي المباشر بعد الفشل العسكري والسياسي.

الفشل في تحقيق “ردع بحري” ضد اليمن، والاضطرار الأميركي إلى الدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار، كشف حدود القوة للولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الملف، وأعطى اليمن موقعًا تفاوضيًا أقوى.

هنا، يُفهم من تصريح الجبير كمحاولة لإعادة تموضع السعودية في هذا الملف، عبر نقل الضغوط من واشنطن إلى العواصم العربية، ومحاولة تصوير الأزمة كأزمة “استقرار يمني” بدلاً من كونها نتيجة تدخل و”عدوان خارجي”.

وبدل أن تبادر السعودية بدور واضح للتعامل مع السبب الرئيسي للحصار المفروض على السفن الإسرائيلية بشكل مباشر، يفتح الجبير بابًا جديدًا من الشروط. هذا ليس طرحًا لحل، بقدر ما هو تعليق للمسار السياسي على مشجب الأمن البحري، وكأن الرياض تقول: “لن يتحقق السلام قبل أن يتحقق أمننا البحري”، بينما الأصح دبلوماسيًا هو: “لن يتحقق الأمن البحري دون سلام حقيقي وشامل”.

تحمل تصريحات الجبير رسالة ضغط سياسية موجهة لليمن، مفادها أن الانخراط في المفاوضات المستقبلية سيكون مشروطًا بمحددات أمنية إقليمية، وليس فقط بمطالب داخلية يمنية.. وهذا يعزز قناعة أن السعودية لم تحسم بعد خيار التحول من طرف في الحرب إلى طرف في السلام، كما أنها تشير إلى أن الرياض تسعى لخلق غطاء سياسي جديد للتماهي مع شروط العدو الصهيوني أمريكي، ولو على حساب غزة والفظائع التي ترتكب بحق الالاف من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • المغرب يظفر بذهبية أولمبياد الكيمياء بباريس بمشروع يجمع العلم بالتبوريدة
  • كاريكاتير كمال شرف
  • حصة الدوريات والأندية التي ضمنت مشاركتها في أبطال أوروبا
  • تحرير أسرى أم محاولة خطف.. مدونون يشككون برواية الاحتلال في خان يونس
  • مع أبطال العالم وأمل الأولمبياد: نوران جوهر وزياد السيسي ينضمّان لنجوم روابط.. رسميا
  • النائب فايز أبو حرب: مصر كانت ولا تزال داعمة للحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية
  • سوريا تشارك في أولمبياد المعلوماتية الآسيويّ والمحيط الهادي في أوزباكستان
  • بعد آيسف 2025.. المملكة تحصد 6 ميداليات في أولمبياد الأحياء الدولي
  • الجبير يربط أمن البحر الأحمر باستقرار اليمن.. محاولة لإعادة إنتاج الرواية ’’الصهيونية-الأمريكية’’ أم تهرب سعودي من استحقاقات السلام؟
  • “أسئلة الرواية السعودية”.. قراءة نقدية في تحوّلات الواقع عبر السرد