سودانايل:
2025-12-14@11:50:13 GMT

بابلو اسكوبار…. النسخة السودانية

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

يوسف عيسى عبدالكريم
في الأيام الأخيرة، انتهيت من مشاهدة حلقات مسلسل "بابلو إسكوبار: ملك كولومبيا غير المتوج"، وقد لفتت انتباهي العديد من المعلومات والشهادات حول صراعات عصابات الجريمة المنظمة في كولومبيا وعلاقتهم مع الدولة.
أحدث إسكوبار فوضى كبيرة في النظام والدولة الكولومبية، مما أثر سلبًا على جودة الحياة بها وأعاق تطور الحكم الديمقراطي فيها.

و كل ذلك كان ناتجًا عن خوفه من أن تتمكن أي حكومة وطنية منتخبة من تفعيل اتفاقية قديمة بين كولومبيا والولايات المتحدة، التي كانت تنص على تبادل المجرمين وتسليم المحكوم عليهم بين البلدين. وقد بررت الحكومة التي مضت الاتفاقية بأن السبب في ذلك هو عجزها عن توفير الحماية للسجناء خلال فترة محكوميتهم، نظرًا لقدرة عصابات الكارتل الكولومبية على اختراق السجون وتهريب زعمائها بالقوة .
لم يكن لبابلو أي مشكلة في إبرام صفقة مع السلطة الحاكمة ليتم محاكمته داخليًا. و قد قام بذلك في إحدى المرات مع احدى الحكومات الفاسدة، فقد كان يدرك تمامًا أنه يمتلك السيطرة على النظام الداخلي للبلاد، مما يعني أن محاكمته أو حتى سجنه لن تكون بالنسبة له سوى نزهة .
وقد تمت محاكمته في محكمة صورية، حيث أدانته المحكمة وحكمت عليه بالسجن لعدة سنوات ،و لكن من وراء الكواليس، اختار بابلو مزرعة نائية ليقضي فيها فترة عقوبته، والتي تحولت إلى مزيج من الحفلات الصاخبة والاجتماعات مع أعضاء الكارتل، مما زاد من نفوذه وقوته.
و قد اشترط أن يكون الحراس في الدائرة الأولى لحراسته من أفراد الجيش لتسهيل عملية التمويه و استغلال إمكانية الدولة في تأمين عملياته في توزيع المخدرات .
بينما كنت أشاهد تلك الحلقات على قناة نتفليكس، كانت تتبادر إلى ذهني أوجه الشبه بين الحالتين السودانية والكولومبية. بل إن شخصية بابلو إسكوبار تشابهت مع العديد من الشخصيات في الساحة السودانية إلى حد التطابق. فهناك شخصيات في واقعنا السوداني لا تقل عنه قسوة وتعطشًا للدماء، و تفوقه في الرغبة في القتل والتعذيب، وتحدي نظام الدولة من أجل ضمان سلامتهم وسلامة عائلاتهم . لقد أظهر المسلسل جانبًا آخر من شخصية بابلو ومن يشبهونه والذي قد يخفى علينا ، وهو جانب الجبن والخوف. فرغم ما كان يمتلكه اسكوبار من قوة وجبروت، إلا أنه كان يشعر بالضعف أمام الحقيقة، وكان القانون وقوة الشعب يثيران في نفسه الرعب.
وكذلك تظل حقيقة من اشعل حرب 15 أبريل ومن هو المستفيد من استمرارها تفزع الكثيرين في بلدي . الى حد انهم يرمون بالخيانة كل من ينفض الغبار عن السؤال عنها و يدمغون بالعمالة كل من يسعى لسبر أغوارها . مصرين على ان الاحداث تجاوزت تلك الحقيقة و ان الحرب تجب ما قبلها .
و لعمري ان ذلك شيء مريب ....
و كاد المريب أن يقول خذوني ...
ولعلك فهمت من المريب أيها القارئ الذكي.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صناعة وطنية …مستقبل واعد

 

 

تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات القوية والمستقرة وهي العمود الفقري الذي ترتكز عليه طموحات الأمم نحو التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
في سياق مسيرة النمو التي تشهدها بلادنا تبرز الصناعة المحلية ليس فقط كقوة اقتصادية محركة بل كإرث واعد نصنعه اليوم لأجيال الغد.
تشكل حماية وتعزيز الصناعة الوطنية استثماراً في المستقبل حيث تضمن توفير فرص العمل المستدامة للمواطنين وتحافظ على تدفق الثروة داخل الوطن وتقلص الاعتماد على التقلبات والاضطرابات في الأسواق العالمية. إن كل منتج محلي يخرج من خطوط الإنتاج ليس مجرد سلعة معروضة في الأسوق بل هو لبنة في صرح الأمن الاقتصادي والسيادي للبلاد.
كما أن الابتكار والتطوير في القطاع الصناعي يخلق بيئة تنافسية محفزة تشجع على نقل وتوطين التقنيات الحديثة وترسيخ ثقافة الجودة والإتقان. هذا التطور لا يرفع من قيمة منتجاتنا في الأسواق المحلية والدولية فحسب بل يضع أسسا متينة لاقتصاد معرفي قادر على مواكبة متغيرات العصر.
وعلاوة على الجوانب الاقتصادية تحمل الصناعة الوطنية رسالة هوية وطنية فهي تجسد إرادة الشعب وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص والموارد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
إن دعمنا للمصنع المحلي يعني مشاركتنا الفاعلة في كتابة فصل جديد من فصول نهضة أمتنا.
لذلك يقع على عاتقنا جميعاً أفرادا ومؤسسات
مسؤولية دعم هذا القطاع الحيوي. من خلال تفضيل المنتج الوطني والثقة في جودته والعمل على تطويره بشكل مستمر نكون قد ساهمنا بشكل مباشر في بناء درع واق لاقتصادنا وضمان مستقبل مزهر لأبنائنا وأحفادنا.
فليست الصناعة الوطنية خياراً اقتصادياً فحسب بل هي التزام أخلاقي وواجب وطني نحو الأجيال القادمة.
إنها الجسر الذي نعبر به من الحاضر إلى المستقبل حاملين معنا قيماً من العمل الجاد والعزيمة الصادقة لتبقى بلادنا شامخة بعز منتجيها قوية باقتصادها المنتج.

مقالات مشابهة

  • شوبير يكشف موقف الأهلي من التعاقد مع بابلو صباغ ويزن النعيمات
  • دارين حداد مطلوبة على جوجل بعد احتفالها بزفافها
  • مناوي: قمت بتنوير الخارجية الألمانية بموقف الحكومة السودانية
  • نقل الرفات إلى مقابر رسمية يجدّد حزن العائلات السودانية
  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • الفيل … وضل الفيل
  • نتنياهو يطلب تأجيل جلسة محاكمته بسبب جدول أعمال أمني وسياسي طارئ
  • بابلو إسكوبار العصر الحديث.. من رياضي أولمبي إلى أخطر مطلوب في أميركا